التصرف الوحشي لإدارة كابل مع المعتقلين المظلومين!
لم تكتف إدارة كابل بأن تقف إلى جانب المحتلين فحسب، وأن تضحي بالثروة الشعبية والوطنية والمكانة التاريخية لمصالحهم، لكنها فوق ذلك تكمن عداوة فكرية وعقيدية مع الشعب الأفغاني، ليس فقد لأنه شعب يجاهد ويساند المجاهدين، بل هي تعامل مجرد من يحمل الهوية الأفغانية معاملة غير إنسانية ولا أخلاقية ولا إسلامية.
إن المعتقلين والسجناء هم فئة لا طاقة لها في المجتمع الإنساني، ولهم في الشريعة الإسلامية وكذلك القوانين الدولية أصول وضوابط يجب أن يعاملوا من خلالها، وإن كان على مستوى العالم تراعى هذه الضوابط في المعاملة مع السجناء إلى حد ما، إلا أن المحتلين وإدارة كابل لا يعبئون لهذه القيم البشرية والحقوق الإنسانية على الإطلاق.
إن حكومة أمريكا الغاشمة تهتف على مستوى العالم بشعارات (التطور الإنساني، والعدالة، والمساوات) الجوفاء، إلا أنها أثبتت طيلة السنوات الاثنتا عشرة الماضية أن تصرفاتها لا تَمُتْ إلى الإنسانية بصلة، وأنها لا تعرف قيماً باسم العادلة والمساوات! فهاهي قد مضت اثنتي عشرة سنة على اعتقال أناس مظلومين في معتقل غوانتنامو الوحشي في مصير مجهول دون محاكمتهم سواء بقانون سماوي أو وضعي، في حين أنهم يدركون أنهم بذلك يرتكبون أبشع الظلم والعنف الذي لم يشهد التاريخ مثيلا له، لكنهم غرتهم الغطرسة والأنانية والظلم، فلا يذعنون للحق، وإنما لخداع العالم يتواعدون من حين لآخر بأنهم سيغلقون معتقل غوانتنامو، فإلى الآن لم يخطوا خطوة واحدة في سبيل ذلك!!
وإن المعاملة السيئة التي يعامل بها المحتلون المعتقلين المظلومين في غوانتنامو، نفسها ترتكب من قبل إدارة كابل في حق الشعب الأفغاني، فإن إدارة كابل اعتقلت عدداً من الأفغان المظلومين من مختلف الولايات، وألقت في غياهب السجون، وتعاملهم معاملة سيئة مخالفة لجميع القيم الإنسانية.
فالمعتقلون لا يتأوهون من مشاكل المأكل والمشرب والمسكن واللقيا فحسب، بل إن عدداً كبيراً من الأبرياء يقضون حياتهم في مصير مجهول خلف القضبان بسبب الفساد الإداري، والرشوة، والإختلاس، والبطش، ومراعات العداوات الشخصية، حتى أن بعضهم قد اكتملت مدة حبسهم، لكنهم رغم ذلك معتقلون لسنوات! ولذلك يضطر المعتقلون بالإضراب عن الطعام، فقد أضرب حوالي ١٧٠٠ من المعتقلين في ولاية هرات عن الطعام منذ أسبوعين، بسبب ما كانوا يعانونه من سوء المعاملة من قبل إدارة كابل العميلة، وبعد ذلك نزل المواطنون إلى الطرق والشوارع تضامناً مع هؤلاء المعتقلين، ونددوا هذا التصرف غير الإنساني وغير الإسلامي لإدارة كابل: httph://pa.azadiradio.org/media/video/25122164.html
والآن فقد صرح شخص عن طريق الهاتف لوسائل الإعلام أن ابنه وأخاه معتقلان منذ أربعة سنوات، وإلى الآن لم تنعقد الجلسة الثانية لمحاكمتهم! ولذلك اضطرا إلى خيط أفواههما، وأكد المذكور أنه لو لم ينظر في أمرهما سيواصلان إضرابهما إلى الموت! وهذا مجرد نموذج وإلا فإن مئات من أمثال هؤلاء المظلومين محرومون من المعاملة الإنسانية والإسلامية في ظل الديمقراطية الغربية.
يؤسفنا حال تلك المنظمات والجمعيات التي تصرخ بحقوق الإنسان، لكنها صامتة تجاه هذا الوضع، فلا تتجرأ على تنديدها ولا على نشر حقائقها!!
وإن الإمارة الإسلامية تنادي وتطالب المنظمات والجمعيات المتعقلة أن تدرك وتؤدي مسؤوليتها وفق المواسات الإنسانية في تأمين حقوق هؤلاء المعتقلين المظلومين.