
التظاهرات السلميّة ضد العمليات الإجرامية
بقلم الاستاذ خليل وصيل
انتهجت أمريكا بعد إستراتيجية “ترامب” الظالمة سياسة الأرض المحروقة تجاه الشعب الأفغاني المضطهد، وصارت تقتل عوام المسلمين في العمليات والمداهمات الليلية بلا رحمة ولا مبالاة كاملة، وتدمر منازلهم وتقصف قراهم وتحرق مزارعهم بقسوة تامة.
و لا يخفى على أحد أن العمليات الليلية أو المداهمات التي تقوم بها القوات المشتركة هي أكثر العمليات التي تودي بحياة الأبرياء العزل على الأطلاق.
ولم يكن للأفغان أن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه العمليات الليلية الظالمة، فسارعوا إلى استخدام كل السبل والوسائل المتاحة لتحرير بلادهم ورفع الظلم عن أنفسهم، بدءا من الكفاح المسلّح وانتهاء بالمظاهرات السلميّة.
والمتابع للشأن الأفغاني يرى أن الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية كثرت في الآونة الأخيرة في أفغانستان تنديدا بما ترتكبه أمريكا وعملاءها الأنذال من تدمير وإبادة جماعية وجرائم حرب في حق مدنيين، وغالبا ما يحمل المتظاهرون أثناء كل احتجاج جثامين الشهداء الذين يسقطون قتلى في المداهمات والغارات الأمريكية، مردّدين شعارات وهتافات تظهر مدى كراهيتهم وعدائهم للاحتلال وعملائهم.
وفي التاسع عشر من ديسمبر كانون الأول خرج أهالي مديرية “شهر صفا” بولاية “زابل” ضد هذه العمليات في تظاهرة، وهددوا أنه إن لم تقف هذه العمليات ضدهم سيسدّون طريق كابل كندهار في وجه السيارات والشاحنات.
وقال المتظاهرون لوسائل الإعلام: إن القوات الخارجية والقوات الداخلية الخاصة يواصلون عملياتهم الوحشية في قرى وأرياف هذه المديرية منذ عدة أشهر، مما أقض مضجعهم وكثيرا ما يتكبّدون في تلك العمليات خسائر نفسية ومالية كبيرة، كما اضطرت كثير من العوائل إلى الهجرة والفرار من المنطقة.
وقال “دوست محمد” أحد سكان هذه المديرية: إلى جنب القوات الخارجية تمارس القوات الداخلية الخاصة أيضاً العمليات الليلية في القرى وتداهم المنازل مما واجههم بالمشاكل الكبيرة.
و قال “محمد هاشم”: إن العمليات الليلية تستهدف منازلهم وقُراهم وتلحق بهم الخسائر النفسية والمالية، وإن لم تتوقّف سيخرجون مسيرات كبيرة وسيسدون الطريق الرابط بين كابول وقندهار في وجه السيارات والشاحنات، وأضاف أن هؤلاء المتظاهرين كلهم يطالبون بإيقاف هذه العمليات الظالمة.
إن تظاهرات الأفغان السلمية ضد العمليات الأمريكية الإجرامية تدل على أن المشكلة الكبرى لهذا البلد هو الاحتلال الأجنبي الذي لا زال جاثما على صدر الشعب الأفغاني والذي يعيث في الأرض الفساد، ويقتل الأطفال والشيوخ والنساء، وقد بلغ عدد الضحايا المدنيين خلال العقد الأخير إلى أكثر من 100 ألف حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وبعد هذه الدلائل كان لزاما على أدعياء حقوق البشر أن يتحركوا لأجل حل مشكلة الأفغان، لكن لم تتمعر وجوههم قط مما يمرّ بالإنسان الأفغاني رغم فظاعة الجرائم وشناعتها، بل يسعون لتبرير هذه الجرائم وتبرئة المجرمين.
وإن استمر هذا التغاضي عن جرائم الاحتلال الأمريكي فالعالم الإسلامي عامة والشعب الأفغاني خاصة سيفقدون ثقتهم في السبل السلمية وسيتدفقون نحو ساحات الجهاد زرافات ووحدانا، فإذا لم تنفع السبل السلمية في ردع العدوان فلا بد من الجهاد في سبيل الله، لندافع عن بلداننا وديننا وأمتنا، و”آخر الدواء الكي كما يقال”.