
الجنود الأميركيون ضحايا أطماع ترامب
حافظ منصور
يُقتل الأمريكان بين الفينة والفينة بأيدي جنود الإمارة الإسلامية، إلا أنهم لا يخرجون من حصونهم المحصّنة كما صرّح بذلك قائد القوات الأمريكية في أفغانستان (جون نيكولسون) حين أعلن بأن قواته محاصرة في كل أفغانستان عاجزة عن التحرك على الطرق البرية بسبب عمليات وهجمات مقاتلي حركة طالبان الأفغانية، وأن كل تحركاتها اليوم تجري بالمروحيات، وهو ما يذكر بتحركات القوات الأمريكية أواخر حربهم مع الفيتناميين إلى أن تم إجلاؤهم بالمروحيات من على أسطح البنايات التي كانوا يقيمون فيها، واعترف الرئيس الأفغاني باعتراف مرّ عندما قال بأنّ قواته لن تصمد أكثر من ستة أشهر في حال انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان.
فما وراء هذه القصّة؟ ولماذا يتحمّلون الخناق والضيق والحصار، ويعانون ظروفاً قاسية، وكلما وجد الطالبان فرصة انتهزوها لضربهم ودكّهم بالعمليات الفدائية والاستشهادية؟
لماذا هم مصرّون على البقاء في أفغانستان، بينما تأتيهم بعد الفينة والأخرى توابيت فلذات أكبادهم؟
صحيح بأنهم يذرون الرماد في عيون شعبهم بأنهم يسعون لتحقيق أهداف معلنة في حربهم على أفغانستان وهي محاربة الجماعات الإرهابية وحماية الأمن القومي الأمريكي، إلا أنّ السبب الرئيس هو أنّهم ماديون وعباد البطن والمعدة.
فلم يأتوا لأفغانستان عطفاً وحناناً على الشعب المكلوم المضطهد، أو ليتحمّلوا من أجله الشدائد والنكبات، بل إنّ الثروة المعدنية القابعة في بطن الأراضي الأفغانية هي أحد أسباب رفض ترامب الانسحاب منها دون الحصول على ثرواتها وتعويض الخسائر التي منيت بها بلاده، ففي تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أكدت أن الثروة المعدنية هي السبب وراء إبقاء الرئيس الأمريكي على وجود قواته في أفغانستان.
وبحث ترامب استغلال هذه الثروة مع نظيره الأفغاني محمد أشرف عبد الغني، الذي عمل على تعزيز عملية استخراج المعادن باعتبارها فرصة اقتصادية، والتعاون مع الشركات الكبرى في هذا الإطار، وبالفعل التقى ثلاثة من مساعدي ترامب مع مايكل إن سيلفر أحد المديرين التنفيذيين لشركة “أمريكان إليمنتس” الكيماوية، لمناقشة إمكانية استخراج المعادن النادرة هناك، الذي يمتلك أيضا شركة “داين كورب إنترناشونال” شركة المقاولات العسكرية، الأمر الذي يمكن فيه الاستفادة من أفرادها العسكريين الذين سيتولون تأمين مناطق التنقيب، فسبق أن قدر المسئولون الأمريكيون في 2010 قيمة المعادن غير المستغلة في أفغانستان بحوالي تريليون دولار، وهذا الرقم كفيل بأن يجذب ترامب للبقاء في أفغانستان.