مقالات الأعداد السابقة
الحنين إلى القدس
أحمد شوقي
جاشتِ الأشواقُ وانزاحَ الكَرَى |
ولظى الحُزنِ بلَيلِيْ مؤنِسِيْ |
آهِ! لو أمكنَ يا روحَ السُّرَى | ما برحْتُ لحظةً في مجلِسي |
كنتُ أسريتُ إلى تلكَ الرُّبى | في بِقاع طُهِّرَتْ مِن دنَس |
فلَقدْ طال على القلب النَّوَى | وهوَى الأشواقِ بيتُ المَقدِس |
* * * | |
يا بلادَ النورِ.. يا مهْدَ النُّبوَّهْ | أزِفَ النصرُ فلا تستسلِمي |
لم تزلْ في أُمّتي بعضُ فُتوَّه | تَنسُجُ الأنوارُ رُغمَ الظُّلَمِ |
ولنا -يا قُدْسُ- في الإيمانِ قوَه | تجعلُ الأبطالَ مِثل القممِ |
سيذوق المجرمُ الباغي عُتُوَّهْ | فاصبِريْ -يا قدسَنا- لا تسأَمِي |
* * * | |
ستُغنِّي القدسُ أنغامَ الإِبَاْ | مِن ذُرَى مِئذَنةٍ في الغَلَس |
تشحذُ العزمَ وتدعوْ للفِدا | طالَ في الأَسرِ ثَرى الأندَلُس |
وبكتْ بغدادُ مِن ظُلْمِ العِدا | كلَّ يوم ٍكأسَ ذلٍّ تحتسي |
أينَ من يعشَقُ أسبابَ الرَّدى | ويرى الموتَ شبيهَ العُرُسِ؟! |