مقالات الأعداد السابقة

الدور الحيوى لحركة طالبان الأفغانية في مرحلة حرجة من تاريخ المسلمين

# أمريكا تطرح شروطا متعنتة فوق طاولة مفاوضات لا يجلس عليها أحد غيرها !!.
# حركة طالبان ترشد المسلمين في مرحلة تاريخية حرجة.
# إذا لم يتعلم المسلمون من أفغانستان فسوف يستمر احتلال بلادهم وتطمس الهوية الإسلامية.
# حتى لا يظهر في بلاد المسلمين أمثال سياف وكرزاى ودوستم وأتاتورك.
# الاستيلاء من الداخل على حركات إسلامية شهيرة هو أخطر وسيلة لتضليل الأمة.
# لجنة الدعوة والإرشاد لها دور إستراتيجي سياسي وعسكري، وهى إضافة عبقرية لوسائل الحرب النفسية ضد الاحتلال.
::::::::::::::::::
هناك فارق جوهرى بين ما يقوم به الاحتلال في مرحلة تواجده الأخيرة وما يقوم به المجاهدون من إجراءات لإنهاء الحرب لصالحهم، بما يتناسب مع الوضع العسكرى وموازين القوى الظاهرة على الأرض، وموازين القوى المعنوية التي لا يمكن أن يقدرها غير خبراء ميدانيين، تابعوا الحرب منذ بدايتها ويلاحظون بدقة تأثيراتها على المشاركين فيها، سواء الجنود أو الإدارات التي تعمل لإسنادهم من خارج ساحة المعركة، وأيضاً تطورات الرأى العام للسكان المدنيين وردود أفعالهم.

العمليات النوعية للمجاهدين

المجاهدون أصبحوا أكثر ميلاً للعمليات النوعية، سواء الاستشهادية، أو هجمات الكوماندز المعقدة ضد القواعد الكبرى أو الأهداف الحيوية الحصينة، أو حتى العناصر القيادية لدى العدو. ولا يعنى ذلك انخفاض وتيرة الهجمات الأرضية على الأهداف المتحركة على الأرض، أو ضد المواقع التي تتولى حراستها قوات محلية من الجيش أو المرتزقة المحليين.
ويمكن القول بأن هجمات المجاهدين ضد قوات الاحتلال قد انخفضت عدديا وارتفعت نوعيا، نتيجة انحسار العمل الهجومي لتلك القوات وتراجعها إلى داخل قواعد كبيرة تحتاج إلى عمل نوعى في الهجوم عليها. ولكن من جهة أخرى فإن عمليات المجاهدين تزايدت على الأرض ضد القوات المحلية، من أجل تطهير المزيد من الأرض من أيدى القوات العميلة التي أخذت أهم مواقع سادتها المستعمرين وتتولى الدفاع عنها.
العدو يتحول إلى العمل الإجرامى
إبقاء الجنود في موضع السكون داخل الخنادق أو خلف جدر محصنة في قواعد عسكرية، يصيبهم بالملل إلى جانب الخوف من الموت في أى لحظة، بما يؤدى بهم إلى أمراض نفسيه واضطرابات خطيرة قد تدفعهم إلى العنف ضد زملائهم وقادتهم، أو الفرار أو الانتحار.
حدث ذلك في السنوات الأخيرة للحرب ضد الجيش السوفيتي، فعندما انسحب ذلك الجيش تحركت القوات المحلية إلى الخلف في خطوط دفاعية نادرا ما تتخطاها. فتعرضوا لضغط هجومي شديد من المجاهدين فوقعت فيهم الأمراض السابق ذكرها، وفى النهاية استسلموا عند أول هجوم كبيرة تعرضوا له. وكثيراً ما قتلوا ضباطهم الكبار أو ببساطة غادروا مواقعهم من تلقاء أنفسهم وقدموا أسلحتهم وما لديهم من معلومات إلى المجاهدين، حتى يضمنوا لأنفسهم انسحابا آمنا، رغم أن أحدا لم يكن يعترض لهم بأذى عند الفرار، بل كانوا موضوع ترحاب ولقوا كل عون ممكن.
وبشكل ما تتكرر نفس الصورة حاليا، رغم الفوارق بين الجندي الراهن والجندي المحلى وقت الاحتلال السوفيتي. فالجنود الحاليون يتلقون رواتب عالية من الاحتلال الأمريكي، بعكس الجندي القديم الذي كان بائساً مختطفاً من قريته ليقوم بخدمة عسكرية إجبارية شبه مجانية، ويعامل معاملة سيئة للغاية من الضباط الحزبيين. ولكن الجندي الحالي ومع حرصه على المرتب المرتفع الذي يحصل عليه فإنه يعانى من نفس الضغوط النفسية للعمليات الهجومية للمجاهدين مع خوفه من المصير الذي ينتظره بعد رحيل الاحتلال.
جنرالات الاحتلال في الوقت الحالي وجدوا وسيلة لتلافى حبس الجنود والضباط لفترة طويلة وراء الجدر المحصنة فيتعرضون للعطب. لذا يكلفونهم بمهام خاصة لاغتيال المدنيين برفقة عناصر الميليشيات المحلية التي يترأسها مجرمون كبار في مناطق معينه.
وقد جاء ذكر عدد من تلك النشاطات الإجرامية في إحصاء صادر عن الإمارة الإسلامية، انتهى البيان محذرا بالقول (ولكل هذه الأفعال ردود أفعال حاسمة بحيث يكون مسؤوليتها على عاتق سادة هؤلاء العملاء). أى أن الأمريكيين أنفسهم سوف يتلقون العقاب على تلك الأعمال التي قام بها المجرمون الذين يعملون لحسابهم.
واحد من تلك الجرائم التي أوردها البيان شارك فيه الجنود الأمريكيون مباشرة بما يوضح طبيعة التحول في النشاط القتالي للقوات الأمريكية صوب النشاط الإجرامي البحت، بعد أن عجزوا عن إحراز النصر في العمليات العسكرية المباشرة أو حتى الحفاظ على قواعدهم الحصينة من الهجمات النوعية والاستشهادية.
يقول الخبر أنه في يوم 18 نوفمبر 2012 قامت مجموعه من المجرمين المحليين يرافقهم جنود أمريكيون بغارة عند صلاة الفجر على مسجد في منطقة “شلجر” بولاية غزني، وحينما شرع الإمام في الصلاة داهم المعتدون المسجد وأسروا الإمام وعدد من طلابه وعدد من المصلين واختطفوهم مكبلين، وبعد يومين وجدت جثه الشيخ مكسور اليدين والقدمين وقد أصيب بطلقات نارية وجهة.
فرق الموت
وهناك الكثير جداً من الممــــــــــــــارسات البشعة التي تقوم بها عصابات المجرمين الذين يطلقهم الاحتلال لترويع المدنيين، وأحياناً يساندهم بعناصر من جنوده وضباطه. تلك العناصر الإجرامية حسب وصف البيان المذكور ” أغلبهم معتادوا مخدرات وناهبون وسارقون ملوثون في جنايات وجرائم قتل، وقد جعلوا حياة الشعب أمام تحديات عنيفة”. وكما نرى فإن أعمالهم بعيدة عن كونها أعمال عسكرية لأنها موجهة فقط ضد المدنيين وتعذيبهم وقتلهم بأبشع الأساليب، وهذا يجعلهم صورة طبق الأصل من هؤلاء المجرمين الذين يستخدمهم الأمريكيون في مناطق عديدة من بلاد المسلمين ولهم أسماء مختلفة من مكان إلى آخر، فمهم “بلطجية” أو “شبيحة” أو “ميليشيات”، وهم في كل الحالات يعملون في خدمة أجهزة “الأمن” والاستخبارات الداخلية أو الخارجية. كل ذلك امتداد لتجربة فرق الموت التي أنشأتها الولايات المتحدة في دول أمريكا الجنوبية لترويع السكان الثائرين وإغتيال قيادات الثورة والمحرضين عليها.
فى أفغانستان تنشط تلك العناصر الخطيرة من عصابات الإجرام وتتكامل في وظيفتها مع “المرتزقة” الذين هم القدم الثانية للجيش الأمريكي، و “يحلم” بأن يتركها خلفه بعد أن ينسحب من البلاد حتى تستكمل نفس المهام بشكل غير رسمي، أو كمدربين للقوات المحلية أو كحراس للمنشآت الأمريكية.
فرق الموت في أفغانستان هي الفئة التي تمارس الإجرام البحت لترويع السكان الآمنين بتوجيه وتسليح وتمويل من الاحتلال الأمريكي وحكومة كرزاى في كابل. وذلك بهدف خلق ضغط نفس على المجاهدين وفتح جبهات محلية جديدة تخفف الضغط عن العدو المنسحب.
عجز أمريكي عن التمويل
الجيش المحلى يواجه الصدمات المتتابعة وهو يرى جنود الاحتلال يتركونه وحيداً ويفرون إلى بلادهم، وقد تقلصت كثيراً الخدمات المقدمة إليهم سواء كانت دعماً عسكرياً أو لوجستيا. وهناك عجز واضح في تمويل وحدات الجيش خاصة في الأطراف البعيدة والمعزولة فوق الجبال كما في ولاية كونار، وغاب عن الجنود هناك خدمات الإمداد الجوى والمروحيات الأمريكية، وحل مكانها أساطيل البغال والحمير، وحتى هذه أيضا لم يعد لدى الجيش ما يكفى من المال لسداد أجرتها. وقد تحدثت الصحافة الغربية عن تلك المشكلة. وهنا لابد من ملاحظة تأثير الضائقة المالية الأمريكية، وحجم الفساد في الإدارات العسكرية الأمريكية والأفغانية.
فمنذ فترة من الزمن يتردد خبر عن نقص التمويل الأمريكي المقدم إلى شركات المرتزقة المحليين، وبالمثل عصابات الجرمين ” فرق الموت” الذين تحدثنا عنهم. لذا قد ينصرف بعض هؤلاء عن خدمة المحتل من أجل “العمل الخاص” كعصابات مستقلة. ولكن العديد منهم يختفى عن الأنظار حتى لا تطاله يد العقاب بعد توسع مناطق المجاهدين وتراجع قوات الاحتلال وانسحاباتها المتوالية تمهيدا للمغادرة النهائية.
القفز من السفينة الغارقة
سفينة الاحتلال آخذة في الغرق يوما بعد يوم، وجرزان نظام كابل يقفزون إلى خارج البلد مصطحبين حقائب الدولارات. أما الذين أخطأوا في الحساب فإنهم يراجعون أنفسهم بسرعة ويبدلون المعسكر الذي وقفوا فيه، ويعودون إلى وعيهم وينضمون إلى شعبهم مرة أخرى.
فهناك موجة تتزايد من انضمام جنود الجيش والشرطة إلى المجاهدين. والإمارة الإسلامية أنشأت إدارة خاصةِ لتقديم الدعم إلى هؤلاء الفارين وتأمين حياتهم، والاتصال بكل من يرغب منهم في مغادرة موقعه مع الاحتلال أو الاستمرار فيه ولكن متعاونا مع المجاهدين. تلك الإدارة الخاصة تعمل تحت اسم (لجنة الدعوة و الإرشاد) ولها فروع في جميع ولايات أفغانستان وقد حددت طرق علنية وأخرى سرية من أجل الاتصال بها.
واللجنة، كما جاء في مجلة الصمود، تتصل أيضاً بأفراد الشعب الراغبين في الاستفسار أو إسداء النصح والعون للمجاهدين. وتقوم اللجنة بتوضيح سياسات ونشاطات الإمارة الإسلامية وتعمل على الحفاظ على علاقات طيبة وحميمة مع الشعب. إن إدارة الدعوة والإرشاد ومهامها غير الاعتيادية في اختراق صفوف العدو، وربط علاقات قوية مع الجمهور هي أحد معالم المرحلة النهائية للحرب التي تعجل لحظة هزيمة العدو. ولهذا فإن إدارة الدعوة والإرشاد ذات قيمة و دور إستراتيجي، سياسي وعسكرى في وقت واحد، كما أنها إضافة عبقرية لوسائل الحرب النفسية التي تشنها حركة طالبان ضد الاحتلال وعملائه.
العدو : عمليات الإفلاس السياسي
إطلاق الإشاعات هي واحدة من أبرز سمات الإفلاس السياسي للاحتلال.
وآخر الإشاعات كان حول إجرائه نوع من المفاوضات مع وفد المجاهدين في المؤتمر العلمي في باريس. وليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، حيث أن المحتل الأمريكي يعانى من ذعر حقيقي خوفا من أن يغادر أفغانستان بدون أى إتفاق أو حتى تفاهم مع حركة طالبان الزاحفة بقوة نحو السلطة بعد جهاد طويل ناجح بشكل استثنائي ضد قوة حشد استثنائي للقوة العسكرية والتحالفات السياسية كانت هي الأضخم في تاريخ الحروب. حتى المدى الزمنى لهذه الحرب كان هو الأطول في تاريخ أمريكا الحافل بالحروب العدوانية ضد الشعوب.
وملامح انهيار الأوضاع في العاصمة كابل واضحة للغاية في تهافت الحكومة، وسيل الأموال المهربة لصالح أركان النظام، مع وصول ضربات المجاهدين إلى داخل معاقل الحكم العسكرية والأمنية.
هذا في الوقت الذي يتسع فيه نطاق الإدارة المدينة للمجاهدين في المناطق المحررة، ونظامهم القضائي حاز ثقة الشعب في تلك المناطق، وحتى في المناطق التي مازالت خاضعة للاحتلال أو الحكومة العميلة يأخذ الناس / بشكل متزايد/ قضاياهم إلى قضاء المجاهدين في المناطق المحررة. ذلك أن الفساد طال القضاء الحكومى كما طال جميع أجهزة الدولة العسكرية والمدنية، ويسرى ذلك أيضاً على كبار جنرالات الاحتلال ومستشاريه المدنيين والعسكريين. وفساد المحتلين يعطى الضوء الأخضر والمزيد من الثقة للفساد الحكومى المحلى كى ينطلقا آمنين وبأقصى طاقة ممكنة قبل أن ينهار مسرح الفساد على رؤوس من فيه، وتدهم الجميع يد العدالة الجهادية القوية. وذلك أمر بات وشيكا، فالضربات العسكرية والانتفاضات المدنية طردت الاحتلال من مناطق واسعة وهامة في كل الأرجاء، كما حدث مثلاً في ولاية سمنجان التي هرب منها جيش الاحتلال الألماني نتيجة للنشاط الجهادي للسكان والمجاهدين. وجيش الاحتلال الفرنسي حزم أمتعته ورحل إلى الأبد من ولاية كابسا شمال العاصمة كابل بعد أن أثقلت الهزائم كاهله، وهو يبحث في مسألة سحب عشرات المترجمين الأفغان الذين عاونوه أثناء فترة احتلاله. ولكن آخر ما يشغل الاحتلال في أى مكان وزمان هو مصير العملاء الذين عملوا لأجله، سواء كانوا مترجمين أو كانوا وزراء أو جنرالات أو أمراء حرب أو زعماء وقادة سابقين.
الدعم المستحيل
الوضع الاحتلالي كله في حالة سقوط، وحركة طالبان ترفض أن تكون أداة لإنقاذ الاحتلال بعد أن كانت أداة لطرده وهزيمته. لذا لن تدخل في أي اتفاق سياسي يجعلها جزءا من نظام كابل بشراكة مع حكومة من العملاء والخونة والمرتزقة تحت دستور وضعه الاحتلال من أجل استبعاد الإسلام من أفغانستان وضمان تبعيتها له. وذلك فارق جوهري بين قياة حركة طالبان في الإمارة الإسلامية وبين قيادات “الربيع” في بلاد تعانى من عواصف سياسية واجتماعية ناتجة عن فقدان الهوية وضياع بوصلة التدين الحقيقي التي تحدد الاتجاه الصحيح.
فمن المستحيل خدمة أهداف الدين والأطماع الشخصية والحزبية في وقت واحد. كما أن الوصول إلى حكم إسلامي حقيقى لا يأتى بمعونة أمريكا ولا إسرائيل ناهيك عن كلب حراسة الإمبريالية المدعو حلف الناتو.
فهدف الإمارة الإسلامية هو إخراج الاحتلال من أفغانستان وليس مشاركته السلطة فيها. ولو أن حركة طالبان كان لديها الاستعداد لمشاركة الأمريكيين في حكم أفغانستان والتفريط في استقلال وثروات ذلك البلد وهويته الإسلامية لما قامت هذه الحرب أصلا، ولكانت الإمارة الإسلامية نجما في المجموعة الدولية التابعة للولايات المتحدة، وتحظى بالمديح في كل المحافل السياسة والإعلامية.
# موقف حركة طالبان المتمسك بالإسلام والاستقلال والحرية، يمثل انتكاسة كبرى بالنسبة للأمريكيين وتهديدا لسياستهم في (الشرق الأوسط الكبير) الذي توسع مفهومه الجغرافي والسياسي كي يطال أفغانستان ويمتد غرباً حتى يصل إلى الشاطئ العربي للمحيط الأطلسي. في تلك المنطقة، وتملقا للمشاعر الإسلامية القوية لسكانها، عمدت السياسة الأمريكية إلى توريط حركات إسلامية عديدة في المشاركة في الحكم وتقاسم المناصب والمكاسب المالية والاقتصادية والتخلي عن مطالب شعوبها ومعايير الإسلام في الأخلاق والسياسة والحكم. وهذا نفس ما يحدث مع حكومة كابل الحالية بتزيينها بالعديد من وجوه قديمة “لمجاهدين” طالما خدعوا المسلمين بمظهرهم “الملتزم”. ولما داهمتنا محنة الغزو والاحتلال الأمريكي تجلت حقيقتهم واضحة حين تقدموا صفوف المقاتلين المرتزقة وحكومات العار التي عينها الاستعمار وأعطاها الشرعية في مؤتمرات عقدت في عواصم بلدان الاحتلال.
# تلك ليست تجربة أفغانية صرفة والخشية من أنها قد تصبح “ظاهرة إسلامية” في الكثير من البلدان، والأدهى أن يتم التمويه على تلك الكارثة بأن يطلق عليها أسماء لطيفة مثل ” الربيع” أو “الصحوة الإسلامية”، كما أطلقوا في بعض البلدان على عصابات القتلة التي تخدم الاحتلال الأجنبى لفظ “الصحوات”.
# إن حركة طالبان ترفض المشاركة في الخطة الأمريكية لخداع المسلمين وإيهامهم أن الإسلام يحكم في كابل ضمن توليفة نظام دموى فاسد لا يمت للإسلام بأية صلة. ذلك الرفض هو عمل سياسي استراتيجي يصيب الأطماع الأمريكية في مقتل، ويهدد تواجدها في بلاد “الشرق الأوسط الكبير” ويوقظ الشعوب من غفوتها ويظهر لها زيف الكثير من القيادات التي تنادى شكلا بشعارات الإسلام وهى تسير في اتجاه معاكس.
بعد رحيل الاحتلال الحتمي عن أفغانستان سوف يحاكم هؤلاء الذين خانوا الدين والوطن ووقفوا إلى جانب جيوش الاحتلال مخادعين الشعب بشعارات الإسلام، وسوف يلاقون جزاءهم طبقاً للأحكام الشرعية. أما الذين يفرون في ركاب الاحتلال، كما جاءوا في ركابه، فسوف يعيشون في أجواء الخوف والعار الذي سيلازم أسماءهم على مر الزمن.
# إن حركة طالبان بصمودها عى موقفها المبدئى برفض التفاوض مع المحتل الأمريكي والإصرار على إتمام انسحاب قوات العدوان أولا، هو عمل لا ينقذ أفغانستان فقط ومصير الإسلام فيها، بل ينقذ أيضا كامل المنطقة الإسلامية من حالة الانهيار التي يتدافع فيها الكثير من القيادات الإسلامية الذين على الشاكلة الكريهة للمنافق “سياف” فيعقدون الصفقات السياسية مع أمريكا وإسرائيل على حساب الإسلام والمسلمين من أجل القفز السهل الرخيص إلى السلطة طبقاً لمعادلة (السلطة مقابل الخيانة ). والخيانه هنا تأخذ شكل قبول المنصب والمال والشهرة الدولية تحت الوصاية السياسية والاقتصادية لأعداء الأمة.
الحاضر القريب والتاريخ يشهدان بأن الأمريكيين سريعاً ما يتخلون عن العملاء كما يتخلون عن أوراق التنظيف المتسخة، ويلقون بهم في سلة المهملات التي تضم الكثير من الرؤساء والوزراء والجنرالات وغيرهم من ذوى المناصب اللامعة.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أمريكا تواجه عواقب وخيمة
لابد من التذكير دوماً بالعواقب الوخيمة لتأخر القرار الأمريكي بالانسحاب من أفغانستان. فحرب أفغانستان لها تأثراتها المالية والعسكرية والنفسية والسياسية على الولايات المتحدة ونظامها وتماسك قواتها المسلحة وقوتها المالية. وذلك هو أيضا هو رأى كبار المفكرين في الولايات المتحدة ومن ينهم مستشار الأمن القومى السابق “زبجنيو بريجينسكى” في كتابه الأخير وعنوانه ” رؤية إستراتيجية ـ الولايات المتحدة وأزمة القوة العالمية ” الذي يرى تشابها بين أوضاع بلاده الآن وأوضاع الإتحاد السوفيتي قبل انهياره وذلك في ثلاث نقاط جوهرية هي : المحاولة الفاشلة في إخضاع أفغانستان بحرب مستمرة على مدى عقد من الزمان، والإنفاق العسكري الباهظ، والإدارة الحكومية المشلولة والعاجزة عن إجراء تعديلات سياسية جادة.
تذكر ذلك يبث الثقة في نفوس المجاهدين بأن طول أمد تضحياتهم إنما يضاعف من قيمة نصرهم القادم، لأنه لا يغير فقط تاريخ أفغانستان بل تاريخ العالم كله. وإن بلادهم بنظامها الإسلامي سوف تكون ذات شأن عظيم في مستقبل البشرية في المرحلة القادمة.
# وكما ذكرنا آنفاً فإن صمود حركة طالبان أمام إغراءات السلطة، وغواية الأعداء لها بالمشاركة مع الأمريكيين في حكم أفغانستان تحت شعارات إسلامية زائفة كما فعل عديدون في مناطق عربية وإسلامية، هو إعادة للمسيرة الإسلامية في بلاد العرب وباقي العالم إلى مسارها الصحيح والتمايز عن الأعداء وأنظمتهم السياسية، ونبذ طريق خيانة الإسلام والمسلمين في سبيل المناصب والأموال.
إن جهاد شعب أفغانستان تحت قيادة واعية وقوية مثل حركة طالبان، إنما يصنع تاريخ أفغانستان والعرب والمسلمين، بل والعالم كله. وليست تلك هي المرة الأولى التي يفعلها شعب أفغانستان، ولكن جميع الدلائل تشير إلى أنها المرة الأكبر والأبعد مدى. ويصلح انحراف مسيرة المسلمين ومسيرة الانسانية بزوال تأثير أكبر طواغيت البشر الذين أفسدوا الحياة على ظهر الأرض. ذلك الطاغوت الأكبر هو ” الولايات المتحدة الصهيونية”، ومعها تحالف الشيطان المدعو حلف الناتو.
طالبان وإصلاح المسيرة الإسلامية
فى حساب المراقبين فإن رفض حركة طالبـــــــان الدخول في مفاوضات مع العدو إنما يعكس ميلا حاسما في موازين القوى لصالح الحركة الجهادية. وأن الشروط الأمريكية المطروحة تمثل عجرفة غير واقعية ولا يدعمها موقف قوى مواز لها على الأرض، فالواقع يشهد بأن قوات العدوان منهزمة وتنسحب بلا أى ضمانات أو اتفاقات أو حتى تعهدات من جانب القوة المنتصرة القادمة لحكم أفغانستان وهى “الإمارة الإسلامية” وجهازها الجهادي “حركة طالبان”. وذلك يوضح أن انسحاب الجيش الأمريكي هو عملية فرار من ميدان المعركة، بينما يحاول العدو التعويض أو التغطية على الهزيمة بالتشدد اللفظى وطرح شروط متعنتة على مائدة مفاوضات لا يجلس عليها أحد غيره !!، وذلك قمة التخبط والضعف. كما يحاول العدو التعويض عن هزيمته الميدانية بالحرب النفسية وإطلاق حملة الإشاعات، ثم بعمليات إرهاب المدنيين بواسطة فرق المجرمين “البلطجية” الذين سلحتهم أمريكا وأطلقتهم على الآمنين في بيوتهم، في محاولة لإضعاف الدعم الشعبى للثورة الجهادية، كما حاولوا بنفس الطريقة في أماكن وبلدان أخرى صرف الشعوب عن المضي قدما في ثوراتها. طريقة أخرى لا تقل وحشية هي عمليات الإعدام الجماعي للأسرى من المجاهدين في سجون نظام “كرزاى” وتابعه “سياف” المفتي المزيف الذي أفتى بتعليق جثث الشهداء على مداخل كابل ( ولعله بذلك يتنبأ بمصيره الشخصي ).
أن صمود حركة طالبان سواء في مجال القتال عسكريا ضد المحتلين أو القتال ضدهم سياسيا له تأثيرات أبعد مدى بكثير ويتعدى حدود أفغانستان الجغرافية، وأطول زمنيا في التأثير على مجريات الأمور في العالم كله وتاريخ العالمين الإسلامي والعربي.
= لقد شنت الولايات المتحدة حرباً صليبية ضد العالم الإسلامي كله بعد أحداث 11 سبتمبر، جزء أساسي من الحرب على “الإرهاب الإسلامي” توجه إلى ذات الإسلام كدين، وإلى القوى العاملة باسمه سواء المؤسسات العلمية الدينية، أو الحركات العريقة مثل الصوفية، أو الحركات الإسلامية الحديثة الجهادية أو الدعوية. كان الإسلام هو المستهدف دوما. وكان ضرب وتجريم فريضة الجهاد هي المدخل تحت دعوى (محاربة الإرهاب) وتعلق بها ضرب فريضة الزكاة ومحاربتها ومصادرة عوائدها المالية بدعوى تجفيف مصادر تمويل الإرهاب. وأصبح كل دولار يمر عبر شبكة رقابة دقيقة تشرف عليها المخابرات الأمريكية.
كما خصصت الولايات المتحدة مجهودا أساسيا من استخباراتها لمطاردة واعتقال الشباب الذي تعاطف يوماً مع الجهاد ناهيك أن يكون قد مارسه أو فكر فيه يوما. ورقابة الأفراد في كل منافذ المواصلات الدولية وذلك استكمالا لمراقبة وإرهاب المسلمين وإهانتهم ولوضع العالم كله في مناخ رقابى مخيف.
وفى حقيقة الأمر فإن كل ذلك لا علاقة له بالإرهاب (حيث أن أمريكا وإسرائيل هما أكبر قوى مؤسسة وممارسة للإرهاب الحكومي والإجرامي في العالم كله) لكن هدف الرقابة الدولية على الأفراد والأموال هو حماية الأطماع الأمريكية التي هي أطماع الشركات العظمى متعددة الجنسيات وأصحاب البنوك الكبرى التي تقبض على رقبة ثروة العالم وتجارته، مسخرين في خدمتهم دولا عظمى وصغرى لتحقيق تلك المهمة الشيطانية.
# ضرب الإسلام ذاته وضرب الحركات الإسلامية موضوع طويل جداً ومتشعب حقق قدراً من النجاح لا يستهان به في معظم البلاد، وبأساليب متباينة تتوافق مع المكان والزمان وطبيعة المسلمين وظروفهم الحياتية وتراثهم التاريخي وتركيباتهم السكانية.
ذلك المجهود الضخم تسهر عليه مؤسسات وعلماء، وليس مجهوداً عشوائيا. لهذا حقق تقدما على قدر الجهد والمثابرة والإتقان في ذلك العمل الشرير وعلى قدر غفلة المسلمين وضعف نفوس العديد منهم ولهفتهم على المال والسلطة. الأكثر خطورة هو تمكن القائمين على الحرب الصليبية في العالم الإسلامي من تطويع واستخدام قطاع هام من العمل الحركي الإسلامي.
ليس ذلك بالأمر الجديد ولكنه وصل في وقتنا الراهن إلى درجة من الخطورة تجعله على وشك أن يكون هو التيار الرئيس المسيطر على الحركة الإسلامية، بل وعلى الحياة السياسية والاجتماعية للمسلمين في بلاد هي غاية في الأهمية بالنسبة للمسلمين وحياتهم السياسية والفكرية والاقتصادية.
ضرب الإسلام من داخله
تعلم الولايات المتحدة أن الشعوب الإسلامية متشوقة للعودة إلى الحكم الإسلامي بعيداً عن سيطرة الغرب، فسارعت إلى حرف مسار انتفاضات الشعوب العربية وعرقلة وصولها إلى تلك الغاية. وتمكنت من جعل “الديموقراطية” بمفهومها الغربي ومنهجها الاقتصادي والفكري هي الحل البديل عن الواقع المزري الذي تعيشه تلك الشعوب. ومن أجل التمويه اختارت تيارات بعينها وأشخاصاً بعينهم ليكونوا في الصدارة من أجل السيطرة على حركة الشعوب. ويذكرنا ذلك بما حدث للجهاد في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي حين سارع الغرب وأعوانه إلى السيطرة على مسيرة ذلك الجهاد عبر شخصيات منحرفة، فساندهم بكل السبل حتى أوصلهم إلى الصدارة ومكنهم من توجيه مسيرة الجهاد. فكان أن ضاعت تضحيات الشعب الأفغانى بوصول هؤلاء إلى الحكم في كابول بعد سقوط الشيوعية.
فقد وصلوا بعد أن تخلوا عن فكرة الحكم بالإسلام، فوقعت البلاد في الفوضى والاقتتال بين الأحزاب والطوائف والفرق، لولا أن أراد الله خيراً بهذه الأمة بظهور حركة طالبان التي أصلحت المسيرة وأسقطت حكم هؤلاء الطغاة الفاسدين الذين أظهروا ولاءهم للإسلام على سبيل الخداع. وتأكد منهم ذلك في كل مرحلة، الأولى عندما سيطروا بالخديعة ومعونة الغرب على مسيرة الأحزاب الجهادية، ومرة أخرى عندما وصلوا إلى حكم كابول فأشاعوا فيها الفساد وفى البلد كله الخوف والقتل، ثم مرة ثالثه عندما قاتلوا شعبهم تحت راية الاحتلال الأمريكي الذي أعادهم مرة أخرى إلى الحكم في شراكة مع وجوه جديدة أحضرها من الغرب بعد أن سهر عليها طويلا وجهزها لمثل ذلك اليوم المشئوم.
# كان ذلك مثالا غنى بالدلالات التي عجز المسلمــــين في معظمهم عن فهمها والاستفادة منها. فقد انصرفوا مبكراً عن أفغانستان بعد أن سقطت فيها الشيوعية، وعجزوا عن فهم ما حدث أثناء ذلك الجهاد الطويل الدامى ولا ما أسفر عنه من نتائج لم تكن متطابقة مع ما بذل فيه من دماء ومعاناة.
أحد الدروس هو قدرة أعداء المسلمين في السيطرة على الحركة الإسلامية وحتى الجهادي منها، بالخديعة قبل القوة، وأن يساندوا الأحزاب الفاسدة والأشخاص الفاسدين، الذين يظهرون عكس ما يبطنون، المدينون بمناصبهم وقوتهم إلى الإسناد العلنى أو الخفى من أعداء الإسلام خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل.
لم يصدق كثيرون ما جاء في ثمانينات القرن الماضي في كتاب ” نصر بلا حرب” للرئيس الأمريكي السابق نيكسون، عندما قال بأن المعونات الأمريكية التي تذهب إلى الأحزاب الجهادية في بيشاور لا تذهب إلى أيادى معادية لمصالح الولايات المتحدة، وكان يقصد قيادات الأحزاب بالطبع. ولكن في عام 2001 عندما تحركت القوات الأمريكية لاحتلال أفغانستان ظهر هؤلاء الذين كان يعنيهم نيكسون بكلامه. لقد حملوا السلاح في مقدمة قوات الغزو بعد أن تلقوا حقائب الدولارات من موظفي المخابرات الأمريكية.
# كانت التجارب الإسلامية في أفغانستان عظيمة الفائدة وباهظة الثمن ولكن الخسارة الكبيرة سوف تحدث لو لم يتعلم المسلمون من العبر التي فيها. كان سهلا في بداية الأمر كشف حقيقة قادة الأحزاب “الجهادية” في بيشاور لو أننا قرأنا بوعي تاريخ المسلمين في تركيا مثلا، وعلمنا كيف صنع أعداء الإسلام شخصية مثل “أتاتورك” وساندوه حتى أصبح زعيما خدع شعبه و تمكن من قيادته، وعندها لم يهدم فقط “الخلافة” بل استبعد الإسلام من الحياة التركية، وفعل ذلك فوق نهر من دماء العلماء والمخلصين.
لو وعينا الدروس لما ظهر عندنا في أفغانستان من ادعوا بأنهم ( أبناء الحركة الإسلامية ) ــ وهم يقصدون زورا حركة الإخوان المسلمين ــ أمثال سياف وربانى.. وغيرهم كثيرون، من زعماء تخرج على أيديهم جيلا آخر تشرب نفس النهج المعوج حتى إختلط بعظامهم، وتراهم الآن يملأون مناصب الأمن والميليشيات التي تنكل بالمجاهدين وتمكن للاحتلال بل وتتمسك بوجوده حتى لا يتركهم منفردين يلاقوا مصيرهم المحتوم على يد أبناء هذا الشعب المجاهد.
إن لم يستفد المسلمون من دروس أفغانستان فسوف يظهر في العالم الإسلامي وبلاد العرب العشرات من أمثال سياف وأتاتورك وربانى وكرزاى ودوستم، وسوف يستمر الاحتلال بصور مختلفة وتطمس الهوية الإسلامية.
إن العالم الإسلامي والعربي يشهد مخاضاً أسموه ربيعاً، ولكنه لم يرق إلى تلك الدرجة بعد، فما زال غائما مضطرباً غامض المسار، وما لم ينتبه المسلمون فقد تنقشع الأتربة عن وجوه تكرر نفس الكوارث القديمة التي وقعت في بلاد إسلامية أخرى في التاريخ القريب قبل البعيد.
إن الشعوب تسعى إلى الإسلام ولكن النماذج السيئة قد تقود الحشد إلى مكان خاطئ يجعل الناس تفقد ثقتها في الطريق الصحيح أى الإسلام نفسه، لأن من تظاهروا بالقيادة لم يكونوا مخلصين بالفعل للإسلام بل إخلاصهم كان لذواتهم ومصالحهم الخاصة والحزبية.
حتى لو كان السبيل إلى ذلك هو خدمة أمريكا وإسرائيل وحلف الناتو.
إن تخريب بلاد المسلمين من داخلها وبأيدى أبنائها أيسر من تخريبها بالغزو المباشر. والاستيلاء من الداخل على حركات إسلامية شهيرة ( جهادية أو دعوية أو سياسية) هو أخطر وسيله لتضليل مسيرة الأمة.
ذلك من الدروس الهامة والتي دفع المسلمين فيها أثماناً غالية وضاعت بسببها آلاف بل ملايين من الأرواح الطاهرة، فيجب أن نتعظ ولا نترك الأحداث تمضى بدون أخذ العبر منها.
أين سيجتمع “علماء الأمة”.. ولماذا ؟؟
# وتعميما لتلك الدروس الغالية، بعثت الإمارة الإسلامية رسالتها إلى علماء المسلمين تحذرهم فيها من السقوط في مكيدة أعداء الإسلام المحتلين لأفغانستان بجلب العلماء إلى كابل في مؤتمر إسلامي سيكون / مهما دار بداخله من كلام / هو تأييد لاحتلال ذلك البلد واعترافا بشرعية نظامه الذي أسسه المستعمر الصليبي وقواته التي سوف تحمى ذلك المؤتمر بجنودها ودباباتها وطائراتها.
يقول بيان الإمارة الموجه لعلماء المسلمين : { إن هذا الإجتماع وإن كان ظاهره يعقد من قبل إدارة كابل إلا أن المحركين واللاعبين الأصليين من ورائه هم الأمريكيون، ويريدون أن يعرفوا رأى العلماء حول الجهاد بعد إحدى عشر سنة من الجهاد في أفغانستان. وبما أن هذه المؤامرة مؤامرة أمريكية شيطانية ظاهرة، وتريد أمريكا أن تستغلها لتبيض وجهها الأسود ولإيجاد الشكوك والشبهات في أذهان المجاهدين، وبهذه الطريقة تريد أن تهيئ الظروف لإستمرار تواجدها في المنطقة ولإحكام سيطرتها عليها }.
لا نريد هنا أن نستبق الأحداث لنرى هل صادفت كلمات الإمارة آذانا واعية أم لا. فقط علينا أن نتذكر ونقارن بين موقف علماء المسلمين عندما وقعت أفغانستان في براثن الاحتلال السوفيتي وبين موقفهم عندما وقعت في براثن الاحتلال الأمريكي، وعلينا أن نحصى كم مرة ذكر العلماء أو الخطباء لفظ أفغانستان بعد أن احتلها الأمريكيون. فمجرد نطق ذلك الإسم الطاهر أصبح مهجوراً… فكم مرة ذكره (علماء الأمة) في خطب يوم الجمعة ودعائها ؟؟. إذا عرفنا الإجابة يمكن عندها أن نستنتج حال ذلك المؤتمر، وإلى أى جانب سوف ينحاز (علماء الأمة). نخشى أن يكون حضور ذلك المؤتمر وثيقة إدانة لمن حضروه، هذا إن كان الوضع الجهادي في كابل سوف يسمح بعقد ذلك المؤتمر أصلا. فإن كان الوضع محتدما في العاصمة بين المجاهدين وقوات الاحتلال فهل يطرح الاحتلال قاعدة بجرام العسكرية مكانا لاجتماع ( علماء الأمة) ؟؟. وهل سيوافقون بدعوى أن الضرورات تبيح المحظورات؟؟.
قريبا ستنقشع الغمة ويرحل الاحتلال، وعندها سوف يبدأ السؤال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى