الرئيس الأسود يخدع شعبه مرة أخرى
بقلم: أبو صلاح
بعدما اكتسب أوباما آراء معظم الشعب جراء وعوده الكاذبة التي أصعدته إلى سلم الحكم، يغيّر سياسته المزعومة كي يحترق جنوده أكثر في أوار المعارك المضطرمة في أفغانستان وذلك بعدما أمر منذ أيام ببقاء حجم قوات بلاده في أفغانستان عند 8400 عسكري حتى نهاية فترة ولايته.
ويعكس هذا الإعلان تراجعا عن التزام أوباما بتقليل هذه القوات إلى 5500 بحلول نهاية العام الحالي.
وذريعة الرئيس الأميركي الواهية هي أن الوضع الأمني في أفغانستان ما زال مزعزعاً.
فهل یُعقل أن يكون كلامه صحيحاً بعدما أذاقوا الشعب الأفغاني الأمرّين.
وهل يُعقل بأن يسود الأمن والاستقرار بوجود المحتلين على ثرى الأفغان؟
لو كان الأمر كذلك لاستقرت البلاد عندما كان تعداد الجنود بمئات الألاف، ولكن لم نرَ الأمن والاستقرار منذ ذلك الحين وحتى اللحظة؛ بل تدهورت الأمور وانتشرت الفوضى في البلاد كلها لوجود المحتلين الغاصبين الأنجاس.
وأضاف أوباما في بيان للصحافة في البيت الأبيض أن دور القوات الأميركية بأفغانستان سيظل على حاله دون تغيير، وهو تقديم التدريب والمشورة للشرطة والجيش الأفغانيين ودعم مهام مكافحة الإرهاب، على حد قوله.
لا ندري بمن يريد أوباما أن يغرّر؟
هل يريد أن يغرر الشعب الأفغاني؟
الشعب الأفغاني -ولله الحمد- صار واعياً يفقه تماماً ويعرف أن الجنود المحتلين لا يدرّبون الجنود الأفغان فحسب؛ بل إنهم يساندون أذنابهم في المداهمات والاعتقالات والاغتيالات، فلم يتوقف قصفهم منذ خروج بعض المحتلين لحظة، كما ادعوا آنذاك بأنهم لا يتدخلون في شؤون البلاد المحتلة.
ثم إنّ الموقف الجديد للرئيس الأميركي يأتي في ظل تمديد حلف شمال الأطلسي مهمات الدعم لحكومة كابل.
وفي مايو/أيار الماضي، اتفق وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف على تمديد “المساعدات” إلى ما بعد عام 2016.
هذا ولو رجعنا قليلاً إلى الخلف لرأينا بأن أوباما لا يتخذ قراراً من نفسه وإنما هو مجرد دمية يلعب به ساسة الأمريكان واليهود كيفما شاؤوا، فبعد أقل من شهر على أدائه اليمين الدستورية لولاية ثانية، تطرق أوباما إلى سياسات إدارته الخارجية، مشيراً إلى إنهاء الحرب في أفغانستان وعودة 33 آلف جندي أميركي خلال العام 2013م وعودة 34 ألف جندي خلال العام 2014 حيث يقتصر الوجود الأميركي في أفغانستان بعد 2014 على تدريب القوات الأفغانية وتأهيلها والمساعدة في مكافحة الإرهاب.
وقال أوباما آنذاك: «تنظيم القاعدة أصبح مجرد ظلال، لكن ظهرت جماعات أخرى متطرفة من شبه الجزيرة العربية إلى أفريقيا، ولمواجهة تلك التحديات، لسنا في حاجة إلى إرسال الآلاف من أبنائنا الجنود إلى الخارج أو احتلال دول أخرى بل أن نساعد دول مثل اليمن وليبيا والصومال على حفظ الأمن ومواجهة تلك التحديات الإرهابية كما نفعل في مالي».
هذه وعوده الكاذبة عندما كان يتصدر الرئاسة، ولمّا علم الآن أنه سيغادر الرئاسة بدأ يخيّب رجاء شعبه الذين لا يريدون أن يحترق أبناؤهم أكثر في هذا الجحيم الذي أشعل نيرانه زعيمهم السفيه جورج بوش بعد غزوة أيلول. أتى المحتلون بحكومة فاسدة لأفغانستان، حكومة لم تقم أصلاً إلا من أجل قضاء المصالح الأمريكية وشركائها في التحالف الصليبي، ولم تأت من أجل إقامة مصالح الشعب الأفغاني المسلم الدينية منها أو الدنيوية، بل على العكس وكما كان متوقعًا من هذه الحكومة العميلة، لم تأت هذه الحكومة إلا بما فيه ضياع الدين والدنيا، من نشر الفواحش والحث عليها، ومحاربة الفرائض الربانية والأحكام الشرعية علنًا، وإظهار الفرح والسرور بالتخلص من أحكام الدين، كما جرّت الويلات على الأفغان فلم تحقق لهم أي فائدة دنيوية وعدتهم بها، فانتشر الفقر والمرض والجوع، وظهرت العصابات مرة أخرى وقطاع الطرق، وفقد الناس الأمن والأمان الذي تمتعوا به في عهد الإمارة الإسلامية، وانتهكت الأعراض ونهبت الأموال، وضج الناس واستغاثوا فما وجدوا إلا القصف الأمريكي ينصب فوق رؤوسهم والمزيد من القهر والعدوان.