
السرقة والاختلاس حتى في الوباء والكورونا
لقد بدأت إدارة كابل -التي بلغت في الاختلاس والفساد ذروته- بالسرقة والغش والاختلاس في الأموال المخصصة لمحاربة جائحة كرونا، فعندما تم تسجيل أولى حالات الإصابة بفيروس كرونا في أفغانستان، قام القصر الرئاسي “أرك” بتسليم ميزانية قدرها (سبعاً وعشرين مليون أفغانية) لمستشار الدكتور غني المدعو “وحيد عمر”، ليقوم بإنفاقها في مواجهة منع تفشي المرض، حيث تم ذلك خارج إطار وزارة الصحة، مما أثار ردود أفعال واسعة النطاق.
ولم يمض وقت يسيرٌ إلا وعناوين الصحف تحتلها تقارير تتحدث عن فساد مالي كبير قام به وحيد عمر في تلك الأموال، وعلى إثر ذلك تم استدعاؤه إلى مجلس الشعب للاستجواب، ورغم المطالبات المتكررة إلا أن المستشار الفاسد لم يحضر إلى جلسة الاستجواب، ما دفع المجلس بتحويله إلى النيابة العامة.
وقبل يوم أمس أعلن الدكتور غني رئيس قسم القصر الرئاسي -أرك- عن مشروع توزيع أرغفة الخبز المجانية على المحتاجين في مناطق مختلفة من البلد، وفي الوقت نفسه رصدت وكالة “بجواك الإخبارية” عملية إلقاء شرطة كابل القبض على نائب “المنطقة الخامسة عشرة” بمدينة كابل المدعو “شفيق الله” واثنين من رفاقه، وذلك بتهمة سرقتهم 200 شوال طحين من هذا المشروع.
ربما هذه السرقة لا تمثل إلا جزء يسيراً جداً من إجمالي عمليات السرقة والاختلاس الذي قد يواجهه هذا المشروع، وإذا كان هذا حال نائب منطقة محددة، فماذا سيكون حال الوزراء والرؤساء وغيرهم من كبار المسؤولين؟ وكم سيسرقون من أموال الشعب المضطهد؟ وفوق ذلك كله فهم في مأمن عن أية مساءلة ومحاسبة ومقاضاة.
وبالنظر إلى الوضع الراهن، نستنتج أن توزيع أرغفة الخبز المجانية من خلال المخابز ليس تبرعاً، بل هو جزء من مشروع اختلاس وحيد عمر.