السلام والتصريحات المشبوهة للجيران…!!
کلمة اليوم:
يوافق اليوم (السابع من شهر أكتوبر) الذكرى التاسعة عشرة للاحتلال الأجنبي الغاشم على أفغانستان، في حين يَعُدُّ الشعب الأفغاني لحظات الانتهاء الكامل للاحتلال وتحقيق السلام في البلاد، ويرجو من العالم ولا سيما دول الجوار التعاون فيما يُسَاعِدُ على حل هذه الأزمة والمأساة الطويلة، لا أن يقوموا بتصرفات – باسم التعاطف والمواساة – يُفهم منها محاولة التدخل في الشئون الداخلية لأفغانستان.
تجري في “الدوحة” محادثات بين الإمارة الإسلامية والفصائل الأفغانية الأخرى من أجل إنهاء الاحتلال والحرب، ولا شك من وجود عقبات ومسائل خلافية في ذلك، لكن كلا الطرفين يعملان على إيجاد حلول معقولة في ظل مراعاة المصالح الإسلامية والوطنية التي توافق تطلعات الشعب الأفغاني الأبيّ.
ولكن لا يحق للجيران أن يستخدموا لغة نظام كابول، فالأفغان أنفسهم يعرفون أي قانون وأي إطار وأي أساس يجب وضعه للمفاوضات.
فلا يليق للناطق باسم الحكومة الإيرانية أن يحدد للأفغان إطارات المحادثات من إيران، أو أن ينتخب لهم ما يسمى بـ “القانون الأساسي” الذي يعد من إنجازات السنوات 19، والذي تم إعداده أيضًا تحت أجنحة الطائرات العسكرية للمحتلين، ثم تم فرضه على شعبنا.
الأقلية، والأغلبية، والجهة، واللغة، والفقه، والقانون، والإطار… وما إلى ذلك؛ جميع هذه من القضايا الداخلية الخاصة بالأفغان وإليهم يرجع تحديدها واختيارها، وعلى الجيران ألا يدلوا بتصريحات في هذا الشأن، والتي تبدوا من ظاهرها التعاون، ولكنها في الواقع تكون تدخلا في الشؤون الداخلية.
وهذه التصريحات ليس لأنها لا يمكنها أن تساعد في حل معضلة أفغانستان فحسب، بل إنها تضر أيضاً بمصداقية ومكانة الجيران في قلوب الأفغان.
اليوم (7 من شهر اكتوبر) قد اكتملت تسع عشرة سنة من الغزو العسكري الغاشم لحلف الناتو بقيادة أمريكا على أفغانستان، والذي لا يزال الأفغان يعانون من جراءه، فإن أمريكا وحلفائها قد ارتكبوا جرائم حرب وفظائع واعتداءات بشرية كثيرة، وفي المقابل تكبدوا خسائر مادية وبشرية جسيمة أيضاً، وإضافة على ذلك فقد قتلوا المدنيين العزل من شعب أفغانستان وجرحوهم وشردوهم من بيوتهم، وسلطوا عليهم الغصب، والنهب، والسرقة، والرشوة، والخيانة، والفحشاء، والنصب، وإنتاج المخدرات وتروجيها وغيرها من مئات المفاسد الأخرى، كل ذلك تحت إطار “نظام فاسد”.
ونأمل أن يتحلى العالم بالالتزام الدائم لما عزمت عليه من السلام والتفاهم والحل السلمي للقضايا، أما الإمارة الإسلامية فقد أظهرت وبثقة تامة التزامها لذلك سابقاً، وما زالت ملتزمة به.