السياسية الخارجية للإمارة الإسلامية تمثل المصالح العليا للبلد
في هذا العالم وفي هذا الزمن، كل دولة وكل شعب وكل مجتمع محتاج إلى غيره في تحقيق مصالحه وتكاملها، والدول تتتبع المشتركات ذات البينية عن طريق العلاقات الداخلية، وبحثا عن التقدم الاقتصادي، والرفاهية الإجتماعية وتهيئة العيش والأمن الشعب تسعى لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع الآخرين، وتناقش معها المسائل المتعلقة بعلاقات الدولتين، وتساعد إحداهما الأخرى وقت الضرورة والحاجة، وتسعى كل منهما في البحث عن حلول معالجة مشاكل شعبها وسكانها.
فمن هذا المنطلق، قامت الإمارة الإسلامية في ضوء سياستها الخارجية المعقولة والمتوازنة، بإقامة علاقات دبلوماسية مبنية على أصول الاحترام المتقابل، والمساواة، وعدم التدخل في الأمور الداخلية مع دول المنطقة والعالم المختلفة، وتسعى أن توسع نطاق علاقاتها السياسية، وتمدها إلى بقية الدول كذلك، وإن علاقتنا مع دولة إيران الإسلامية حلقة من هذه السلسلة.
طلب إيران ودعوتها، وسفر مسؤل المكتب السياسي بالإمارة الإسلامية مع الوفد المرافق له، واللقاءات الإيجابية مع المسؤلين الإيرانيين، كلها تشهد بوضوح على السياسة الخارجية المعقولة والسالمة والمستقلة والمتوازنة للإمارة الإسلامية، وبما أن الوفد سعى في تحسين العلاقات الثنائية، وناقش مسألة المهاجرين الأفغان ومشاكلهم، فإن ذلك يثبت أن الهدف الرئيسي والأساسي من إقامة العلاقات مع دول العالم هو استكمال مطالب الشعب الأفغاني ومقاصده، وتحقيق المصالح العليا للبلد وتأمينها فقط ليس غير.
إن إيران دولة إسلامية، ولها حدود مشتركة مع أفغانستان، ويسكن هناك أكثر من ميلوني مهاجر أفغاني، وهي غنية بالنفط، وتتمتع باقتصاد جيد، ولها ساحل مع البحر، وهي دولة مهمة على مستوى المنطقة والعالم، هذه هي تلك الوجوهات التي تقرب بين الدولتين بل وتجبر كلتا الدولتين أن تكون بينها معاملات حسنة في إطار المصالح الشعبية وحسن الجوار، وأن تكون لهما علاقات سياسية واجتماعية واقتصادية.
سياسية إمارة أفغانستان الإسلامية الداخلية والخارجية تستمد من منهل الشريعة الإسلامية، فإن دين الإسلام قد بين تلك الضوابط والأصول والكليات التي تضمن سعادة البشرية بأسرها، والتي تزين نَظم المجتمعات الإنسانية ونسقها، فهو يأمر بالإخوة والشفقة والتعاون مع المسلمين، ويوصي بالعدل والقسط وعدم الإعتداء الجائر على غير المسلمين، ويحث على حسن المعاملة والجوار مع جميع بني آدم.