
الشائعات السلمية مع العناد العسكري!
يجب أن نقول صراحة بأن المحتلين القادمين بقيادة أمريكا وعملائها بنية احتلال بلادنا واستعباد شعبنا وضرب مقدساتنا ، لم يكونوا صادقين في محاولاتهم الدعائية للسلام والصلح . تلك المحاولات المليئة بالخداع والنفاق، حتى يظهروا أنفسهم كمحبين للصلح وآملين فيه أكثر من أي شخص آخر.
إن شعاراتهم ودعاويهم باطلة وبغيضة وغير مجدية، لآن أهواءهم المعادية للإسلام لازالت تسعى لإراقة دماء الشعب الأفغاني، وقتل الأفغانيين وتعذيبهم، وتشريدهم من مساكنهم وبيوتهم، حتى تجبرهم عنوة إلى قبول الديموقراطية الأمريكية الفاسدة.
إن إستعدادات أمريكا وبريطانيا وعملائهم من الأفغان ، وخططهم الحربية المشتركة في بعض مناطق ومديريات ولاية هلمند ، والتجهيز لحملة عسكرية كبرى هناك ، لتوضح بأن شعارات الصلح للمحتلين ومؤتمراتهم الدولية ليست صادقة ولاسلمية، بل لأهداف شيطانية ، حيث يريدون من وراء هذه الجلسات والدعايات الإستفادة في الجانب القتالي والحربي، وكسب الرأي العام لصالحهم ، وإن لبعض الوقت.
تبدو أن القوات الوحشية المحتلة تجهز لمأساة إنسانية أخرى في هلمند المجاهدة، وستقتل النساء والأطفال والصغار والكبار بأفتك الأسلحة والتكنولوجيا الحربية وتقطعهم إربا ، وستحول كثير من القرى والمساكن إلى أطلال وأنقاض، وتجبر الآلاف من أهالى هلمند على هجرة منازلهم وترك ديارهم.
لكن ليعلم أعداء الإنسانية والأفغان معاً ، أن الرقاب الشامخة لهذا الشعب وإرادته المتينة لن تقبل أبدا بوضع طوق العمالة والتبعية فيها، وستكون عملياتهم المزمعة فاشلة ـ إن شاء الله ـ مثلما فشلت مئات من الهجمات والعمليات السابقة ، خلال السنوات الثماني الماضية.
إن ما يسمى برئيس إدارة كابل (كرزاي) علق كشكول المكر والسلام في عنقه ويسعى في البحث عن سبيل للصلح . و نحن نقول له بصراحة تامة بأن هذا السبيل لايمكن الوصول إليه لاعن طريق مؤتمر لندن ولا من خلال جلسة مونيخ، ولا في دول المنطقة والجوار، بل إن مفتاح الحل الأقرب ومكانه في داخل أفغانستان وهو إيقاف الهجمات والعمليات اليومية الوحشية للقوات الأمريكية والبريطانية والتي الآن ليس لحكام إدارة كابل المرتزقة وضباطها في مأمن منها، حيث تقبض عليهم متى شاءت وفق إرادتها، وتجردهم من أسلحتهم، وتقصف كتائبهم العسكرية.
فإن كان كرزاي حقا عاشق للصلح ومحب للسلام ومتمنيا له إلى هذا الحد الذي يدعيه، فعليه أولاً أن يضع نقطة النهاية للفوضى الأمريكية الجارية في أفغانستان وما نتج عنها من الفجائع الإنسانية بسبب وحشية جنودهم وبربريتهم . لكن إن كان هو وسادته يحلمون بأن يرفعوا شعارات السلام والصلح الجوفاء، وفي الوقت نفسه يواصلون براحة بال وقلب مطمئن قتل الشعب الأفغاني وإستعباده ويخططون لعمليات عسكرية واسعة مثل عمليات هلمند، ثم لايدرك ولا يفهم أحد حيلهم الإبليسية وحربهم الشيطانية ، فنعتقد بأن هذه تكون خيالات وهراء من كرزاي وسادته، وأضغاث أحلام لا تعبير لها!!.