الشهادة التي تبعتها فتوحات
بقلم: حبيب مجاهد
تعريب: سعد الله البلوشي
قبل أيام قام نجلّ زعيم الإمارة الإسلامية الشيخ هبة الله آخوندزاده، الشهيد البطل الحافظ عبد الرحمن خالد بتنفيذ عملية استشهادية في ولاية هلمند، ودكّ حصون الأعداء.
وإنْ كان استشهاد المجاهدين والفدائيين الآخرين مفعماً بالبركات والخيرات، ودماء الشهداء تخلّف الفتوحات والمكتسبات، وتضمن بقاء الأمم، وتترك آثاراً جهادية مثمرة وطيبة للغاية؛ إلا أنّنا رأينا العجب العجاب بعد استشهاد البطل الحافظ عبد الرحمن تقبله الله، ورأينا الخيرات العميمة والفتوحات الواسعة التي لا ينكر العدوّ تأثيرها.
وقد رأينا أن إعلان نبأ استشهاد الشهيد الحافظ عبد الرحمن عبر وسائل الإعلام قد بعث روحاً جديدة في وسائل الإعلام، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المجالس وساحات الجهاد.
فكل مجاهد يُباهي ويفتخر، ويحسّ بالغبطة والعزة، وكل مؤمن يعمّق النظر من جديد في الجهاد الحالي.
فلم يوقظ استشهاد الحافظ عبد الرحمن خواطر التضحيات الإبراهيمية في قلوب النّاس فحسب؛ بل بيّن عظمة دين الله سبحانه وتعالى وأهدافنا الجهادية، حيث أن فلذة کبد أمير المؤمنين يقدّم روحه قرباناً لله وفي سبيل نصرة مبادئ الإسلام.
وإنّ تضحية الحافظ عبد الرحمن بروحه أثبتت أيضاً التزام وصمود مجاهدي الإمارة الإسلامية، وصرخت في وجه العالمين الغارقين في الماديات والمتوغلين في الشهوات ليأتوا ويروا ويعرفوا عظمة آمالنا وقضايانا، ويفقهوا مدى محبتنا الحقيقة وعشقنا الغالي، ويعرفوا حقيقتنا نحن من.
هناك من يتّهم زعماء الإمارة الإسلامية وقادتها ومجاهديها بأنهم “بنجابيون” أو “عملاء آي إس آي” أو جهات سياسية أخرى، أو يتهم المجاهدين بالبحث عن الأهداف المادية والصفقات السياسية، لكن عبد الرحمن نجل أمير المؤمنين دحض باستشهاده وبعمليته المباركة هذه الافتراءات وأثبت أن لا علاقة بنا مع بنجاب و آي إس آي أو الأجندات الشرقية والغربية الأخرى.
فلا تربطنا الماديات، وليست صلتنا سياسية، وإنما تربطنا العقيدة وصلتنا روحية وعلاقتنا دينية، وصلتنا تجمعنا بالله سبحانه وتعالى ويجمعنا دينه، فتتهاوى الصلات السياسية المذكورة في لحظة إذا شاء. الرب الذي نسجد له فقط هو الجدير بأن نضحّي له.
ومع استشهاد الحافظ عبد الرحمن هبت عاصفة الفتوحات على طول البلاد وعرضها، فقد فُتحت مديرية تيوره في ولاية غور، ومديرية لولاش في ولاية فارياب، ومديرية جاني خيل في ولاية بكتيا بالكامل. وعلاوة على ذلك، استطاع المجاهدون أن يطهّروا مناطق واسعة في بغلان، وبدخشان، وهلمند، وقندهار، وسائر الولايات من لوث الأعداء، وسيطروا على ثكناتهم العسكرية وقواعدهم المحصنة.
وإلى جانب الساحات الجهادية، اندفع سيل عرمرم وطوفان من الأحاسيس في إعلام المجاهدين الذي أربك الأعداء وأقضّ مضاجعهم.
وببركة شهادة الحافظ عبد الرحمن كُتبت عشرات المقالات، وقُرضت الأشعار والأناشيد، وأعرب كل مجاهد عن انطباعاته حوله.
ولم يقتصر الأمر لذلك الحدّ، بل إنّ افتتاحيات صحف العالم الشهيرة تكلمت حوله، وعدّته حدثاً استثنائياً ومروّعاً.
وبعد شهادة الحافظ عبد الرحمن، ازدادت ثقة الشعب والمجاهدين بزعيم الإمارة الإسلامية، ورأى الشعب بعينيه بأنه لا مكان هنا للصفقات السياسية للجاه والكراسي باسم الجهاد؛ بل الجهاد الحالي جهاد خالص في سبيل الله؛ بحيث أن جميع المجاهدين -قادةً وجنوداً- متأهبون للتضحية والفداء.
وخلاصة القول هي أن شهادة الحافظ عبد الرحمن كانت مفعمة بالخيرات والبركات العميمة، حيث ظهرت نتائجها في الساحات الجهادية، ولم يستطع الأعداء أن يغطّوها بغربال وينكروها، فتقبله الله وأكرم نزله في الخالدين.