شهداؤنا الأبطال

الشهيد المغوار الملا عبد المنان آخند

أُستشهد في الأسبوع الماضي والي الإمارة الإسلامية على ولاية هلمند، القائد البطل المغوار الملا عبد المنان آخند في هجوم جوي للعدو في مديرية نوزاد بولاية هلمند، إنا لله وإنا إليه راجعون.

لقد قام الشهيد بإذن الله الملا عبد المنان آخند بوقف حياته بشكل كامل للجهاد في سبيل الله، وتحمل مشاكل، ومتاعب كثيرة في هذا السبيل حيث علاوة على إصابته بجروح، وهجرته أمضى سنين من عمره في السجن أيضا، وأخيرا اختتم حياته بشهادة خالصة بإذن الله.

إن سيرة الشهيد الملا عبد المنان آخند مثل كل مجاهد ثائر يذكرنا بأن المبارزة من أجل تنفيذ شرع الله في الأرض والجهاد ضد الكفر والفساد يتطلب تضحيات، وتحمل مشقات ومشاكل، وأن الثائرين والمجاهدين في سبيل الله مستعدين للتضحية والفداء بكل ما يملكونه من أجل رضى الله سبحانه وتعالى.

وإن نظرنا إلى تاريخ الجهاد ضد الباطل، فإن أوائل من أضحوا بحياتهم في هذا السبيل ونالوا الشهادة هم أقرب عباد الله عز وجل وهم الأنبياء الكرام عليهم السلام، حيث تحملوا الجراح، والتعذيب، والحبس، والهجرة، وأضحوا بحياتهم في هذا السبيل.

لقد تم وضع أساس هذا السبيل في التاريخ الإسلامي من قبل أبطال بدر وشهداء أُحد، وتم توضيح عزة وعظمة هذا السبيل وهذا النهج السليم لأجيال الأمة الإسلامية القادمة من قبل شجعان أمثال حمزة، ومصعب بن عمير، وعمر الفاروق، ومثنى بن حارثة وغيرهم كثير من أبطال الإسلام حيث سطروا التاريخ بدمائهم الطاهرة.

إن إمارة أفغانستان الإسلامية تفتخر بتقديم قادتها تضحيات أكثر من أي قيادة أخرى في التاريخ المعاصر. مجاهدو الإمارة الإسلامية قادة وجنودا يعتبرون أمنياتهم المقدسة وداعيتهم الحقة أهم من حياتهم، واستمروا ولا زالوا مستمرين في إحياء المبارزة من أجل أن تكون “كلمة الله هي العليا” بتضحية أموالهم، وأولادهم، وأنفسهم، وقد فشلت جميع مكائد ودسائس العدو من أن تهز عزائمهم الجهادية.

إن الشهيد الملا عبد المنان آخند كان شخصا يقتدى به في سبيل الإيثار والتضحية في سبيل الله، فقد أمضى حياته في الجهاد ضد أعداء الإسلام، ولقن أعداء الإسلام وأتباع الشيطان دروسا لن ينسوها في ميدان المبارزة، وروى أرض هلمند الطاهرة بدماء الكفار المحتلين، وحارب العدو المجهز بأحدث التكنولوجيا والأسلحة بقوة الإيمان، وأخيرا ذهب للقاء ربه شهيدا بإذن الله.

بما أن أمثال هؤلاء الأبطال هم رموز العزة والكرامة والجهاد والحرية في التاريخ الإسلامي، فإنهم بشكل خاص أيضا نجوم منورة في تاريخ أفغانستان التي تضيء للأجيال القادمة سبيل الكرامة والشرف، وسيشخصون مسير حياتهم وفق تاريخهم الذي يُفتخر به.

إن إمارة أفغانستان الإسلامية تعلن للمحتلين بكل وضوح بأن كل فرد من مجاهدي الإمارة الإسلامية بمثابة الملا عبد المنان آخند في شجاعته، وإيثاره، وتضحيته، ومدجج بنفس العزم الذي لن يزلزل بإذن الله تعالى. وإن لم تدركوا هذه الحقيقة خلال السنوات الـ 18 الماضية، فانظروا جيدا في تاريخنا الإسلامي الـ 14 قرنا. فروح الإسلام يسير في شراييننا، ونيل الشهادة في سبيل الله من أسمى أماني مجاهدينا، ولم تنكسر أبدا معنويات وهمم المجاهدين بالاستشهاد، بل على العكس قويت عزائمهم وثارت فيهم روح الانتقام وشوق التضحية والفداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى