الصراع في السودان ومسؤولية الشعب
جنيد المهاجر
في منتصف أبریل الماضي، انفجرت شرارة الحرب في السودان بین الجیش وقوات الدعم السریع، وأوقعت کثیرا من الخسائر، وأعداد القتلی والجرحى والنازحين إلى خارج البلاد في ازدياد مع مرور الأيام. کما يؤکد الخبراء من أن الأوضاع تسير نحو الکارثة.
السودان؛ هي إحدی أهم البلاد الإسلامیة، وتقع في قارة إفریقیا، وتعاني في هذه الآونة من الأزمات التي تجري فیها، وما تسببت به من دمار وخراب.
ويسیر الاقتتال الحالي إلی مرحلة تهدد السودانیین بکوارث بشریة مروعة. يقول الخبیر والمحلل السیاسي المصري محمد الیمني لإحدی القنوات الفضائية قائلا: “إن العاصمة السودانية الخرطوم مهددة بوضع إنساني خطیر، بعد أن أصبحت كافة مرافقها الحياتية والخدمية متوقفة ومشلولة، وسيزداد الوضع فيها سوءا وتدهورا، خاصة في ظل القرار الحكومي الذي صدر مؤخرا، وأعلن فيه عن منح موظفي الحكومة إجازة رسمية اعتبارا من أول مايو وحتى إشعار آخر بسبب الأوضاع الأمنية”.
وأضاف: “هذا القرار قد يفاقم الأزمة في مدينة كبيرة مثل الخرطوم، تحتضر وتحتاج إلى إنقاذ عاجل ومضاعفة جهود وخدمات بشكل استثنائي وعلى مدار الساعة، وليس تركها تلفظ أنفاسها هكذا”. مشيرا إلى أن عمليات الإجلاء والنزوح الجماعي من السودان إلى الخارج أصبحت الشاغل الأوحد للدولة السودانية ولا شيء آخر غيرها.
في ظل هذه الظروف القاسیة، تمکنت کثیر من الدول الغربیة وغیرها من إجلاء رعایاها من البلاد. وأصبح الشعب السوداني وحیدا في بیته، تركهم العالم یعانوا بمفردهم في هذه الكارثة. فیقتل یومیا شبابهم، وتنهدم بیوتهم، وتحترق مدنهم، وتسیر بلادهم إلی الدمار والخراب. عندما تشتعل نار الحرب في بلد ما، ينتشر الفقر فیه، وتزداد الانتهاکات، وتفقد الدولة هیکليتها، ولا یهم الشعب سوی النزوح واللجوء إلی الدول المجاورة.
لابد أن یعود أبناء الشعب السوداني إلی رشدهم، وینبغي أن یدرکوا هذا؛ بأن الحرب ليست الحل الوحيد، فالطرق المؤدیة إلی إنهاء الصراع کثیرة. وینبغي أن یعلموا بأنهم لو قتلوا آلافا منهم، فسوف يدفنونهم بأيديهم، ولن يساعدهم أحد، وأن النار المشتعلة في البلاد لن يطفئها أحد، إما أن يحترقوا بها وإما أن يطفئوها بأيديهم.
ولابد أن یعلم الشعب السوداني الشقیق أن الحرب الأهلیة في البلاد تضیعهم ولا یدفع ثمنها أحدٌ سواهم، ولن تتحرك الجیوش، ولن تطیر الطائرات، ولن تنعقد القمم حتی تنقذهم من هذه المأساة، بل سیخذلهم العالم کما خذلوا أهلنا في الشام وقبلها في أفغانستان. فجیوشهم وکل ممتلکاتهم، تحرکت لإجلاء رعایاهم ولم تتحرک لإنقاذکم.
یا أهلنا في السودان، قوموا بدورکم وأفیقوا حتی لا تفقدوا أکثر من هذا، الحل الوحید في هذه القضیة هي العودة إلی رشدکم، والنجاة من هذه الغمة إنما يكون باتباع سنة نبیکم صلی الله علیه وسلم.