الصمود تحاور الأخ عبدالواجد (جوهر) مسؤول أحد مراکز الإعداد للإمارة الإسلامیة
إنّ الإعداد الجهادي والعسکري أحد مقومات مواصلة الجهاد، ولذلک تهتمّ الإمارة الإسلامیة بأمرالإعداد إلی جانب المجالات الأخری، وترکّز في هذا المجال على إعداد المجاهدین الاستشهادیین فکریاً وعسکریاً. ولکي نعرف مزیداً حول عملیة الإعداد وضرورته لعموم مسیرة الجهاد أجرت مجلة (الصمود) هذا الحوار مع الأخ (عبدالواجد جوهر) مسؤول أحد معسکرات التدریب والمسؤول عن إعداد وتوجیه المجاهدین الاستشهادیین، وإلیکم نص الحوار:
الصمود: نرحب بکم علی صفحات (الصمود) ونرجوا منکم في البدایة أن تقدّموا نفسکم لقراء مجلة (الصمود).
عبدالواجد جوهر: الحمدالله الذي هدانا إلى سبیل إرهاب أعدائه الطغاة، والصلاة والسلام علی نبي الملاحم الذي ربّی الفرسان الأباة والأبطال الکماة، وعلی آله وآصحابه الذین أعدّوا العدة، وقارعوا أعداء الأمة، وعلی من حذا حذوهم في الاستقامة والثبات.
وبعد! قال الله تعالی: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم وهو علی المنبر یقول: (ألا إنّ القوة الرمي، ألا إنّ القوة الرمي، ألا إنّ القوة الرمي).
بدایة أقدم لکم ولقراء (الصمود) الأعزاء تحیاتي وأطيب تمنیاتي، وأشکرکم علی تحمّل المشقة للمجيء إلینا لإجراء هذا الحوار، وأسأل الله تعالی أن یوفقني لإجابات دقیقة علی أسئلتکم.
اسمي (عبدالواجد جوهر) منظّم العملیات الاستشهادیة في العاصمة (کابل)، وخادم معسکر حمزة رضي الله عنه للإعداد.
الصمود: ماهي مراحل الإعداد لدیکم؟ وماهو المنهج النظري والتطبیقي عندکم لتدریب المجاهدین؟
عبدالواجد جوهر: یتمّ الإعداد عندنا على ثلاثة مراحل وهي: الدورة التأسیسیة، والدورة المتوسطة، والدورة التخصصیة. وتشتمل کلّ مرحلة علی الدورة الشرعیة التي تضم دروساً في العقیدة وفقه الجهاد، والرقائق، والأداب، والتاریخ الإسلامي، والسیرة النبویة والتاریخ الإسلامي، والحدیث الشریف، وتفسیر القرآن الکریم.
وأمّا المجال العسکري فیشتمل علی التكتيك، واللیاقة البدنیة، والتدریب علی أنواع الأسلحة الخفیفة والثقیلة، وتقنیة المتفجرات واستعمالها. کما یشتمل المنهج على العلوم الأمنیة نظریاً وعملیاً.
وإلی جانب العلوم الشرعیه والعسکریة، تقدّم للمشترکین في الدورات الدورس الفکریة والسیاسیة، ویُدَرّبون علی استعمال وسائل تسجیل الفیدیو والإتصالات الحدیثة.
الصمود: بصفتکم أحد القائمین على إعداد المجاهدین، ماهي أهم أسس التربیة الجهادیة للمجاهدین الذین یحاربون العدوّ في الخنادق، أو الذین یخدمون الجهاد في المجالات الأخری؟ وماهي أنواع الإعداد التي یجب أن یکتسبها المجاهدون؟
عبدالواجد جوهر: إنّ أهمّ أسس إعداد المجاهدین هي:
1 – الإعداد الفکري والسیاسي.
2 – الإعداد الإداري والاقتصادي.
3 – الإعداد العسکري والأمني والاستخباراتي.
4 – الإعداد العلمي والثقافي.
فالمجاهد الذي یتوجّه إلی خنادق القتال یجب أن یکون قد تلقّی التربیة الفکریة، وأن یعلم لماذا هو یجاهد؟ وکیف یجاهد، وماهو الحلال والحرام في الجهاد؟ وماهي مواصفات المجاهد في سبیل الله؟ وماهي عوامل النصر والهزیمة؟ وکیف یُستجلب النصر الإلهي؟ وکیف یتعامل مع الناس؟ وکذلک یجب أن یفهم اللائحة العامة للإمارة الإسلامیة، وأن یعلم معنی الطاعة وحدودها ومراتبها، کما ینبغي له أن یستعدّ من ناحیة اللیاقة البدنیة لتحمّل المشاق والمتاعب في الجهاد، وأن یکون قد تلقّی قدراً وافیاً من المعلومات الأمنیة لیتوقّى بها شرّ استخبارات العدوّ. فعلی سبیل المثال یجب أن یعلم خطورة استعمال الهاتف الجوال ووسائل التواصل الإلکترونیة الأخری، وأن یعلم کیفیة مواجهة المحقّقین معه في الاستجواب إن وقع – لاسمح الله – في أسر العدوّ، وأن یکون قد تلقّی أساليب التنقل الآمن في الأسفار والطرق والحواجز باتخاذ الأسالیب المناسبة لکل مكان وزمان.
وکذلك یجب أن یکون قد تدرّب بشکل عملي علی التعامل مع الأسلحة والمتفجرات، وأن یکون قد أخذ الدورس في التکتیک والحراسة والدوریات الأمنیة والاستطلاعیة، وأن یعلم القیام بالأدوار المطلوبة منه في الدفاع والکمائن والاقتحام، وکیفية تقديم الإسعافات الأولیة للجریح، وكيفية نقل الجریح والشهید من میدان المعرکة. وعلاوة علی ما ذُکر، فإن هناک الکثیر من الخبرات اللازمة الأخری التي یجب أن یزوّد بها المجاهد وفق متطلبات الزمان والظروف.
الصمود: حبّذا لو ذکرتم جانباً من فوائد الإعداد الدنیویة والأخرویة؟
عبدالواجد جوهر: إنّ الفوائد الأخرویة للإعداد لا تخفی علی أحد، لأنه عمل بالأمر الإلهي، وهو فریضة من الفرائض، وقد صرّحت النصوص الکثیرة في الشریعة الإسلامیة بفرضیته، والمسلمون مکلّفون جمیعاً بالقیام به، وهو فرض عین علی المجاهدین. فالذي يقوم به إنما یطبّق حکماً شرعیاً، ویُخلّص به نفسه – بإذن الله تعالی – من عذاب الآخرة. وبالإعداد یُجنّب المسلم نفسه الوقوع في شعبة من شعب النفاق. وعلاوة علی ذلك، فإنّ النبي صلی الله علیه وسلم فضّل المؤمن القويّ علی المؤمن الضعیف، والمسلم القويّ بقوته البدنیة یمکن أن یکتسب أجر الجهاد المسلح، بینما الشخص الضعیف یعجز عن الدفاع عن نفسه.
إنّ المجاهد الذي یقوم بالإعداد یمکنه أن یُلحق أضراراً کبیرة بالکفار، وإحداث النکایة بالعدوّ عمل مطلوب في القتال في سبیل الله تعالی.
والمجاهد المتدرّب یمکنه أن یصیب الهدف بدقّة، وقد ورد في السنة أنّ الرمایة التي تصیب العدوّ أفضل من التي تُخطئه. وبالإعداد تحفظ أموال بیت المال من الضیاع.
فالمسلم الذي یرید أن ینصر المستضعفین وأن یخدم الإسلام، وأن یثأر لحرمات المسلمین، یجب علیه أن یقوم بالإعداد. وبالجهاد یمکن للأمة الإسلامیة أن تحفظ نفسها من الزوال، وأن تستعید مجدها وعظمتها التي خسرتهما بسبب ترك الإعداد والجهاد.
وبالإعداد الجهادي یمکننا أن ندافع عن عقیدتنا، وأنفسنا، وأموالنا، وأعراضنا، والإعداد الجهادي هو الذي یکسبنا صلاحیة الدفاع، ویضمن لنا نعمة العیش الحرّ في العالم.
فنظراً لآهمیة الإعداد، یجب علی الإمارة الإسلامیة أن تهتمّ به في جمیع المجالات الفکریة، والسیاسیة، والعسکریة، والعلمیة، والاقتصادیة، وغیرها من المجالات. وبالإعداد تستطيع أن تحافظ علی إنجازاتها ومکتسباتها التي أحرزتها في جهادها خلال ثلاث عشرة سنة الماضیة، وبالإعداد ستقضي علی الاحتلال وحلفائه المنافقین. ولایمکننا أن نحافظ علی جهادنا ومکتسباتنا، وأن نقیم النظام الإسلامي إلاّ بعد أن نوفّر الرجال الأکفاء الأوفیاء في جمیع المجالات، بمعنی أن یکون لنا رجال السیاسة، والدبلوماسیة، ورجال الجیش، والأمن، والقوات الجویة، ورجال الطب، والهندسة، ورجال الإدارة، والقوانین، ورجال العلم، والإقتصاد، وأن نکون قد أعددنا جمیع هؤلاء علی فكرنا وعقيدتنا ومبادئنا.
إنني أتذکر جیّداً حین هجمت أمریکا علی أفغانستان في زمن حکومة الإمارة الإسلامیة، كيف هرب جمیع متخصصي الدفاع الجوي، والطیارون، والمتخصصون في بقیة القطاعات العسکریة واللوجستیة، لأنّهم لم یکونوا منّا، بل کانوا قد ورثناهم من الأنظمة والحکومات السابقة، وحین بدأ القصف والحرب، هربوا جمیعهم وترکونا ومرافقنا العسکریة في مواجهة العدوّ.
الصمود: ماهي المشاکل التي یواجهها المجاهدون الذین لم یمّروا بالإعداد الجهادي؟
عبدالواجد جوهر: إنّ المجاهد الذي لایعرف فقه الجهاد، ربما تصدر عنه الأعمال التي یُحرم بسببها المسلمون أجر الجهاد في الآخرة، ویؤآخذ علیها في الدنیا أيضا، ولا یقدر علی النکایة والإثخان في العدوّ، ولا یصیب الهدف بدقّة، وربما یتضرر هو أو إخوانه من أسلحته بسبب التعامل الخاطئ مع الأسلحة والمتفجرات، ویمکن أن یقع بسهولة في قبضة العدوّ أثناء التنقّلات والأسفار بسبب التعامل الخاطئ مع الهاتف أو وسائل الاتصال الأخری، وبدل أن یکون هذا المجاهد عوناً لإخوانه یصبح مشکلة وحملاً ثقیلاً علی کاهلهم.
الصمود: ماتقییمکم لبرامج التربیة والإعداد للإمارة الإسلامیة؟ وما الذي یجب القیام به حتی یکون جمیع أو معظم مجاهدي الإمارة الإسلامیة على مستوى جید من الإعداد الفکري والعسکري؟
عبدالواجد جوهر: الإمارة الإسلامیة قطعت أشواطاً کبیرة في مجال الإعداد. إنّ التدریبات والتربیة العسکریة المضغوطة التي تقدّمها الإمارة الإسلامیة لمجاهدیها حالیاً في ظروفها الصعبة، تقدّمها حکومات مستقرّة بمصاریف باهضة في سنوات عدّة في مؤسساتها التعلیمیة العسکریة. ولکن هذا لا يعني أنّ هذا القدر فیه الکفایة، بل أری أنه ينبغي مضاعفتها إلی أضعاف، لأنّنا ضیّعنا أوقاتاً کثیرة، وفاتتنا فرصاً ذهبیة، ولأنّنا نواجه عدوّاً یتمتّع بالتدریب والجاهزیة العسکریة علی مستوی متقدم جداً.
الصمود: إنّ بعض المنظمات الجهادیة في زمن الاحتلال الروسي لأفغانستان کانت تدرّب مجاهدیها علی استعمال الأسلحة فقط، ولم تکن تهتمّ بالتربیة الفکریة والجوانب الشرعیة والمعنویة، وکان الشهید عبدالله عزّام رحمه الله تعالی قد قال آنذاك في أولئك المجاهدین بأنّهم سیتحوّلون إلی متحاربین فیما بینهم، لأنهم یعلمون استعمال السلاح، ولکنهم لا يعلمون الاستعمال الجائز وغیر الجائز للسلاح، وقد حدث بالفعل ما کان قد توقعه الشیخ رحمه الله تعالی، فما الذي یجب أن یفعله المجاهدون من التربیة والتعلیم للمدی البعید لکي لا نواجه نفس المصیر في المستقبل؟
عبدالواجد جوهر: إنّ قتالنا ضدّ المحتلّین الصلیبیین وضدّ حکومة (کابل) العمیلة هو جهاد في سبیل الله تعالی، ولا یمکن مواصلة الحرب المؤثّرة والطویلة ضدّ العدوّ إلاّ بالعقیدة الراسخة والقناعة الفکریة، ولا یتحقق هذا الهدف إلاّ بالتربیة العقدیة والفکریة، فإن لم نقم بإعداد مجاهدینا فکریاً وعقدیاً فإن السبیل بنا سیطول، وسنتعرّض للیأس والانحرافات التي ستتسبب في مشاکل کثیرة لنا في المستقبل، وإنني أری أن تقوم الإمارة الإسلامیة في هذا المجال بالأمور التالیة:
1 – أن تُلزم جمیع المسؤولین والمجاهدین بالخضوع للإعداد الفکري والعسکري.
2 – أن تضع منهجاً علمیاً للإعداد العسکري، و أن تقوم بإعداد منهج فکري وتربیوي موحّد لجمیع المراکز.
3 – أن یطبق المنهج بشکل دراسي.
4 – أن یُکلّف علماء المجاهدین في الولایات بتربیة المجاهدین وفق المنهج الفکري الموحّد.
5 – أن یتم الترکيز علی التربیة الفکریة والعقدیة من خلال لائحة تجعل هذه التربیة من أهم وظائف المسؤولین والمجاهدین.
6 – أن تهّتمّ اللجنة الإعلامیة للإمارة الإسلامیة بتربیة المجاهدین الفکریة من خلال خطة مدروسة ومُعدّة عن طریق وسائل إعلامها المطبوعة، والمسموعة، والمرئیة.
الصمود: إنّ الإعداد العسکري الیوم لدی المجاهدین هو التدرب علی الأسلحة والوسائل التي صنعها الأعداء لعدم الکفایة الذاتیة في هذا المجال، ولا یخفی علی أحد أن تعلّم العلوم العصریة أمر ضروري للحصول علی التقنیة والصناعة الحربیة، فما الذي توصون به في هذا المجال؟
عبدالواجد جوهر: إنني أری في هذا المجال أن ندخل في مناهج المدارس الدینیة من العلوم العصریة التجربیة ما يسدّ هذا الخلل في الجهاد والمجاهدین، وأن نوجد مؤسسات تعلیمیة خاصة لتعلیم التقنیة المتقدّمة، وأن نستغلّ المؤسسات التعلیمية الموجودة في أفغانستان والمنطقة من خلال خطة مدروسة ودقیقة، وکذلک یجب أن تکون هناک أقسام خاصة للعلوم والتقنیة والاختراعات والاکتشافات في إطار اللجنة العسکریة والأمنیة، وأن نوظّف جمیع کوادرنا العلمیة للعمل في هذا المجال من خلال خطّة مدروسة منظّمة، وأن نسعی لتوفیر حاجاتنا العسکریة بأنفسنا قدر المستطاع، وأن نوظف أصحاب الخبرة والنبوغ من شبابنا في مجالات التصنیع العسکري، لأنّ ما لا یُدرك کله لا یُترك جلّه.
الصمود: تعلمون أنّ مواصلة الجهاد في هذا الزمن من الأمور الصعبة، وهي تحتاج إلی صبر واستقامة وجَلَد لطولها وشمولها، وقد یعجز بعض المجاهدین أحیاناً عن مواصلة السیر علی هذا الطریق، ویواجه حالات من الیأس والخور والهزیمة النفسیة. فما الذي توصون به لتقویة عزائم المجاهدین وتعزیز معنویاتهم لمواجهة الحرب النفسیة للعدوّ؟
عبدالواجد جوهر: إنّ تعزیز المجاهدین وتقویتهم روحیاً ومعنویاً في مواجهة الجنود الصلیبیین وأعوانهم یحتاج إلی اهتمام وعنایة بالغة، لأنّ العدوّ إلی جانب حربه العسکریة یقوم بالحرب النفسیة واسعة النطاق من خلال آلته الإعلامیة العملاقة ومن خلال مؤسساته الفکریة والاستخباراتیة التي یعمل فیها آلاف الخبراء. ومن جانب آخر، فإنّ المجاهدین یعیشون في ظروف صعبة بوسائلهم المحدودة الضیقة.
إنّ المجاهدین لا يفقدون معنویاتهم وروحهم القتالیة لصعوبات في الحروب العنیفة والطویلة، لأنّ المجاهدین الیوم هم عشاق الشهادة في سبیل الله، ویتوقون إلی فداء الدین بأرواحهم وأنفسهم، ولکن هناک عوامل أخری ربما تؤثّر سلباً علی معنویاتهم وهي:
1 – حرب الإشاعة والحرب النفسیة التي یطلقها العدوّ.
2 – وجود أعمال مخالفة للشریعة في داخل الصف الجهادي.
3 – المنافسات الداخلیة وغفلة المسؤولین عن القیام بأداء واجباتهم في أوقاتها.
ولکي یتمتّع المجاهدون بالمعنویات العالیة والروح القتالیة القویة أقترح علی مسؤولي الإمارة الإسلامیة القيام بالتالي:
1 – بیان الحکم الشرعي للمجاهدین حول قتال الصلیبین وأعوانهم ومن یوالونهم، ولیکن هذا بشکل دائم ومستمّر، بحیث یفنّد جمیع الشبهات، ولا یترک أي غموض وإبهام في هذا الأمر في أذهان المجاهدین.
2 – أنّ یُوضّح للمجاهدین في ضوء الأدلّة الشرعیة لماذا نقتل جنود ما یُسمی بالجیش الوطني، والشرطة الوطنیة، والاستخبارات والملیشیات المحلیة للعدوّ (الصحوات) وغیرهم من رجال الحکومة؟ لأنّ العدوّ یسعی بکل جهده أن یشوش الناس ببثّ الشبهات، وأنّه لا يجوز قتال الجنود الشرطة والاستخبارات الوطنیة بعد خروج القوات المحتلّة، لأن هؤلاء أفغان، وأنهم أبناء هذاالبلد. یجب أن یُفهّم المجاهدون بأنّ جهادهم هو لتحریر البلد من سلطة الاحتلال وأعوانه المنافقین، وهو للقضاء علی الظلم والفساد، وأنّ الهدف الأساسي من جهادهم هو إعلاء کلمة الله وإقامة النظام الإسلامي، وأنّ کل من یقف حجر عثرة أمام تحقیق هذه الأهداف فإنّ قتالهم واجب شرعي.
3 – الاهتمام بتنقیة الصف من المفسدین والمعروفین بالسمعه السيّئة الذین یتسبّب وجودهم في الصف الجهادي في یأس المجاهدین من جدوى جهادهم .
4 – توظیف الرجال الأکفاء الأتقیاء، ذوي الخبرة في الإدارات القضائية وغیرها في المناطق المحرّرة، لأنّ المجاهدین المخلصین حین یرون الخونة والمرتشین والمفسدین في مثل هذه المناصب یستاؤون من جهادهم ویخسرون ثقتهم في القیادة والمسؤولین.
5 – تقویة التنسیق بین المجموعات المقاتلة، وهذا المجال یحتاج إلی عمل کبیر ومتواصل، لأنّ التنافس بین الأفراد والجماعات أمر طبیعي، وعدم ضبطه یُدخل الاستياء إلى نفوس المجاهدین المخلصین. وفي حال استمرار وجود هذه المشاکل ربما يفضّل المخلصون الجلوس في البیوت علی القتال في صفّ شائب.
6 – تسجيل جمیع المعارك والانتصارات بالفیدیو ونشرها في أقرب فرصة ممکنة عن طریق وسائل النشر المختلفة، فإنّ مشاهدة الانتصارات ترفع الروح القتالیة لدی المجاهدین وتعزّز الثقة في نفوسهم. وبهذا العمل سيتم كسر التعتیم الإعلامي للعدوّ علی أخبار انتصارات المجاهدین الذي یمارسه لیل نهار والذي بدوره یترک أثره السيء علی نفسیات المجاهدین، وفي حالة توثیق المجاهدین لعملیاتهم وانتصاراتهم ونشرها للناس تزداد الحماسة في نفوس المجاهدین وعامة الشعب، وتتجّیش عواطفهم لنصرة الجهاد والمجاهدین.
7 – الإکثار من عقد الدورات الشرعیة القصیرة للمجاهدین، وإلزام جمیع المسؤولین والمجاهدین بسماع الدروس التربویة والمواعظ، ودروس التوعیة الفکریة في مراکزهم وخنادقهم وجمیع أماکن تواجدهم.
8 – إکثار اللجنة الإعلامیة من برامج رفع معنویات المجاهدین في وسائل نشرها المطبوعة والمسموعة والمرئیة.
9 – حل المشاکل المالیة للمجاهدین من قِبَل المسؤولین في أوقاتها، وتفقّد أحوال الأسری والأیتام، لأنّ المسؤولین إذا لم یتفقّدوا أحوال الأسری، والمعاقین، والجرحی، وأیتام الشهداء وذویهم، یفقد الأتباع ثقتهم في المسؤولين، وینتابهم الیأس، ویظنّون بأنهم إن أصیبوا بمثل هذه الحالات فإن أحداً لن یمدّ إلیهم وإلی أولادهم ید العون، وسیکون مصیرهم الضیاع والمستقبل المظلم.
الصمود: نشکرکم علی هذه المعلومات والتوصیات القیّمة، ونسأل الله تعالی أن یوفقکم لمزید من الخیر.
عبدالواجد جوهر: وأشکرم أ نتم أیضا علی خدمتکم الإعلامیة للجهاد والمجاهدین، وأسأل الله تعالی القدیر أن یوفقکم أنتم أیضا لرفع صوت الحق وإیصال رسالة الجهاد للمسلمین في العالم.