الصمود تحاور القائد العام للمجاهدین في ولایة (فاریاب)

تقع ولایة (فاریاب) في شمال أفغانستان، ولها حدود مع كلّ من ولایات (جوزجان) و(سرپل) و(غور) و(بادغیس)، وتتصل في الشمال بجمهوریة (تركمانستان).

مركز هذه الولایة مدینة (میمنة)، ومدیریاتها هي: (پشتون كوت) و(خواجه سبزپوش) و(شرین تگاب) و(دولت آباد) و(اندخوی) و(شاخ) و(قرم قل) و(خان چارباغ) و(ألمار) و(قیصار) و(قرغان) و(بندر) و(گورزوان) و(بلچراغ) و(خواجه موسی) و(لولاش).

أحرز المجاهدون خلال هذه السنة ضمن (عملیات خیبر) انتصارات ومكتسبات كبیرة في ولایة (فاریاب)، و تمّ تحریر مناطق كثیرة من سیطرة العدوّ، وأحكم المجاهدون سیطرتهم عليها.

یقود المجاهدین في هذه الولایة الأخ القارئ صلاح الدین وهو من مدیریة (المار) في هذه الولایة، و لكي یطلع القرّاء علی الوضع الجهادي في هذه الولایة أجرت معه مجلة (الصمود) حواراً حول انجازات وانتصارات المجاهدین، وإلیكم نص الحوار:

الصمود: نرحب بكم علی صفحات مجلة (الصمود). وفي البدایة، نرجو منكم أن تقدّموا لقرّائنا معلومات عن انتصارات المجاهدین وفتوحاتهم ضمن (عملیات خبیر) في ولایة فاریاب.

القارئ صلاح الدین: الحمدالله وكفی، والصلاة والسلام علی عباده الذین اصطفی، أمّا بعد! أقدّم تحیاتي وأطيب تمنیاتي  لكم ولقرائكم. لقد كانت نتائج عملیات المجاهدین في هذه الولایة خلال هذا العام، باهرة -ولله الحمد- كالسنوات الماضیة، وإن أردت أن أذكرلكم تفاصیل جمیع العملیات فإنّ الحوار سیطول بنا كثیراً، ولكنني سأذكر لكم بإیجازٍ جانبا من العملیات الأخیرة، وهي كالتالي:

1- قام المجاهدون في الشهور الماضية بعدّة عملیات مهمّة في مدیریة (شاخ) وحرّروا سوقین محلیّین من سیطرة العدوّ. وبعد هذه السیطرة حاولت قوّات العدوّ عدّة مرّات أن تستعید تلك المناطق إلی سیطرتها مرة أخری، ولكنها فشلت في إحراز أي تقدّم في جمیع محاولاتها وفرّت من المنطقة، وبذلك تحوّلت هذه المدیریة المحّررة إلی معقل قوي للمجاهدین، وصارت منطلقاً لعملیاتهم في المناطق الأخری أیضا.

2 – أجری المجاهدون عملیات كبیرة لطرد الملیشیات المحلّیة من مدیریة (بندر)، وقد اشترك في تلك العملیات قرابة 600 مجاهد. أسفرت تلك العملیات عن تحریر 95% من مناطق هذه المدیریة، وطُهّرت المدیریة من تواجد الملیشیات، وأصبحت معظم المناطق الریفیة تحت سیطرة المجاهدین، والتي یتمتع أهلها الآن بالحیاة الآمنة في ظل إدارة المجاهدین لها.

3 – وكذلك قام المجاهدون بشنّ عملیات مهمّة في مدیریات (خواجه موسی) و(چلگزی) و(گرزیوان) وأخلی فیها المجاهدون مناطق واسعة من تواجد العدوّ.

كانت خسائرالمجاهدین في هذه العملیات قلیلة، وإن كان العدوّ قد ادّعی آنذاك عن إلحاق خسائر كبیرة في صفوف المجاهدین لإخفاء هزائمه المتكررة، ولكن الحقائق كانت علی عكس ما كان یدّعیه الأعداء. فعلی سبیل المثال لحق بالعدوّ خسائر كبیرة في إحدی المعارك الطویلة في مدیریة (چلگزي) بینما استشهد من المجاهدین شخص واحد وأصیب أربعة  آخرون فقط، إلا أنّ  إعلام الأعداء ادعى مقتل 140 شخص من المجاهدین.

الصمود: كیف تجدون التعامل بین المجاهدین وعامة  الشعب؟

القارئ صلاح الدین: الشعب في ولاية (فاریاب) متضامن مع المجاهدین كما هو في بقیة ولایات أفغانستان.

في السنوات الأولی من الاحتلال، كان بعض الناس قد تأثّروا بإشاعات العدوّ ضدّ المجاهدین، ولكنهم الآن واقفون إلی جانبهم بكامل رغبة وإخلاص، وفتوحاتنا الواسعة في هذا العام دلیل علی تعاون عامّة الشعب مع المجاهدین.

وتضامن الشعب مع المجاهدین لیس في المدیریات والمناطق الریفیة فقط، بل هناك 90% من سكان مدینة (میمنه) وبقیة المناطق المدنیّة أیضا یمیلون إلی المجاهدین، لأنّهم في تضايقٍ شديد من التعامل الظالم للحكومة العمیلة. فالناس في هذه الولایة متضايقون من الحكومة، وراغبون في إدارة المجاهدین وفي العیش تحت ظل النظام الإسلامي.

الصمود: ماهي النشاطات الاّخری للمجاهدین علاوة علی الأنشطة العسكریة؟

القارئ صلاح الدین: للمجاهدین إدارات مدنیة أخری یسیّرون من خلالها أمور التعلیم، وتطبیق أحكام الشریعة، والخدمات الأخری في ولاية (فاریاب) وفي جمیع ولایات افغانستان، وتقوم بتقدیم الخدمات في مجالات التعلیم، والقضاء، والدعوة وغیرها من المجالات المطلوبة.

فعلی سبیل المثال، تُدار في المجال التعلیمي، في هذه الولایة، المدارس الدینیة، والعصریة، و دورحفظ القرآن الكریم، وتهتمّ الإمارة الإسلامیة بمجال التعلیم كثیراً لكي یتربّى الجیل القادم علی الفكر الإسلامي.

وفي مجال الدعوة، یهتمّ المجاهدون بنشر الوعي الدیني في الناس، كما یهتمّون بدعوة الأشخاص في صفوف الحكومة العمیلة لیتركوا صفوفها، وقد خرج أكثر من مئة شخص من أفراد ملیشیات العدوّ من صفوف الحكومة خلال أشهر قلیلة ماضیة نتیجة هذه الدعوة.

وكذلك یهتم إخواننا المجاهدون بجمع وتتبّع الأخبارالجهادیة بدقّة وإرسالها للقسم الإعلامي في الإمارة الإسلامیة للنشر.

وكذلك أعددنا ترتیبات خاصة لشؤون الأسری أیضاً، حیث أنّ أفراد العدوّ الذین یقعون في أسر المجاهدین يُودَعون في المحابس الخاصة، ویُتعامَلُ معهم تعاملاً حسناً وفق أحكام الشریعة، وتُحوَّل قضایاهم إلی المحاكم الشرعیة لیُنظر في أمورهم وفق الشریعة الإسلامیة.

وجمیع الوفود التي جاءت من قَبِل قیادة الإمارة الإسلامیة لتَفقُّد أحوال المجاهدین وتقییم جهودهم، اعتبرت نشاطاتنا ناجحة بفضل الله تعالی، ورجعت بانطباع إیجابي عن هذه الولایة، فلذلك یمكننا القول بأنّ الفعّالیات الإداریة والدعویة والقضائية وغیرها، تسیر بشكل جید في هذه الولایة، ولله الحمد والمنّة.

الصمود: من المعلوم أنّ العدوّ كان قد أوجد خلال السنوات الماضیة الملیشیات المحلّیة في ولایة (فاریاب)، وكانت القوات الحكومیة قد توجّهت لشنّ العملیات العسكریة الكبیرة في المناطق الریفیة. ویُقال بأنها ألحقت أضراراً كبیرة بالمدنیین وبعامّة الناس، وارتكبت جرائم كبیرة، فحبّذا لو قدّمتم لنا معلوماتكم في هذا المجال.

القارئ صلاح الدین: نعم، لقد ارتكب العدوّ في الأعوام الماضیة جرائم كبیرة في حق عامة الشعب. في البدایة كان المحتلّون الأجانب والمسلحون الموالون لهم وأفراد الشرطة یؤذون الناس، وكانوا یداهمون البیوت ویقتلون الناس. وبعد خروج المحتلّین، جاءت فتنة الملیشیات المحلّیة، واشتدّت محنة الناس أكثر مما كانت علیه في السابق. وأنست جرائم هذه الملیشیات الناس، جرائم القوات الغربیة. إنّهم لم یكتفوا بقتل الناس ونهب ممتلكاتهم، بل أحرقوا القری والأحیاء بكاملها، فأحرقوا البیوت في مدیریة (بشتون كوت)، وقتلوا العزّل بمن فیهم النساء والأطفال في قریتي (قره وایلي) و(چوبكي) وغیرها من الأحیاء، وأحرقوا 80 منزلاً من منازل عامة الناس بعد أن نهبوا ممتلكاتها، وكان استدیو (الإمارة) قد نشر بعضاً من مشاهد تلك الجرائم في الإصدار الخاص بولایة فاریاب باسم (كاروان خیبر).

لم تتوقف اعتداءات أفراد الملیشیات عند حدّ الاعتداء علی الأرواح والأموال، بل هتكوا أعراض الناس أیضاً، وتحدّث الإعلام في حینها عن هتك حرمات الناس بشكل مُتكرّر، فتسبّبت جرائم الملیشیات في كشف حقیقة العدوّ وإظهار كره الناس لقواته.

الصمود: تعلمون أنّ الاحتلال الأمریكي قام بانتقاء الحكومة الجدیدة في (كابل)، واعتبر الإعلام الغربي هذا الحدث تحوّلا كبيراً، فما هو تقییمكم أنتم لهذا الأمر؟

القارئ صلاح الدین: إنّ الحدث الحاصل في (كابل) هو في الحقیقة تغییرعدّة أشخاص في رأس هرم الحكومة فقط، والجدید فیه هو أنه كشف ماهیّة الاحتلال الأمریكي لهذا البلد بشكل أوضح.

لقد شاهد الشعب الأفغاني أنّ مسرحیة الانتخابات استمرت بمختلف مراحلها لما یقرب من السنة، وأنفقت علیها مئآت الملایین من الدولارات، وتحمّل الناس متاعب كبیرة، والعدوّ كان یسعی عن طریقها لخداع الشعب الأفغاني بوعود إیجاد حكومة قانونیة، ولكن في النهایة انكشفت الفضیحة، وشاهد الناس أنّ الحكومة الجدیدة لم تأتِ نتیجةً للانتخابات، وإنما تم تعيينها من قبل وزیر خارجیة أمریكا (جون كیري)، وظهرت عمالة العملاء الذین كانوا یدّعون الاستقلال بوضوح أكثر، وعلم الناس بأنّ العملاء لیسوا سوی (دُمی) يوجّههم الأمریكیون حیث یشاؤون، وهذه هي حقیقة حكومتهم المشتركة.

ومن أقذر الجرائم التي ارتكبتها الحكومة الجدیدة هي جریمة التوقیع علی الاتفاقية الأمنیة مع أمریكا، إلی جانب التوجّهات الأخری المعادیة للإسلام. فالحكومة الجدیدة لا تختلف عن الحكومة السابقة التي أوجدها الأمریكیّون لتحقیق أهدافهم  والحفاظ علی مصالحهم.

والجنرال (دوستم) الذي عُیِّن في منصب النائب الأول للرئیس والذي یدعي تمثیل الولایات الشمالیة هو من أكبر مجرمي الحرب ومن أشهر السفاحین ولا یُرجی منه أي خیر، لأنّه أمضی حیاته الماضیة كلها في النهب، والقتل، والظلم والعمالة للمحتلین الروس والأمریكان، فكیف یمكن أنّ یُتوقّع منه الخیر للبلاد والعباد.

یجب علی الشعب الأفغاني أن یحافظ علی وحدته في إطار التزامهم بالشرع الإسلامي، وأن لا ینخدع بدعایات الأعداء، وعلیهم أن یواصلوا جهادهم ضدّ الكفار وعملائهم لیدحروا الكفار من هذا البلد.

الصمود: ماتقییمكم لفعّالیات اللجنة الإعلامیة للإمارة الإسلامیة، و ما هي توصیاتكم ومشوراتكم لها؟

القارئ صلاح الدین: إننا نشكر الله تعالی علی أن وفق الإمارة الإسلامیة لمقاومة الغزاة في جمیع المجالات بشكل جیِّد. ومن هذه المجالات المجال الإعلامي الذي تنشط فیه اللجنة الإعلامیة علی نطاق واسع، وتقوم بالخدمة الإعلامیة والفكریة وتثقيف المجاهدین من خلال مواقعها علی الإنترنت، ومن خلال مجلاّتها المطبوعة مثل: (الصمود) و(څرك) التي تعني (الشرارة)، و(حقیقت) بالفارسیة، و(شهامت) بالبشتو والفارسیة، و(مورچل) العسكریة، و(شریعت) الصادرة بالأردو.

إنني شخصیاً أتابع هذه المجلات، وأراها علی الشكل اللائق والمطلوب. وإنني أوصي جمیع المجاهدین أن یكونواعلی صلة وثیقة بالمجلات والنشرات الجهادیة لیكونوا علی وعي بفقه الجهاد وقضایاه الإعلامیة. وإنني أشكر جمیع العاملین في هذا المجال، وأسأل الله تعالی أن یُثیبهم علی عملهم العظیم.

الصمود: في نهایة الحوار ماهي رسالتكم لسكان ولایة (فاریاب) ولعامة الشعب المسلم؟

القارئ صلاح الدین: رسالتي لعامّة الشعب ولسكان ولایة (فاریاب) هي أنّ قافلة الجهاد علی مشارف الوصول إلی الهدف بإذن الله تعالی، فعلیهم أن یستمرّوا في نصرتهم للجهاد وللمجاهدین، ومن لم یتشرّف بتذوق سعادة الجهاد إلی الآن، فعلیهم أن لا يُفوّتوا الفرصة المتبقية، ولینضمّوا إلی قافلة الجهاد.

والذین لایزالون یقفون في صفوف العدوّ، فعلیهم أن یتوقّفوا عن غدرهم وخیانتهم للدین والشعب، وعلیهم أن یدركوا أنّ المجاهدین هم أبناء هذا الشعب، فلا ینبغي أن ینخدعوا بدعايات الأعداء، ولیرحموا أنفسهم، ولیسعوا للفلاح في دنیاهم وآخرتهم، و لیتوقّفوا عن العمالة للكفّار، ولیكونوا علی اطمئنان أن باب التوبة مفتوح أمامهم، وأنّ المجاهدین سیرحّبون بهم.

إنّ الشعب في (فاریاب) شاهد مراراً أنّ المجاهدین أطلقوا سراح الجنود الذین وقعوا في أسرهم بعد أن نصحوهم، ولیعلم هؤلاء الناس أنّ المجاهدین لم یخرجوا لقتل الناس، بل یسعون لإصلاحهم ولإخراجهم من صفوف الكفر، ویعملون لإسعاد الناس في  الدنیا والآخره.

الصمود: شكراً لكم علی إتاحتكم الفرصة للّقاء بكم.

القارئ صلاح الدین: ونشكركم أنتم أیضا علی خدمتكم الإعلامیة للجهاد والمجاهدین.