حوارات وتقارير

الصمود تحاور القائد عمر الفاروق المسؤول الجهادی العام لولایة فاریاب فی شمال أفغانستان

ولاية فارياب: تقع ولایة فاریاب في شمال أفغانستان و تتآخم حدودها مع ولایات (جوزجان) و (سرپل) و ( غور ) و ( بادغیس)، کما تتصل حدودها الشمالیة بجمهوریة (ترکمنستان) فی آسیا الوسطی. ومرکز هذه الولایة  هو مدینة ( میمنة ).  و مدیر یاتها هي ( بشتون کوت) و ( خواجه سبزبوش ) و ( جمعه بازار ) و ( شیرین تگاب ) و ( دولت آباد ) و ( اندخوی ) و ( قرم قل ) و ( خانچارباغ) و ( المار ) و ( قیصار ) و ( کوهستان) و ( گورزوان ) و ( بلچراغ ) و ( خواجه ناموسی ) و ( لولاش ) .

تبلغ مساحة ولایة فاریاب إلی 20293 من الکیلومترات المربعة،  و قُدّ ر عدد سکانها حسب آخر الإحصآت  بتسعمئة ألف نسمة .  والمستوی المعیشی لسکانها ضعیف، و یعیش معظمهم علی الزراعة .
==========
التقت (الصمود) في سلسلة لقاءاتها بمسؤولي الولایات بالمسؤول الجهادي العام لهذا الولایة وهو الأخ الفاضل القارئ (عمر الفاروق) البالغ ثلاثین سنة من عمره وهو من سكان مدیریة (دولت آباد) في هذه الولایة.

حفظ الأخ عمر الفاروق القرآن الكریم في صغره، ثم واصل دراسته الدینیة في مختلف المدارس، وقد خرج إلی الجهاد المسلح بعد الغزو الأمریكي لأفغانستان، واشترك في العملیات الجهادیة مع المجاهدین في ولایات (فاریاب) و(جوزجان) و(سرپل) بالإضافة إلی جهاده في الولایات الأخرى من البلد، وكان الأخ یتحمل مؤخراً مسؤولیة القیادة العسكریة في مدیریة (دولت آباد)، وأخيرا فوّضت إلیه القیادة الجهادیة العامة لكل الولایة، وكان لـ (الصمود) معه هذا الحوار حول الأوضاع الجهادیة في ولایة فاریاب.
=======

الصمود: نودّ في البدایة أن تقدموا لنا صورة عن الأوضاع الجهادیة في ولایة (فاریاب)، وعن نوعیة فعّالیات المجاهدین وامتداد ساحات تواجدهم في هذه الولایة.
القائد عمر الفاروق: الحمد لله و كفی، والصلاة والسلام علی عباده الذین اصطفی، أمّا بعد!
قبل كل شيء أقدم تحیاتي للأخوة القائمین علی مجلة (الصمود)، وأشعر بالسعادة لتوفير فرصة اللقاء المباشر بكم لإشراك هذه المعلومات مع قراء المجلة، و إجابة علی سؤالكم نقول إن المجاهدین بفضل الله تعالی یتواجدون بشكل فعّال في معظم مدیریات الولایة، ویدیرون فیها الشؤون الجهادیة.
أما المناطق التي یسیطر علیها المجاهدون بشكل قوي فهي مدیریات (شیرین تگاب) و(دولت آباد) و( خواجه ناموسی) و(ألمار) و(قیصار) و(چلگزی) و(گورزیوان) و(بلچراغ) و(مدیریة (لولاش).
یتواجد المجاهدون في هذه المناطق بشكل علني ولهم فیها فعالیات قویة، وتنحصر سیطرة الحكومة العملیة علی المراكز الحكومیة والمناطق المحیطة بها فقط، وتوجد مجموعات للمجاهدین في المناطق الأخرى أیضا، إلاّ أن نفوذهم فیها لیس بمستوی نفوذهم في المناطق المذكورة آنفا.
ویمكننا القول بأن المجاهدین بفضل الله تعالی قاموا بتصفیة مناطق واسعة من سیطرة العدو، و یقوم فیها المجاهدون بدوریات منظمة بالسیارات والدراجات الناریة إلی جانب دوریات المشاة للمجاهدین، و یمكنهم بكل سهولة التنقل من منطقة إلی آخری لإیصال المدد للمجاهدین في هذه الولایة و الولایات المجاورة الأخرى. فلیس هناك الآن ما یعرقل حركة المجاهدین.
والأوضاع الجهادیة في تحسن دائم بفضل الله تعالی، وتتسع دائرة سیطرة المجاهدین یوما بعد یوم.
الصمود: لو تفضلتم بذكر جانب من عملیات وانتصارات المجاهدین الأخیرة.
القائد عمر الفاروق: شهدت مناطق كثیرة من ولایة فاریاب في العام الماضي عملیات ناجحة والتي یحتاج ذكر جمیعها إلی وقت كبیر، ولكنني سأذكر لكم بعض ما یحضرني من عملیات المجاهدین الأخیرة وهي كالتالي:
1 – وقعت ثلاث مواجهات عنیفة في الأشهر الثلاثة الماضیة بین المجاهدین و العدوّ، وكانت آخر ها في قریة (خواجة كندو) والتي قتل فیها عدد كبیر من الجنود النرویجیین إلی جانب عدد كبیر من جنود الجیش العمیل.
2 – وقعت معركة شدیدة بین المجاهدین و جنود الجیش العمیل والمرتزقة المحلیین الذین یدعون بـ (اربكیان) في منطقة (گاوار) من مدیریة (ألمار) وكانت نتيجتها مقتل قائدین اثنین من ضباط الجیش العمیل، بالإضافة إلی مقتل عشرة من الجنود العملاء وإحراق ثلاث ناقلات لجنود العدو، وقد غنم المجاهدون في هذه العملیة ناقلتین للعدوّ
من نوع (رینجر) وهما الآن لدی المجاهدین.
3 – قام العدو بإجراء سلسلة من العملیات في منطقة (خان خواجة) من مدیریة (خواجه ناموسی) لتصفیة المنطقة من المجاهدین، إلا أن المجاهدین بفضل الله تعالی قاوموا عملیات العدو ببسالة فائقة لعدة أیام وقد ساعدهم سكان المنطقة في هذه المقاومة كثیراً، و لحقت بالعدوّ في تلك المعارك أضرارا بالغة في العتاد والأرواح، وقد اشتركت القوات الصلیبیة في تلك المعركة بقواتها البریة والجویة، ولكنها لم تحقق أهدافها بفضل الله تعالی وعادت خاسره تجر أذيال الخزي والعار.
4 – وهكذا ألحق المجاهدون بفضل الله تعالی الخسائر الكبیرة بالقوات صلیبیة وعملائها من الجیش العمیل في المواجهات المتكررة الشدیدة بینهم وبین العدوّ في كل من مدیریات (بشتونكوت) و(قیصار) و(شیرین تكاب) و(دولت آباد).
الصمود: ما هي المناطق التي لا یمكن للعدو أن یذهب إلیها بالسهولة ؟
القائد عمر الفاروق: المجاهدون یتواجدون في جمیع مناطق (فاریاب) أمّا المناطق التي یسیطر علیها المجاهدون بشكل كامل منذ زمن طویل هي مدیرة (خواجه ناموسی) سوی بناية المدیریة، ولا تقدر قوات العدوّ أن تخرج منها إلی المناطق المجاورة، وكذلك أخلیت ساحات (خواجه كندو) الواسعة فی مدیریة (قیصار) من سیطرة العدو بشكل كامل، وكذلك یسیطر المجاهدون علی نصف ساحات مدیریتي (دولت آباد) و(شیرین تگاب) ولم یقدر العدو منذ زمن طویل أن یذهب إلیها، وهكذا تخضع مناطق (گورزیوان) و(كیكاوش) و(دهن درة) في منطقة الـ (كوهستانات) الجبلیة، وسیطرة المجاهدین في هذه المناطق اتخذت شكل الحكومة والإدارة المنظمة، ولا یمكن للعدو أن یذهب إلی تلك المناطق إلاّ برفقة قوات كبیرة جداً وتحت الحمایة الجویة، و كلّما حاول العدوّ إرسال قواته إلی تلك المناطق لم تعد منها إلاّ بعد خسائر كبیرة جداً.
الصمود: كیف تقّدرون قوة المجاهدین كمّاً و كیفاً ؟ وماذا عن شعبیة الجهاد والمجاهدین بین أهالي المنطقة ؟
القائد عمر الفاروق: توجد الآن في كل مدیریة مجموعة واحدة من المجاهدین بشكل ضروري، وفي بعض المدیریات أكثر من مجموعة، ویبلغ عدد المجاهدین في هذه الولایة إلی المئات ولا یمكنني أن أذكر لكم عدد المجاهدین بالضبط، وإجابة علی سؤالكم عن شعبیة المجاهدین بین الأهالي فنقول: إنه من الطبیعي أن یتساءل الناس عن شعبیة المجاهدین وتضامن الأهالي معهم في الشمال لكثرة ما سمعوه من إشاعة الإعلام الغربي عن انحصار المجاهدین في الجنوب، ووقوف أهل الجنوب فقط إلی جانب المجاهدین، ولكنني أقول بكل ثقة أن المجاهدین یحظون في الشمال بنفس الشعبیة والتعاون الذین یحظون بهما في الولایات الأفغانیة الأخرى، نحن نشاهد الآن أنّ أكثر من ثمانین بالمائة من سكان ولایة فاریاب یساعدون المجاهـــــــــــدین ویؤیّدون
موقفهم.
ومن الإشاعات التي یبثّها الأعداء في الشمال بغیة تفریق الناس هي أن القبائل البشتونیة وبعض قبائل الطاجیك فقط تؤید المجاهدین إشارة إلی عدم تعاون الأوزبك والتركمان مع المجاهدین، ولكننا ننكر هذه الإشاعات بشدة ونعتبرها من الأكاذیب المحضة، إنني شاهدت بأم عیني الأوضاع في ولایات (فاریاب) و(جوزجان) و(سرپل) ورأیت مساعدة جمیع القومیات للمجاهدین، وعلی سبیل المثال لو آتیتم إلی مدیریات (گورزیوان) و(لولاش) و(بلچراغ) وغیرها من المناطق، فسوف لا تجدون فیها بشتونیا ولا طاجكیا واحداً، لأن جمیع سكانها من (الأوزبك) و(التركمان) و(الهزارة)، وتعاونهم للمجاهدین أكثر من غیرهم، و بفضل الله تعالی ثم بفضل وقوف هذه القومیات إلی جانب المجاهدین تعتبر هذه الساحات مراكز قوة المجاهدین، وهي التي توفر بطیب النفس جمیع حاجات المجاهدین من السلاح والتموین وغیرهما في تلك المناطق.
الصمود: ما هي خططكم للعام الجهادي المقبل ؟
القائد عمر الفاروق: من أهم خططنا للعام المقبل هو تنظیم عملیاتنا بشكل جید و توسیع دائرة قوة المجاهدین إلی جمیع مناطق (فاریاب)، وقد خطوا بعض الخطوات في هذا الطریق في العام الماضي، إلاّ أنّه لا زالت هناك بعض المدیریات لیس فیها وجود علني للمجاهدین، ویحتاج الأمر فیها إلی جهود كبیرة.
إن المجاهدین قد بدأوا إعداداتهم العسكریة من الآن، كما وضعوا خططا شاملة للاهتمام بالجوانب الدعویة والتربویة في المنطقة لتنویر أذهان الناس تجاه الجهاد ومقاصد المجاهدین، وللمجاهدین نجاحات كبیرة فی مجال الدعوة والتربیة في هذه المنطقة، وقد كان بدأ جهادنا في هذه الولایة من النشاطات الدعویة حیث كنّا نقوم بإلقاء الكلمات التحریضیة والمواعظ الإیمانیة في المساجد، كما كنّا نزور الناس في بیوتهم لإیضاح أهدافنا ومقاصدنا لهم، وقد حدث مراراً أنَ وقف المجاهدون علی الطرق العامة و استوقفوا المارّة لیبّینوا لهم قضیة المجاهدین وضرورة الجهاد ضد المحلتین، فأوضحنا الأمر للناس وكسبنا ثقتهم من خلال الدعوة والتربیة، وكانت النتیجة أن عَلِمَ الناس أن المجاهدین هم من أبناء هذا البلد، وهم خیرة شباب هذا الشعب المؤمن بخلاف ما یشیعه عنهم الأعداء من مواصفات سیئة، فنظرا للنتائج الطیبة لنشاطاتنا الدعویة والتربویة سنبذل مزیداً من الجهود في هذا السبیل، وستكون لها تأثیرات رائعة بإذن الله تعالی.
الصمود: وفي النهایة هل من رسالة تریدون إبلاغها لشعبكم المؤمن عبر صفحات (الصمود)؟
القائد عمر الفاروق: شكراً جمیلاً، رسالتي إلی شعبنا المجاهد وخاصة إلی أهل الولایات الشمالیة المجاهدین أن یكونوا علی قدر كبیر من الحذر والحیطة تجاه الفتن التي یشعلها الأعداء بین المسلمين، وأن ینتبهوا إلی مؤامرات الأعداء، لأن بلدنا لازال تحت احتلال الغزاة الصلیبین، وقد سلبوا عن شعبنا جمیع حقوقهم الدینیة والاجتماعية وغیرها، ویسعون دوماً لزرع بذور النفاق والاختلافات بین القومیات الموجودة في هذه المنطقة للقضاء علی مكتسبات الجهاد والمجاهدین، وهي نفس الخطة التي طبّقها الروس أیام هروبهم من أفغانستان عن طریق بعض عملائها المحلیین والتي لا زال شعبنا المؤمن یعاني من نتائجها السیئة المریرة، فیجب علینا جمیعاً أن لا ننخدع بإشاعات العدو، و أن لا ننساق وراءها، و لیعلموا جمیعاً أن الجهاد في سبیل الله تعالی هو مسؤولية مشتركة لجمیع المسلمين و جمیع الأفغان، والجهاد لا یختص بقومیة دون أخری، و إننا جمیعاً بحاجة ماسة إلی التضامن والالتفاف حول بعضنا البعض، وبذلك سوف یقترب یوم هزیمة العدوّ إن شاء الله تعالی، إنني علی ثقة أننا بهذه الطریقة فقط سنكسب العزّ والرفعة في الدین والدنیا معاً.
الصمود: نشكركم علی إتاحتكم لنا فرصة اللقاء بكم، ونسأل لكم من الله تعالی العزّ و التوفیق، و أن یتقبل منكم جمیع مساعیكم في سبیل الله تعالی.
القائد عمر الفاروق: ونشكركم أنتم أیضا علی زیارتكم إیّانا، وعلی إیصالكم رسالة المجاهدین إلی العالم، نسأل الله تعالی أن یتقبل منكم جهادكم الإعلامي فی سبیل الله. والسلام علیكم ورحمة الله و بركاته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى