
الصمود تحاور القارئ محمد ظاهر المسؤول العام للمجاهدين في ولايت سمنگان
الصمود: نرجو في البداية أن تقدّموا نفسكم لقراء مجلة )الصمود(.
القارئ محمد ظاهر: اسمي محمد ظاهر، وأنا من سكان مديرية (شولگره) في ولاية بلخ.
درست العلوم الشرعية في مختلف مدارس أفغانستان وباكستان، وأكملت حفظ القرآن الكريم، وتخرّجت في العلوم الشرعية عام 2004م في أشهر المدارس الدينية في باكستان وهي (دارالعلوم الحقّانية) بمديرية (أكوره ختك) في باكستان.
بدأت فعالياتي الجهادية في ولاية (بلخ)، وكان من قدر الله تعالى أن أقع في أسر العدو، فأمضيت مدّة في سجنيّ (بغرام) و(پلتشرخي)، وبعد خروجي من السجن بفضل الله تعالى بدأت أعمل في لجنة الدعوة والإرشاد للإمارة الإسلامية.
ومنذ شهور فُوضت إليِّ المسؤولية العامة للمجاهدين في ولاية (سمنگان) في شمال أفغانستان، ولا زلت أقوم بأداء مسؤوليتي الجهادية بهذه الوظيفة في هذه الولاية.
الصمود: حبّذا لو قدّمتم لقرائنا صورة موجزة عن ولاية (سمنگان).
القارئ محمد ظاهر: تقع ولاية (سمنگان) في شمال أفغانستان، وتحدّها من أطرافها كل من ولايات (بلخ) و(كندز) و(بغلان) و(باميان) و(سرپل)، مركز هذه الولاية هو مدينة (أيبك)، وتنقسم هذه الولاية إلي ستّ مديريات وهي: (دره صوف) و(دهي أحمدبيگ) و(رويدوآب) و(حضرت سلطان) و(خُرم وسارباغ) و(پيرنخچير)، وقد ألحقنا مديرية (تاشقرغان) التابعة لولاية (بلخ) بهذه الولاية بناءً على بعض المصالح الجهادية في الوقت الحاضر.
الصمود: كيف تنظرون إلى أوضاع الجهاد والمجاهدين في ولاية (سمنگان)؟
القارئ محمد ظاهر: يتواجد المجاهدون في جميع مديريات هذه الولاية سوي مديرية (خرم سارباغ) ويقومون بفعّالياتهم الجهادية في هذه الولاية، وترتكز قوة المجاهدين في مركز الولاية مدينة (أيبك) ومديريتيّ (تاشقرغان) و(دره صوف)، ويسيطر المجاهدون على بعض مناطق (دره صوف) بشكل كامل، ويتواجد المجاهدون في هذه المديرية بشكل واسع، وقد حرّروا مناطق كثيرة من سيطرة العدو، وكذلك يتواصل المجاهدون عملياتهم الجهادية بشكل مستمرّ في مدينة (أيبك) ومديريات (حضرت سلطان) و(تاشقرغان) و(پيرنخچير) أيضاً.
الصمود: ما هي مكتسبات المجاهدين في هذا العام في العمليات الشاملة التي أعلنت عنها الإمارة الإسلامية في جميع أفغانستان باسم (الفاروق) ؟
القارئ محمد ظاهر: إنّ المجاهدين كانت لهم انتصارات هامّة في هذا العام في ولاية (سمنگان)، وإنّ العمليات التي أجريت ضدّ العدو، والخسائر التي ألحقت به في هذا العام لم يرَ لها مثل في الأعوام الماضية، وكانت أهمّ عملياتنا في هذا العام كالتالي:
1 – حطّم المجاهدون عدة ناقلات للعدو في شهر شعبان من هذا العام 1433هـ في منطقة (كنده شوك)، وكردّ فعل على هذه العمليات قام العدو بعمليات متقابلة، واشتركت فيها القوات المحتلّة إلي جانب القوات العميلة، ولكنّها انهزمت في هذه المعركة ، وتحمّلت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وبعد هذه العملية دخل العدو إلى (دره صوف) من جهة الغرب، وهجم على (دره جمالك)، واستمرّت مقاومة المجاهدين للعدو تسعة أيام، وقد قُتِل في هذه المعركة قائد الأمن الحكومي لمديرية (دهي أحمدبيگ) مع عدد آخر من جنود العدو، وأصيب عشرات آخرون بالجروح، وقد استشهد من المجاهدين في هذه المعارك شخص واحد فقط.
1 – ألحق المجاهدون خسائر كبيرة في العمليات التفجيرية التي أجريت ضدّ وسائط العدو في30 من شهر شعبان من هذا العام، وقد استهدف فيها المجاهدون قافلة الإمدادات للعدو فأحرقوا فيها 30 شاحنة للعدو.
وبما أنّ الطريق الرئيسي العام الذي يمتدّ عبر ولاية (سمنگان) يحظي بالأهمية البالغة لدى العدو فأقلقت عمليات المجاهدين على امتداد هذا الطريق العدو كثيراً ، لأنّه لم يكن قد شاهد مثل هذه العمليات المنظّمة فيما سبق.
إنّ فعّاليات المجاهدين وعملياتهم العسكرية في ولاية (سمنگان) في تصاعد ملحوظ، ويشترك المجاهدون علناً في كثير من العمليات ضدّ العدو، وقد ضيقوا الخناق عليه في جميع مناطق هذه الولاية.
الصمود: هل هناك تواجد للجنود المحتلّين في هذه الولاية؟
القارئ محمد ظاهر: نعم، كان هناك الجنود (الألمان) في مركز الولاية مدينة (أيبك) لعدّة سنوات، ولكن حين خرجت في العام الماضي المظاهرات والمسيرات الغاضبة ضدّ المحتلّين بسبب إهانتهم للقرآن الكريم، وإحراقهم الكتب الدينية، فطالب الناس بخروج القوات المحتلّة من مدينة (أيبك)، فخرج الجنود (الألمان) من مدينة (أيبك)، واستقرّت في مديرية (حضرت سلطان)، إلا أنّهم فرّوا من هذه المديرية أيضا في بداية شهر ذي الحجّة من هذا العام 1433هـ ، ولا يوجد الآن بفضل الله تعالى أيّ جندي أجنبيٍ في هذه الولاية.
الصمود: ما هي فعّالياتكم الإدارية والدعوية إلى جانب فعالياتكم العسكرية؟
القارئ محمد ظاهر: إنّ من أهمّ مكتسبات المجاهدين في هذا العام هو تقدُّمهم في مشروع الدعوة والإرشاد (دعوة الجنود للانضمام إلي المجاهدين)، وقد كانت لهذا المشروع نتائج طيبة في هذا العام في (سمنگان)، وبفضل هذا المشروع انفصل عدد كبير من متعاوني الدولة العميلة عنها، واستنكفوا عن مخالفة المجاهدين.
وهناك عدد كبير من كبّار الموظّفين ممن كانوا قد وقفوا إلي جانب المحتلّين يتصلون الآن بالمجاهدين، ويعدونهم بالانصراف عن مخالفة المجاهدين.
إنّ العدو قد قام بإشاعة كبيرة ضدّ المجاهدين في شمال أفغانستان، وقد ركز العدو في إشاعته بأنّ المجاهدين ليس لديهم أِيّ خيار غير الحرب والقتل، ولذلك كلّ من كان قد انخدع بإشاعة العدو أو كان قد انضم إلى صفوفه لكسب المال يستمّر الآن في مخالفتهم للمجاهدين، لأنّهم كانوا لا يرون لهم أيّ مخرج من هذا المأزق، إلاّ أنّ مشروع (الدعوة والإرشاد) فتح الطريق أمام كثير ممن في صفّ العدو للاتصال بالمجاهدين، والحصول على الأمان لحياتهم في المستقبل بعد تركهم صفوف العدو.
وإنّني استغلّ هذه الفرصة لأهيب بكلّ من يقف في صفّ العدو من الجنود، والشرطة، والمليشيات، والموظّفين الحكوميين المدنيين أن يعملوا لتأمين حياتهم المستقبلية في الدنيا والآخرة.
وأن يتوبوا لله تعالي عن وقوفهم إلي جانب العدو، وأن يستغلّوا هذه الفرصة للاتصال بالمجاهدين.
والمجاهدون يضمنون الأمان على الأرواح والأموال لكلّ من ينفصل عن صفّ العدو.
الصمود: ما هي رسالتكم في نهاية هذا الحوار إلى المجاهدين، وإلى عامة الشعب الأفغاني؟
القارئ محمد ظاهر: رسالتي إلى عامة الشعب هي أن يكونوا على يقظة من مؤامرات العدو، وألاّ ينخدعوا بإشاعاته.
وعلى أبناء شعبنا أن يميزوا أولياءهم عن أعدائهم، ولذلك عليهم أن يعرفوا من يريد لهم عزّ الدنيا والآخرة، عمّن يحتلّ بلدهم، ويعادي دينهم، وثقافتهم.
لأنّ العدو في هذه الأيام يقوم بإشاعة مغرضة كبيرة ضدِّ المجاهدين.
فعلى الشعب أن ينظر إلى المجاهدين من خلال الواقع، لا من منظور المحتلّين وإشاعاتهم التي يقومون بها من خلال وسائل إعلامهم الماكرة.
وكما يجب على الشعب أن يعرفوا مرتبة المجاهدين، وأن يكرموهم، كذلك يجب على المجاهدين أيضا أن يشفقوا على الشعب، وأن يحترموا الكبار والصغار كما يحترمون آباءهم وإخوانهم الصغار.
وعليهم أن يتحلّوا بالتقوي والخوف من الله تعالى في حياتهم الخاصّة، وأن يوجدوا فيهم الإخلاص والطاعة، وأن يعرفوا الهدف الأساسي من جهادهم وهو نشر الهداية بين الناس والشفقة عليهم.
وليكونوا على حذر من مجاوزة حدود الشرع.
وليعلموا أنّ النصر يتوقّف على إرضائهم لله تعالى.
فإن التزمنا بهذه المواصفات فلاشك أنّنا سنحقِّق الأهداف من جهادنا، ولن تقدر أية قوة في الأرض أن تمنعنا من تحقيق أهدافنا إن شاء الله تعالى.
الصمود:شكراً لكم على إتاحتكم الفرصة لنا للقاء بكم.
القارئ محمد ظاهر: وشكراً لكم أيضا، وأسأل الله تعالى أن يحفظكم من كل مكروه.