حوارات وتقارير

الصمود تحاور القارئ محمد یوسف أحمدي المتحدث الرسمي للإمارة الإسلامیة حول الأوضاع الجهادیة في ولایة (هلمند)

حاوره: حبیب مجاهد

قراءنا الأعزاء! لقد أحرز المجاهدون بفضل الله تعالی هذا العام في ولایة هلمند انتصارات عظیمة. وكانت أخبار الفتوحات في هذه الولایة تشكل العناوین الرئیسیة في وسائل الإعلام المحلیة والعالمیة. ونتیجة لهذه النتصارات؛ فتح المجاهدين مناطق كثیرة وأخرجوها من سیطرة العدوّ.

ولیعلم قرّاء (الصمود) تفاصيل الأوضاع الجهادیة الراهنة، ولیعلموا بعض الأمور الأخری المرتبطة بهذه الولایة؛ أجرینا حواراً مع المتحدث الرسمي للإمارة القارئ محمد یوسف أحمدي، وإلیكم نص الحوار:

 

الصمود: في البدایة نرحب بكم علی صفحات مجلة (الصمود)، ونرجو منكم أن تقدموا صورة عن الأوضاع الجهادیة الحالیة في ولایة (هلمند).

محمد یوسف أحمدي: الحمدالله رب العالمین، والصلاة والسلام علی سید المرسلین إمام المجاهدین محمد وعلی آله وصحبه أجمعین وبعد:

الوضع الجهادي في (هلمند) الآن أحسن من أي وقت مضی، حیث تخضع جمیع ساحات هذه الولایة لسیطرة المجاهدین عدا بعض مراكز المدیریات. ولعلّكم تسمعون من وسائل الإعلام اعترافات العدوّ بسیطرة المجاهدین علی 80% من مجموع أراضي ولایة (هلمند) والتي تبلغ مساحتها 60000 كیلومتر مربع. إلا أنّ الإحصاءات الدقيقة أعلی بكثیر مما یعترف به العدوّ. إنّ المجاهدین الآن یسیطرون علی 90% من ساحات ولایة (هلمند)، والتواجد الحكومي ینحصر في مركز مدینة (لشكرگاه) وفي مراكز مدیریات (گرشك) و(نادعلی) و(ناوه) و(مارجه) و(گرمسیر). ویتمركز العدوّ في هذه المراكز تحت حصار المجاهدین. ولا یوجد أي تواجد للعدوّ في المناطق الریفیة علی الاطلاق. الریف یخضع بشكل كامل لسیطرة المجاهدین. فیمكننا القول بأن المجاهدین الآن في (هلمند) أكثر سیطرة من أي وقت مضي ومعنویاتهم أقوی من أي وقت آخر، وهم یواصلون انتصاراتهم وفتوحاتهم في هذه الولایة. وإنّ التطورات الأخیرة في (هلمند) تبعث آمال تحریر البلد وتُدخل الفرح في نفوس المجاهدین في البلد كله.

 

الصمود: في السنة الماضیة فُتحت في عملیات العزم السنویة في (هلمند) معظم المناطق الشمالیة مثل (نوزاد) و(موسی قلعه) و(سنگین) وأكثر ساحات مدیریتي (كجكي) و(گرشك). فماهي المناطق التي فُتحت في هذا العام في العملیات العمریة في ولایة (هلمند)؟

محمد یوسف أحمدي: نعم، في العام الماضي سیطر المجاهدون علی المدیریات الشمالیة، وكانت مناطقها المركزیة واالجنوبیة لازالت تحت سیطرة العدوّ، وهذه المناطق في الحقیقة هي المديريات التي كانت سیطرت علیها القوات الأمریكیة في عام 2009م خلال عملیات (الخنجر) والقوات البریطانیة في عملیات (مخلب النمر)، وكان الأمریكییون قد قاموا آنذاك بدعایة كبیرة لعملیات (الخنجر) عن طریق وسائل إعلامهم، وكانت خطّة القوات الأمریكیة أن ینطلق آلاف الجنود الأمریكیین ومعهم جنود البحریة الأمریكیة من قاعدة (شوراب) متجهین نحو الجنوب، وبعد اجتیاز صحراء (سیستانی) كانوا سینقسمون إلی ثلاث فرق، فرقة تتّجه نحو (ناوه) وتتّجه الثانیة نحو (گرمسیر) والثالثة ستهجم علی مدیریة (خانشین)، وفي نفس الوقت ستنطلق القوات البریطانیة من مدینة (لشكرگاه) في عملیة (مخلب النمر) وستدخل إلی مدیریة (نادعلی) ومنطقة (باباجي).

 تلك العملیات في عام 2009م كانت عملیات عملاقة وكانت قد بدأت في شهر(یولیو) واستمرّت عدّة أسابیع. قاوم المجاهدون تلك العملیات بعملیة (الشبكة الفولاذیة) وقتلوا المئات من جنود العدوّ خلال المواجهات المسلحة وفي الكمائن علی دبابات العدوّ ووسائل نقله. وبما أن العدوّ كان یرتكب الجرائم الكبیرة في حق المدنیین وكان یقصف القری والبیوت فقد استطاع أن یسیطر علی معظم ساحات تلك المديریات الخمسة وأن یؤسس فیها قواعد عسكریة قویة. الأمریكیون وحلفاؤهم أنفقوا نفقات باهظة للحفاظ علی هذه المناطق، وأنشأوا فیها مئات القواعد العسكریة القویة وأوجدوا فیها الملیشیات المحلیة، كما قاموا بملء هذه المناطق بالجنود المحليين لیحافظوا علیها بعد رحیلهم عنها.

كانت خطّة مجاهدي الإمارة الإسلامیة في هذا العام أن یكسروا شوكة العدوّ في مناطق (ناوه) و(گرمسیر) و(خانشین) و(نادعلی) و(باباجي) وأن یحرّروها من سیطرته. فبدأت عملیات فتح هذه المناطق في هذا العام من مدیریة (خانشین) التي سیطرعلیها المجاهدون بفضل الله تعالی بعد مقاومة قلیلة من قبل جنود العدوّ. وفي الیوم الثاني هاجموا مدیریة (نادعلی) وسیطروا علی معظم مناطقها الریفیة واستسلم لهم العشرات من جنود العدوّ ووقع الباقون منهم في داخل مركز المدیریة تحت حصار المجاهدین. في الیوم الثالث من شهر أغسطس فُتحت منطقة (چاه انجیر) الهامة التي تقع بالقرب من مدینة (لشكرگاه)، وبعدها في العاشرمن أغسطس فُتحت مدیریة (ناوه) من قبل المجاهدین، وبعد یومین فُتحت جمیع ساحات مدیریة (گرمسیر) عدا مركز المدیریة.

إنّ تواجد العدوّ الآن في هذه المدیریات ینحصر في مراكز المدیریات وبقیة ساحاتها محرّرة بفضل الله تعالی، وهكذا دخلت جمیع تلك المناطق التي كان سیطر علیها العدوّ قبل ثماني سنوات بعد إنفاق النفقات الباهظة وتحّمل الخسائر الكبیرة وإيجاد القواعد العسكریة والملیشیات المحلیة، دخلت تحت سيطرة المجاهدين. وفشلت جميع مخططات العدو وجهوده في هذه المناطق.

 

الصمود: یقال إنّ المجاهدین استخدموا أسالیب وتكتیكات حربية عجبیة وغریبة في معارك (هلمند)، وقد اعترف العدوّ بخطورة تلك الأسالیب، وكان منها أن استطاع ستة أفراد من المجاهدین أن یستولوا علی مركز للشرطة كان فیه أربعون شرطیاً، فماهو سرّ انتصارات المجاهدین؟

محمد یوسف أحمدي: إنّ سرّ انتصارات المجاهدین هو إخلاص نیّتهم لله تعالی، وتقواهم، وطاعتهم الكاملة للقیادة، وهذه الأمور كلها مما يؤهل المجاهدين للانتصار علی العدوّ. وعلاوة علی ذلك، فإنّ المجاهدین -بفضل الله تعالی- أصحاب تجربة قتالیة عالیة، ویستخدمون الأسالیب الغریبة التي یدوّخون بها العدوّ، فهم أحیاناً یستخدمون العناصر المزروعة في صفوف العدوّ، وفي أحیان أخری یجعلون جنود العدوّ یسیؤون الظنون بين بعضهم البعض. وإلی جانب ذلك فقد غنم المجاهدون وسائل حربیة هامّة من العدوّ مثل أنواع الأسلحة الحدیثة، والمناظیر اللیلیة وغیرها من الوسائل الحدیثة. ویستخدم المجاهدون تلك الوسائل الحدیثة للمداهمات الخاطفة علی ثكنات العدوّ، فیتمكنون من القضاء علی الجنود الموجودین فیها قبل أن يصدر منهم أي ردّ فعل، أو یُلجؤونهم إلی الاستسلام. وهناك أسالیب غریبة ومؤثرة أخری نتحفظ عن الحدیث عنهما لدواعي الحفاظ علی سرّیتها. فهذه كلها هي الأسباب المادیة والمعنویة التي تشكل سرّ انتصار المجاهدین علی العدوّ.

 

الصمود: كیف تجدون الوضع في المناطق المفتوحة؟ وهل تحققت للناس فيها فرصة الحیاة الآمنة والعدل والاستقرار؟

محمد یوسف أحمدي: نعم، إنّ أهمّ ما تحقق في المناطق المفتوحة بید مجاهدي الإمارة الإسلامیة هو خلاص تلك المناطق من النظام الفاسد المخالف للإسلام ومن شر الملیشیات والأوباش الذین كانوا ضیقوا الخناق علی الناس، وكانوا یعتدون علی أموال الناس وأرواحهم، وكانوا یؤذون الناس بأنواع الأذية. فالناس في المناطق المفتوحة رحبّوا بالمجاهدین وفرحوا جداً بمقدمهم إلی مناطقهم.

إنّ الإمارة الإسلامیة بفضل الله تعالی لدیها التجربة الكافیة في الحفاظ علی المناطق المفتوحة ورعایة حقوق الناس الشرعیة والحفاظ علی أرواح الناس وأموالهم وأعراضهم، وتسعی قدر المستطاع في توفير مجالات التعلیم والصحة والخدمات العامة. إنّ المجاهدین مكلفون من قبل القیادة العلیا بحسن التعامل مع الناس وتوفیر ما یساعدهم في تیسیر الحیاة السعیدة لهم لیعیشوا في أمن وراحة تحت رایة الإمارة الإسلامیة. وقد طُلِبَ من الناس أیضا أن یُخرجوا أقرباءهم من صفوف الإدارة الفاسدة، وقد بذلت لهم الإمارة الإسلامیة العفو، وهذا ما قد زاد في تیسیر ظروف الحیاة السعیدة الآمنة في مناطقهم. وقد قامت الإدارة القضائية للإمارة الإسلامیة بحل قضایا الناس الحقوقیة والجنائیة المختلفة وفق أحكام الشریعة الإسلامیة. وهذا كان من أسباب تقویة تضامن أهالي المناطق مع المجاهدین في جوّ من الثقة والرضا.

 

الصمود: كیف تجدون الوضع الجهادي في بقیة مناطق البلد؟ وحبّذا لو ذكرتم بعض النماذج لقراء الصمود.

محمد یوسف أحمدي: إنّ العملیات الجهادیة بفضل الله تعالی مستمّرة بكل قوّة في جمیع ساحات البلد، وقد استطاع المجاهدون بفضل الله تعالی أن یسیطروا علی مدیریات كاملة ومناطق واسعة في ولایات (بدخشان) و(نورستان) و(تخار) و(كندز) و(بغلان) و(بكتیا) و(ننگرهار) و(فاریاب) و(فراه) وغیرها من الولایات. كما قام المجاهدون بتنفيذ عملیات استشهادیة خطیرة قصمت ظهر العدوّ في العاصمة كابل. إنّ أعداداً من جنود العدوّ یومیاً یستسلمون للمجاهدین في مختلف ساحات البلد، وتتمّ دعوتهم من قِبَل لجنة دعوة جنود العدوّ في الإمارة الإسلامیة، وإنّ جمیع جهود العدوّ لإیقاع الفرقة والاختلاف بین المجاهدین قد باءت بالفشل، وأصبح صف المجاهدین أقوی من أي وقت آخر.

وإلی جانب الفتوحات والانتصارات العسكریة، فإن هناك مكتسبات قویة وهامة للإمارة الإسلامیة في مجالات التعلیم والدعوة والعلاقات العالمیة والجهاد الإعلامي وغیرها من المجالات، وقد أكسبت هذه المكتسبات الإمارة الإسلامیة حباً كبیراً بین الشعب. وفي المقابل فإنّ المحتلین والدولة العمیلة تعیش أسوأ أیامها، وقد بلغت الاختلافات بین أركانها إلی ذروتها، وخسر جنودها الروح القتالیة في مقاومة المجاهدین، ولذلك يتركون الساحات الكبیرة وينسحبون منها إلی المراكز فتطهر البلد من رجسهم.

 

الصمود: أعلن الأمریكیون أنهم سیزیدون من عدد جنودهم في أفغانستان، وقد جاؤوا بالمئات منهم إلی ولایة (هلمند)، كما صرّحوا بأنهم سيعودون مرّة أخری إلی شنّ الغارات والمداهمات اللیلیة وإلی استخدام طائرات B52 للقصف الجوي وإلی الأسالیب القتالیة الأخری لضرب المجاهدین. فما هو ردّكم علی هذه المواقف والتهديدات للأمریكیین؟

محمد یوسف أحمدي: إنّ فهم مثل هذه الاستراتيجیة الأمریكیة ومعرفة نتائجها لا يحتاج إلی تفكیر ودراسة كبیرة؛ لأنّ تجربة الخمس عشرة سنة الماضیة ماثلة أمام أعین الجمیع، وإن الجمیع قد رأوا بأعينهم أنّ عشرات الآلاف من القوات العسكریة لمختلف الدول الكفریة قد غزت هذا البلد، واستخدمت أحدث مختلف أنواع التقنیة الحربیة والقتالیة، ولكن بما أنّ ثقة شعبنا المؤمن كانت في الله تعالی كبیرة، وإیمانهم به ویقینهم بنصره إیاهم كان عظیماً، وكان أبناء هذا الشعب یجاهدون علی أمل النصر أو الاستشهاد، فقد أسقط الله تعالی رایات جمیع ملل الكفر أمامهم.

إنّ الأمریكیین كانوا قد جاؤوا بأكثر من 130 ألف جندي مسلح، ولكنهم – مع امتلاكهم الوسائل الحربیة الضخمة- عجزوا عن القضاء علی المجاهدین. فإن كان الأمریكیون الآن يرفعون تعداد قواتهم الموجودة في أفغانستان بمئات الجنود، فإنّ المجاهدین مستعدّون لمقاومتهم بكل جدارة إنّ شاء الله تعالی؛ لأنّ المجاهدین الآن أقوی وأكثر استعداداً من الناحیة الروحیة والعسكریة من أي وقت أخر، ویعتبرون الجهاد والاستشهاد في سبیل الله تعالی شرفاً عظیماً لهم. فلا ینبغي أن یغترّ الأمریكییون بمثل هذه الاستراتيجیات العسكریة في مقاومة شعبنا المؤمن وتخویفه. إنّ إجراءات الأمریكیین الأخیرة لن تزیدهم إلا خسائر في أرواح جنودهم، وسیضطرون للفرار خائبین بكل خزي وعار.

 

الصمود: في نهایة هذا الحوار ماهي رسالتكم الأخیرة إلی قرّاء مجلة (الصمود)؟.

محمد یوسف أحمدي: رسالتي للقراء أن یساعدوا المجاهدین، وأن یساعدوا عامة الناس في فهم مواقف الإمارة الإسلامیة وبیان الحقائق لهم، لیزداد تضامنهم مع المجاهدین ویعینوهم في جمیع الأمور الجهادیة. ورسالتي للمجاهدین أن یتحلّوا بتقوی الله تعالی، وأن یشدّدوا من أواصرالأخوّة والمحبة فیما بینهم، وأن یكونوا في طاعة كاملة للقیادة الجهادیة، وفي ذلك خیر الدنیا والأخرة.

والحمدالله رب العلمین.

والسلام علیكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى