حوارات وتقارير

الصمود تحاور الملا عبدالمجید مخطّط الجهوم علی مركز الاستخبارات رقم 10 في كابل

بتاریخ 16/ 4/ 2016 م استهدف مجاهدو الإمارة الإسلامیة مقرّ الاستخبارات رقم 10 من خلال هجوم بسیارة مفخّخة ودخول المجاهدین الإنغماسیین إلیه. كانت شعبة الاستخبارات رقم 10 من أهم وأخطر شُعَب الاستخبارات لحكومة الاحتلال في كابل، وكانت حصیلة الهجوم مقتل العشرات وإصابة المئآت من عناصر الاستخبارات وكبار المسؤولین فیها. وقد اعتبرت بعض الجهات الإعلامیة ذلك الهجوم هو الأعنف والأدقّ علی أهمّ مركز لاستخبارات نظام كابل منذ عدّة سنوات. ولأهمیة ذلك الهجوم المدمّر لنظام العدوّ وتأثیره المدهش علی أعصاب مسؤولي إدارة الاحتلال؛ أجرینا حواراً مع مخطِّط ذلك الهجوم وهو الأخ المجاهد الملا عبدالمجید، وإلیكم نص الحوار:

 

الصمود: حبّذا لو أوضحتم لنا في البدایة من كان المستهدفون بالهجوم الكبیرعلی مركز الاستخبارات؟ ومامدی اطمئنانكم من تحقیق هدفكم من الهجوم؟
الملا عبدالمجید: بسم الله الرحمن الرحیم، الحمدالله رب العلمین، والصلاة والسلام علی سید المرسلین وعلی آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلی یوم الدین.
إنّ الشعبة العاشرة من استخبارات النظام من أهم الشعب الإستخباراتية، وهذه الشعبة كانت توفّرالحماية الأمنیة والحراس الشخصیین لكبار المسؤولین الحكومیین بعد أن یتلقّوا تربیة وتدریباً خاصّین من قبل المدرّبین الاستخباراتیين.
و قد اجتمع في تلك الشعبة خلیط من الاستخباراتیین الشیوعیین السابقین وعملاء الاحتلال الأمريكي الجدد من المجرمین الظَلَمَة الذین عُرفوا بقسوة القلب في تعاملهم مع المساجین المظلومین، وكان أولئك المجرمون يقومون بارتكاب أشدّ أشكال التعذیب وأرذلها لانتزاع الاعترافات القهریة من المساجین.
وبالإضافة إلی تربیة الكوادر والعناصر الأمنیة والتحقیق مع المشتبه بهم في تلك الشعبة، كان ذلك المقرّ بنك لحفظ المعلومات والتقاریر الأمنیة الهامة، وكانت جمیع التقاریر الأمنیة والاستخباراتیة تُرسل من الولایات أولاً إلی هذه الشعبة للبحث والتدقیق والدارسة. وبذلك كانت تلك الشعبة تُعتبر أحد شرایین نظام استخبارات العدوّ.

 

الصمود: بعد تنفيذ الهجوم علی مقرّ الاستخبارات، أوقعت وسائل إعلام العدوّ الناس في لغط كبیر حول موقع المكان المستهدف وكذلك حول المستهدفین فیه حیث ادّعت أنّ المقرّ كان في منطقة سكنیة عامة، وأنّ القتلی والجرحی كانوا من عامة الناس. فأين كان الموقع بالضبط؟ وما حجم الخسائر التي نتجت عن الهجوم في صف العدوّ؟
الملا عبدالمجيد: مقرّ شعبة الاستخبارات هو في موقع لا توجد حوله بيوت سكنیة. إنّ الموقع يقع في جهته الشرقیة شارع (پل محمود خان) الممتد إلی جنوب المدینة ومن وراء الشارع الملعب والمنتزه المعروف بـ (چمن حضوري). ویقع في الجنوب منه مصلی العید الذي لا یأتي إلیه الناس إلا في یوميّ العید فقط وفي بقیة الأیام لا یوجد هناك أحد. وفي الجهة الشمالیة من المقرّ یقع أحد الشواع الفرعیة ومن خلفه (نهر كابل) ومن وراء النهر الشارع الشرقي للمدینة. وأمّا في الجهة الغربیة من المقرّ فیقع موقف السیارات التابع لشعبة الإستخبارات والذي یملكه في الأصل أحد الأثریاء – يُدعى (نعیم كوچي) – ولكنه الآن أجّره للحكومة لتستخدمه شعبة الاستخبارات موقفاً لسیاراتها وسكناً لسائقیها. فلا توجد في أطراف المقرّ بیوت سكنیة أو أیة أسواق.

 

الصمود: كیف بدأ الهجوم وكيف تم تنفیذه؟
الملا عبدالمجید: تمّ الهجوم من جهة موقف السیارات حیث كان یفصله عن مقرّ شعبة الاستخبارات جدار هُدّم بتفجیر سیارة مفخّخة، وفي لحظة التفجیر كان هناك عشرات من عناصر الاستخبارات يتدرّبون داخل محیط المقرّ. وبالقرب من مكان التفجیر كانت عمارات شعبة الاستخبارت الأولی والثانیة والثالثة والرابعة والتي كانت فیها المكاتب والغرف والسكن والشُعب والإدارات الأخری.
ومع التفجیر الأول انهارت العمارتان الأولی والثانیة مع من كانوا في میدان التدریب، وكذلك تحطمت جمیع السیارات الواقعة في الموقف مع سائقیها، وقُتل في میدان التدریب أكثر من ثلاثین عنصراً من عناصر هذه الشعبة كما قتل مع التفجیر الأول جمیع الحراس في بُرجيّ الحراسة أیضاً. وفي انهيار العمارتین الأولی والثانیة أیضاً قُتل عشرات من مسؤولي وعناصرهذه الشعبة الكبار والصغار. وعلی الفور من تفجیر السیارة المفخّخة اقتحم المجاهدان الفدائیان المقرّ وكانا یحملان معهما الأسلحة الثقیلة والخفیفة وبدأوا بالقضاء علی من كانوا لازالوا علی قید الحیاة حیث دخل أحدهما إلی إحدی العمارات والثاني إلی العمارة الأخری ولم یُبقوا علی أحد، بل قتلاهم جمیعاً. وبعد الفراغ من العمارتین الأولیین دخلا إلی العمارتین الأخریین وقضیا علی جمیع من وجدوا في العمارتین ولم یتركوا أحداً علی قید الحیاة.
و بعد ساعتین من بدء الهجوم والاقتحام وصلت قوات النجدة للعدوّ وواصل المجاهدان قتالهما لقوات النجدة أیضاً. وبعد ثلاث ساعات من القتال استشهد أحد الفدائيین وواصل الثالث قتاله إلی أن انتهت ذخیرته فبدأ یطعن عناصر الاستخبارات بالخنجر الموجود معه، وفي النهایة یسّر الله تعالی له سبیل الخروج وخرج سالماً من المقرّ بأعجوبة ووصل إلی المكان الذي كان قد عُیّن مسبقاً لیلجأ إلیه المجاهدون في حال عدم تمكنهم من تنفیذ الهجوم، وخرج من مدینة كابل علی الفور من خروجه من موقع الهجوم.

 

الصمود: كم تقدّرون عدد قتلی العدوّ في هذا الهجوم؟
الملا عبدالمجید: اتّضح لنا من خلال المعلومات الحاصلة من سجلات الحضور والغیاب ومن كشوف صرف رواتب منسوبي هذه الشعبة أنّ العاملین في هذه الشعبة كانوا بالمئآت. ولنعرف أعداد العاملین في هذه الشعبة بالضبط؛ قمنا بمراقبة الموقع عن قرب لعشرة أیام قبل تنفیذ الهجوم، فوجدنا أنّ حوالي 170 شخصاً یدخلون إلی هذه الشعبة خلال ساعة واحدة من الزمن في وقت الدخول. وكان یدخل إلی هذه الشعبة أعداد كبیرة من العملاء والموظفین في أنواع من السیارات والحافلات، وحسب تقدیراتنا كان عدد من قُتِلوا وأصیبوا في هذه الشعبة قرابة 400 فرد، إلا أنّ العدوّ أخفی عددهم عن الناس في یوم الهجوم وحاول أنّ یقلل من عدد خسائره.
والجدیر بالذكر أنّ عدداً من المستشارین الغربیین أیضا قُتلوا في هذا الهجوم إلا أنّ العدوّ أخفی هذا الخبر عن وسائل الإعلام بشكل كامل. ولا نعرف بالضبط عدد قتلی المستشارین الغربيين المقتولین في هذا الهجوم.

 

الصمود: ما الأهمیة الأمنیة لذلك الموقع؟ وكیف كانت تتمّ حراسته؟
الملا عبدالمجید: إنّ الشعبة العاشرة للاستخبارات كانت من أهمّ شعب هذه الإدارة، وكانت في حراسة مشدّدة لأهمیّتها ولقرب موقعها من وزارة الدفاع ومن القصر الرئاسي. ووصول المجاهدین إلی ذلك الموقع كان بمحض توفیق الله تعالی، لأنّ إیصال الشاحنة المحمّلة إلی الموقع ووصول المجاهدین مع كامل أسلحتهم إلیه یُعتبر من المستحیلات في ضوء العقل البشري ولكننا رأینأ بأمّ أعیننا نجاح مثل هذه العملیة الخطیرة التی أذلّ الله تعالی فیها العدوّ وعذّبه بأیدینا، فوصول المجاهدین إلی الموقع ونجاح العملیة وعودة أحد المهاجمین سالماً بعد إتمام مهمته الخطیرة كلها نتائج نصر الله تعالی للمجاهدین.

 

الصمود: ذكرتم أنّ أحد المجاهدین تمكن من العودة سالماً، فیكف تمكن ذلك المجاهد من الخروج من موقع الهجوم، وماذا حكی لكم عما فعله وشاهده داخل الشعبة؟
الملا عبدالمجید: نعم، بفضل الله تعالی عاد أحد المجاهدین سالماً وفرحنا بخروجه وباكتسابه تجربة عملیة للقیام بعملیة أخری إن شاء الله تعالی. إننا فرحنا بعودته إلا أنّ ذلك المجاهد كان حزیناً جداً وكان یبكي كثیراً لأنّه لم یُستشهد في تلك العملیة وكانت أكبر أمانیه أن ینال الشهادة في سبیل الله تعالی.
إنّ ذلك المجاهد قال لنا أنّه قتل اثنین من عناصر الاستخبارات بالخنجر الموجود معه بعد أن نفدت ذخیرته وقنابله الیدویة. وأمّا عن كیفیة خروجه فإنّه استغلّ ظروف التوتّر الناتج عن صدمة الهجوم، وكانت نجدة العدوّ قد أصابهم الهلع والذعر والدوخة وعجزوا عن السیطرة علی الوضع في الموقع، وفي مثل هذه الظروف تسلّل المجاهد خلسة من الموقع واستطاع أن یصل إلی المكان الذي كان قد خُصّص لعودة المهاجمین إلیه في حال عدم تمكنهم من تنفیذ الهجوم. وكان وصوله بعد خمس ساعات من بدء الهجوم. وبمجرّد وصوله إلی المكان المعیّن تمّ نقله في غضون ساعات قلیلة إلی المنطقة الآمنة. فعودة ذلك المجاهد سالماً إلی إخوانه بعد مثل هذا الهجوم الكبیر ومن مكان شدید الحراسة یُعتبر نصراً آخر من الله تعالی للمجاهدین.
وقد حكی لنا المهاجم الناجي أنه رأی جثثاً متناثرة كثیرة لعناصر الاستخبارات من جرّاء الانفجار. والذین كانوا قد نجوا من الانفجار في العمارتین الثالثة والرابعة كانوا في حالة هلع وحیرة، ولم یكونوا یقدرون علی أي عمل، فكنّا نقتلهم واحداً واحداً، وأجهزنا علی جرحاهم أیضاً.
ویقول المجاهد العائد أنه لوحده قتل 58 عنصراً من عناصر الاستخبارات، وصاحبه الآخر كان في موقع أحسن من موقعه فیكون قد قتل عددا أكثر ممن قتلهم هو. وأما عدد القتلی بسبب الانفجار فلا شك أنّ معظم من كانوا في المیدان وفي العمارتین الأولی والثانیة قد قُتِلوا.

 

الصمود: حبّذا لو تحدّثتم لنا عن المجاهدین الفدائیین في هذه العملیة.
الملا عبدالمجید: الفدائیون كانوا ثلاثة مجاهدین وهم:
1 – جمال الدین، وكان یُعرف بین إخوانه المجاهدین باسم عبدالله وهو ابن عائلة مجاهدة من موالید منطقة (میدان شهر) بولایة (میدان وردك) وقد استشهد له أخوان وجهاً لوجه في معركة ضدّ العدوّ في الأیام السابقة، فأسرته أسرة مجاهدة، وهو بنفسه كان قد قضی فترة في سجن العدوّ، كما كان قد أصیب بالجروح في الجهاد في سبیل الله تعالی، وكان ينتظر دوره للهجوم الاستشهادي منذ ثلاث سنوات.
2 – سیدعبدالولي آغا، وكان یعرف بین الاستشهادیین بـ (فریدآغا)، وهو ابن أسرة مجاهدة، ومع أنه لم یكن قد درس دراسة منتظمة في المدرسة إلا أنّه كان صاحب فراسة إیمانیة قویة، وكان هو أیضا قد قضی فترة في سجن العدوّ. وكان یتألم جداً لحرمات الإسلام التي تُهان من قِبَل أعداء الله تعالی. إنّ هذا الأخ أیضا كان ینتظر دوره للعملیة الاستشهادیة منذ أربع سنوات.
3 ـ والمجاهد الثالث نعتذر عن ذكر معلومات عنه لكونه لازال حیاً بفضل الله تعالی، هو أیضا من أسرة مجاهدة ویتمتع بالقوة والشجاعة، وهو یُعدّ الآن خُططاً أخری لكونه قد مرّ علی تجربة عملیة. إنّه یتلهّف للاستشهاد في سبیل الله، وینتظر دوره لهجوم آخر.

 

الصمود: حبذا لو ذكرتم بعض تفاصیل التخطيط للهجوم.
الملا عبدالمجید: نفّذنا هذا الهجوم بعد أن أعددنا الخطط له من خلال مراقبة دقیقة للموقع ومن یتردّد علیه. إننا بعد الدراسة والمراقبة الدقیقة للموقع توصّلنا إلی أننا یمكننا أن نقوم بالهجوم عليه من الجانب الغربي من جهة موقف سیارات هذا المركز، لأنّ العمارة الأولی للمركز كانت علی بعد عشرة أمتار فقط من الموقف، والفاصل بین الموقف والعمارة الأولی كان جدار ضعیف یمكن تحطیمه بسهولة. والوصول إلی المركز من هذا الجانب كان أسهل بكثير من الوصول إليه من الجهات الأخری.
أُعدّت السیارة المفخّخة لفتح الطریق وهدم العمارتین بعنایة، ووضعت فیها المتفجرات بالقدر المناسب الذي یكفي للهدف.
وزُوِّد الاستشهادیان الاثنان برشاشات الكلاشنكوف المزوّدة بقاذفات الرمانات المتفجرة، وكذلك زُوّدا بالقنابل الیدویة وبالخناجر وبالسترات الواقیة مع أحد عشر خزان للذخيرة لكل واحد منهما بهدف القضاء علی من یتبقّی حيّاً من عناصر العدوّ في عمارات المركز.
كان یمكننا أن نستهدف المركز باللیل بسهولة، إلا أنّ عدد أفراد العدوّ يكون قلیلاً في المركز في الليل، وفي النهار كان یكتمل العدد؛ فلذلك خطّطنا للهجوم علی المركز نهاراً متوكلین علی الله تعالی. وأقدمنا علی تنفیذ الهجوم بنصر الله تعالی علی الرغم من تدابیر العدوّ الأمنیة المشذّدة. وبفضل الله تعالی تكللت العملیة بالنجاح والحمد لله تعالی علی ذلك.

 

الصمود: ادّعی العدوّ فور تنفیذ العملیة أنّ معظم خسائر العملیة كانت في صفوف المدنیین، فما هي معلوماتكم عن الخسائر؟ وما ردّكم علی ادّعاءات العدوّ؟
الملا عبدالمجید: إنّ المحتلین وعملاؤهم منذ بدایة قتالنا لهم یعتبرون جمیع عملیاتنا ضدّ المدنیین لیُخفوا بمثل هذه الإشاعات خسائرهم وهزائمهم عن أعین الناس. ومن المؤسف أنّ بعض الجهات الإعلامیة التي تموَّل من قِبَل المحتلین وتُعتبر الجناح الإعلامي للعدوّ أیضا تردّد نفس ترهات العدوّ وأكاذیبه.
إنّ الهجوم قد نُفّذ في موقف سیارات شعبة الاستخبارات العاشرة وفي داخل مكاتب هذه الشعبة، ولم تتجاوز شظایا الانفجار خارج منطقة الهجوم، ومن جانب آخر فإن حُرّاس العدوّ كانوا لا یسمحون لعامة الناس أن یقتربوا من إدارة الاستخبارات بمسافة مئة متر. ومع ذلك فإننا لا نستبعد أن تكون بعض المباني البعیدة قد تضررت نوعاً ما، أو تكسّر زجاجها من جراء الانفجار الذي هدم مباني إدارة الاستخبارات. ومن الممكن أن تكون هناك إصابات طفیفة في المناطق المحیطة جرّاء تكسّر الزجاج، ولكن لم یُقتل في هذا الهجوم أي مدني لیست له صلة بهذه الإدارة.
وقد انكشف في الأیام التالیة للهجوم عن طریق القنوات الفضائیة والجهات الصحفیة أن جمیع القتلى والجرحی البالغ عددهم 400 شخص كانوا من موظّفي هذه الإدارة وعناصرها الكبار. والدلیل الآخرعلی عدم وجود جرحی أو قتلی مدنیین هو نشر صور مفبركة لأحداث سابقة أو لأحداث وقعت في العراق وسوریا؛ لأنّ إعلام العدوّ عجز عن نشر صور حقيقية لآثار الهجوم علی هذا المركز.
إنّ إلحاق الأضرار بالمدنیین أمر مؤسف أیاً كان، والمجاهدون یبذلون كل جهدهم لمنع وقوع الأضرار في أرواح المدنیین وأموالهم وممتلكاتهم بشكل متعمّد.

 

الصمود: زعم العدوّ -كعادته- بأنّ الهجوم قد خطّط له خارج حدود أفغانستان. فما هو ردّكم علی مثل هذه المزاعم؟
الملا عبدالمجید: إن الحقیقة أمر، وإشاعة الأعداء أمر آخر. إنني أقول لكم بكل تأكید أن التخطیط والإعداد للهجوم كان من داخل مدینة كابل. إنّ المجموعة المكلّفة بإجراء العملیات المهمة في مدینة كابل قد حدّدت الموقع ودرست الهدف وجميع الموانع في طريق الوصول إلیه. وفي ضوء الدراسة الدقیقة خُطّط للهجوم ونُفّذ بنجاح.
إنّ هذا الهجوم لیس فریداً من نوعه لنكون قد خططنا له بغیر الطریقة التي سلكناها في الهجمات السابقة، أو نكون قد استعملنا فیها معدّات جدیدة لم نسخدمها في السابق، بل قمنا في جمیع مناطق البلد – بما فیها مدینة كابل- بآلاف الهجمات من هذا النوع. وقد سبق أن قمنا بهجمات مماثلة علی مواقع العدوّ ذات الحراسة المشدّدة للأمریكیین وللحُكومة العمیلة مثل مراكزهم الاستخباراتیة وغیرها من الإدارات الهامة. فلیس هناك ما یدعو للشك في قدرتنا للقیام بمثل هذه الهجمات.
إنّ العدوّ ینسب مكتسبات المجاهدین العظیمة إلی الجهات الخارجیة لعلّتین اثنتین وهما:
أوّلاً: التقلیل من شأن قوة المجاهدین وإخفاء الخسائر بإطلاق مثل هذه الإشاعات وتضلیل الرأي العام وإساءة سمعة المجاهدین.
ثانیاً: إنّ العدوّ والجهات المرتبطه به وبعض المحلّلین السیاسیین المنافقین وبعض الجهات الأخری لا تعترف بقوّة الإیمان. إنهم ینظرون إلی مثل هذه الأمور نظرة مادیة، ویتعجبون من وصول المجاهدین إلی مثل هذه الأهداف مع أسلحتهم الكثیرة وسیاراتهم المفخّخة. فإن قیل لهم بأنّ كل ذلك حصل بنصر من الله تعالی حیث أعمی أبصاركم ووفّق المجاهدین للوصول إلی أهدافهم، فإن أمثال هؤلاء المحرومین من معرفة قوة الإیمان لا یقتنعون بمثل هذا الكلام. لأنهم لا یؤمنون بنصر الله تعالی للمجاهدین، ویزنون الأمور بمیزان عقلهم القاصر. إنّ مثل هؤلاء الناس إمّا أنهم لا یعلمون وعد الله تعالی في القرآن الكریم بالنصر للمجاهدین، أو أنهم لا يؤمنون بمثل هذا الوعد الإلهي. فإذا واجهوا مثل هذه الحوادث لجؤوا إلی عقولهم الخاویة یبحثون عن التوجيهات الخاطئة لهجمات المجاهدین. وأسهل طریق أمامهم لتوجیه مواقفهم أن ینسبوا التخطیط لهجماتنا إلی الاستخبارات الباكستانیة والجنرالات الباكستانیین، ولا یستحيون من ذكر تدخّل باكستان وجنرالاتها في جمیع العملیات التي تتم في جمیع ولایات أفغانستان من (فاریاب) إلی (بدخشان) ومن (كندز) إلی (بكتیا) ومن(هرات) إلی (ننگرهار). إننا لانتأثّر من مثل هذه الإشاعات، لأنّ الروس والشیوعیِّون في أیام الجهاد السابق أیضاً كانوا یقومون بنشر مثل هذه الإشاعات. فإذا كان عملاء أمریكا الیوم یردّدون نفس ما كان یقوله الروس والشیوعیون فإن ذلك لن ینفعهم، ولن یُغیِّروا الحقائق بنشر مثل هذه الأكاذیب.

 

الصمود: حین أعلن المجاهدون عن (العملیات العمریة) زعم العدوّ آنذاك أنّ الإعلان عن هذه العملیات هو مجرد دعایة لا غیر، فهل ما یقوله العدوّ صحیح، أم الحقیقة علی خلاف ذلك؟
الملا عبدالمجید: یا لیت هذه السؤال يوُجّه الآن إلی العدوّ لیجیب علیه بعد الهجوم علی مقرّ الاستخبارات؛ هل العملیات العمریة مجّرد دعایة أم هي سلسلة هجمات تقصم ظهره في كل مكان؟
إنّ العملیات العمریة أثبتت في أسبوعها الأول أنها لم تكن عملیات فاشلة، بل هي عملیات ستقتلع -بإذن الله تعالی- تواجد العدوّ من جذوره، وستخلع قلب العدوّ وستقضي علیه، وستصبح المسمار الأخیر الذي يُدق في تابوت العدوّ إن شاء الله تعالی. وعملیة كابل لن تكون الأخیرة، بل إنّ العملیات العمریة حافلة بإذن الله تعالی بسلسلة من مثل هذه العملیات، وسنقوم بتنفیذها وسندمّر بها أوكار العدوّ مثلما دمّرنا بها الشعبة العاشرة للإستخبارات. وهكذا سنقوم بأداء مسؤلیتنا في إنقاذ شعبنا وتحریر بلدنا من نیر الاحتلال إنّ شاء الله تعالی. وما ذلك علی الله بعزیز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى