
الصمود تحاور المولوي عبدالرحمن المسؤول الجهادي العام لولایة (جوزجان)
الصمود: نرحّب بکم علی صفحات مجلة (الصمود)، وفي البدایة نرجو منکم أن تقدموا نفسکم لقراء المجلة.
المولوي عبدالرحمن: اسمي المولوي عبدالرحمن من سکان ولایة (فاریاب) وأعمل منذ ثمانیة أشهر مسؤولاً عاماً عن المجاهدین في ولایة (جوزجان) في إطار تشکیلات الإمارة الإسلامیة.
الصمود: کیف تقیّمون (عملیات العزم) في السنة الجاریة؟
المولوي عبدالرحمن: عملیات العزم عملیات ناجحة، وقد حققت انتصارات بفضل الله تعالی في البلد کله. فتح المجاهدون في هذه العملیات مدیریات کثیرة، ووصل فیها المجاهدون إلی مشارف فتح المدن، وقد فتحوا مدینة (کندز) وغنموا فیها غنائم کثیرة من الأسلحة والدبابات والمدافع والسیارات وغیرها من العتاد العسکري، ویملک المجاهدون الآن في کثیر من المناطق نفس أنواع الأسلحة التي یملکها العدوّ، وأدخلت هذه العملیات الرعب في قلوب جنود العدوّ وجعلتهم یخسرون معنویاتهم القتالیة في کل مکان.
الصمود: کیف کانت عملیات (العزم) في ولایتکم (جوزجان)؟
المولوي عبدالرحمن: ولایة (جوزجان) تتشکّل من عشر مدیریات وقد کان فیها للمجاهدین انتصارات ومکتسبات حیث فتح فیها المجاهدون مدیریة (خم آب) المتآخمة لـ(ترکمانستان) بشکل کامل، وغنموا فیها خمس سیارات عسکریة من نوع (رینجر)، کما غنموا فیها مدفعین ووسائل عسکریة کثیرة.
وکذلک سیطر المجاهدون علی مناطق کثیرة من مدیریة (درزاب)، ومرکزها بات تحت تهدید المجاهدین. وکانت في هذه السنة انتصارات جیدة للمجاهدین في مدیریتي (قوشتیپه) و(فیض آباد) وبقیة المدیریات. ويمکننا القول بأن تواجد العدوّ انحصر في مراکز المدیریات فقط، وأمّا مناطقها الریفیة الواسعة کلها خضعت لسیطرة المجاهدین، وأن ومراکزالمديريات أیضاً یُضیِّق عليها الخناق من قِبَل المجاهدین.
وعلی العموم یمکن القول بأن 80% من أراضي ولایة (جوزجان) تخضع لسیطرة المجاهدین وقد شن المجاهدون هجمات عدّة مرات على مدینة (شبرغان) أیضاً، وأصبحوا يشنون العملیات العسکریة في المناطق القریبة من مرکز المدینة علی بُعد خمسة کیلومترات من وسط المدينة. فهذا الوضع یدلّ علی انتصار المجاهدین علی العدوّ في هذه الولایة، وقد اطّلع الوفد الذي جاء لتفقّد الوضع علی انتصارات المجاهدین ومکتسباتهم الجهادیة في (جوزجان).
أمّا الطرق الرئیسیة الممتدّة إلی مرکز هذه الولایة فهي أیضاً تحت تهدید المجاهدین، لأنّ سیطرة العدوّ تنحصر علی الطریق فقط، ولا تتعداه إلی المناطق المحیطة به، ویستطيع المجاهدون بکل سهولة أن يغلقوا الطرق أمام حرکة العدوّ متى شاؤوا.
الصمود: أثارإعلام العدوّ ضجّة إعلامیة کبيرة عن مجيء الجنرال (دوستم) إلی میدان المعارک في هذه الولایة، وصوّرته وسائل إعلام العدوّ کبطل في المعارک في هذه الولایة، فما تعلیقکم علی تلک الضجّة الإعلامیة؟
المولوي عبدالرحمن: إنّ الإعلام الکاذب هوّل من شأن (دوستم) وجعل منه بطلاً في الإعلام. ولا یخفی علی أحد أنّ الإعلام یتلقی أوامره من الحکومة، ویقوم بمثل هذه الضجّة الإعلامیة لتعزیز معنویات جنود الحکومة بالنفخ في (دوستم). والحقیقة هي أن (دوستم) لا یستطیع أن یفعل أي شيء أمام المجاهدین الذيِن یقومون بالعملیات الجهادیة في هذه الولایة.
إنّ الجنرال (دوستم) کان قد جاء بقوة عسکریة کبیرة إلی مدیریة (خم آب) ولکنّه واجه الهزیمة أمام المجاهدين، وقُتِل في المعرکة ما یقرب من 45 جندیاً من جنوده بمن فیهم سبعة من حراسه الشخصیین، وحین شدّد الجنرال (دوستم) حملته علی مدیریة (خم آب) شدّد المجاهدون حملتهم في الوقت نفسه علی مدینة (شبرغان) مرکز ولایة (جوزجان)، فخاف (دوستم) کثیراً من سقوط المدینة بید المجاهدین، فترک مدیریة (خم آب) وعاد للدفاع إلی مدیریة (شبرغان).
إنّ الناس یظنون أن الجنرال (دوستم) – لكونه من ولاية (جوزجان)- ربما يتمتّع بشعبية وقوة کبیرة في هذه الولایة، وأنّ سیطرته فیها ربّما تکون أوسع، وأنّ عدد المجاهدین ربّما يکون قلیلاً في هذه الولاية، ولکن الحقیقة علی خلاف ذلک، لأنّ عدد المجاهدین في هذه الولایة کبیر، ویحظون بشعبیة کبیرة وقبول واسع بین سکان هذه الولایة، ویفضّلون المجاهدین علی هذا الجنرال السفاح. ولذلک یستطیع المجاهدون أن یقوموا بالعملیات العسکریة في مدینة (شبرغان) علی بُعد کیلومتر واحد من منزل الجنرال (دوستم).
إنّ الضجّة الإعلامیة المصحوبة لزیارات الجنرال (دوستم) لولایة (جوزجان) ليست إلا محاولات فاشلة لرفع معنویات جنود العدوّ. ولا ینبغي أنّ يتأثر السکان الشرفاء من دعایات العدوّ.
إنّ الجنرال (دوستم) کان قد زعم قبل فترة أنّه سوف ینقذ ولایة (فاریاب) من المجاهدین، ولکنه واجه الهزیمة في (فاریاب) أیضاً. إنّه لم یبق للعدوّ الیوم إلا الدعایة والقصف الجوي فقط، وقد أسقط المجاهدون إحدی مروحیات العدوّ في مدیریة (آقچه).
وغنم المجاهدون عدّة دبابات من جنود (دوستم)، وقتلوا عدداً منهم، فالجنرال (دوستم) لیس إلا أحد السفاحین القدامی والذي قتل الآف من أبناء الشعب الأفغاني ودمّر بیوت کثیر من الناس، ویحاول العدوّ الآن عن طریقه آلته الإعلامية أن يخوّف المجاهدين منه، إلا أنّ المجاهدين يدرکون هدف دعاية العدوّ ولا یتأثرون بها.
الصمود: کیف تجدون التعامل بین المجاهدین وبین عامة الشعب؟
المولوي عبدالرحمن: الشعب في (جوزجان) یقف إلی جانب المجاهدین ویتعاون معهم في جمیع المجالات، ویساعدون المجاهدین بأموالهم وأبنائهم عن طیب نفس. والمجاهدون أیضا یتعاونون مع الشعب ویتعاملون مع الناس معاملة حسنة. وإننا نؤکد علی جمیع مجاهدینا أن یحسنوا معاملتهم لعامة الشعب لأنهم أهلنا ونحن بحاجة إلیهم، فیجب أن نرحم صغيرهم ونوقّر کبیرهم. وبسبب مثل هذه المعاملة الحسنة یقف معظم الشعب إلی جانب المجاهدین ولا یقف إلی جانب (دوستم) إلا قلة قلیلة.
یسکن في هذه الولایة أربع قومیات وهي (الأزبک) و(الترکمن) و(العرب) و(البشتون) وتعیش جمیع هذه القومیات في وئام واتحاد، وجمیعها متعاونة مع المجاهدین. ویقدم الناس شكاويهم وقضاياهم الحقوقیة إلی محاکم المجاهدین الشرعیة للفصل فیها، وهذا یدلّ علی ثقتهم الکبیرة في المجاهدین في هذه الولایة.
الصمود: وماذا عن الملیشیات المحلیة للعدوّ؟
المولوي عبدالرحمن: الملیشیات المحلیة قلیلة في هذه الولایة وأثرها قلیل؛ لأنّ معظم قادتها إمّا قتلوا أو استسلموا للمجاهدین، فلا توجد هناک مشکلة کبیرة منهم. وقد لاقى برنامج إنشاء الملیشیات المحلیة للعدوّ الفشل بفضل الله تعالی.
الصمود: ما هي فعالیاتکم الأخری من التعلیم والدعوة والخدمات المدنية وغیرها؟
المولوي عبدالرحمن: لقد وظّفنا بفضل الله تعالی مسؤولین مدرکین لمسؤلیاتهم في هذه المجالات ویزاولون وظائفهم في المجالات المدنیة بشکل جید، ونحن نثق فیهم کما یثق فینا من هم فوقنا والحمدالله.
الصمود: کیف تمّت مبايعة الأمیرالجدید في هذه الولایة؟
المولوي عبدالرحمن: بفضل الله تعالی ومنّه تمّت البیعة للأمیر الجدید الملا (أخترمحمد منصور) وعزاء الأمیر السابق الملا (محمد عمر المجاهد) في جوّ من الاتحاد والوفاق بین جمیع مسؤولي الإمارة في جمیع المدیریات، وقد نشرت البیعة الصوتیة في موقع (الإمارة) الرسمي علی شبکّة الإنترنت.
الصمود:بما أنکم من المجاهدين القدامی في الإمارة الإسلامية، فحبّذا لو ذکرتم بعض ذکریاتکم مع أمیر المؤمنین الملا محمد عمر رحمه الله تعالی.
المولوي عبدالرحمن: لقد التقیت أکثر من مئة مرّة بالأمير الملا محمد عمر رحمه الله في مناسبات مختلفة أيام حکومة الإمارة الإسلامية فوجدته شخصاً متواضعاً بعیداً عن التکلف. کان یجلس مع المسؤولین علی الأرض، وکان یوصي المسؤولین بالتعامل الحسن مع الناس. رحمه الله تعالی وأدخله واسع جنانه.
الصمود: ماهي رسالتکم الأخیرة في هذا الحوار؟
المولوي عبدالرحمن: رسالتي لعامة الأمّة المسلمة ولسکان (جوزجان) وبقية ولایات الشمال أن یقفوا دوماً مع المجاهدین. ولیعلموا أنّ العزّ هو في الجهاد، وأنّ الجهاد یجب أن یکون لإعلاء کلمة الله تعالی، وأننا سنواصل الجهاد في سبیل الله تعالی إلی آخر رمق فینا.
وإنني أهیب بالشعب الأفعاني أن یشدّد من مؤازرته للمجاهدین، وأطمئنهم بقرب هزیمة العدوّ بإذن الله تعالی، وأن العملاء سينهزمون کما انهزم سادتهم المحتلون الغربیون. فیجب أن یقف الشعب إلی جانب المجاهدین، وأن یساعدهم الأثریاء بأموالهم، وأن لا ینسی الضعفاء إخوانهم المجاهدین من صالح دعواتهم. ولا نشک في أنّ المجاهدين سینتصرون علی الأعداء بإذن الله تعالی.
الصمود: شکراً لکم لإتاحة الفرصة للحوار مع (الصمود).
المولوي عبدالرحمن: ونشکرکم أنتم أیضا علی جهادکم الإعلامي ونسأل الله تعالی أن یتقبله منکم.