
الصمود تحاور سراج الدین الحقاني المسئول العسكري للمجاهدین في ولایة خوست
الأخ الفاضل سراج الدین الحقاني هو ابن الشیخ جلال الدین الحقاني الذي لمع نجمه في الجهادین العظيمين ضدّ الاحتلالین السوفیاتي والأمریكي، وقد وفق الله تعالی هذا العالم الفاضل للثبات علی الحقٍ في زمن الفتن الأعاصیر التي لم یصمد أمامها من كانوا یُدعون یوماً مّا قادة الجهاد وزعماء الأحزاب الجهادیة الذین خذلوا الجهاد والمجاهدین وارتموا الیوم في أحضان الصلیب وصاروا یتطفلون بُكل ذُلّ وصغار علی موائد المحتلین وقد أخزاهم الله تعالی في الدنیا قبل الآخرة.
أمّا الشیخ جلال الدین وأبناؤه البررة فلم ینحرفوا عن الجادة، ولم یساوموا علی المبادئ علی الرغم من محاولات الأعداء الكثیرة والمتتالیة، وقد استلم الأبناء الشباب رایة الجهاد عن أبیهم الشیخ الذي أفنی شبابه مجاهداً في سبیل الله تعالی، وكان في مقدمتهم المولوي سراج الدین الحقاني خلیفة أبیه البطل، وقد عیّنته قیادة الإمارة الإسلامیة مسئولا عاماً للمجاهدین في ولایة (خوست) الأبیة معقل الجهاد والاستشهاد الذي استعصی تسخیره علی المحتلّین الروس والأمریكان جمیعاً.
وقد أجرت مجلة ( الصمود) هذا الحوار القصیر مع هذا البطل العملاق ندعوكم لقراءته.
الصمود: في البدایة نحب أن تحدثونا عن الوضع الصحي للشیخ جلال الدین الحقاني حفظه الله تعالی ورعاه، لأن العدوّ كثیراً ما یشیع في وسائل إعلامه عن تدهور صحة الشیخ بین حین وآخر.
سراج الدین الحقاني: الشیخ جلال الدین حفظه الله تعالی في العافیة، ویتمتّع بصحة طیّبة، ولكنّ الشیخوخة لها عوارضها ونرجوا من أبناء الأمة الإسلامیة أن یدعوا للشیخ بالعافیة ورعایة الله تعالی وحفظه له من كل مكروه.
الصمود: ما هو الدور الشخصي للشیخ جلال الدین الحقاني في الجهاد الجاري ضدّ الصلیبیین؟
سراج الدین الحقاني: دوره الشخصي یختصر في هذا الجهاد في الترشید وإسداء المشورة النافعة للمجاهدین في جمیع مجالات الجهاد. إنه علی الرغم من الضعف البدني وعوارض الشیخوخة یفضل البقاء إلی جانب المجاهدین وقد رفض مفارقة أرض الجهاد إلی البلاد الأخرى ولو للعلاج مع أنّ كثیراً من المخلصین ألحّوا علیه بالذهاب إلی بعض الدول الأخرى، إنه الیوم كما یقال (عمر في السبعین وروح في العشرین)، فنسأل الله تعالی أن یبارك في عمره، وأن ینفع به الجهاد والمجاهدین.
الصمود: فیم ترون سرّ انتصاراتكم علی العدوّ وأنتم أقلّ منهم عدّة وعتاداً ؟
سراج الدین الحقاني: إننا كمؤمنین موقنون بقول الله تعالی: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [البقره/ ٢٤٩/ ]. ولنا مثل في أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم الذین قضوا علی إمبراطوريتي الكفر العظیمتین الفارس والروم آنذاك وقد كانوا أقلّ عدّة وعتاداً من الكفار الذین كانوا یقاتلونهم. إنّ النصر من عند الله تعالی، ونحن نأخذ بالأسباب المتاحة لدینا بدقّة وتنظیم.
الصمود: لقد عُرِفَت جبهتكم بتنظیم وإجراء الهجمات الفدائیة الجماعیة الناجحة ضدّ العدوّ، فكیف تتمكنون من الوصول إلی قلب مراكز العدوّ علی الرغم من التدابیر الأمنیة المشدّدة للعدوّ؟
سراج الدین الحقاني: إن المسلم المجاهد إذا أخلص النیة لله تعالی وأخذ بالجدّیة في العمل فإنّ الله تعالی یوفّقه ویفتح أمامه الطریق للوصول إلی الهدف كمال قال تعالی: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ){العنكبوت/69}.إننا بفضل الله تعالی نحدّد الأهداف في اللجنة العسكریة المركزیة بالإمارة الإسلامیة، ثم ندرسها من كلّ جوانبها ونخطط لها بدقَة متناهیة، وبعد ذلك نتوكل علی الله تعالی
حسن التوكل في إجراء العملیات ونكل نتائجها إلی الله تعالی.
الصمود: یزعم العدوّ من خلال إعلامه بأنكم جبهة مستقلة عن الإمارة الإسلامیة فكیف تردّون علی هذه المزاعم والشائعات المغرضة ؟
سراج الدین الحقاني: لا صحّة لتلك المزاعم والشائعات أبداً، بل هي جزء من حرب الإشاعة من قبل أعداء الإسلام. إننا جبهة من جبهات الإمارة الإسلامیة نجاهد في سبیل الله تعالی تحت رایتها، ونعتزّ ببیعتنا لأمیرها، وننفّذ أوامرها وجمیع لوائحها.
وتتمّ جمیع التشكیلات وتوظیف الشخصیات لدینا من قِبَل الإمارة الإسلامیة، ومنّا الطاعة الكاملة في المعروف لأمیر المؤمنین الملاّ محمد عمر حفظه الله تعالی ورعاه، ولا نكترث بما یشیعه عنّا العدوّ.
الصمود: كیف تنظرون إلی هجمات طائرات العدوّ من دون الطیار التي یركز علیها العدوّ؟وكیف السبیل لمنعها؟
سراج الدین الحقاني: لا تأثیر لهذه الهجمات العمیاء علی مسیرتنا الجهادیة، وإننا نؤمن في إبطال مكر العدوّ بقول الله تعالی: ( وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) { آل عمران /54}.
الصمود: وكذلك عُرِفَت جبهتكم بكثرة المجاهدین الاستشهادیین، ففیم ترون سرّ تجمّع هذا العدد الكبیر منهم في هذه الجبهة ؟
سراج الدین الحقاني: إنّ مدار نجاح الأعمال والمشاریع هو في الإخلاص والتقوى، والإمارة الإسلامية بفضل الله تعالی أُسّست من أول یومها علی التقوى والإخلاص ولذلك فازت جمیع جبهات الإمارة الإسلامیة وشُعَبها بثقة الأمة الإسلامیة.
وإلی جوار ذلك كله فإن لإخلاص أمیر المؤمنین أثر في فعّالیة جمیع الجهات الجهادیة بشكل كامل، ولله الحمد والشكر.
الصمود: لقد قام مجاهدوكم مؤخّراً علی الهجوم الفدائي الجماعي العملاق ضدّ المحتلین في قاعدة (صحرا باغ) العسكریة الأمریكیة. وقد اعترف الأمريكيون فیما بعد بقتل وجرح (123) جندیاً، فما هي معلوماتكم أنتم عن خسائر العدوّ في ذلك الهجوم؟ وأيّ تكتیك عسكري استخدمتموه في إدخال الفدائیین إلی تلك القاعدة الجویة العسكریة؟
سراج الدین الحقاني: تقول معلوماتنا الدقیقة عن خسائر الهجوم في صفوف العدوّ بأنّ سبعین جندیاً أمریكیاً قتل في مطعم القاعدة لوحده، هذا كله في التفجير الأول للشاحنة المفخّخة فقط، ولا توجد لدینا معلومات أكیدة عن عدد القتلی والجرحی في المعركة التي استمّرت لساعات طویلة بین المجاهدین والعدوّ في داخل هذه القاعدة الجویة.
أمّا عن التكتیك العسكري الذي اتّبعه المجاهدون للوصول إلی تلك القاعدة فیمكنكم أن تشاهدوا تسجیل الفیدیو باسم (كتائب بدر2) ففیه التفاصیل الكاملة عن التخطیط للعملیة وتنفیذها.
الصمود: هل هناك مخططات لمثل هذه الهجمات المدمّرة في المستقبل؟
سراج الدین الحقاني: نعم، ولما ذا لا؟ إنهم أعداؤنا وسنقاتلهم بكل طریقة ووسیلة.
الصمود: ما تقییمكم لعملیات (الفاروق) الجاریة في هذا العام؟
سراج الدین الحقاني: إنّ (الفاروق) لقب أمیر المؤمنین عمر بن خطاب رضي الله عنه، ونحن نتفاءل بهذه التسمیة لعملیات هذه السنة، ونرجو أن یطهّر الله تعالی مناطق كثیرة من رجس العدوّ نتیجة هذه العملیات إن شاء الله تعالی.
الصمود:هل یمكنكم أن تقدّروا لنا حجم الخسائر التي ألحقتموها بالعدوّ منذ بدأ عملیات (الفاروق) في هذا العام؟
سراج الدین الحقاني: (مبتسماً) إننا مشغولون في مجال العمل العسكري فعلینا كعسكریین العمل، وعلیكم كصحفیین الإحصاء.
الصمود: ماهي رسالتكم للمجاهدین وللشعب الأفغاني المسلم؟
سراج الدین الحقاني: أوصي الإخوة المجاهدین بالتقوی والإخلاص وطاعة الأمیر في المعروف، وأوصیهم كذلك بالأخوّة والإیثار.
ورسالتي للشعب الأفغاني ألاّ ینسی شكر المجاهدین الذین وقفوا سداً منیعا أمام الحملة الصلیبیة بأیدٍ خالیة، ولكن بنفوس وقلوب عامرة بالإیمان، وبثقة كاملة بنصر الله تعالی، ورجائي من الشعب الأفغاني المسلم أن یستمّر في المساعدة الشاملة للمجاهدین إلی أن ینصر الله عباده علی أعدائه الكافرین.