الصمود تحاور مسؤول المجاهدین العام لولایة (فراه)
ولایة (فراه) من الولایات الغربیة في أفغانستان، تقع في غربها دولة (إیران) وفي شرقها ولایتا (هلمند) و(غور)، وتقع في شمالها ولایة(هرات) كما تتصل في الجنوب بولایة (نیمروز).
معظم ساحات هذه الولایة صحاري رملیة وغیر آهلة بالسكان .
یبلغ عدد سكان هذه الولایة قرابة 458،500 نسمة كما تبلغ مساحة هذه الولایة 48،471 كیلومتراً مربعاً.
تنقسم هذه الولایة إلی إحدى عشر مدیریة وهي: (بالابلوك) و(گلستان) و(پشت رود) و(بكوا) و(اناردره) و(پرچمن) و(خاك سفید) و(قلعه كاه) و(لاش وجوین) و(شیب كوه) و(فراه رود).
السیرة الذاتية للمسؤول الجهادي لهذا الولایة :
المسؤول الجهادي لهذه الولایة هو الأخ (الملا أمین الله صاجزاده) من أبناء مدیریة (سپین بولدك) في ولایة (قندهار).
بدأ الأخ الملا أمین الله صاجزاده دراسته الابتدائیة في مسجد قریته، ثم واصل دراسته الشرعیة في مختلف مناطق أفغانستان، وبسبب انشغاله بالجهاد والقتال المتواصل لم یتمكن من إتمام دراسته.
جاهد أیام حكم الإمارة الإسلامیة في ولایات (تخار) و(بادغیس) و(بامیان) و(بروان)، وقد تقلّد آنذاك عدّة وظائف عسكریة.
وبعد الهجوم الأمریكي علی أفغانستان واصل جهاده ضدّ جنود التحالف الغربي، وقد عمل خلال السنوات التسعة الماضیة بوظیفة المسؤول العالم للمجاهدین في كلّ من مدیریتي (بولدك) و(شوراوك) كما عمل مسؤلاً جهادیاً لعموم لایة (قندهار). وهو منذ سنوات یعمل مسؤولاً عاماً للمجاهدین في ولایة (فراه)، وقد أجرت معه مجلة (الصمود) حواراً حول أوضاع الجهاد والمجاهدین في هذه الولایة و إلیكم نصّ الحوار:
الصمود: ما هي التطورات الأخیرة في ولایة فراه؟
الملا أمین الله: شهدت ولایة (فراه) في العام المنصرم وفي الأشهر الأولی من هذا العام تطورات هامّة في صالح الجهاد والمجاهدین، والتي انعكست تأثیراتها الإیجابیة علی معنویات المجاهدین، كما كانت لها تأثیرات سلبیة علی الروح القتالیة لدی جنود العدوّ.
ومن أهمّ هذه التطورات فرار القوات الغربیة من معظم مناطق هذه الولایة .
إنّ هذه الولایة كانت فیها قواعد عسكریة للقوات الغربیة من الأمریكیین والإيطاليين، والدنمركيين في مركز هذه الولایة وجمیع مدیریاتها، وكانت هذه القوات قد أنشأت لها مراكز قویة ومنیعة، وكانت في حرب مستمرّة ضدّ المجاهدین في جمیع ساحات هذه الولایة ولكن هذه القوات قد خرجت في العام المنصرم من جمیع ساحات هذه الولایة سوی مركز الولایة (مدینة فراه) ومدیریة (فراه رود)، وقد تركت تلك قوات تلك المراكز المنیعة خالیة أو قامت بتدمیرها قبل الرحیل عنها.
ولا توجد لهم الآن سوی مركزین اثنین أحدهما في مركز الولایة والآخر في مدیریة (فراه رود)، ولا یقوی العدوّ الآن علی مقاومة المجاهدین إن شاء الله تعالی، ونرجو الله تعالی أن یوفّقنا للقضاء علی هذین المركزین أیضا في العملیات الربیعیة القادمة بإذن الله تعالی .
وبخروج الأمریكیین والغربیین تغیّرت الأوضاع في ولایة (فراه) حیث تحرّرت مناطق كثیرة من شرّهم، فعلی سبیل المثال تحرّرت جمیع ساحات مدیریات (خاك سفید) و(بالابلوك) و(پشت رود) و(فراه رود) و(گلستان) و(بكوا) والمدیریات الأخرى سوی مراكز هذه المدیریات التي یتواجد العدوّ في المباني الحكومیة فیها فقط.
ویتواجد المجاهدون في الساحات المحرّرة بشكل علني ویزاولون فیها فعالیاتهم الجهادیة والمدنیة من دون أن یواجهوا أيّ عائق من العدوّ.
الصمود: إنكم تحدّثتم عن انسحاب العدوّ عن معظم المناطق في هذه الولایة، فما هي تفاصیل هذا الانسحاب؟
الملا أمین الله: لقد انسحبت القوات التابعة للتحالف الغربي من ثلاث قواعد لها في مدیریة (بكوا)، كما انسحبت القوات الأفغانیة العمیلة أیضا من مركز لها في هذه المدیریة، ولا توجد قوات العدوّ الآن إلاّ في مركز مدیریة (بكوا).
والطریق الممتدّ بین قندهار وهرات عبر هذه المدیریة أیضا تحت رقابة المجاهدین، ویمكنهم إغلاقه أمام قوات العدوّ في أیّ وقت یریدونه، ولا تتمكن قوات العدوّ من العبور الآمن علی هذا الطریق.
وكذلك فرّ العدوّ الخارجي والداخلي من أربع قواعد له في مدیریة (بالابلوك)، ولا توجد قواته الآن إلاّ في مركز المدیریة مع بعض ثكناته علی الطریق العام، وأمّا بقیة مناطق هذه المدیریة فهي محرّرة بالكامل .
وكذلك فرّ العدوّ من أربع قواعد في مدیریات (خاك سفید) و(فراه رود) و(پشت رود)، وینحصر تواجد العدوّ الآن في مراكز هذه المدیریات.
ومدیریة (گلستان) قد خرجت منها القوات الغربیة بالكامل، وبقیت القوات الداخلیة في مركز المدیریة في حالة الحصار، ویأتیها المدد والتموین عن طریق الجوّ فقط.
ونأمل من الله تعالی أن یوفّقنا للقضاء علی ما تبقت من مراكز العدوّ في هذه المناطق في العملیات الربیعیة بإذن الله تعالی .
و أمّا مدیریة (پرچمن) في شرق ولایة (فراه) والتي كان یحكمها أحد القادة المجرمین وكان أذاق الناس صنوف العذاب وارتكب أبشع الجرائم وهو المدعو (محمد سلیم) وكان المذكور یقود التمرّد ضدّ الإمارة الإسلامیة إبّان حكمها لأفغانستان أیضاً فقد قتل المجاهدین هذا المجرم وأراحوا منه العباد والبلاد.
وبمقتله تغیّرت الأوضاع في هذه المدیریة، وبدأ المجاهدون یقومون بفعالیاتهم الجهادیة بشكل علني.
وأمّا المدیریات الغربیة علی الحدود مع (إیران) مثل (أناردره) و(قلعه كاه) وغیرهما فلم تستقر فیها القوات الغربیة أصلاً، ولذلك لم یكن فیها ما یستهدفه المجاهدون، ولیس فیها ما یكون سبباً لقلق المجاهدین.
الصمود: إنّ قوّات التحالف الصلیبي كانت قد أنشأت في بعض المناطق قواعدها بقصد التأثیر في الناس وبهدف إنشاء القوات المحلیة الموالیة لها في شكل الملیشیات وغیرها لتحلّ محلّ القوات الخارجیة بعد خروجها منها، فهل حدث مثل هذا في ولایة (فراه)؟
الملا أمین الله: إنّهم أوجدوا بعض الملیشیات في القری المحیطة بمدینة (فراه) مركز هذه الولایة فقط.
ولا توجد هذه المشكلة في بقیة هذه الولایة.
إنّ المحتلّین بذلوا جهوداً كثیرة في الأعوام الماضیة لتحقیق هذا الهدف في المدیریات والقری والأریاف إلاّ أن الشعب لم یلبّ طلب المحتلین للانخراط في سلك الملیشیات ولم یساعدهم في تحقیق هدفهم.
إن المحتلّین لجأوا إلی العنف أیضاً في إجبار الناس علی الانخراط في الملیشیات، وقد سجنوا مرّة قرابة سبعین شخصاً من سكان ووجهاء منطقة (شیوان) لرفضهم مساعدة المحتلین في هذا الأمر، ولكن المحتلّین لم یُقنعوهم لحمل السلاح ضدّ المجاهدین، وهكذا یئس المحتلّون من تطبیق هذا المشروع إلاّ في مدیریة (بالابلوك)التي أوجدوا فیها بعض الملیشیات، ولكنّ تلك الملیشیات أیضا استسلمت للمجاهدین بعد رحیل المحتلین من تلك المنطقة، وقد حمل المستسلمون معهم عشرات القطع من الأسلحة الخفیفة والثقیلة بالإضافة إلی مدرّعة وعدّة ناقلات للجنود من نوع (رینجر).
ومع خروج المحتلّین من مدیریات ولایة (فراه) صار كثیر من أفراد العدوّ ینضمون إلی المجاهدین وقد بلغ عدد المنضمین إلی المجاهدین خلال الشهور الأخیرة عن طریق جهود لجنة الدعوة والإرشاد أكثر من مئة فرد.
إنّ المناطق التي فرّ منها المحتلّون هي تقع الآن بفضل الله تعالی تحت سیطرة المجاهدین، ولا توجد الآن بفضل الله تعالی مشكلة الملیشیات إلاّ في مركز الولایة مدینة (فراه) فقط .
الصمود: ما هو تقییمكم للفعّالیات الجهادیة للعام 2012م المنصرم؟ وما هي تطلّعاتكم للمستقبل؟
الملا أمین الله: إنّ العملیات الجهادیة في ولایة (فراه) في العام الماضي كانت أكثر نجاحاً مما كنّا نتوقعها، وكان العام 2012م عام الانتصارات والفتوحات.
قبل هذا العام كان عامّة الشعب والمجاهدون في (فراه) یواجهون مشاكل كثیرة، لأنّ عدد القوات المحتلّة كان كبیراً، وهجماتها كانت كثیرة، إلاّ أنّ هذه القوات فرّت من المدیریات، وخرجت من كثیر من قواعدها العسكریة.
الشعب والمجاهدون الآن یعیشون في ظروف جیدة، لأنّهم الآن في خلاص من ظلم المحتلّین وعملائهم، فلا توجد الآن المداهمات اللیلیة والقصف الجوي، وتفتیش المنازل من قبل المحتلِّین وعملائهم في معظم مناطق هذه الولایة.
والمجاهدون یتمتّعون بمعنویات قتالیة عالیة، وهم مشغولون من الآن بالاستعدادات للعملیات للربیع القادم، وعدوّهم یعیش في ظروف ومعنویات سیّئة جداً، وقد خسر مبادرة الحرب في المعركة، إنه یفكر الآن في الدفاع عن نفسه فقط، ویستسلم أفراده للمجاهدین، وقوات العدوّ تعیش في حصار في داخل مراكزها.
إنّ عملیات المجاهدین في العام الماضي كانت عملیات موفّقة، وقد ألحقت بالعدو خسائر كبیرة، بینما لم تكن هناك من خسائر المجاهدین ما تستحق الذكر، ونأمل من الله تعالی أن یكون العام القادم عام الفتوحات والانتصارات بإذن الله تعالی مثلما كان العام المنصرم.
الصمود: كیف تدیرون المناطق المحرّرة؟
الملا أمین الله: إنكم تعلمون أنّ تشكیلات الإمارة الإسلامیة هي عبارة عن نظام حكومي كامل وهي تدیر المناطق المحرّرة عن طریق اللجنة العسكریة واللجنة القضائیة والعدلیة، ولجنة التعلیم ولجنة الدعوة والإرشاد، وقد بدأت جمیع هذه اللجان عملها في المناطق المحرّرة في مدیریات ولایة فراه.
وبالإضافة إلی تشكیلات اللجان الرسمیة للإمارة فقد أوجدنا في المناطق المحرّرة مجالس الشوری للعلماء والوجهاء والأعیان في القری والمحلاّت فهي تقوم بفضّ نزاعات الناس المحلیة في ضوء الشریعة الإسلامیة كما تقوم بتقدیم النصح والمشورة لمسؤولي المجاهدین في المنطقة.
وقد استطاع المجاهدون بفضل الله تعالی ثم بفضل هذا التعاون الوثیق بین الشعب والمجاهدین أن یؤمّنوا للناس ظروف الحیاة الآمنة في مناطق هذه الولایة التي كانت تسیطر علیها القوات المحتلّة وعملائها من قوات الحكومة العمیلة، فالناس الآن یعیشون في أمن واطمئنان، ولا یوجد هناك الآن اللصوص والمجرمون، وإن وُجِدوا فإن الناس یتعاونون مع المجاهدین في القبض علیهم وتقدیمهم للمحكمة الشرعیة لیروا عقاب جرائمهم.
أمّا المناطق التي تسیطر علیها القوات الحكومیة فهي لازالت مسرح اللصوص والمجرمین، وعلاوة علی اللصوص والمجرمین فإن الشرطة الحكومیة والملیشیات المحلیة هي أیضا تؤذي الناس وتضیق علیهم الخناق.
والسبب في توتّر الأمن واضطراب الأوضاع في مناطق سیطرة الحكومة هي أن قائد الاستخبارات في هذه الولایة المدعو (عبد الصمد خان) قد أنشأ شبكة من اللصوص ومجموعات الاختطاف التي تقوم بخطف التجار والأثریاء أو أبنائهم ثم تطالب أسر المخطوفین بدفع الأموال الباهظة مقابل إطلاق سراح ذویهم.
ویجدر بالذكر أنّ هذا القائد هو من الشیوعیین القدامى.
الصمود: قبل شهور قام الأمريكيون بتخریب كثیر من مزارع الناس وبساتینهم في مدیریة (بالابلوك) فما هي حقیقة تلك التخریبات؟
الملا أمین الله: حقیقة هذه التخریبات هي أنّ منطقة (شیوان) في مدیریة (بالابلوك) الواقعة علی جانب الطریق الرئیسي هي من أهمّ مناطق تواجد وعملیات المجاهدین، وكان المجاهدون یستهدفون قوافل العدوّ العسكریة في هذه المنطقة، وكانوا یحرقون وسائطه ویقتلون كثیراً من جنوده، وبما أنّ الطریق الرئیسي الممتدّ بین قندهار وهرات من الطرق الهامة للتموین لدی العدوّ وكان قد تضايق جداً من عملیات المجاهدین في هذه المنطقة مع أنّهم قاموا بعملیات عسكرية متكررّة فیها إلاّ عملیاتهم لم تنفعهم في شيء، فقرّروا هدم جمیع المنازل، والحقول، والبساتین علی جانبيّ الطریق، وقد هدموا منها الكثیر لكی لا ینصب فیها المجاهدون الكمائن للعدوّ، وكانوا قد جاءوا إلی هذه المنطقة في شهر فبراير و من هذا العام بالجرّافات ووسائل الهدم الأخرى و بدءوا بهدم البیوت والبساتین والحقول، كما بدءوا بشق الطرق الجدیدة وحفر الخنادق العمیقة علی أطرافها، وقاموا بتخریبات كبیرة، وكانوا یریدون أن یعیدوا تجربة تدمیر مدیریتي (زیرای) و(پنجواي) القندهاريتین في هذه المنطقة أیضاً، إلاّ أنّ المجاهدین والشعب قاوموا هذه القوات مقاومة عنیفة، وبدأت سلسلة هجمات ناجحة للمجاهدین ضدّ هؤلاء المحتلّین والتي كان من نتیجتها انصراف الأمریكیین من تطبیق هذه الخطة الأمنیة والفرار من المنطقة. وهكذا أخزی الله تعالی الأمریكیین وهربوا من المنطقة .
الصمود: شكراً لكم علی إتاحتكم لنا فرصة اللقاء بكم، ونسأل الله تعالی أن ینصركم علی عدوكم وأن یحفظكم من كل مكروه.
الملا أمین الله: ونشكركم أنتم أیضاً علی خدمتكم الإعلامیة للجهاد والمجاهدین ونسأل الله تعالی أن یتقبّلها منكم. آمین.
