حوارات وتقارير

الصمود تحاور نائب ولاية هلمند حول العمليات العسكرية الأخيرة.

قرائنا الأكارم !

أرادت الصمود ان تقدم لقرائها الكرام أحدث ما يجري في قلب المعركة الدائرة بين جند الرحمن وأولياء الشيطان في ولاية هلمند وتطلع قراءها على آخر المستجدات في العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الأجنبية باسم (الخنجر) و (قبضة النمر) في تلك الولاية فأرادت أن تحاور الأخ شرف الدين القائد الميداني في ولاية هلمند حول آخر المستجدات في هذه المعركة.

 

الصمود: الشيخ المحترم لو تكرتم بتقديم صورة موجزة عن عملية خنجر وتصدي المجاهدين لها في ولاية هلمند.

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام علی رسول الله وعلی آله وأصحابه ومن والاه، وبعد:

لو نظرنا بفكر عميق إلی سلسلة العمليات التي قامت بها القوات المعتدية في ولاية هلمند لتبين لنا أن عملية خنجر ليست هي الأولی من نوعها التي تنفذها القوات الأمريكية ، بل إنه منذ عام 2001م قامت القوات المعتدية الأمريكية وقوات حلف شمال أطلسي “ناتو” بتنفيذ العمليات الواسعة والمعارك الساحقة في تلك المنطقة، وفي أزمنة مختلفة بغية كبح مقاومة المجاهدين والقضاء عليهم، ولكن في كل مرة -بفضل الله تعالی وكرمه ونصرته- ألحق بها المجاهدون هزائم مستنكرة وفشلا مفضحا حتی اندحرت في الأخير إلی الوراء خاسرة مخزية.

ففي عام 2006م زحفت الكتيبة البريطانية المكونة من 2000 جندي إلی ولاية هلمند وقامت بتنفيذ عمليات واسعة ضد المجاهدين، وهكذا في العام المنصرم وبالتحديد في شهر يوليو قامت 1500 من القوات البريطانية بشن الهجوم العسكري باسم “اقتحام الجبل” ضد المجاهدين ولكن خلال كل هذه العمليات لم تتمكن

 

 

من إحراز أي إنجازات ضد المجاهدين بل رجعت إلی قواعدها العسكري مخزية مفضحة.

ومنذ بدء شهر يوليو من عامنا الجاري شنت 3000 من القوات البريطانية عملياتها العسكرية الواسعة ضد المجاهدين وفي اليوم العاشر من الشهر المذكور انضمت إليها 4000 من القوات الأمريكية وواصلت عملياتها العسكرية الطاحنة ضد المجاهدين باسم الخنجر وإلی جانب تلك العمليات العسكرية الضارية قام العدو بحملة إعلامية مكثفة لتضخيم حملتها العسكرية ، ولكن بحمد الله تعالی لم يحقق العدو في عملياته العسكرية ولا في ادعاءاته الإعلامية أي إنجاز يذكر أو انتصار يحسب.

ومن المعلوم أن الأمريكان والبريطانيين قد اتخذوا تدابير مستحكمة ومخططات قوية لشن هذه العمليات العسكرية، وقد قامت القوات المتمركزة في المنطقة منذ شهر بإرسال القوات وتجهيزاتها المتطورة ومؤنها اللوجستية إلی ساحة العمليات، وكانت تحركاته المتعددة تدل علی أن العدو سوف يقوم باتخاذ مخطط منظم وتطبيق إستراتيجية هجومية لانتصار عملياته العسكرية، ومنذ اتخاذه هذه التدابير أدركنا أهدافه فقمنا باتخاذ تدابير دفاعية قوية وتكتيكات عسكرية منسقة، ومن ثم أقمنا برامجنا العسكرية حسب مرسوم مخطط وقمنا بتشكيل الوحدات العســــكرية الثابتة

والجوالة في المنطقة لمواجهة العدو.

هذا وإننا قد غيرنا تكتيكنا نظرا لبرامج العدو وتدابيره العسكرية، وكان العدو يود سوق جيوشه المشاة المكثفة نحو خطوط المجاهدين الدفاعية حتی يؤدي هذا الأمر إلی وقوع القتال الجبهي –وجها لوجه- وأن يهجم عليهم أرضا وجوا، ولكن قمنا ببرنامج منظم يؤدي بدوره إلی عدم تحقيق أهداف العدو، وبالتالي سيؤدي هذا التكتيك من ناحية إلی ضعف معنويات العدو ومن ناحية أخری إلی إتاحة الفرصة للمجاهدين كي يلجئوا إلی المناطق الريفية والبعيدة عن القری حتی يقوموا من هناك بعمليات اقتحامية علی قوافل العدو وزرع الألغام وانفجار العبوات الناسفة المتحكمة من بعيد.

ولله الحمد أنتم تشاهدون بأن تكتيكاتنا إلی الآن تعطي نتائج مثمرة وحققنا خلالها إحرازات إيجابية باهظة، بل واعترف العدو كذلك بنجاحها وتأثيرها، وخير شاهد علی ذلك هو أن خسائر العدو تفاقم خسائر المجاهدين بأضعاف مضاعفة حيث يعد خسائر المجاهدين مقابل خسائره كالعدم، والعدو تركز كثيرا عبر إعلامه بأنه قد سيطر علی مبنی قديمة مدمرة لمديرية خانشين، ولكن لا ينظر إلی خسائره الفادحة البشرية والمادية ومدی تحقيق أهدافه التي حققها خلال هذه المعارك.

هذا ولم يتمكن العدو خلال كل هذه العمليات الحاسمة تخلية قرية واحدة عن المجاهدين، فهو حين يتوجه إلی المناطق الريفية يوقف دباباته في الصحاری وإن يدخل إلی القری فيدمر دباباته بالألغام أو يدمر نتيجة هجوم المجاهدين المفاجئ عليه، لذا فهو لم يحقق الأهداف ولم يحرز إنجازات حتی الساعة هذه ولكن أوقع نفسه في مخاطر مقعدة، فالمناطق التي دخل إليها يحاول الآن الخروج منها ولكن يتأزم خروجه منه.

وقبل عدة أيام زحفت قواته إلی منطقة جرمسير (جك زابر) وتمركزت هناك لأخذ الراحة والتنفس ولكن المجاهدين قاموا بزرع الألغام في جميع الطرق المؤدية إلی المديرية فهي الآن حين يريد الخروج منها فإن دباباتها وآلياته ستدمر بانفجار الألغام المزروعة وإلی الآن دمرت حوالی خمس وعشرون من دباباته بواسطة انفجار تلك الألغام ولازالت قواته محصورة فيها لا تستطيع الخروج منها.

وكذلك في مديرية جرشك ونادعلي وناوه استخدم المجاهدون هذا التكتيك وبسببه تحير العدو ووقع في مأزق متورط و يفكر كيف يجد طريق النجاة منها.

وفي المجموع أقول لكم إن المعارك الساحقة في هلمند بناء علی تكتيكاتنا العسكرية تتمشی مع مصالحنا وبنصرة الله تعالی سيواجه العدو فشلا عظيما وهزيمة مفضحة لا ينساه طول عمره.

الصمود: يدعي الأمريكان بأن هدفهم من بدء العمليات العسكرية باسم الخنجر في ولاية هلمند هو السيطرة علی المديريات التي كانت بأيدي المجاهدين، وإلی الآن كم من المديريات وقعت في أيدي العدو وسيطر عليها؟

الجواب: كما هو معلوم لديكم بأن ولاية هلمند من ناحية مساحة أراضيها أكبر من جميع ولايات أفغانستان البالغ عددها 34 ولاية.

والولاية المذكورة بناء علی التشكيل الإداري تنقسم إلی 13 وحدة أو مديرية، ومن ضمن هذه المديريات الثلاثة عشر يسيطر العدو علی مراكز ثمان منها فقط ويعيش هناك كذلك في حالة الحصار والانزعاج وبقية كافة مناطق الولاية ومديرياتها وضواحيها بأيدي المجاهدين.

وكذلك يسيطر المجاهدون علی خمس مديريات بشكل كامل وهي مديرية مارجه، ديشو، واشير، بغني، و باغران، ولا يوجد أي قوة عسكرية أو مركزا عسكريا للعدو فيها.

وفي مديرية ناوه كان للعدو مركزا عسكريا قبل بدء هذه العمليات والآن أيضا دخل إليها، وأما القری التي تحت حاكمية المجاهدين فحينما زحف العدو بقواته إليها واجه خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وهي لازالت بأيدي المجاهدين يسطرون عليها.

وفي مديرية خانشين تمركزت قوات العدو في مبنى المديرية ولم تدخل إلی القری حتی الساعة هذه.

وفي مديرية جرمسير كانت لها قاعدتان عسكريتان منذ الفترة الطويلة والآن أيضا بنت فيها مراكز عسكرية مؤقتة ولكن المجاهدين قاموا بحفر الألغام في جميع الطرق المؤدية إليها.

وفي مديرية ناد علی لا توجد أي معركة حاليا، والقوات الأمريكية المتمركزة فيها خرجت يوما ما عن قاعدتها العسكرية فوقعت بينها وبين المجاهدين اشتباكات عنيفة أدت في النهاية إلی وقوع الخسائر الفادحة في صفوفها ومن ثم لم تخرج بعدها عن قاعدتها العسكرية المذكورة.

وأيضا يوجد وحداتنا العسكرية التي تقوم بعمليات العصابات في منطقة جريشك وسبين مسجد، واوباشك وباباجي وتمكنت إلی الآن من إيقاع الخسائر الفادحة للعدو، بل وأدت هذه العمليات الساخنة التي تقع وقتا لآخر إلی ضعف معنويات العدو وإزالة هيمنته وعجزه عن القيام بالعمليات الهجومية.

وفي مديرية سنجين بمنطقة (مجيد شوك) يتمركز العدو في قاعدته العسكرية الموجودة هناك، وحين يخرج من قاعدته يهاجم عليه المجاهدون ويواجه مقاومة شرسة من قبلهم.

وفي المديرية المذكورة بمنطقة زغفراني تمكن المجاهدون من إسقاط مروحية العدو من طراز شينوك، وكذلك قواته المشاة من عناصر المارينز التي جاءت أرضا وجوا بواسطة الطائرات والمروحيات من منطقة اروزجان ودهراود إلی مديرية كجكي والتي تعد المعاقل الرئسية للمجاهدين رجعت خاسرة الأيدي إلی قواعدها العسكرية دون أن تحقق أي إحرزات أو انتصارات، ولا زالت حاكمية المجاهدين علی المنطقة مسيطرة.

وفي مركز الولاية لشكرجاه تمكن المجاهدون خلال الأيام الماضية من إطلاق الصواريخ علی مراكز العدو وأماكن تجمعه، وخلال عمليات المجاهدين هذه وإطلاق صواريخهم علی مراكز ودوريات العدو العسكرية قتل أحد قادة هذه المراكز العسكرية المدعو بـ (فريد).

كما أن الطريق الرئيسي بين قندهار ولشكرجاه مسدود أمام قوافل العدو اللوجستية والتموينية وتحركاته العسكرية في منطقة (مختر كلا) و (نهر سراج) ويسمح بالذهاب والإياب للأفراد المدنيين فقط.

هذا هو وضع العمليات العسكرية الضارية الأخيرة في ولاية هلمند والتي خاض فيها العدو المعارك الطاحنة باسم الخنجر، ونحن مطمئنون عن نتائج ما قمنا به ضد العدو لأن العدو الذي جاء بغرور فائق رجع خالي الأيدي مخزيا مفضحا دون أن يحقق أي شيئ من الإنجازات.

الصمود: لو نأتي إلی الأسئلة الأخری ونستفسر عن الحالات الأخری الجارية في ولاية هلمند ومنها: كم عدد المجاهدين في ولاية هلمند الذين يساهمون في الحروب والمعارك ضد العدو حاليا ومستعدون في كل حين وآن لمواجهة مقاومته؟

الجواب: لله الحمد أن المجاهدين في ولاية هلمند بناء علی التشكيل العسكري المنظم منقسمون إلی الوحدات والكتائب العسكرية عديدة وهي متمركزة في كافة مديريات الولاية وفي حالة استعداد كامل لشن الهجوم ودفع هجمات العدو، وتتمركز في كل منطقة أو مديرية من الوحدات ما تقتضيها ضرورة المنطقة واحتياجاتها وهي مجهزة بالأسلحة المعتادة التي نستخدمها في معاركنا ضد عدونا وتواجدها في كل منطقة حسب الترتيب التالي:

1- يتمركز في مديرية موسی كلا حوالی 1400 مجاهدا مسلحا.

2- ويتمركز في مديرية سنجين حوالی 800 مجاهدا مسلحا.

3- وفي مديرية كريشك يتمركز ما بين خمسمائة وستمائة مجاهدا مسلحا.

4- وفي مديرية كجكی يوجد في الخط الأول 1200 مجاهدا مسلحا.

5- وفي مديرية مرجه يوجد 1500 مجاهدا.

6- وفي مدرية نادعلي وناوه يوجد 1500 مجاهدا.

وهؤلاء من ضمن المجاهدين المسلحين الذين هم مستعدون في كل حين وآن لمقابلة العدو ومجابهتهم.

وهكذا يوجد في بقية المديريات مثل جرمسير ونوزاد ومرجة وحدات وجبهات منظمة ونشيطة للمجاهدين ويقدر عدد المجاهدين في كل جبهة بالآف.

الصمود: قوات العدو المتمركزة في ولاية هلمند تنتمي إلی أي دولة؟ وكم عددها وما هي أماكن تواجدها؟

الجواب: القوات المتمركزة في ولاية هلمند أغلبها من دولة بريطانيا وتبلغ عددها حسب قولها 9 آلاف، وتقودها كذلك القواد البريطانية، وإلی جانب تلك القوات يوجد فيها القوات الدنماركية، وهكذا هناك قاعدة كبيرة للقوات الأمريكية المسمی بـ Special forces (قوات خاصة) وحين بدء العمليات العسكرية الجديدة أرسلت أميركا آلافا من قواتها إلی ولاية هلمند، وبناء علی إحصائيتها تبلغ عدد تلك القوات 7000 جندي.

وتتمركز هذه القوات الأجنبية في كل من مديرية جرمسير، ناوي، جريشك، نادعلي، موسی كلا، سنجين، كجكي و نوزاد بولاية هلمند ولها فيها قواعد عسكرية كبيرة.

الصمود: الشيخ المحترم بناء علی معلوماتكم كم عدد العمليات العسكرية التي تمت في ولاية هلمند خلال العام الجاري ضد العدو؟

الجواب: لقد قام مجاهدو إمارة أفغانستان الإسلامية بالعمليات العسكرية العديدة في ولاية هلمند، وأما إحصائيتها بشكل دقيق فلا أستطيع ذكرها لأننا لم نقم بإحصائيتها، ولو حسبنا العمليات المجاهدين الأخيرة التي خاضوها مقابل عمليات العدو في الآونة الأخيرة فإنهم في غضون عشرة أيام تمكنوا من تدمير 25 من دباباته بواسطة انفجار الألغام وقتل من في متنها، ولكن جميع العمليات التي نفذها المجاهدون ضد العدو في مركز الولاية لشكرجاه ومختلف مديريات الولاية فتبلغ عشرات بل ومئات وكانت لها نتائج إيجابية مثمرة وتمكن المجاهدون خلالها إحراز إنجازات بالغة، ففي غضون هذه العمليات استطعنا فتح مديرية مرجي بشكل كامل، وليس هناك أي وجود للعدو الآن، وكذلك مديرية نادعلي حيث استطاع المجاهدون خلال عملياتهم العسكرية الاستيلاء عليها بشكل كامل سوی مبنی مديريتها ، وهكذا هاجم المجاهدون علی مركز الولاية عدة مرات وتمكنوا خلالها من الدخول إلی داخل المدينة ونفذوا العمليات فيها، وقد أدت هذه العمليات إلی وقوع الخسائر البشرية والمادية الفادحة في صفوف الأعداء، بل واعتقد العدو بأن المجاهدين استولوا علی مركز الولاية لشكرجاه ودخلوا إليها وقام بصرخات متكررة يطلب العون والمدد من القوات الأجنبية والعميلة.

وبسبب هذه المخاوف والذعور ترك الكثير من مسئولي الحكومة منازلهم فارين إلی العاصمة كابول.

إضافة إلی مركز الولاية لشكرجاه فإن المجاهدين تمكنوا في بقية مديريات الولاية من إلقاء الخسائر الفادحة للعدو، ومجموع هذه العمليات وإحراز الإنجازات تأثرت كثيرا علی رفع معنويات المجاهدين ومواجهة العدو بالمخاطر المعقدة والمخاوف المدهشة.

الصمود:الشيخ المحترم إن العدو يقوم بنشر الأخبار عبر الصحافة العالمية والإذاعات الدولية عن استشهاد وجرح عدد كبير من المجاهدين في مديريات التابعة لولاية هلمند، ما مدی صحة هذه الأخبار وحقيقتها من وجهة نظركم؟

الجواب: كل هذه الإدعاءات لا أساس لها وهي دعاءات كاذبة ويود العدو بواسطة نشر هذه الأخبار الكاذبة وضع الغطاء علی هزيمته المستنكرة ومنح الاطمئنان لشعوبه المنخدعة، ورفع معنويات بقية قواته المتمركزة في الأماكن المختلفة من البلاد وإحياء نفسياتها المبهورة وتحريضها نحو القيام بالعمليات ضد المجاهدين، ففي كثير من الأحيان يقوم العدو بقتل المدنيين الأبرياء ثم يعلن عبر إعلامه بأنه تمكن من مقتل عدد غير قليل من الإرهابيين المتمردين، وفي بعض الأحيان حينما يقوم باستشهاد واحد أو اثنين من المجاهدين فهو يعلن بأن قواته تمكنت من قتل عشرات من المخالفين، فلو قتل من المجاهدين أو جرح علی القدر المعلن من قبله -لا سمح الله- لم يبق ولا مجاهد واحد في المنطقة، والحال أن عدد المجاهدين قد تضاعف كثيرا عما هو في السابق.

الصمود: اعترفت القوات المعتدية بهزيمتها وصرحت بأنها في مواجهة فشل مخزي وليست في مقدرتها مقاومة المجاهدين، فنظرا إلی هذه الاعترافات ما وجهة نظركم حول خروجها نهائيا عن أفغانستان؟ وكيف تحللون ذلك؟

الجواب: أعتقد أن بعضا من الوقت لا زال باقيا لفرارها، فمتی ما تدهورت الأوضاع الاقتصادية والعسكرية في أميركا أكثر من الآن فعند ذلك ستنسحب عن أفغانستان وستفر عن هذا البلد المنكوب، ولكن رغم بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان في وقتنا الحاضر فإن القواد العسكريين الأمريكيين يصرحون بأنهم متضايقون عن استمرار الحرب في أفغانستان وليس في وسعهم مواصلة هذه الحرب الطاحنة، لذا يجب علی زعماء بلادهم إصدار قرار بالانسحاب عن هذا البلد والرجوع إلی وطنهم، ولكن دولة كأميركا التي غرتها قوتها المادية وتقنيتها المتطورة وجيشها الجرار وادعائها لسيادة العالم، كله لا تود ولا ترغب أن تقبل مثل هذه الهزيمة التاريخية أو أن تستسلم لفضاحتها، إلا أن تكبرها وجبروتها بفضل الله ثم بفضل فدائية المجاهدين ومقاومتهم المباركة وبطولاتهم الكريمة ستسقط علی الأرض وستضطر إلی انسحاب قواتها عن هذا البلد الشامخ مفضحة خاسرة، ولكن علينا أن نصبر ونقوي عزمنا وأن نأخذ لها العدة والعتاد لفترة غير قصيرة.

الصمود: لقد بات معلوما أن القوات الصليبية من ناحية العدة والعتاد مجهزة بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة وفي مقابلها المجاهدون غير مجهزين بمثل تلك الأسلحة، ورغم البون الشاسع بينهما في الأسلحة والمعدات ما عوامل هزيمتها مقابل مقاومة المجاهدين من وجهة نظركم؟

الجواب: إن انتصار المجاهدين علی القوات الصليبية علی الرغم من كون تلك القوات مدججة بأحدث أنواع الأسلحة هو من محض فضل الله تعالی ونصرته وعونه، لأن المجاهدين قد قاموا بالوفاء لعهد الله تعالی الذي أوجب علی أنفسهم، وكل من يوف بعهد الله تعالی فإن نتيجتها هو الانتصار علی العدو وإجباره إلی الاندحار دون تحقيق أي إنجازات أو إحراز انتصارات، ورجوعه إلی أوطانه خالي اليد منهزما مخجلا، فمثل هذه الهزائم والانتصارات لا تتعلق بالأسلحة والمعدات فإنه وإن جاء بأضعاف مثل هذه الأسلحة فلا يستطيع تحقيق أهدافه، لأنه فاقد للباعث الأساسي للنجاح والنصر ألا هو العقيدة والإيمان بالله تعالی.

الصمود: يود الأمريكان لأجل كبح مقاومة المجاهدين وقمع نشاطاتهم الجهادية القيام بضخ مزيد من القوات إلی أفغانستان و حشدها في هذا البلد المضطهد وأنتم كشخصية جهادية فائقة وصاحب تجارب عسكرية متعددة ما تقييمكم بالنسبة لهذه القرارات والإجراءات؟

الجواب: كلما زاد عدد قواتها فإن مجاهدي إمارة أفغانستان الإسلامية يفرحون بها، لأن تفاقم القوات وزيادتها ستسبب في كثرة خسائرها، وستمهد الفرص العديدة للمجاهدين كي يقوموا بالعمليات الضارية ضدها، وخير شاهد علی ذلك القوات السوفيتية في الثمانينات من القرن الماضي حيث زحف الاتحاد السوفيتي بقواتها الجرارة نحو أفغانستان البالغ عددها أكثر من مائتي ألف جندي ولكن بفضل لله تعالی ونصرته وبفضل فدائية المجاهدين الساحقة وتضحياتهم المباركة واجهت هزيمة تاريخية مستنكرة، إذ كلما زاد عدد قواتها كلما تفاقمت خسائرها البشرية والمادية ومصاريفها الباهظة وستقترب عندها وقت هزيمتها النكراء وفشلها المفضح إن شاء الله تعالی.

 

الصمود: لو تتبعنا الوقائع التاريخية ودارسنا في صفحاتها الأحدث المريرة لوجدنا بأن المسلمين دائما تمكنوا من الانتصارات الباهظة في المعارك علی عدوهم الكافر، ولكن في مجالات السياسة وبناء الحكومة صاروا ضحية لمخططات العدو الماكرة ومؤامراتهم المغرضة، وخير شاهد علی ذلك انتصار الجهاد والمقاومة السابقة ضد النظرية الشيوعية في أفغانستان، ألا ترون وقوع مثل هذه الأزمة اليائسة والحادثة المفجعة مرة أخری أي بعد انتصار هذا الجهاد المبارك؟

الجواب: لا أعتقد وقوع مثل تلك الأزمة مرة ثانيــة،

وإننا لا نری إمكانيات وقوعها هذه المرة، لأن المجاهدين القدامی حين صاروا ضحية لمخططات العدو الماكرة كان باعثها الرئيسي هو تعدد الأحزاب وانقسامهم إلی فئات متناحرة وشعب متقاتلة فيما بينهم، والآن علی عكس من ذلك فإنه يوجد أمير واحد لجميع المجاهدين علی سطح البلاد بأكملها، وكلهم يجاهدون ضد الصليبيين المعتدين تحت قيادة أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد حفظه الله تعالی، لذا ليس من المتوقع وقوع مثل هذه الأزمة هذه المرة ، ومن المستبعد أن تفرق المسلمين بعد انتصارهم علی عدوهم إلی الفرق و الأحزاب المتناحرة حتی يصيروا ضحية لمؤامرات العدو ودسائسه.

الصمود: ما مدی تعاطف أهالي هلمند ودعمهم للمجاهدين وكيف يتم ذلك؟

الجواب: أهالي هلمند بصفة عامة يتعاطفون مع المجاهدين أي أن أهالي ولاية هلمند سواء كان الشيوخ منهم أو الشباب يدعمون المجاهدين ويتعاطفون معهم، ويقومون بخدمتهم ليل نهار من أعماق قلوبهم وصميم فؤادهم، وهكذا فإن أهالي هلمند يدفعون جميع مصاريف المجاهدين بطيب أنفسهم، وإننا راضون عنهم ونؤيد جهودهم المباركة وندعو الله تعالی لهم بقبول تضحياتهم المالية ومجهوداتهم النبيلة.

الصمود: ما توصياتكم للمسلمين في العالم وعلی الخصوص شعب أفغانستان المسلم وعلی أخص الخصوص مجاهدي إمارة أفغانستان الإسلامية؟

الجواب: إننا نوجه نداءنا إلی كافة المسلمين في العالم ونبشرهم ونطمئنهم بأنه قد آن وقت زوال الكفر العالمي وسقوط مناره المتكبر وأنه بسبب تضحيات المجاهدين المباركة وفدائياتهم الغالية قد سقطت منارة الكفر و غروره، فلو إنضمت إلی تضحيات المجاهدين المباركة أدعية المسلمين المخلصة وأمنياتهم الميمونة ومساعدتهم الغالية فليس من المستبعد أن يتخلص المسلمون عن مظالم المعتدين الغاصبين عاجلا غير آجل وفي أسرع وقت ممكن.

ونطالب الشعب الأفغاني البطل وأهاليها الغيورين بالقيام بمزيد من الهجمات الجهادية ضد القوات الأمريكية المعتدية وأخذ المساهمة الملموسة في المقاومة المباركة حتی يضطر العدو إلی الاندحار والفرار وإعطاء دروس قاسية تكون عبرة واعية لأجياله القادمة.

ونطالب إخواني المجاهدين بإخلاص النية في جهادهم المبارك، وأن يجعلوا مقاومتهم الكريمة ضد المعتدين خالصا لوجه الله تعالی، وأن يبذلوا جهدهم في تحسين السلوك و المعاملة الحسنة مع المدنيين وأهالي أفغانستان، لأن شعبنا المجاهد قد تحمل في سبيل دفاعه عن دينه وعقيدته وحقوقه آلاما شديدة وأزمات متعددة ومحنا مختلفة ووقف طول تاريخه إلی جانب إخوانه المجاهدين وأفنی عمره في نصرتهم وخدمتهم فيستحق بذالك كل التقدير والتبجيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى