حوارات وتقارير

الصمود في حوار مع المسئول العسكري لولاية لوجر

التعريف: الشيخ المحترم الملا عبد الكريم بن عبد الظاهر بن عبد القيوم… ولد قبل ۳۷ سنة في قرية حسين خيل بمديرية سيد آباد بولاية ميدان وردك.

تعليمه: تلقی دراسته الابتدائية في المدرسة الابتدائية الواقعة في قريته،وأكمل دراساته الدينية العالية في المدارس المختلفة بدار الهجرة.

الانضمام إلی حركة طالبان الإسلامية:

عند تأسيس حركة طالبان الإسلامية وفي أيامها الأولی انضم إليها، وتولی مهام عديدة في المناطق المختلفة من البلاد.

وضمن الهيكل الإداري لإمارة أفغانستان الإسلامية يتولی الآن المسئولية العسكرية لولاية لوجر، ويقوم بسوق المجاهدين وقيادتهم ضد الصليبيين وعملائهم في الولاية المذكورة.

والشيخ الملا عبد الكريم بالإضافة إلی خبراته الجهادية السابقة يتمتع بمهارات وتجارب عسكرية عديدة، وبناء عليه أرادت مجلة الصمود علی غرار سلسلة من الحورات اللقاء به حول الوضع الجهادي الأخير في ولاية لوجر.

———–

الصمود: فضيلة الشيخ لو تفضلتم بتقديم المعلومات حول الوضع الجهادي والعسكري الأخير في ولاية لوجر لقراء مجلة الصمود.

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علی قائد المجاهدين وإمام المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلی آله وأصحابه أجمعين وبعد:

بدءا من تقديم جزيل الشكر إلی الإخوة في مجلة الصمود، إن الوضع الجهادي بولاية لوجر بفضل الله تعالی وحمده في غاية من الاطمئنان ولصالح المجاهدين، هذا وإن مساهمة أهالي هذه الولاية مع المجاهدين ومساعدتهم في شتی المجالات، ومشاركتهم في البرامج الجهادية تسببت في شل كافة تكتيكات العدو الحربية ومخططاته المغرضة، وأدت إلی سيطرة المجاهدين علی الأوضاع بشكل كامل.

الصمود: يسعی الأمريكان لضخ مزيد من القوات الجديدة إلی أفغانستان وتمركزها في المناطق المختلفة، ومن ضمن تلك المناطق ولاية لوجر أيضا، ما تقييمكم بالنسبة لتمركز القوات الأمريكية من الناحية العسكرية في ولايتكم؟

الجواب: لقد بات معلوما لدی الجميع بأن ولاية لوجر من الناحية العسكرية ذات أهمية بالغة، لأنها تتآخم بكافة الولايات الجنوبية وتعتبر الحد الفاصل بينها وبين العاصمة كابول، لذا اشتهرت هذه الولاية بالبوابة الرئيسية للعاصمة كابول، وبناء علی موقعها الاستراتيجي فإن العدو أيضا يبذل مجهوداته لتقوية قواته واستحكام قواعده العسكرية في هذه الولاية، حتی يتمكن بذلك من تقليل إمكانيات الحصار من قبل المجاهدين علی العاصمة كابول، ويبدو لي أن خطة الأمريكان هذه لا تحقق أهدافها، بل إن محاولاتهم هذه ستبوء بالفشل لأن تعزيز الجيوش الإضافية وتكثيفها لا تؤدي إلی إحراز الانجازات وتحقيق النصر، فلو كان تكثيف الجيوش وزيادتها من البواعث الرئيسية لتحقيق النصر لما استطاع المجاهدون تنفيذ الهجمات والتحركات الجهادية داخل العاصمة كابول، وذلك لتمركز القوات الأجنبية بكثافة بالغة فيها، واستخدام الوسائل المتعددة والتاكتيكات المتنوعة لمراقبة تحركات المجاهدين، ولكن رغم ذلك نری أن المجاهدين يقومون وقتا لآخر بإجراء العمليات الموفقة هناك، وخير شاهد علی ذلك ما حدث في العام المنصرم من عمليات فندق سرينا، والعمليات التي قام بها المجاهدون داخل وزارة العدل وأثناء الاستعراض العسكري لجنود كرزای العميلة.

الأمريكان وحلفاؤهم والقوات المتمركزة في بلادنا ينظرون إلی قضايانا من منظارهم المغشوش المبني علی الحدس والتخمين، وعلی غرارها يخططون برامجهم، ولكن جل برامجهم هذه لا تحقق أهدافهم ولا يستطيعون التوصل عبر هذا الطريق إلی مراميهم، لأن كافة مخططاتهم وتاكتيكاتهم تناقض أوضاع أفغانستان وظروفها، بل في كثير من الأحيان تتسبب مخططاتهم المدروسة ومؤامراتهم المدبرة في فشل أهدافهم، وخير شاهد علی ذلك إدارة كرزاي العميلة ومساهمتها في الفساد والاختلاس والرشاوی والمخدرات…. وقد قام الأمريكان بصرف بلايين الدولارات وقتل الآلاف من جنودهم لتقوية هذه الإدارة الفاسدة وفرضها علی الشعب الأفغاني، ورغم ذلك فإن سيطرتها لم تتجاوز عن العاصمة كابول إلی بقية ولايات البلاد.

فإرسال تعزيزات إضافية أخری إلی أفغانستان من ضمن تلك البرامج الفاشلة التي لم ولن تحقق أي أهدافهم، ولا يستطيعون إحراز أي إنجازات من إرسال الجيوش الإضافية بإذن الله تعالی، وأريد أن أذكر لكم ما حدث في ولاية لوجر بعد مجيء القوات الإضافية إليها: حيث أنها حين وصلت إلی ولاية لوجر زاد حماس المسلمين ضد تلك القوات وارتفعت معنوياتهم، وأنه بمجرد تمركزها فيها أخذت هجمات المجاهدين في التصاعد بشكل لافت وأن موجة حملات المجاهد ين زادت بمقدار ثلاثة أضعاف.

الصمود: كم عدد إدارات لوجر و وحداتهم؟ وما الأماكن التي تتمركز فيها القوات الأجنبية؟

الجواب: ولاية لوجر تقع علی مسافة أربعين كيلومتر جنوب العاصمة كابول، وتبلغ مساحتها حوالی 4411 مترا مربعا، وتبلغ إدراتها بما فيها المركز الی ثمانية وحدات إدارية وهي علی النحو التالي:

1- -بول علم- مركز الولاية.

2- مديرية بركی برك.

3- مديرية محمد آغه.

4- مديرية خروار.

5- مديرية كلنجار.

6- مديرية سرخ.

7- مديرية ازره

8 ـ مديرية خوشي

وأما القوات الأمريكية فتتمركز في مركز الولاية -بول علم- وعلی امتداد الطريق السريع كابول لوجر و الطريق لوجر جرديز، وتتم تحركاتها وتنقلها من مركز لآخر تحت ظل الطائرات والمروحيات.

الصمود: عملياتكم العسكرية ضد القوات الأمريكية تتركز علی أي من المناطق؟ ومالتكتيكات التي تستخدمون ضدها؟

الجواب: نركز في شن عملياتنا العسكرية ضد القوات الأجنبية والعميلة علی مراكزها العسكرية وقوافلها الامدادية علی امتداد الطريق العام كابول لوجر ولوجر جرديز وعلی دورياتها الأمنية وقوافلها المارة من نفس الطريق، وبواسطة حلقاتنا الاستخباراتية نعين أولا أماكن تحركاتها ومن ثم الحصول علی عددها وكمياتها الحربية وبعد ذلك نقوم بتنصيب الكمائن وزرع الألغام علی جانبي الطرق، ولله الحمد فإن تكتيكاتنا هذه قد أحرزت إنجازات فائقة وتسببت في إلحاق أضرار فادحة في صفوفها مادية كانت أوبشرية.

ولاشك أن زرع الألغام علی جانبي الطريق ونصب الكمائن وهجمات الكر والفر تعد من التكتيكات المؤثرة ذات نتائج قوية في الحروب المعاصرة لأن كمية خسائر المجاهدين فيها قليلة وأثره على العدو كثير ، وإننا نستخدم هذه التكتيكات ضد الأمريكان وعملائهم في أغلب الأحيان وقد تمكنا خلالها إحراز إنجازات موفقة بحمد الله تعالی ومنه.

وهكذا نقوم بتنظيم العمليات وشن الهجمات في مديريات ولاية لوجر علی مراكز عملاء الأمريكان، ويساعدوننا في تنفيذ هذه العمليات أهالي المنطقة والمجاهدون القدامی الذين لديهم تجارب عسكرية عديدة.

الصمود: بشكل تخميني كم عدد العمليات التي قمتم بتنفيذها خلال ثلاثة شهور الماضية في ولاية لوجر؟

الجواب: تنفيذ الهجمات ضد المحتلين المتجاوزين في جميع ربوع أفغانستان نظرا لمناخ البلاد والجو المناسب تبدأ من بداية العام وتأخذ في التصاعد بشكل تدريجي حسب تغيير الجو واعتدال المناخ، و ولاية لوجر من ضمن الولايات ذات المناخ البارد، فعمليات المجاهدين تبدأ من بداية فصل الربيع وتتصاعد كل يوم بتحسين الاوضاع الجوية وزوال البرودة.

والآن وبعد مرور شهرين فأكثر من فصل الربيع نعيش في الشهر الثالث والأخير من الفصل المذكور للعام الهجري الشمسي وإن المجاهدين بنصرة الله تعالی أولا ثم بمساعدة أهالي المنطقة من المسلمين الغيورين قاموا بتنفيذ العمليات التالية ضد الأمريكان وعملائهم:

1-تنفيذ 65 عملية من نوع زرع الألغام علی دفتي الطريق.

2- تنفيذ 38عملية من نوع نصب الكمائن ضد تحركات العدو علی امتداد الطرق العامة والرئيسية.

3- تنفيذ 61 عملية إقتحامية علی مراكز العدو الثابتة والمستقرة.

ومجموع هذه العمليات أدت إلی وقوع الخسائر لدی الأعداء وتفصيلها علی النحو التالي:

خسائر الأمريكان البشرية:

الجنود المقتولين 25 جنديا.

الجنود المجروحين 41 جنديا.

الخسائر المادية:

الدبابات والمدرعات المدمرة 24.

وسائل التموين والنقل المحترقة 18

خسائر العملاء والقوات الداخلية:

عدد الجنود المقتولين 56.

عدد الجنود المجروحين 91.

عدد تدمير وسائط النقل والتموين العسكرية 41.

عدد إحراق وسائط التموين والتمويل 33

وخلال كل العمليات المذكورة استشهد حوالی تسعة من المجاهدين وجرح خمسة منهم ولكن حالتهم الصحية الآن قابلة للاطمئنان.

الصمود: كم عدد المجاهدين الذين يجاهدون ضد العدو تحت قيادتكم في ولاية لوجر؟

الجواب: إن شعب ولاية لوجر المسلم الغيور يحب الجهاد ويتمنی مجابهة الأجانب المحتلين وعملاءهم ويود مقاومتهم، وكله يحمل فكرة الجهاد والفدائية ضدهم، ويحافظ علی تلك النظرية منذ نعومة أظفاره، وعلی غرار تلك النظرية وقف كله إلی جانب إخوانهم المجاهدين، ولو قلت بأن كل شاب من شباب ولاية لوجر مجاهد ويحب الجهاد لم يكن في ذلك مبالغة أو إدعاء.

والكل يعلم بأن شعب لوجر قد لعب دورا رئيسيا في الجهاد السابق ضد القوات الروسية وكان وقتذاك يقوم مجاهدو هذه الولاية بالهجمات الموفقة ضد تلك القوات مما كانت تؤدي في أكثر الأحيان إلی إغلاق الطريق الرئيسي كابول جرديز.

وكذلك جهاده المقدس ضد الاستعمار البريطاني لم يخف عن أنظار الناس، ودور الشخصيات البارزة مثل –مير صاحب المنتمي لعشيرة مغل خيل وغلام نبي خان- سرخي- وجهادهم التاريخي أشرقت صفحات تاريخ أفغانستان.

فمجاهدو ولاية لوجر استنادا إلی تضحيات أسلافهم وأخذ الإلهام منهم يسيرون علی نهجهم ويستعدون في كل حين وآن لمقاومة الصليبيين المحتلين ويتسابقون لتسخين خنادق الجهاد ضدهم.

وأما عدد المجاهدين المسلحين في ولاية لوجر فيقدر ب1100 مجاهدا وهؤلاء المجاهدون المسلحون بناء علی أداء مسئوليتهم الجهادية في مختلف قطاعات الولاية قسمناهم إلی ثلاث وحدات، وكل وحدة تقوم بتنفيذ المسئولية أو الوظيفة التي وسدت إليها مع مراعاة البرامج أو المخططات التي خططت لها، فعلی سبيل المثال إننا قمنا بتشكيل الوحدة المكونة من 150 مجاهد تقوم بمراقبة تحركات العدو ودورياته علی امتداد الطريق كابول لوجر ولوجر جرديز، ومسئولية هذه الوحدة كما قلنا مراقبة وسائط العدو النقلية والتموينية ووسائله العسكرية ونصب الكمائن في وجهتها أو زرع الألغام علی جانبي الطريق لتدمير قوافل المعتدين وقتل من في متنها.

و وحدة أخری تتكون من 200 مجاهد كلفناها بحفظ أمن المنطقة و تطويره ورعايته، بالإضافة إلی تلك الوظيفة تقوم هذه الوحدة بمساعدة الهيكل القضائي بحل أزمات الناس الحقوقية وفك منازعاتهم الداخلية.

الصمود: هل يوجد التنسيق والتنظيم بينكم وبين مجاهدي الولايات المجاورة لتطوير الأمور الجهادية والعسكرية؟

الجواب: نعم! يوجد بيننا وبينهم التنسيق والتنظيم في الأمور الجهادية، بل إن جميع البرامج الجهادية والمخططات العسكرية المطروحة من قبل الهيئة العسكرية لإمارة أفغانستان الإسلامية تطبق حسب تنظيم لائق وتنسيق قويم ضد الصليبيين علي سطح البلاد بأكملها.

ففي جميع أقاليم البلاد الأربع أسست مراكز لتنظيم الأمور الجهادية وتطويرها، وتتم كافة العمليات الجهادية والعسكرية تحت مراقبة الهيئة المسئولة حسب البرنامج العسكري المنظم في كل إقليم من تلك الأقاليم وفي جميع ولاياتها المتعلقة بها، وعلی هذا الأساس أستطيع أن أقول لك بأن التنظيم والتنسيق بين المجاهدين لا يقتصر علی ولاية لوجر و ولاياتها المجاورة بل إن تنظيم العمليات العسكرية وتنسيقها بين المجاهدين تتم بين كافة المجاهدين وفي كل البلاد، ويأخذ هذا التنظيم سلسلة من الأشكال المنسقة حيث يربط المنطقة بالمنطقة الأخری والمديرية بالمديرية الأخری والولاية بالولاية الأخرى والإقليم بالإقليم الآخر.

فعلی سبيل المثال تم قتل والي ولاية لوجر عبد الله خان في شهر سبتمر من العام المنصرم بمديرية بغمان بولاية كابول بناء علی هذا التنسيق الجهادي بين مجاهدي ولاية كابول ومجاهدي ولاية لوجر، وهكذا تم قتل القائد العام للطريق الرئيسي كابول قندهار- عبد القيوم- في العام الماضي بأيدي مجاهدي ولاية ميدان وردك بمنطقة شش قلعة بالولاية المذكورة وذلك بناء علی هذا التنسيق الجهادي والعسكري.

الصمود: نظرا لاعترافات العدو فإن العام الحالي 2009م يعتبر الأعنف من نوعه بالنسبة لزيادة عمليات المجاهدين، ما مدی مضاعفة هجمات المجاهدين هذا العام في ولاية لوجر؟

الجواب: أعتقد أن زيادة عمليات المجاهدين ومضاعفتها وشدتها ليست منحصرة بهذا العام 2009م بل إن عمليات المجاهدين نظرا للأمور الطبيعية وخصوصياتها تتصاعد بمرور الزمن بشكل تدريجي ومن المتوقع أن تزداد أكثر من هذا وأن تأخذ في التصاعد بشكل لافت في المستقبل القريب، وأنكم لو تتبعتم اعترافات المحللين العسكريين والسياسيين من الصليبيين أنفسهم لأدركتم بأنهم يقرون بأنفسهم بأن عمليات المجاهدين تتصاعد بمرور كل شهر ومضي كل سنة وأن موجة هجماتهم تتضاعف بشكل ملموس.

والصيف المنصرم من العام الماضي اشتدت هجمات المجاهدين بالنسبة لصيف عام 2007م وقس علی ذلك بقية السنوات الماضية.

وأقول لكم: إن العام القادم 2010م سوف يكون عاما ساخنا بالنسبة لكثرة عمليات المجاهدين وشدتها بإذن الله تعالی، وإن بقي المحتلون في المنطقة فسيكون العام 2011 أشد سخونة من بقية الأعوام الماضية إن شاء الله تعالی.

وإننا قد قلنا مرارا وفي كل وقت بأن الوقت يمنح للمجاهدين في خنادق قتالهم تكتيكات حربية حديثة ومخططات عسكرية متطورة بالإضافة إلی التجارب والمهارات الجهادية الأخری، ولا شك أن التجارب الجهادية والمهارات العسكرية في ذاتها تحمل الخصوصيات التدريجية، وبمرور كل يوم ترتقي وتبلغ آخر مدی في النماء والعروج، وعلی غرار هذه المقاومة وخصوصياتها الطبيعية فإن المحتلين سيعجزون عن استخدام هذه المهارات والتجارب ويستبعد في حقهم الاستفادة منها.

فإن الأمريكان وحلفاءهم من حلف شمال أطلسي “ناتو”

وعملاءهم مهما أصروا علی تعزيزات قواتهم وتكثيف جيوشهم في أفغانستان، فإن هذا ليس في صالحهم وستكون نتيجتها الحتمية هو الفشل والهزيمة المفضحة.

وأن الله تعالی قد خاطب الكفار بأنهم سفهاء، لأنهم يؤكدون دائما نظرا لسفاهتهم علی إجراء الأعمال التي تؤدي إلى خسارتهم وتكون نتيجتها الهزيمة والفشل، ورغم ذلك فإنهم علی أساس الكفر والعناد والسفاهة يصرون علی ذلك، وأن الله عز وجل قد ذكر سفاهتهم في كتابه المجيد وبين حماقتهم وقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36

وأن فشل الأمريكان في أفغانستان حاليا قضية حقيقية، معترف بها من قبل الأمريكان أنفسهم، وكثير من المحللين والمتخصصين الأمريكيين السياسيين والعسكريين يطلقون تصريحاتهم بفشل قواتهم في أفغانستان، ورغم ذلك فإن السفهاء والحمقی من قادة البيت الأبيض لازالوا يصرون علی ضخ مزيد من القوات إلی هذه الدولة.

ونقول لهم إن كان الأمريكان يودون زيادة الثكالى في شعبهم فعليهم إرسال تعزيزات إضافية أخری إلی أفغانستان.

وإن كانوا يريدون أن يصير أجساد جنودهم فريسة كلاب أفغانستان فعليهم إرسال جيوش أخری إلی هذه الدولة.

إن كان الأمريكان يحبون سقوط إمبراطوريتهم عن وجه الأرض وزوال جيوشهم مثل الإنجليز والروس فعليهم بإرسال مزيد من قواتهم إلی أفغانستان.

الصمود: فضيلة الشيخ! يعتقد الكثير من الناس بأن الأفغان قد تعبوا من توالي الحروب، ولا يودون بطبيعتهم دوام الحرب في بلدهم، فهم يحبون الأمن في بلادهم ويفكرون في اعماره ، ولكن رغم ذلك فإنهم علی خلاف رغبتهم يجبرون علی مواصلة الحرب، بسبب العوامل والتدخلات الخارجية الأخرى التي لا تود بناء أفغانستان وتطويرها وتقدمها ومعيشة الأفغان فيها بالأمن والسلام، ما تقييمكم بالنسبة لهذه المزاعم؟

الجواب: هذه الحقيقة ثابتة بأن الأفغان قد كبدتهم الحروب الدامية والتي استمرت لأكثر من ثلاثين عاما، وحرمتهم من جميع التسهيلات الحيوية والمعيشية، وكل أسرة أفغانية أصابتها مصائب لا تعد ولا تحصى، ولا ينكر أحد بأن الحرب عنصر منفور وقضية غير محبوبة، لأن الحرب أزمة طاحنة، وهي العامل الرئيسي لإزالة الأمن والسلام والتقدم والتطور…

ولكن علينا أن نفرق بين الحرب والجهاد أو الدفاع عن الوطن، نعم إن الأفغان قد تضايقوا عن الحروب الداخلية وتضجروا عن المنازعات الحزبية ولا يحبونها بأي شكل من الأشكال، ولكن الدفاع عن الوطن والجهاد ضد المحتلين المغتصبين لم يتضايقوا منه بل إن هذا الهدف يعدونه من أصول دينهم ومبادئ عقيدتهم، فهو لا يدعی باسم الحرب المنفورة، بل يعتبرونه في سبيل دفاعهم عن وطنهم جهادا مقدسا، فهو مهما كان متأزما إلا أنه يعدونه مسئولية دينية وتكليفا فرضه الله عليهم.

نعم: إن القيام بالجهاد لإعلاء كلمة الله والدفاع عن المقدسات الإسلامية ليست وظيفة الأفغان فحسب بل هو وظيفة دينية ومن أهم الفروض التي فرضه الله علی الأمة الإسلامية كلها، وأما ما يتعلق بالعوامل الخارجية وتدخلها في استدامة الحرب واستمرارها فواضح مثل الشمس في رابعة النهار،لأن السبب الرئيسي للحرب في أفغانستان هو وجود الاحتلال الأجنبي أصلا، ولا شك أن حياة السلام والرفاهية وتطورها حق كل مسلم، وكل واحد يتمناها، ولكن الأمريكان باعتدائهم الوحشي علی أفغانستان واحتلالهم لهذا البلد المضطهد تسببوا في حرمان شعب أفغانستان المسلم عن هذه المزايا والتمتع بها، وعلی منوال من ذلك فإن هذا الشعب؛ شعب غيور ومحب للسلام والأمن، ولا يحب مساندة الحرب في بلاده مطلقا، إلا أن الدفاع عن الدين والوطن وحفظ المقدسات الإسلامية يعدها من الواجبات اللازمة ولم يتأخر في هذا الركب المبارك عن أي شعب آخر.

الصمود: كما هو معلوم أن ولاية لوجر اشتهرت خلال تاريخها الطويل بمركز العلم وكثرة العلماء والشيوخ، ما التدابير والبرامج التي اخذتموها لتنوير أهالي هذه الولاية وتثقيفهم و تعليمهم وتوعيتهم؟

الجواب: نظرا للإمكانيات الاقتصادية الضئيلة قمنا بأخذ عدد غير قليل من علماء المنطقة ليقوموا بدور أساسي في تنوير أهالي هذه الولاية وتثقيفه فكريا وسياسيا وعلميا، وترويج الأفكار الإسلامية والجهادية أوساطه، وإفهامه عن مخططات الصليبيين التنصيرية والتبشيرية وأفكارهم الهدامة ونظرياتهم المنحرفة، ولهم حلقات خاصة في جميع نواحي الولاية وبواسطتها يديرون برامجهم الدعوية والتثقيفية، ولله الحمد إن لها نتائج إيجابية مثمرة في تنوير أفكار شعب هذه المنطقة وعلی الخصوص الشباب وإننا مطمئنون عنها وراضون عن دعوتهم وقيامهم بهذه الأعمال المشكورة.

 

الصمود: الشيخ الكريم نشكركم علی إعطائكم لنا هذه الفرصة الغالية وأخذ استعدادكم لإلقاء الضوء علی الأسئلة التي طرحنا ها عليكم علی الرغم من كثرة مشاغلكم وزيادة مسئولياتكم فجزا كم الله خير الجزاء ونسأل الله أن يوفقكم في جميع خدماتكم الجهادية ومراميكم الإسلامية وتحقيق أهدافكم الكريمة آمين.

ونحن كذلك نشكركم ونحترم مجهوداتكم المخلصة وجزاكم الله خيرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى