مقالات الأعداد السابقة

الصمود في عامها السابع عشر!

أبوعبدالله البلوشي

 

دخلتْ مجلة الصمود، هذا النجم اللامع في عالم الصحافة، عامها السابع عشر، العام الذي تشهد فيه أكبر حادثة في التاريخ المعاصر، وهو رحيل الاحتلال الأمريكي من أفغانستان، بعد قرابة عقدين من الإجرام والفساد والاحتلال والقصف والتلاعب بمصير شعب مضطهد.

صمدت مجلة الصمود هذه الأعوام الطويلة لتشهد كيف تحقق وعد أمير المؤمنين الملا عمر رحمه الله بالنصر الذي صرّح به لما هددهم الرئيس الأمريكي المتغطرس بوش  بالهزيمة والقتل والسجن والاعتقال.

صمدت مجلة الصمود لتشهد كيف دخلتْ قوات الإمارة الإسلامية التي حاربتها الأمم كلها عن قوس واحدة القصر الرئاسي في كابل، دون أن تراق قطرة دم إنسان، ولا أن تكسر زجاجة، ولا أن تمزق صورة.

صمدت مجلة الصمود لتشاهد ذل العملاء والخونة الذين باعوا وطنهم، لما تعلقوا بالطائرات الأمريكية في مطار كابول، ولما آثر الأمريكيون نقل كلابهم وقططهم عليهم!

صمدت مجلة الصمود لتشهد  كيف أقام جنود الإمارة الإسلامية الأمن في ربوع أفغانستان بأبسط ما عندهم من الآلات والأجهزة والأسباب، بشكل لم يعش فيه الشعب الأفغاني أمنا في أرضه وسمائه كالأمن الذي عاشه بعد رحيل الاحتلال الأمريكي وأذنابه.

صمدت مجلة الصمود لتشاهد عن كثب كيف التزم جنود الإسلام بالعفو العام الذي أعلنه قائدهم وأميرهم عن المجرمين والقتلة الذين ارتكبوا بحقهم أسوأ أنواع الإجرام والخيانة، فسجلوا نماذج رائعة من رحمة هذا الدين ورأفة الإسلام، وشجاعة الشجعان الأبطال المغاوير…

صمدت مجلة الصمود لتشهد كيف حافظ جنود الإمارة على الممتلكات والأموال والأعراض بعد دخولهم مدينة كابول.

صمدت مجلة الصمود لتشاهد كيف حافظت الإمارة الإسلامية على وحدتها وتوادها وتراحمها ونجاحها في بناء الدولة في أسرع وقت ممكن، بينما هناك بلدان لم تنجح في بناء الدولة لعشرات الأشهر..

صمدت مجلة الصمود لتشاهد كيف مدت الإمارة الإسلامية يد التسامح والعلاقات الحسنة مع العالم، والعالم يرفض السلام والتسامح ويحب الإجرام والقهر والضغط وإضاعة حقوق الإنسان.

صمدت مجلة الصمود لتشاهد قرابة ستة أشهر من الحكم للإمارة الإسلامية لم يسجن فيها مواطن بسبب اختلافه في الرأي.

صمدت مجلة الصمود لتشاهد قوة جنود الإمارة الأبطال ومقدرتهم على كظم الغيض، وإعراضهم عن جهالات الجاهلين والجاهلات الذين يحاولون استفزازهم والنيل منهم بالسباب والشتائم.

صمدت مجلة الصمود لتشاهد كيف زالت الرشوة  والمحسوبية من الدوائر والمؤسسات وحلت محلها المصداقية والتفاني، والتيسير على الناس.

صمدت مجلة الصمود برسالتها العظيمة فشهدت انتصار الإمارة الإسلامية في هذا العالم، وشهدت إنجازات عظيمة حققتْها الإمارة -رغم الخزانة الخالية والعقوبات المفروضة عليها- خلال نصف عام لم تحققها الإدارة الفاسدة السابقة في عشرين سنة رغم ما كان عندها من تمويل هائل ودعم مادي متواصل.

صمدت مجلة الصمود سبعة عشر سنة شاهدة على تضحيات المجاهدين وقتالهم، وستصمد في القادم بإذن الله لتكون شاهدة على نجاحهم وإنجازاتهم في إدارة البلد إدارة رشيدة قوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى