مقالات الأعداد السابقة

الطائرات بدون طيّار .. سلاح المجاهدين الجديد

صلاح الدين

نشر المكتب الإعلامي للإمارة الإسلامية إصداراً نوعياً استخدم فيه التصوير عبر الطائرات بدون طيّار لأول مرة، وكان العملاء يرون ذلك حلماً، إلا أن رجال الإمارة الإسلامية الذين لا يدّخرون جهداً لتطوير قدراتهم القتالية والجهادية كان لهم هذا الأمر هدفاً قريب المنال، فقد أعدّوا واستعدّوا لإنجازه، وعندما حلّقت طائرتهم، وصوّرت الهجوم الاستشهادي الذي استهدف مقرّ قيادة أمن مديرية ناوه بولاية هلمند، هزّ هذا التصوير جبروت المعتدين وقلوب المنافقين.

وبعدما نشر المجاهدون إصدارهم الرائع الذي صوروه بطائرة بدون طيار –ولم يكن هذا التصعيد النوعي سوى خياراً استراتيجياً للدفاع عن الحقوق وتحرير الوطن الحبيب من براثن الاحتلال–  ظهر التخبّط والارتباك والفشل لدى العدوّ العميل، لاسيما في وسائل إعلامه، فارتبكوا وارتعدوا ينذرون ويحذّرون في الأنباء من تصاعد قدرات المجاهدين، وتطوّر أسلحتهم وإمكانياتهم.

فمنذ أن احتل الصليبيون بلاد الإسلام، بدأ المجاهدون جهادهم ونضالهم بإمكانيات قليلة وضئيلة، فقاوموا بها الاحتلال. وفي ظل هذه الحرب غير المتكافئة التي خاضها شعبنا المضطهد، كان طبيعياً أن يدخل مرحلة جديدة من مراحل المقاومة وهي حرب العصابات وكذلك الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة التي دوّخت الصليب، كل ذلك لمواجهة عدوّ بغيض احتلّ الأرض واستباح الأعراض. وانطلاقاً من قول الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ) لم يتوقف ابتكار مجاهدي الإمارة الإسلامية عند هذا الحدّ، بل عكفوا على تطوير إمكاناتهم القتالية لمواجهة الترسانة العسكرية (الصهيوصليبية) بهدف حماية أبناء شعبهم والدفاع عن حقوقهم المغتصبة منذ نحو خمسة عشرة عاماً، فصنعوا طائرات بدون طيار للترصّد والتخطيط، تصوّر عملياتهم بوضوح وشفافية وترعب العملاء، مثلما كانت طائرات الصليب تؤذي وتزعج المجاهدين.

وإنّه لشرف عظيم أن يصل الرجال المجاهدون لناصية التطوّر من أجل الجهاد واسترجاع المجد، فهذا والله من شيم الأبطال الذين يقفون بالمرصاد لكل من بغى وتغطرس وتمادى على بلاد المسلمين، ولم يعلم أن الدّماء الشريفة متدفقة ونابضة في شرايين بني الإسلام في كل زمان ومكان.

إن عمل المجاهدين يرتكز بالدرجة الأولى على عمليات الرصد والمتابعة، وجمع المعلومات وتمحيصها، ومن ثم التخطيط للعمليات، لاسيما العمليات الاستشهادية. ودخول الطائرات بدون طيار لمجال الرصد في عمليات المجاهدين يعني زيادة  نسبة نجاح هذه العمليات أكثر فأكثر، بعدما يتقن الاستشهادي الطريق ويتعرف على الحواجز.

بارك الله في سواعدكم المتوضئة أيها الأبطال!

إنّ التطوير والنوعية في وسائل مواجهة العدوّ المعتدي، هي سُنّة بشرية قدّرها الله -عز وجل- وزرعها في الإنسان منذ بدء البشرية للدفاع عن النفس، بل إنّ الأمر يتجاوز ذلك إلى اعتبار أن التسلّح هو من مستلزمات الجهاد الواجب، ولارتباط الواجب بالثواب في حال القيام به،؛ كان التسلح وتطوير السلاح والأجهزة هو طاعة لله يؤجر عليها فاعلها إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى