تحليل الأسبوع

الظلم والهمجية.. سبب انهيار الأنظمة وليس الدعم!

لو طالعنا تاريخ العالم بدقة ودرسنا قوائم المسؤولين البربريين وما ارتبكوه من جرائم وحشية طويلة، سنجد أن الهدف الوحيد لهذه الأنظمة هو أملها في البقاء في السلطة، مع أن أولئك الحكام قد توجهوا، خوفاً من زوال حكمهم، إلى الأعمال اللاإنسانية، ولكنها لم تنجهم من الزوال الحتمي والنتيجة النكراء، بل إن ظلمهم هيأ الأجواء لانهيار أنظمتهم، فانهارت واحدة تلو الأخر فعلاً {تِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} (الكهف- ۵۹(.
الشيوعيون الذين وصولوا إلى سدة الحكم في كابول إثر الثورة العسكرية الدامية في 7 من شهر ثور في العام 1357هـ كانوا يظنون أنهم سيتمكنون، بقتل الأفغان ومضايقتهم والافراط في الوحشية والهمجية ضدهم، من إبقاء نظامهم، وحمايته من الزوال والانهيار. وفي ضوء هذه النظرية، جمعوا مئات الآلاف من المواطنين والوجهاء والعلماء والسادة ومسؤولي العشائر واعتقلوهم في الأيام الأولى من الحكم على البلاد، ومن ثم قتلوهم بوحشية، وألقوا بآلاف الأبرياء خلف القضبان ظلماً، كما وأدوا الآلاف الآخرين ودفنوهم أحياءً. لكن ظلمهم وبربريتهم لم تنفعهم، ولم تقضِ على الخلاف ضد نظريتهم، بل إنها تسببت في انهيار نظامهم وليس تقويته.
فيوم الـ 24 من شهر الحوت يُعدّ يوماً دامياً في تاريخ البشرية، فقد ارتكبت فيه الحكومة الشيوعية مجزرة جماعية وهي مثال حي لظلم الأبرياء وذلك عندما ثار الشعب الأفغاني المسلم الغيور على دينه ووطنه في مدينة هرات في العام 1357هـ حسب التوقيت المحلي ضد الشيوعيين المتمثلين في حزبي (خلق وبرشم)، فثورة مواطني هرات آنذاك مثّلت ضغطاً كبيراً على النظام الشيوعي مما دفعه إلى استخدام القوة وممارسة الظلم ضد الأبرياء حيث راح ضحية جرائمه عشرات الآلاف من المواطنين بين شهيد ومفقود.
ولا شك في أن حادث 24 شهر الحوت هو عنوان لحادثة مأساوية في تاريخ البلاد، ولكن أحداث هذا اليوم أيضاً لعبت دورها في تخليص البلاد، حيث بدأت العمليات الجهادية في جميع البلاد إلى أن انهار نظام الشيوعيين نتيجة بربريتهم ووحشيتهم.
وليست حادثة 24 التاريخية عبرة للأمريكيين المحتلين ولإدارة كابول العميلة فحسب، بل عليهم أن يتفكروا بعمق فيما حققته وحشيتهم وظلمهم خلال الـ 14 عاما الماضية؟ فهل وصلوا لأهدافهم من خلال عمليات القتل والمضايقات والتهجير واستخدام العنف؟
إن عزم الشعب الأفغاني الجهادي وحبه للحرية والاستقرار، أفشل الكثير من خطط المحتلين على الأرض هنا، وقد هربوا بالذل والهوان من أرض الأفغان، فمن الأفضل أن يستغل محتل اليوم الفرصة ويسحب قواته العسكرية المحتلة في أقرب فرصة ممكنة من أرضنا، وأن يضعوا نقطة النهاية للاحتلال ومضايقة شعبنا المظلوم. والله الموفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى