مقالات الأعداد السابقة
العام الهجري الجديد
شعر: أحمد محرم
عامٌ أهاب به الزمان فأقبلا | يُزجي المواكب بالأهلة حُفَّلا |
مَلَكَ الحوادث؛ فهي مِن أجناده | تأتي وتذهب في الممالك جُوَّلا |
آنًا يُهدِّبها الشعوب، وتارة | يَبني لها المُلكَ الأشمَّ الأطوَلا |
يا أيها العام الوليد, أما ترى | أمَّ الكتاب حِيال مَهدِك مُثَّلا |
فزعت إليك تقصُّ مِن أبنائها | ما راع راوية الدهور فأجفَلا |
وتسوق بين يدَيك مِن آمالِها | ما أخلف الزمنُ العسوفُ وعطَّلا |
عبثَت بها الأعوام قبلَك فانجلَت | عن لاعجٍ صدَع القلوب وما انجَلى |
صُنْها عن اليأس المُميت، وكن لها | عامَ الحياة تنَلْ مراتبَها العُلى |
رفعَت على آي الكِتاب بناءَها | زمنًا فهدَّ الهادِمين وزَلزَلا |
أَرِنا كتابك أو فدَعْه محجَّبًا | إنا نراه على المَغيب مؤمَّلا |
هيِّئ مكان النيِّرَين لأمة | أخذت أوائلها المكان الأوَّلا |
لسْنا بني الخُلفاء إن لم نَبنِه | مجدًا على هام النجوم مؤثَّلا |
الله علَّمنا الحياة رشيدة | وأبى علينا أن نضلَّ ونجهَلا |
قل للأُولى جهلوا: اذهبوا بكتابكم | إنا لنتَّبع الكتاب المُنزَلا |
الحق عِصمتُنا نصون سياجَه | بالعلم يمنع أن نُضام ونُخَذلا |
أَعِدِ المناصِل في الغمود بريئة | الحق إن حاربت أَقطَع مُنصَلا |
ودع المعاقل والحصون فلن ترى | كالعِلم حِصنًا للشعوب ومَعقِلا |