العلاقات المزدهرة للإمارة الإسلامية
إن كان قد بدأ مشروع المحادثات بين الأفغان في العاصمة القطرية “الدوحة” من جهة، فإلى جانب ذلك يقوم الوفد السياسي للإمارة الإسلامية بلقاءات مع مسئولين سياسيين لدول مختلفة، وممثلي المنظمات الدولية.
ورغم أن سلسلة العلاقات بين الممثلين السياسيين للإمارة الإسلامية ودول المنطقة والعالم، والزيارات السياسية قد بدأت منذ عدة سنوات، وقام وفد الإمارة الإسلامية بالفعل في هذا الصدد بالسفر إلى عدة دول، وشارك في المؤتمرات والندوات العالمية، وأوصل رسالته المشروعة إلى أذان العالم أجمع، إلا أنه مع بدء المحادثات بين الأفغان قد تَنَشَّطَت سلسلة اللقاءات مرة أخرى.
وإجراء اللقاءات مع ممثلي دول العالم وخاصة الدول الإسلامية أمر في بالغ الأهمية بالنسبة للإمارة الإسلامية؛ وذلك لأن الإمارة الإسلامية قد سُلِب منها الظهور السياسي وجميع الحقوق المشروعة لإفصاح عن موقفها أيام الغزو الأجنبي على أفغانستان قبل 19 عاماً، ولمدة عقد ونصفه كانت المحطات الإعلامية العالمية مشغولة في الدعاية ضد الإمارة الإسلامية، وترويج الأكاذيب المتنوعة خلافها، ونشر المعلومات الخاطئة والمحرفة عنها.
وهذه الدعايات والتبليغات الانحيازية ضد الإمارة الإسلامية قد شوشت على أذهان الكثيرين، حتى أن مجتمعات العالم الإسلامي والشخصيات الإسلامية البارزة كانت تعتبر الإمارة الإسلامية جماعة باغية وغير قانونية، في حين أن الإمارة الإسلامية هي القوة الممثلة للشعب الأفغاني المجاهد، وتمثل أمنيات شعب بأسره.
وقبل بضعة أيام عندما التقى وفد الإمارة الإسلامية برئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأعضائه، فإننا يمكننا القول بيقين بأن أكثر التساؤلات والإشكالات التي كانت تتراود أذهان علماء العالم الإسلامي تجاه الإمارة الإسلامية طيلة العقدين الماضيين قد أجيب عنها وزال إشكالها.
فإن أجواء اللقاء الذي كان يسوده الود والإخلاص كان شاهداً على أن الإمارة الإسلامية لا تعتقد ما يثير قلق مسلمي العالم والمجتمعات العلمية، وإنما المشكلة الوحيدة هي وجود سد كبير من المفاهيم والدعايات الخاطئة بين مجتمعات العالم الإسلامي وبين الإمارة الإسلامية، وإذا تم إزالة هذا السد عن طريق اللقاءات المباشرة فسيزول معها تلك النظريات الخاطئة التي ترسخت في أذهان هذه المجتمعات تجاه الإمارة الإسلامية.
ونظراً إلى ذلك، فإن هذه الفرصة سانحة يجب على الطرفين انتهازها، وعلى الإمارة الإسلامية أن توصل رسالتها المشروعة إلى كل بقاع ومجتمعات العالم، وفي المقابل على دول العالم، والمنظمات المختلفة، وخاصة المؤسسات العلمية التي تسعى إلى اتحاد المسلمين ورقيهم، أن تكون لها علاقات مباشرة ودائمة مع الإمارة الإسلامية، وأن تقدم لها الآراء المشورات النافعة، وأن تقوم بنقد تصرفات الإمارة الإسلامية بود وإخلاص، وأن تساعدها بصدق في القضاء على الأزمات وحل المشكلات.