تحليل الأسبوع
العمليات العسكرية في الشتاء القارص وعملية الصلح اليتيمة !!
المواطنون والعالم يعلمون أن قوات الاحتلال وإدارة كابول ذات الرأسين بدأوا يتغنّون بشعارات الصلح الكاذبة، وليس هدف تلك الجهود المبذولة الصلح، بل هي لهدف قذر مشترك بغية تمديد فترة الاحتلال ومواصلة الحرب القاتلة خلافاً لآمال الشعب.
ويمكن تلخيص جهود المحتلين وعملاء الاحتلال المبذولة للحيلولة دون الصلح في الوقت الراهن -ليعرف الجميع شكل العدو الحقيقي- فيما يلي:
إن إرسال قوات أمريكية جديدة إلى الخطوط الأمامية للقتال؛ يعتبر أكبر عقبة في طريق الصلح، وهو ما يتعمّد العدو فعله. ومن جانب آخر، نعلم جميعاً أن معظم المناطق الأفغانية تكون في فصل الشتاء باردة للغاية؛ ولذا كان هناك في السنوات القليلة الماضية وقف إطلاق النار، غیر الإرادي، في فصل الشتاء، وكان المواطنون يبقون في منازلهم الطينية، ولكن ما الذي يجري في فصل الشتاء الحالي من قبل العدو المحتل والعميل؟
تعالوا تفقدوا معنا أوضاع المواطنين في إقليمي جوزجان وفارياب الواقعين في الشمال الأفغاني حيث تدور رحى الحرب والمواجهات التي شنتها قوات ومليشيات دوستم الوحشية وبدعم من المحتلين ضد المواطنين. وفي ولايتي قندوز وتخار في أقصى شمال شرق البلاد يعاني المواطنون نساءً وأطفالاً ويكتوون بنار الحرب حيث تسير عملية التطهير العرقية على قدم وساق هناك. أما في ولايات هلمند وكنر وننجرهار فإن الحالة الحربية الدائرة هناك لا تُحتمل، ومن أراد التفاصيل فليراجع موقع وزارة دفاع الحكومة الأفغانية على الانترنت، ليطالع خسائر عامة المدنيين وقتلهم تحت غطاء العمليات التمشيطية. وعلى سبيل المثال كُتب في تقريرها الصادر في العاشر من شهر (الحوت) الماضي ما يلي: في مناطق مختلفة من البلاد، تم تنفيذ عمليات تمشيطية، وفي الساعات الأربع والعشرين الأخيرة قُتل أكثر من 57 شخصاً في العمليات المشتركة، وأصيب 19 آخرون بجروح. وقتل 30 شخصاً في مناطق تابعة لمديرية بشتونكوت بولاية فارياب…. وقتل خمسة أشخاص في منطقة دشت ارتشي بولاية قندوز. وقتل ثلاثة أشخاص في منطقة تشارشينو بولاية أرزكان، وفي ولاية بغلان قتل 22 شخصاً في منطقة دند غوري. وفي منطقة خاکریز بولاية قندهار، وفي منطقة أتشين بولاية ننجرهار قتل ثلاثة أشخاص.
المحتلون الذين أقسموا على أنهم أعداء ثبات الشعب الأفغاني وازدهار أفغانستان، لا يتحمّلون أن يعيش الأفغان في أجواء الوحدة والأخوة والثبات والأمن، وأن يكون لهم نظام إسلامي مستقل ومتحد؛ ولهذا السبب، كلَّما لاحت أضواء الصلح في أفق أفغانستان، عملوا على عرقلتها وأبطلوا عملية الصلح من أساسها. ولكن -ولله الحمد- كُشفت تلك الحقيقة للعالم التي تقول إن الأفغان يريدون الصلح والثبات في بلادهم، وكما يعلم الجميع أن هذا الشعب قد تعب من الحرب التي حملت على عاتقه، وهم منشغلون حالياً بمباحثات التصالح المعلنة والسرية هنا وهناك في الداخل والخارج، والشعب في جميع البلاد ينتظر لحظات الأمن والصلح والثبات، وقدوم النظام الإسلامي. والله الموفق.