کلمة اليوم

العملية النّوعية التي دوّخت الصليبيين

 

وفي يوم السبت شنّ أحد أبطال الإمارة الإسلامية (الحافظ محمد البرواني) عملية استشهادية على الجنود المحتلين في قلب قاعدة باجرام الجوية، أكبر قاعدة للاحتلال في البلاد، فأقضّ مضاجع المحتلين ودوّخهم مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الجنرالات الأمريكيين -ولله الحمد-، وقد اعترف الاحتلال بمقتل 4 أمريكيين وإصابة 16 آخرين، إلا أنّ الأخبار الموثوقة بها تحكي عن هلاك 23 علج كافر وجرح 44 آخرين.

وكما أنّ المحتلين ديدنهم التعتيم والتكتيم اعترفوا بقليل من الخسائر التي كبدوها خلال هذه العميلة النوعية البطولية إلا أنّ واقع الأمر يكذّبهم، وكانت هذه العملية البطولية صفعة قوية على وجه الاحتلال، حتى أنها اضطرت أمريكا إلى إغلاق سفارتها في كابول وأغلقت هذه القاعدة على وجوه العمّال، ودقوا جرس الخطر لأتباعهم في أفغانستان وحذّروهم  كي لايخرجوا من قواعدهم المحصّنة أصلاً، ومنع الأمريكان مواطنيهم عن السفر إلى أفغانستان.

وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون : ” لن نتخلى عن مهمتنا بحماية بلادنا ومساعدة أفغانستان في تأمين مستقبلها”.

وكذلك أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى هذه العملية النوعية بأنّ هذه الهجوم الدامي في قلب قاعدة باغرام الجوية أذهل الجميع، وتقول الصحيفة: هذه المرة الثانية حيث تستهدف هذه القاعدة بهذا النمط، وتنقل الصحيفة من أحد العمال الذين يعملون في هذه القاعدة بأنّ الإجراءات الأمنية شديدة في هذه القاعدة ولايدري كيف تسرّب هذا الاستشهادي بسترته داخل القاعدة.

فهذا الهجوم النوعي في أحصن قواعد الاحتلال إن دل على شيء إنما يدل على مدى نفوذ المجاهدين في صفوف العدوّ، فاستطاع المجاهدون الأبطال أن يستهدفوا العدوّ بإتقان ومهارة ويفضحوا العدوّ الجبان ويدوّخوهم.

فعلى المجاهدين أن يركزوا أكثر من هذا على مثل هذه العمليات البطولية والنّوعية، لأنّ جنود العدوّ الجبان منذ فترة آووا وتقوقعوا بأنفسهم داخل القواعد المحصّنة، فليستهدفوهم في أوكارهم بهجمات ضارية باسلة أخرى.

وإنّ عملية باغرام الأخيرة كانت رسالة واضحة للرئيس الأمريكي الجديد كي لايخطو خطوات الرئاسات الخاطئة المنصرمة، فليعد ما تبقى من جنوده إلى بلادهم بلا شروط كي يوقف استنزاف جنوده من ناحية ومن جانب آخر كي ينجو أطفال أفغانستان ونساءها من براثن هؤلاء السفاحين ومظالمهم.

ولو خطى رئيس البيت الأبيض الجديد على خطى بوش وأوباما، فلامحالة أنهم يستهدفون دوماً بمثل هذه الهجمات النوعية والدامية بل سيكون المستقبل عليهم أدهى أمر، وأنكى وأضرّ، ولاينسوا المثل السائر: بأنّ “أفغانستان مقبرة للغزاة والمحتلين”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى