
القصر الرئاسي وإدارة الإرهاب
مع دخول أشرف غني إلى القصر الرئاسي، كما تم تقييد حرية التعبير، كذلك بدأت سلسلة غامضة من اغتيال ناشطي السلام، والمحللين السياسيين، والكتاب، وعلماء الدين، وشيوخ القبائل، وهُدد العديد من الباحثين والكتاب والشخصيات المؤثرة من قبل ما تسمى بوكالة الأمن القومي، وتم القبض على بعضهم، وأُجبر آخرون على مغادرة البلاد.
مع بدء المفاوضات بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة، أصبحت سلسلة الاغتيالات أكثر انتشارًا ودموية، فقتل نشطاء سلام وشخصيات سياسية بالدم البارد في وضح النهار في قلب كابل، وتم القبض على الجناة مع آلة القتل، لكن تم إطلاق سراحهم في اليوم التالي. ووقعت انفجارات مخططة في المساجد والجنائز، وقُتل إمامي مساجد وزير أكبر خان ومساجد شير شاه سوري، وغيرهم من علماء الدين والشخصيات المؤثرة و…
وقبل فترة، اعتقلت الجنة المخابرات التابعة للإمارة الإسلامية اثنين من عناصر تنظيم داعش على طريق “كابول ـ لوجر” السريع، فاعترفا بأنهما يعملان تحت قيادة (رحمت الله نبيل) مدير المخابرات السابق بالإدارة العميلة، حيث يزودهما بالأسلحة والمال ويحدد لهما الأهداف.
واعترفا على أنهما هاجما على المحللَين السياسيَين (وحيد مزدة وحسن حقيار) وذكرا أهدافًا وأفرادًا آخرين تم تحديدهم للقضاء عليهم. لم تكن اعترافات هؤلاء الاثنين من عناصر داعش مجرد مزاعم لا أساس لها، بل كانت لديهما وثائق وأدلة مهمة للغاية حينما تم القبض عليهما من قبل مخابرات الإمارة الإسلامية.
كما فضح موظف استخباراتي سابق في نظام كابل (حسيب قواي مركز) إدارة الأمن الوطني(NDS) أنها قدمت له خطط اغتيال العديد من علماء الدين البارزين والشخصيات السياسية في كابل، في مقابل مكافأة مالية قدرها 2,500,000 مليونين ونصف المليون “أفغانية” على قتل كل واحد منهم، وذكر حسيب جميع تفاصيل الموضوع في مقطع فيديو، وذكر أيضًا أسماء الأشخاص المشاركين في العملية والمواقع المستهدفة.
واستناداً إلى معلومات موثوقة ودقيقة، فإن نظام كابل أنشأ قسمًا خاصًا بعمليات الاغتيال في الفرع رقم “241” بوكالة اللأمن القومي (NDS)، وتم تكليفها باغتيال علماء الدين والباحثين والسياسيين، والشخصيات المؤثرة، وأصحاب الضمائر المناهضين للاحتلال. وفي أيام حكم الدكتور نجيب “القاتل المحترف للشعب الأفغاني” كان القسم نفسه نشطاً في الفرع رقم “241”، ومن خلاله تم اغتيال عددًا لا يحصى من نُخَب هذا الوطن وأبنائه.
لقد أصدرت لجنة المخابرات بالإمارة الإسلامية يوم أمس بيانا صحفيا أبلغت فيه شخصيات سياسية وأكاديمية ونشطاء سلام عن سوء قصد إدارة كابل، والتفعيل المجدد لقسم الاغتيالات في الفرع رقم “241” من قبل وكالة المخابرات، وأوصتهم بتوخي الحذر، والاخذ بالحيطة، والاهتمام بأمن وسلامة أنفسهم.
يجب على القصر الرئاسي، الذي يدعي الوعي السياسي والحس الوطني، أن يدرك أنه لا يمكن أن ينتصر بواسطة الاغتيالات والترويع، بل إن ذلك سيدفعهم نحو شفا الانهيار، وسيقربهم من حافة الهلاك. ويجب على المفكِّر -المزعوم- أن يتعظ من النهایات المأساوية للأنظمة الشيوعية من (تركي إلى نجيب)، وأن لا يستمر في الحرب والاغتيالات ومعاداة السلام.
كما يجب على منظمات وناشطي حقوق الإنسان أن يعاملوا قضية الاغتيالات هذه بجدية، وأن يقفوا في وجهها ويسدوا طريقها، ويجب أن تجري تحقيقات دقيقة وجادة في قضايا الاغتيالات والتفجيرات في الأماكن العامة التي وقعت خلال الأشهر الماضية، حتى يلقى مرتكبوها جزاء أعمالهم الوخيمة.