الكتاب الخالد في حياتنا
أبو فلاح
قبل أیام، أشعلت حادثة حرق نسخة من القرآن الکریم في العاصمة السویدیة ”ستوکهولم” غضبًا في أوساط المسلمین، وتسببت بإدانات في أصقاع العالم، وهو عمل استفزازي لمشاعر ملیار ونصف ملیار مسلم! لم تکن واقعة کهذه هي الأولی بالنسبة إلی التاریخ، ولن تکون الأخیرة أیضًا، بل العدوّ دائمًا یخطط لهزیمتنا ویفکر في أسالیب إذلالنا بزعمهم.
إن الحرب دائرة في کل لحظة بین المسلمین وغیرهم من حماة الباطل، ولن تتوقف مادامت العروق تنبض، ومادامت الدماء تجري في جسد مسلم، ویبقى النضال سجالًا إلی یوم الساعة؛ وهذا یعني أن العدوّ دائمًا یشحذ السیوف، ویُحدّ السکاکین، ویستخدم الأقلام والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ضدنا، وینصب الکمائن لنا.
فکل ما يجري یومیًا في أوروبا ودول الغرب والشرق من إحراق المصاحف، والضغوط الواقعة علی المسلمین، والاستهزاء بدين الإسلام، یحمل رسالة إلی المسلمین کافة؛ سواء مَن یحمل السلاح ضدهم، ویعیش في الکهوف والغابات، أو مَن یعيش في المجتمع ويكتفي بالصلاة في المسجد، هذه الرسالة للجميع، والرسالةُ أن قوات الكفر والطغيان علی عتبات بلادنا، ولن تتوقف حتی تزهق آخر روح من شباب المسلمین، وتريق آخر قطرة من دمائهم!
ومستحيل أن ننسى ما حدث في الآونة الأخیرة في الدنمارك، والسوید، من إحراق المصاحف والاستهزاء بالدین، ولم نسمع أحدًا من زعماء أوروبا يدين هذه الجريمة، وكذلك لم نسمع بعضًا من زعماء المسلمین يدين هذا العمل الإجرامي؛ خوفًا من أسيادهم، وخوفًا على كراسيهم التي استولوا عليها بعد أن فقدوا الغيرة ومات الضمير في صدورهم.
ولم نسمع أي إدانة من المجتمع الدولي الذي يقوده النصارى واليهود وغيرهم من أعداء الإسلام، کما لم نسمع أي إدانة للهجمات ضد المسلمين المستضعفين في البلاد الإسلامية.
ولماذا یُحرق القرآن الکریم؟
إن القرآن الکریم کتاب نزل حتی یعلّم الناس ويقودهم نحو الخير والسعادة، ونحو النجاة والنجاح، لکن أعداء الإسلام لا یتحملون ذلك، يأبون إلا إهانته وإحراقه، هذا یدل على أن أتباع الباطل انهزموا، وهذه علامات النصر، وتباشیر الخیر بالنسبة للمسلمین. إن هذه الجرائم تثیر غضبهم، وتوقظهم من نوم الغفلة وتحرضهم على التوحد من جديد، وتحذرهم من التفرق والاختلاف.
إن ما وقع من إحراق القرآن مؤخراً علی ید زعیم حزب (الخط المتشدد) الدنمارکي الیمینی المتطرف؛ راسموس بالودان تحت حمایة الشرطة التي حمته ولم تسمح لأحد أن يقترب منه أثناء ارتکابه الجریمة، لا یمثل نظرته الفردیة؛ بل هي نظرية الكفر عن الإسلام ومقدساته، إنها جريمة ارتکبها قبل ذلك جنود الصليب في أفغانستان والعراق، وسائر البلاد التي وضعوا أقدامهم فيها علی مدی التاریخ، وحاولوا کثیرا حتی لا تبقی نسخة واحدة من القرآن الكريم علی وجه الأرض؛ لکن رغم هذه الإهانات، لا یزال ضوء القرآن منتشرا في العالم، لن يستطيع أحد أن یأخذه منا، ويخرجه من قلوبنا، العقيدة الإسلامية باقية مادام المسلمون أحياء وديننا خالد بخلود القرآن.