تحليل الأسبوع

الكوارث الطبيعية، وضرورة المواساة

قبل بضعة أيام، خرجت فيضانات وسيول عارمة نتيجة الأمطار الموسمية الغزيرة التي شهدتها عدة ولايات في البلد، حيث أودت بحياة المواطنين، وألحقت بهم خسائر وأضرار مادية كبيرة، وقد خرجت هذه السيول والفيضانات في 13 ولاية، لكن أكثر الولايات تضرراً هي: (بروان، وكابل، وبكتيا، وبنجشير، وميدان وردك، وكابيسا، وننجرهار).

وتشير الإحصائيات والأرقام الأخيرة بأن عدد ضحايا هذه السيول العارمة قد بلغت المئات، كما أن معظم المنازل، والمحلات، والمزارع والحقول إما هدمت وفسدت بشكل كامل، أو لقيت أضراراً كبيرة، وتقع هذه المأساة في حين قد تضرر الشعب كثيراً بسبب جائحة كورونا، كما أن الاحتلال المستمر ونهب الثروات من قبل الحكام الفاسدين أيضاً قد لعب دوراً كبيراً في زيادة نسبة الفقر بين المواطنين.

تتمحور تصرفات إدارة كابل في مواجهة هذه الكارثة إلى حد كبير بالدعاية والشكليات فقط، فإن المسئولين الفاسدين لطالما بحثوا عن مصالحهم الشخصية في اللحظات العسيرة التي يعيشها الشعب، وسرقوا الأموال التي جاءت باسم الشعب، ولا أحد يستطيع أن يثق بهم في الكارثة والأزمة الحالية.

وإمارة أفغانستان الإسلامية إضافة على إظهار التعاطف والمواساة مع المتضررين، طالبت مجاهديها بالتوثب والنفير نحو مساعدة المتضررين بكل ما أوتوا من قوة وإمكانيات، وأن يوفروا لهم ضروريات العيش الأولية، والمساعدات الصحية، وأن يساهموا في إيصال المساعدات إليهم، ويساعدوهم في بناء ما يأويهم ويحتويهم،

ومن الناحية المحلية، يتوجب على السكان المحليين أن يستشعروا الأخوة الإنسانية والإسلامية، وأن يقدموا المساعدات المادية والبشرية لإخوانهم المتضررين، وعلى الشعب ألا يعلق آماله بمساعدات المؤسسات الخيرية وألا يجلسوا في انتظارها، بل عليهم أن يواجهوا الواقع بأنفسهم، فكما أنهم أكثر الناس إدراكاً لألم هذه المأساة،

فإنهم كذلك أكثرهم تأثيراً في مساعدة إخوانهم المتضررين، وكما أن النفير من أجل مساعدة المتضررين من الأفضل الأعمال وأعظمها أجراً وثواباً، فإنه كذلك يقوي أواصر الأخوة والاتفاق والاتحاد بين الناس، وينفث روح الصمود والمقاومة في وجه هذه الكوارث والأزمات.

كما تنادي إمارة أفغانستان الإسلامية الجمعيات الإغاثية والمؤسسات الخيرية بأن يهتموا بإغاثة المتضررين من مواطنينا كاهتمامهم بإغاثة المتضررين في بقية أنحاء العالم، وقيامهم بالحملات والفعاليات الإغاثية الضخمة.

وعلى المؤسسات الإغاثية أن يركزا على الجانب العملي بدلاً من الشكليات والإحصائيات الإعلامية الفارغة، لأن جراح المتضررين لا تداويها إلى المساعدات العملية، والإمارة الإسلامية تعلن استعدادها التام للتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الإغاثية، ولن تتوان في بذل أي جهد في سبيل إيصال المساعدات إلى المتضررين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى