
المجاهدون أشد الناس على الكافرين أرحمهم بالمؤمنين
إن الجهاد في الإسلام ليس مجرد قتل وقتال وسفك للدماء، بل هي عبادة تنضبط بضوابط وتتقيد بثوابت مستمدة من الكتاب والسنة، وإن المجاهد في الإسلام لم يُترك سدى لا يؤمر ولا يُنهى ولا يحاسب ولا يعاقب.
وحاشا لمؤمن مجاهد في سبيل الله أن يكون متهاونا في أمر الدماء، كيف وهو ما خرج من بيته إلا نصرة للإسلام وأهله، وحاشا لمجاهد في سبيل الله أن يستهدف الأبرياء الذين ما نفر إلا لنجدتهم. فإن من أهم المقاصد التي شُرِع لأجلها الجهاد في سبيل الله الدفاع عن المسلمين المستضعفين، قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }(النساء75).
إن الفارق بيننا وبين أعدائنا في القتال هو كالفرق بين الثرى والثريا:
فنحن كمسلمون مكلفون بأوامر الشرع، فلا نقاتل بأسلوب عشوائي، بل يجب علينا أن نميز الدم الحرام من الدم الحلال، وإن الله سبحانه وتعالى فرض علينا التثبت والتبيّن قال جل في علاه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (النساء94).
وأما أعداءنا الكفار اليوم فإنهم لا يدينون بدين، ولا يتخلقون بأخلاق، ولايراعون حتى قوانينهم الوضعية في الحروب، بل يقاتلون باسلوب همجي وعشوائي، وإن سلاحهم بلا عيون يبيدون قرى وبيوتا بأكملها لأجل قتل مجاهد واحد، ويتلذّذون بقتل الأبرياء وسفك دمائهم. والمجازر والإبادات الجماعية التي ارتكبتها أمريكا وحلفاءها في أفغانستان والعراق خير دليل على كلامنا هذا.
ولا يخفى على مسلم ما جاء في ديننا الحنيف من الوعيد الشديد والتهديد الأكيد على من قتل نفساً بغير حق، ولكن للأسف الشديد تجد بعض الناس يحاججونك في هذا الأمر ويتبجحون بأن مصطلح “المدنيين” لا يوجد في الشريعة الإسلامية.
وأقول لهؤلاء هب أن مصطلح “المدنيين” لا يوجد في الشريعة الإسلامية، ألا يوجد إصطلاح “الدم الحرام والنفس المعصومة” ولا نعني بالمدنيين إلا هذا.
فإياك أخي المجاهد أن تلطخ يدك بالدم الحرام، إياك أن تعصي ربك، إياك أن تخرج نفسك من فسحة وسعة تستحق فيها رحمة ربك، إياك أن تشوّه الجهاد والإسلام، إياك أن تحول دون استمرار عجلة الجهاد في سبيل الله، إياك إياك أخي المجاهد أن تنتهج نفس الاسلوب الذي يسلكه أعداء الإسلام.
أخي المجاهد إنك تدافع عن الأمة وتضحي لأجلها فإياك أن تصبح متغطرساً متكبراً متسلطاً عليها، إياك إياك أن تهمل آداب حمل السلاح لتحملها على المسلمين دون الكافرين.
إننا في حالة استضعاف وقلة، وعلينا أن نجلب تعاطف المسلمين، ونكسب عقول الناس وقلوبهم، وندعوهم برفق ولين، ونحرضهم على الجهاد في سبيل الله، وعلينا أن نحرص على أن لا يصيب الأبرياء أي أذى بسبب المجاهدين، فإن بهم ما يكفيهم من الأذى الذي يلاقونه من أعداء الإسلام.
أخي المجاهد يجب أن يكون جهادك على بصيرة، واعلم أنه إن كان من صفات المجاهد في سبيل الله الشدة على أعداء الله، فإن من صفاته الذلة على المؤمنين أيضاً، وإن كان قتل من أمر الله بقتله من أعظم القربات، فإن سفك الدم الحرام من أكبر الكبائر.
أخي المجاهد لقد عشنا تجربة حية، فإن الذين كانوا يتهاونون في أمر الدماء ويصدرون الفتاوى بغير تأنٍ وتروٍ متذرعين بحججٍ واهية وكانوا يكفّرون المسلمين ويجترِؤون على قتلهم إبان الاحتلال السوفيتي، وقفوا اليوم في صف الصليبيين وصاروا من الموالين لليهود والنصارى.
إن مشايخ الجهاد وعلماء المجاهدين كانوا من أشد الناس حرصاً على حفظ أرواح الأبرياء وأموالهم، ومن تتبع كتب وكلمات الشيخ عبد الله عزام، والشيخ أسامة، والشيخ عطية الله الليبي، والشيخ أبي يحيى الليبي، والشيخ عبد الله العدم، والشيخ حارث النظاري وغيرهم رحمهم الله رحمة واسعة وجد فيها حظاً وافراً حول هذا الأمر العظيم الذي أصبح بعض الناس يتهاونون فيه اليوم.
إن نشاطات الإمارة الإسلامية الجهادية أكثر تنسيقاً وتنظيماً بالنسبة للحركات الجهادية الأخرى. إنها لم تلقِ الحبل على غارب مجاهديها ليقتلوا من يشاؤون، ويؤذوا من يريدون، بل إن أعمالهم الجهادية لابد وأن توافق اللائحة الجهادية التي رتبتها الإمارة الإسلامية في ضوء تعاليم دين الإسلام، ولا يكاد يصدر بيان من بياناتها إلا ويؤكد على سلامة أرواح الأبرياء وممتلكاتهم.
إن الإمارة الإسلامية لم تكتفِ في هذا المجال على البيانات فقط، بل إنها أثبتت بفعالها أنها حريصة كل الحرص على حماية دماء عامة المسلمين، وقد أنشأت إدارة خاصة لمنع إلحاق الخسائر بالمدنيين، كما قامت بمحاسبة ومعاقبة كل مجاهد ثبت تورطه في هذه الجريمة.
وفي الختام أناشدك مرة أخرى أخي المجاهد! إياك أن تساعد الإعلام الكافر الخبيث وذلك بأن تتهاون بالدماء فتقدم المواد الإعلامية الخامة لأعداء الله، يلوكونها ليلاً ونهاراً للنيل من المجاهدين وتشويه سمعة الجهاد في سبيل الله.