
المجاهدون یضیّقون الخناق علی العدوّ في (بامیان)
ولایة (بامیان) من الولایات الوسطیة في أفغانستان، وقد أحاطتها عدّة ولایات وسطیة أخری مثل ( بروان) و(بغلان) و(سمنگان) و(سرپل) و(غور) و(دایكندي) و(غزني) وولایة (میدان وردگ) .
تبلغ مساحة هذه الولایة إلی 17414 كیلومتراً مربعاً، ویقدّر عدد سكانها بحدود (250) ألف نسمة.
تنقسم هذه الولایة إلی سبع مدیریات وهي (شیبر) و(كهمرد) و(سیغان) و(پنجاب) و(ورس) و(یكاولنگ)، ومركزها مدینة (بامیان)، معظم ساحات هذه الولایة جبلیة، ویُعتبر سكانها من أفقر سكان أفغانستان، وینتقرون إلی أبسط وسائل المعیشة.
ینتمي معظم سكان (بامیان) إلی قومیة (الهزارة) وهم من الشیعة الإثني عشریة، ویسكن بعض (أهل السنة) من (البشتون) و(الطاجیك) في مدیریات (كهمرد) و(شیبر) و(سیغان) وهم یشكلون 15% من سكان هذه الولایة.
مع أن ولایة بامیان كانت من مراكز المقاومة أیام الاحتلال الروسي، ولكنّها لم تكتسب هذه المكانة في الجهاد ضدّ الاحتلال الأمریكي لوقوف الأحزاب الشیعیة قاطبة إلی جانب المحتلین الصلیبیین.
أمّا الجنود الصلیبیون المتواجدون في هذه الولایة فهم من دولة (زیلاند الجدیدة) ولهم مراكز في مركز (بامیان) ومدیریة (كهمرد).
في السنوات الأولی من الاحتلال الأمریكي لم تكن هناك أیة مقاومة ضدّ المحتلین في هذه الولایة، إلاّ أنّ المجاهدین مدّوا مقاومتهم الجهادیة في السنوات الثلاثة الأخیرة ضدّ المحتلین وعملائهم في المدیریات التي یسكنها أهل السنة وهي: (سیغان) و(كهمرد) و(شیبر) ویلحقون فیها بهم الخسائر الكبیرة.
یقول مسئولو المجاهدین في ولایة بامیان بأنّ المجاهدین في الشهرین الأخیرین قاموا بأربع عشرة عملیة ناجحة ضدّ العدوّ ضمن سلسلة عملیات(الفاروق)، وألحقوا فیها بالعدوّ الخارجي والداخلي خسائر في الأرواح والعتاد.
في بدایة شهر أغسطس من هذا العام 2012 أراد الصلیبیون وعملاؤهم أن یقوموا بغارة مفاجئة علی بیت أحد مسئولي المجاهدین للقبض علیه في منطقة (باغكه) من وادي(شكاري) بمدیریة (شیبر)، ولكن حین وصلت قوّات العدوّ إلی المنطقة تنبّه إلیهم المجاهدون وقاوموها مقاومة عنیفة، وقتلوا العشرات من القوات الداخلیة وجنود دولة (زیلاند الجدیدة)، وقد اعترفت حكومة زیلاند الجدیدة بمقتل أربعة من جنودها وجرح ستة آخرین منهم .
وبعد ذلك قام المجاهدون بتاریخ 19 أغسطس بالهجوم علی مركز المحتلّین في منطقة (دوآب میخ زرین) وأحرقوا خلال المعركة دبابة وقتلوا وجرحوا فیها سبعة جنود زیلاندیین. وبعد هذا الهجوم بیوم واحد فجّر المجاهدون مدرّعة للجنود النيوزيلنديين وقتلوا فیها سبعة منهم .
وقد ألجأت هجمات المجاهدین المؤثّرة والمتتالیة حكومة زیلاند الجدیدة إلی اتّخاذ القرار بسحب قواتها من أفغانستان إلی منتصف العام القادم وهو قبل الموعد المعیّن سابقاً . لأنّ جنودها تحملت الخسائر الكبیرة في (بامیان).
إنّ المجاهدین الآن لهم حضور فعّال ومؤثّر في مدیریات (كهمرد) و(سیغان) و(شیبر) ولهم شعبیة كبیرة وقویة بین الناس، ویذهبون إلی العملیات بأعداد كبیرة، ویقومون بنصب الكمائن والهجمات التفجیریة علی دبابات العدوّ ووسائل نقله الأخرى.
أمّا خسائر المجاهدین فلیست هناك في هذه السنة خسائر في صفوف المجاهدین سوی إصابة مجاهد واحد فقط.
وبالإضافة إلی العملیات العسكریة للمجاهدین في داخل بامیان فإنّهم في معظم الأحیان یسیطرون علی الطرق الرئیسیة المؤدّیة إلی هذه الولایة أیضا، ولا یمكن للعدوّ أن یستخدم تلك الطرق للمواصلات كما كان یفعل سابقاً.
هناك ثلاث طرق رئیسة توصل ولایة (بامیان) بالعاصمة وببقیة المدن في البلد وهي طریق (ولایة بروان) التي یتحكم فیها المجاهدون في (غوربند) و(شیبر)، وطریق (ولایة بغلان) التي یتحكمون فیها في منطقتي (تاله وبرفك) و(دوآب میخ زرین)، وطریق (ولایة میدان) التي یتحكمون فیها في مدیریة (جلریز) من ولایة (میدان وردگ).
وهكذا یضیّق المجاهدون الخناق علی القوات الأجنبیة وعملائها بإغلاق الطرق أمام قوافل الإمداد والتموین لتلك القوات.
یقول المجاهدون في (بامیان) بأن هذه الولایة التي كانت یعتبرها المحتلّون والغربیون منتزهاً ومرتعاً مفتوحاً لهم، صارت طرق الوصول إلیها الآن تحت مراقبة المجاهدین، وهكذا أغلق المجاهدون طرق الوصول إلی هذه الولایة أمام المؤسسات التنصیریة والمؤسسات الغربیة التي تعمل في مجال الحرب الفكریة ومحاربة المجتمع الأفغاني سیاسیاً واجتماعیاً وخُلقیاً تحت غطاء السیاحة والترفیه والخدمات الإغاثیة المشبوهة .