
المجلس التشاوري للسلام أم لاستمرار الحرب؟
أشاعت إدارة كابل خبر انعقاد اجتماع كبير تحت عنوان “المجلس التشاوري للسلام” في نهاية شهر إبريل الجاري في العاصمة كابل، حيث سيضم هذا الاجتماع ما يقارب ألفين من المشاركين.
إن مجلس الأعيان (لويه جرغه) له مكانة خاصة في تاريخ أفغانستان، لكن من المؤسف أن مصطلح “لويه جرغه” مثل باقي القيم التاريخية تم استغلاله طيلة السنوات السبعة عشر الماضية لتحقيق الأهداف المشؤومة للمحتلين وعملائهم، واستفيد منه ضد مصالح ومطالب الشعب المؤمن.
ومن الناحية التاريخية، فإن مجلس الأعيان “لويه جرغه” دائماً كان يُعقد من قبل الشعب، وكان يُتخذ فيها قرارات حول استقلال البلد وإعلان الجهاد ضد المحتلين الغزاة، لكن جميع المجالس التي كانت تعقد تحت مسمى مجلس الأعيان خلال سنوات الاحتلال الماضية كان تهدف إلى إبقاء الاحتلال الجائر، وتحقيق مصالح المحتلين، واتخاذ جبهة ضد المجاهدين الربانيين والمناضلين الأبطال.
إن المجالس المنعقدة خلال فترة الاحتلال لم تكن فاسدة من ناحية أهدافها ومحتواها فحسب؛ بل كانت نتائجها سلبية دائماً، فإننا نتذكر عددا من المجالس والإجتماعات التي انعقدت خلال السنوات الأخيرة تحت عنوان
ونظراً لهذه الحقائق فإن انعقاد مجالس الأعيان “لويه جركه” من قبل إدارة أشرف غني المتهاوية هي تكرار لتلك التجارب الفاشلة التي لن تجن سوى انشغال وسائل الإعلام لبضعة أيام، والدعايات الكاذبة، وهدر مئات الملايين من الأموال واختلاسها، ولن يكون لها أية نتائج لتحقيق الصلح والسلام.
إن حاكم القصر الرئاسي يقف في مقابلة الشعب بأسره في موضوع الصلح، فإن الغارات الجوية الأخيرة وقتل الأبرياء ومحاولات استمرار الاحتلال قد ضررت موقفه بين الشعب الأفغاني، والآن بانعقاد المجلس التشاوري يسعى أن يظهر نفسه مؤيداً للصلح، وأنه مهتم بأمر الصلح والسلام، كما سيبذل أشرف غني وسعه من خلال المجلس التشاوري أن يمدد فترة حكمه غير المشروع.
إن الاجتماع المنعقد باسم المجلس التشاوري للصلح الذي دعى إليه كبار هذا النظام العميل ليس لصالح الشعب الأفغاني على الإطلاق، ولا يتوقع منه أي تطور إيجابي في باب المصالحة، بل سيؤيد هذا المجلس الموقف الحربي لأشرف غني، وبالتالي سيكون سبباً في استمرار الحرب المشتعلة ودوامه، لذا فمن غير المناسب أن يعتبر هذا الاجتماع مجلساً تشاورياً للمصالحة، بل يجب إن تعتبر مجلساً تشاورياً للاستمرار الحرب.