بيانات ورسائل
المحتلون يرون تواجدهم سبب الحرب في أفغانستان!
نشر موقع (إذاعة آزادي) في الثامن من شهر نوفمبر عام ٢٠١٣ حواراً مع السفير الأسترالي في أفغانستان (جان فلب)، وقد صرح المذكور أثناء حواره بأنه “لن تبق للمجاهدين ذريعة للحرب بعد خروج القوات المحتلة من أفغانستان!”
يبدو أن جان فلب أيضا لا يستطيع أن يغمض عينيه عن الحقائق! لكنه في نفس الحوار قبل العبارة الآنفة يقول بأنه حالياً يوجد ١٢٠٠ جندياً أسترالياً في أفغانستان، وسيبقى بعد حلول عام ٢٠١٤ أربعمائة منهم! وهذا يدل بوضوح على ذلك التناقض الذي يفضح كذب المحتلين وسياساتهم المزدوجة! فإذا كان بقاء الجنود المحتلين سبب الحروب والمعارك، فماذا يعني بقاء أربعمائة من جنودكم وآلاف الجنود الآخرين؟! لأجل امتداد الحرب وإطالته؟
لو نلاحظ التصريحات السابقة بدقة، يتضح لنا أن المحتلين أيضا أدركوا هذه الحقيقة أن هم السبب الرئيسي في حرب أفغانستان ومأساتها! لكنهم رغم ذلك يريدون أن يحققوا أهدافهم المشؤومة بقيمة سفك دماء الأبرياء والمظلومين!
إن مقتضى العقل السليم أن من يريد حقاً إنهاء الحرب فعليه أن يخطوا خطوات جادة في سبيل ذلك، وأن يستأصل جذور أسباب الحرب، ويضع نقطة النهاية لذلك! وبما أن الآن هم يبوحون بأنفسهم أن سبب الحرب في أفغانستان هو تواجد المحتلين، ثم بذريعة وأخرى يواصلون محاولاتهم الخبيثة للبقاء، فيقصدون من ذلك أن يُروا العالم والشعب الأفغاني، بأنهم لم يرووا بعد بدماء الشعب الأفغاني المظلوم! ولازالوا يريدون إراقة دماء الأبرياء ظلماً وعدواناً! ومن هنا يعرف مدى صدقهم فيما يصرخون به صباح مساء من شعارات حقوق الإنسان، والأمن، والسلام، والعدل، والرفاهية الزائفة! وإلى أي حد يقدِّرون ويؤمنون بالقيم الإنسانية، والحقوق البشرية!
ومما هو معلوم لدى العالم بأسره والشعب الأفغاني، أن المحتلين هم موقدوا نار الحرب في أفغانستان، وستنتهي هذه الحرب التي حُمِّلت الشعب الأفغاني في حين خروج القوات المحتلة من البلد! وإن بقاء القوات المحتلة تحت أي مسمى كان يدل في الحقيقة على استمرار الحرب، وامتداد سلسلة مصائب ومأساة الشعب الأفغاني المظلوم.
إن ما صرح به جان فلب وغيره الآن، هي تلك الكلمات التي قالتها الإمارة الإسلامية في البداية، ولازالت تقول أن أصل المعضلة والمأساة هو تواجد القوات المحتلة، فلو خرجت القوات المحتلة بالمعنى الحقيقي، فإن بقية المشاكل البسيطة ستنتهي وتضمحل بفضل الله تعالى ثم بهمة الشعب الأفغاني الأبي؛ لأن الإدارة الغاشمة والفاسدة الحالية قد تسلطت على الشعب المسكين بقوة المحتلين ومؤازرتهم لها، وبمجرد خروج المحتلين من البلد سيرتاح الشعب من ظلمهم وعدوانهم.
إن إمارة أفغانستان الإسلامية تنادي مرة أخرى المنظمة العالمية، وجميع الدول والمنظمات التي لها صلة بأفغانستان، وتخص بندائها شعوب الدول الإحتلالية وحكوماتها، بأنكم لو حقاً تريدون استئصال المعضلة! وتريدون حقاً لشعب الأفغاني المضطهد والمظلوم أن يتنفس سعيدا، وأن يعيش في ظل نظام إسلامي مستقل في جو الأمن والسلام المطابق لرغبته ومقتضاه، وألا تروا جنائز جنودكم! وألا يضحى بأبنائكم لتحقيق مصالح خيالية! فعليكم أن تخرجوا قواتكم من أفغانستان عاجلاً وفي أسرع وقت! كي يعيش الجميع في أمن وسلام.