المدارس الأجنبية في أفغانستان
بقلم: عطاء الله آخندزاده
منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى وقتنا هذا وأعداء الإسلام يكيدون المكائد ويحيكون المؤامرات للنيل من أمّة الإسلام ومن دينها وثقافتها ولغتها. وفي عصرنا هذا تنوّعت أساليبهم، وتعددت وسائلهم، فكان من أقواها تأثيراً وأشدها وقعاً، المدارس الأجنبية؛ لما لها من أثر كبير في صياغة الشخصية، وتشكيل الهوية، والتحكّم في التوجهات والتصورات.
وواقع المدارس الأجنبية في أفغانستان يمكن أن يمثّل نموذجاً جيّداً ليكشف لنا الصورة الحقيقية لهذه المدارس ومخاطرها على مستقبل أفغانستان التربوي، والثقافي والديني و…
بدأ التعليم الأجنبي في أفغانستان منذ إرساء قواعد الحكومة العميلة برئاسة أحمد كرزاي، واستمر حتى وقتنا هذا تحت رعاية الحكومة العميلة برئاسة أشرف غني أحمد زي.
وعدد هذه المدارس والجامعات كبير، حيث لا تخلو أي مدينة من مدن أفغانستان من هذه الجامعات والمدارس الخطيرة الهدّامة لكيان الشعب الأفغاني ومستقبله.
وتنقسم المدارس الأجنبية في أفغانستان إلى قسمين: مدارس وطنية ومدارس أجنبية، ولكن في الواقع لا فرق بينها إلا في الأسماء، إذ أنه في كلا النّظامين يتم تدريس المنهج الأجنبي لصياغة أبناء أفغانستان صياغة أجنبية بفكر لا ديني، اللهم إلا النزر اليسير من المواد الدراسية التي لها صبغة دينية ذات طبيعة إسلامية لإخفاء مكائدهم الشيطانية ولإرضاء الحماس الديني لدى الأبناء والآباء الأفغان.
والأكثر خطورة أن بعض المدارس الأجنبية التي لها صولة وجولة في أفغانستان ذات طابع تنصيري حيث تسعى من خلال مناهجها وأنشطتها إلى الدعوة إلى النّصرانية أو إضعاف التمّسك بالإسلام والبعض الآخر له طابع تغريبي حيث يسعى من خلال مناهجه وأنشطته إلى ترسيخ السلوك الغربي.
ورغم أنّ الجهات المسؤولة عن التعليم في أفغانستان قرّرت إلزام هذه المدارس بتدريس مادة التربية الإسلامية، واللغة العربية وتاريخ جغرافية أفغانستان، ولكن واقع تدريس هذه المواد لا يفي بالغرض؛ لقلة عدد ساعاتها، ولكون تلك المدارس لا تهتم بها، فضلاً عن أنّ بعض تلك المدارس لا يقوم بتدريسها من الأساس.
إنّ واقع المدارس الأجنبية ومناهجها ونشاطاتها يحمل في طياته آثاراً سلبية خطيرة يجب التصدّي لها خاصة أنها تمس المعتقد والأخلاق والثقافة الأفغانية الإسلامية التي هي روح الشعب الأفغاني ورأس مال هذا الشعب.
والمؤسسات التعليمية الأجنبية هي التي ينشئها في الأصل أشخاص أو مؤسسات أجنبية ولو كان بالاشتراك مع أشخاص أو مؤسسات أفغانية.
ولو نظرنا نظرة سريعة على مراحل التعليم في المدارس الأجنبية لوجدنا أنها تشمتل على مرحلة رياض الأطفال التي فيها العاملات ذوات الفكر الغربي إلا القليل من رياض الأطفال التي ترأسها المربيات الأفغانيات الفاضلات.
والثاني: مراحل التعليم العام؛ ومن المعلوم أن مراحل التعليم العام في النظام السائد تنقسم إلى ثلاث مراحل: الابتدائية، والإعدادية والثانوية. بينما مراحل التعليم في المدارس الأجنبية توزع على اثني عشرة سنة، حيث تمثل كل مرحلة سنة دراسية كاملة.
واقع المدارس الأجنبية:
المدرسة مختلة بين الطلاب والطالبات في كافة المراحل وسائر الأنشطة، ما عدا حصة التربية الرياضية، فيتم فيها الفصل بين الجنسين. وتنظم المدرسة رحلة سنوية داخلية لطلابها وطالباتها، يتخللها عدد من البرامج الترفيهية والرياضية التي بالطبع ترسخ مفهوم الاختلاط بين الجنسين.
ولا يوجد مراعاة لأوقات الصلاة خلال اليوم الدراسي أو عند القيام بأي نشاط يتخلله.
الزي المدرسي: يلبس الطلاب زياً موحداً يتمثل في البنطال والقميص، وترتدي الطالبات التنورة والقميص، وغالبية الطالبات لباسهن إلى الركبة حتى في المرحلة الثانوية. أمّا نسبة الطالبات المحجبات في المدارس اللاتي يغطين شعورهن فلا تكاد تذكر.
اللغة الإنجليزية: وهي مادة أساسية ويتمّ التركيز عليها بشكل كبير، وهي لغة المواد كلها ما عدا مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية.
الموسيقى: يتعلم الطلاب الموسيقى باللغة الأفغانية وغيرها والموسيقى مادة إجبارية على الطلاب من مرحلة الروضة حتى الجامعة.
الاهتمام بالطقوس: يلقى الاحتفال بالأعياد النصرانية على اختلافها وغيرها من الطقوس اهتماماً كبيراً من المدرسة، فتقوم المدرسة بالاحتفال بالأعياد “الكريسمس” وعيد “رأس السنة الميلادية” وعيد “الحب” وأعياد الميلاد الشخصية للطلاب أو الهيئة التعليمية.
خلال السنة تقيم المدرسة حفلات موسيقية ومهرجانات غنائية يحييها الطلاب والطالبات. ولم يقتصر اهتمام المدرسة بالموسيقى على هذا فحسب بل إنها كوّنت فرقا موسيقية من الطلاب والطالبات، تشارك في مهرجانات موسيقية محلية وعالمية.
تمارس الطالبة في المدرسة الرياضة بأنواعها، ويوجه فريق رياضي للطالبات في مختلف الرياضات، وتلبس الطالبات حال ممارستهن لها ما يظهر أكثر من الفخذ، وأحياناً يكون مدرس مادة الرياضة رجل.
ومن ضمن الأنشطة التي تقيمها المدرسة الأجنبية؛ عيد الرقص والتمثيل الذي يقوم الطلاب والطالبات فيه بالرقص على الطريقة الغربية.
أجل أخي القارئ إنّ المدارس الأجنبية في أفغانستان لم تأت لإسعاد الطلاب والطالبات، إنّما جاءت لتأتي على اليابس والأخضر ولتبثّ الفساد في صفوف أبناء الأمة الأفغانية لتجعلها تعيش على الخور والهوان، وعدم الثقة بالنفس والفقر والفساد الأخلاقي، وليرجع الطالب في آخر المطاف إلى قومه خاوي الوفاض، وصفر اليد، وقد سيطرت على عقله الأفكار الغربية والنصرانية والشكوك اللادينية؛ فيكره الإسلام وأهله ويظن أن الإسلام دين متخلف متحجر لا يستطيع أن يساير الزمان. فيعود عدواً للإسلام وأهله، وعوناً للأعداء، فلذلك يستلزم التصدي لمثل هذه المدارس بإنشاء المدارس الإسلامية والجامعات الدينية والعصرية لتساهم في تشكيل العقلية الصحيحة للطالب والطالبة، وترسيخ الثقة بالإسلام وخلوده، ليكون هذا الطالب جندياً للإسلام.