المذعورون
جمیع الأفغان هم المتأزمون من العدوان الأمريکي علی أفغانستان، والذي لازال یهیمن علی المصالح الأفغانیة، وکان الکثیر هنا یزعم بأن الولایات المتحدة ستنجح في تحقيق أهدافها في أفغانستان وفي إخضاع المقاومة الأفغانیة من خلال الحرب ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ الأفغان ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ الشعبیة ﻓﻲ أفغانستان، وکان الکثیر – ﺃﻳﻀﺎً – ﻳﺘﻤﻨﻮﻥ أن تطول ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ أفغانستان ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﺳﻴﻬﻢ.
ﻟﻜﻦ ﻤﻘﺎﻭﻣﺔ المجاهدین ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻭﻋﺪﺕ -ولازالت- ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺣﺮﺏ ﻣﻔﺎﺟﺂﺕ وخسائر علی الأمريکیین والعملاء ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ، فیکفي أن نمر على قائمة شهر واحد من إحصائيات الخسائر في الأرواح والمادیات والآلیات في صفوف الأعداء.
ﻓﻤﻦ ﺿﺮﺏ الأمیرکان في کابول وفي عقر قواعدهم العسكرية؟، ومن ضرب العملاء في الشهر الجاري عبر عملیات خیبر المبارکة في ولایة زابل بالعملیات الاستشهادیة وکبد العدو خسائر فادحة في مؤسساته العسکریة وأرتاله وأرغمه على الفرار من الساحة؟
ومن أخرج العدو من مديرية نوبهار في ولاية زابول وحررها من رجس الأعداء وسیطر علی معظم مناطق الولایة حتى لم يکن العدو قادراً على فعل شيء سوى اللجوء إلی الإعلام العمیل وتقلیب الواقع بظاهر من القول؟.
ونحمد الله تعالی علی ما منّ به علی المجاهدین من ﺇﺑﺎﺩﺓ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﻴﺶ الاحتلال والعملاء خلال الأیام الماضیة فقط. وتصفية الميلیشیات الأفغانیة.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻄﻮﻝ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺬﻋﻮﺭﻳﻦ ﻣﻦ مقاومة المجاهدین ﻭﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻱ ﻟﻬم؛ الذين ﻳﺨﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﻌﺔ التي ﺗﺴﺪﺩﻫﺎ ﻟﻪ ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻀﻄﺮﻩ إﻟﻰ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ والفرار من القواعد الساحات.
ﻭﻟﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻨﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﺮﺻﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤذعورین:
1 – الولایات المتحدة وحلفاؤها:
نجحت الولايات المتحدة ابتداءاً بحشد الدول لشنّ هجوم شامل علی أفغانستان، لکنها لن تنجح في دعوة تلك الدول والحکومات مرة أخری للهجوم علی أفغانستان، فأرض المعرکة تشهد بتفوق الطالبان وبالتراجع المستمر للعدو، وتشهد كذلك بالقوة المیدانیة والاجتماعیة التي يحظى بها المجاهدون وتزاید المناطق الخاضعة لسيطرة المجاهدین وتضاعف مخاوف الصلیبیین. فهل سيستجیب حلفاء الناتو مرة أخری لطلب الأمیرکان بشن هجوم واسع النطاق علی أفغانستان كما في الحالة الأولی؟ والجواب: لا، فإن حجم الخسائر التي تكبدوها أجبرهم على الفرار لا على الرغبة في العودة مرة أخری. وبالتالي فإن الخبراء والمحللون یقولون إن الهزیمة النكراء للولایات المتحدة في أفغانستان هي بدایة نهایة الهیمنة الأمیرکیة علی الشرق الأوسط، وإن الخسائر التي تكبدوها في أفغانستان تسببت في نشوب ﺼﺮﺍﻉ ﺤﺰﺑﻲ ﺤﺎﺩ ﺑﻴﻦ أﻗﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ الأمیرکیة، واتجاه اﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ الأمیرکي ﻧﺤﻮ عودة الأمیرکیین من احتلال الشرق الأوسط.
حاول الأمیرکان ستر شيء من فشلهم وهزيمتهم الصارخة في أفغانستان بعدة مخططات، وﻟﻌﻞ من ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ إبرام “الاتفاقیة العسکریة” ﻣﻊ العملاء.
حیث ﺃﺩﺭکت الحكومة الأمريكية ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ أفغانستان ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺰﻫﺔ كما كانت تظن، وأدركت حجم ﺍﻟﻔﺸﻞ في حربها ضد المجاهدین، والذي ﺳﻴﻜﻮﻥ له تأثيره ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ المستقبلي علیها، وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮی، ﻓإﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﻐﻮﻃﺎً ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ تتعرض ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ استمرار ﺧﻮﺽ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ الطالبان.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻭﺟﺪت الحكومة الأمیرکیة نفسها ﺑﻴﻦ ﻓﻜَّﻲ ﻛﻤﺎﺷﺔ، ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺧﻴﺎﺭﻳﻦ ﺃﺣﻼﻫﻤﺎ ﻣُﺮ:
ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻷﻭﻝ: ﺑﻘﺎﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ وتفاقم الخسائر اليومية نتيجة لعملیات المجاهدین، ﻭﻫﺬا ﻣﺎ سيبقي ﺳﻬﺎﻡ ﺧﺼﻮﻣها -أعني روسیا- ﻣﻮﺟﻬﺔ لها، ﺑﻞ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻛﻴﻞ التهم لها ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﺒﻦ ﺗﺎﺭﺓ ﺃُﺧﺮﻯ ﻭهو ﻣﺎ ﺳﻴﺆﺩﻱ – في ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ – إﻟﻰ إسقاطها ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ الاستعماریة لها ﻭلحلفائها.
ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻭﻫﻮ ﺍلأﺳﻮﺃ ﻭﺍﻷﺻﻌﺐ، ﻭﻫﻮ ﺧﻮﺽ ﻏﻤﺎﺭ ﺣﺮﺏ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪ ﺃﻥ ﻳتنبأ ﺑﻨﺘﺎﺋﺠﻬﺎ الکارثیة علی الولایات المتحدة ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺃﻥ الأمیرکان اعترفوا بأنهم فوجئوا في السنوات الأخیرة بقدرات ﺟﺪﻳﺪﺓ للمجاهدین. ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ الوصول إلى عمق قواعد الاحتلال الأمیرکي، وطرد المیلیشیات المدعومة من قبل الاحتلال. فقد حشد الاحتلال الميليشيات من کافة أنحاء أفغانستان لخوض حرب ضد المجاهدین في ولایة هلمند، ومحاولة حصار المجاهدين لأسبوع، إلا أن الله تعالی منّ علی المجاهدین بإلحاق الخسائر بالعدو في الأرواح والآلیات العسکریة، وقتل أحد قادة الملیشیات (ضیاء الحق).
وادعى العدو في الإعلام بأن الملیشیات خاضوا “ﺣﺮﺑﺎً ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ”، ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ فقط في الإعلام، وهو الأسلوب الذي لن يحقق به الأمريكان نجاحهم في أفغانستان.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻭﺟﺪ أوباما ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺴﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ – ﺑﺮﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺘﻪ- ﻟﻴﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ سمعته ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﺰﺑﻪ، ويُبقي ﺷﻌﺮﺓ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ بين ﺍﺋﺘﻼﻓﻪ وبين الحزب المعادي له (أعني الجمهوریین).
2 – أشرف غني:
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ أشرف غني ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥّ الحرب ضد الاحتلال والولاء للمجاهدین والبراء من الصلیبیین ﺗﺤﺪﻳﺪﺍً له تأثيره الخاص ﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﻛﻞ أفغاني، ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﻤﺘﺰﺝ ﻓﻴﻬﺎ الشریعة وﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺑﺎﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ.
أشرف غني ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ – ﺃﻳﻀﺎً – ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻬﻠﺔ، إﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﺼﻴﻦ ﺑﺤﻜﻤﻪ ﻛﺜﺮ والفساد يزداد ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ. فهؤﻻء لا يجدون مجالاً لعقد ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ أفغانستان وطاعته للكفار وبین موقف سابقه کرزاي. ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬي ﺩﻓﻊ الشعب الأفغاني بکافة ﺃﻃﻴﺎفه ﻭﺃﻟﻮﺍنه ﻟﻠﻬﺮﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻕ في ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ إﻟﻰ المجاهدین والتبرء من الملحدین ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ مع المجاهدین.
أشرف غني ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ:
ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍلأﻭﻝ: ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ الشعب الأفغاني– ﻭﻟﻮ ﺷﻜﻼً ﻭﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﻣﻮﻗﻒ العمیل ﺍﻷﺳﺒﻖ کرزاي – ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﻣﺎﻓﻌﻠته إمارة أفغانستان الإسلامیة من قبل ﻭﺗﺤﺸﻴﺪﻫﺎ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺭﺅﻳﺔ العمیل أشرف غني ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ المجاهدین ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ “ﺍﻟﻤﺼﻄﻨﻌﺔ ” لهم ﺑﻞ ﻭﻣﺤﺎﻛﻤﺔ العشرات من الأبریاء ﺑﺘﻬم واهیة.
ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍلاحتلال ﻓﻲ عدوانه ﻋﻠﻰ أفغانستان والمجاهدین، ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻀﺮﺏ ﻋﺪﺓ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﺑﺤﺠﺮ ﻭﺍﺣﺪ:
ﺃ – ﺭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ إﻟﻰ الأمیرکان الذين وقفوا ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ للانتخابات المزورة في الأشهر الماضیة، والذين سوّقوا له ﺩﻭﻟﻴﺎً باستخدام ﻧﻔﻮﺫهم والضغط ﻋﻠﻰ الدول المجاورة لأفغانستان ﻭﺍﻷﻭﺭﺑﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺣﺎﺋﻄﺎً ﻟﻠﺘﺼﺪﻱ للمجاهدین، ولتنامي الرغبة في عودة الشریعة إلى أفغانستان.
ﺏ – ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ في ﺣﺮﺑﻪ ﺿﺪ الشعب الأفغاني ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺣﺮﻛﺔ طالبان ﺫﺭﺍﻋﺎً للشعب الأفغاني ﺑﻞ ﻭﻣﺼﺪﺭﺍً ﻟﻺﻟﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ والإقتداء.
ج – ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ التهديد ﺃﻭ الإزعاج “الجغرافي” ﺍﻟﺬي يسببه المجاهدون ﻟﺤﻜﻤﻪ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ الإمارة الإسلامیة ﺗﺤﻜﻢ في مناطق شاسعة في أفغانستان.
د – افتعال أﺯﻣﺎت داخلية للشعب الأفغاني – والتي ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺣﻠﻮﻝ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻬﺎ بسبب وجود الاحتلال – ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ “ﺃﺩﻭﻟﻒ ﻫﺘﻠﺮ”: (إﺫﺍ ﺍﺭﺩﺕ أﻥ ﺗﺤﺸﺪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻣﻌﻚ ﻓﺎﺻﻨﻊ ﻟﻬﻢ ﻋﺪﻭﺍً ﻭﺍﻗﻨﻌﻬﻢ ﺑﻪ) ﻋﺒﺮ ﺍﻓﺘﻌﺎﻝ ﺃﻱ ﺃﺯﻣﺔ ﺗﻐطي ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ مثل الفوضی ونشوب الحروب الأهلیة والعنصریة وتفشي الفقر.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ – ﻭلأسباب ﺃﺧﺮﻯ ﺳﺘﺘﻀﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻴﻬﺎ – ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺎﺭ أشرف غني ﺟﺎﻫﺰﺍً ﻭﻣﺒﻴﺘﺎً ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺘﺎﺝ إﻟﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮ، ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ في صف الأمیرکان ﻓﻲ ﻋﺪﻭﺍﻧﻬم ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻱ ﻋﻠﻰ أفغانستان، ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ “ﺗﺤﺎﻟﻒ” ﺑﻴﻦ أشرف غني وأوباما ﺗﻤﺨﺾ ﻋﻨﻪ التوقیع علی الاتفاقیة العسکریة لبقاء الاحتلال في أفغانستان، ﻓﻲ انسجام ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ الأمیرکیة ﻭﺗﺠﺎﻫﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ الأفغانیة ﺍﻟﺒﺎﺳﻠﺔ، مما يجعل ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ كفة ﻭﺍﺣﺪﺓ.
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ يرفضه المجاهدون ﻭيقبله الأمیرکان، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬي ﻭﻓَﺮ للولایات المتحدة ﻏﻄﺎﺀً ﺩﻭﻟﻴﺎً لاستمرار ﺬﺑﺢ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﺗﺸﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻌﺐ الأفغاني ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ المقاومة الأفغانیة هي الإرهاب والخارجة عن ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ.
3 – سیاف وأمثاله:
ﺷﻜﻞ سياف ﺿﻠﻊ ﺍﻟﻤﺜﻠﺚ ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻒ أوباما – أشرف غني، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻔﻪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ الأمیرکي ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍلأﻭﻟﻰ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﺒﺮ ﻛﻴﻞ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ للمجاهدین ﺑﺎﺻﻄﻨﺎﻉ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻛﺘﺮﺍﺙ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ ﻭﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ﺍلأﻭﻟﻰ.
سیاف (وأمثاله) ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺪﺓ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻟﻌﻞ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ:
ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍلأﻭﻝ: ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ الشعب والمجاهدین ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍلأﺻﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ المجاهدین ﻣﻨﺬ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ الأمريکیین، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﺑﺠﺎﻧﺐ الطالبان ﺳﻴﺆﺩﻱ إﻟﻰ ﺗﻘﻮﻳﺾ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ سیاف ﻳﺪﺭﻙ ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ ﺩﻭﺭ ﻭﻇﻴفي ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ.
ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ الاحتلال والعملاء ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬم ﻋﻠﻰ أفغانستان، ﺑاﻋﺘﺒﺎﺭهم ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﻗﻮﻯ ظاهراً، ولوجود ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ أوروبیة “ﻣﺎ” ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺏ أفغانستان ﻭﺇﻧﻬﺎﺀ ﺣﻜﻢ الجهاد، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺧﺮﻭﺝ طالبان ﻣﻨﺘﺼﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺳﻬﻤﻬﺎ، ﺑﻞ ﻭﻗﺪ ﻳﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎیة سیاف ﻓﻲ الفساد.
ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﺎﺝ سیاف- وأمثاله- ﺟﻬﺪﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻟﻠﺒﺤﺚ، ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ أوباما وأشرف غني ﻓﻲ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺻﺎﺭﺧﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻌﻬﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﺸﺮ أشرف غني بتوقیعه الاتفاقیة ﻓﻲ ﺗﻤﺎهٍ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ الأمیرکي، ﺑﻞ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳحه عندما حمّل طالبان ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻡ الأفغاني ﻭﺑﺎﻟﺘﺎلي ﺗﺒﺮئة ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ اﺻﻄﻔﺎﻑ سیاف- وأمثاله من علماء السوء – في صف المحتلين وعملائهم، ﺍﻷﻭﺿﺢ ﻭﺍﻷﺧﻄﺮ، ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ عمامة وسابقة جهاد ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘفِ ﺃﻥ يقف في صف ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ، ﺑﻞ ﺳﻌﻰ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ، وأبشع ما يمكن للتاريخ الحديث أن يسجّله ﻓﻲ صفحاته أﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ الجلاد ﺿﺪ أﺑﻨﺎﺀ ﺟﻠﺪﺗﻪ.
ﺑﻘﻲ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻧﺠﺎﺡ الإمارة الإسلامیة ﻭاﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻌﺔ ضد ﻘﻮﺍﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ والعملاء والمیلیشیات، ﻭﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻼﺣﺘﻼﻝ ﻭاﻋﺘﺮﺍﻓﻪ بالخسائر، ﺳﻮﻑ ﻳﺆﺩي في النهاية ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻄﻟﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭع ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ الأفغانیة ﺍﻟﺒﺎﺳﻠﺔ بإذن الله، أعني خروج الاحتلال من أفغانستان، ﻣﺎ ﺳﻴﺸﻜﻞ ﺿﺮﺑﺔ ﻣﻮﺟﻌﺔ ﻟﻬﺆﻻﺀ المذعورین، ﻭﻗﺪ ﻳﻔضي إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ أوباما ﻭسیاف وأمثاله، ﻭتسجيل المزيد ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮ ﺷﻌﺒﻴﺔ للعمیل أشرف غني.