مقالات الأعداد السابقة

المرأة الأفغانیة هدف المؤامرات

بقلم: عماد الدين الزرنجي

 

يتبادر إلى أذهان الجميع هذا السؤال: لماذا التركيز على المرأة الأفغانیة المسلمة من قبل الغرب ومن قبل أذنابه المستغربين العلمانيين، خاصة في هذه الأیام؟. إذ قامت دولة الوحدة الوطنیة بمحاولات عدیدة في هذا الصدد. والسر أن هؤلاء فطنوا لمكانة المرأة الأساسية ودورها في صنع الأمة، وتأثيرها على المجتمع، لذا أيقنوا أنهم متى ما أفسدوا المرأة ونجحوا في تغريبها وتضليلها، فحين ذلك تهون عليهم حصون الإسلام فيدخلونها مستسلمة بدون أدنى مقاومة .

يقول أحد المبشّرين: (كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوها في حب المادة والشهوات).

ويقول اليهود في بروتوكلاتهم: (علينا أن نكسب المرأة، ففي أي يوم مدّت إلينا يدها ربحنا القضية).

ويقول د.مدروبيرغر: (إن المرأة المسلمة هي أقدر فئات المجتمع الإسلامي على جرّه إلى التحلل والفساد أو إلى حظيرة الدين من جديد) .

ويقول صاحب كتاب المرأة والحجاب: (إنه لم يبق حائل يحول دون هدم المجتمع الإسلامي في المشرق إلا أن يطرأ على المرأة المسلمة التحويل، بل الفساد الذي عمّ الرجال في المشرق) .

ويقول لاسي: (إن التربية المسيحية أو تربية الراهبات لبنات المسلمين توجِد للإسلام داخل حصنه المنيع – الأسرة – عدواً لدوداً وخصماً قوياً لا يقوى الرجل على قهره لأن المسلمة التي تربيها يد مسيحية تعرف كيف تتغلب على الرجل، ومتى تغلبت عليه أصبح من السهل عليها أن تؤثر على عقيدة زوجها وحسّه الإسلامي وتُربي أولادها على غير دين أبيهم، في هذه الحالة نكون قد نجحنا في غايتنا من أن تكون المرأة المسلمة نفسها هي هادمة للإسلام) .

ويقول جان بوكارو في كتابه (الإسلام في الغرب): (إن التأثير الغربي الذي يظهر في كل المجالات، ويقلب رأسا على عقب المجتمع الإسلامي، لا يبدو في جلاء مثل ما يبدو في تحرير المرأة) .

مما سبق يظهر لنا أن أعداء الإسلام يعلمون أن أقصر طريق يؤدي إلى حصن الأسرة في المجتمع الإسلامي، وبالتالي أسهل وسيلة لنقل الأفكار والفساد، هو فساد المرأة؛ لأنه يترتب عليه فساد النشء والأسرة والمجتمع من حولها .

لذلك نراهم جادین في تطبیق المشاریع العدیدة العلمیة والسیاسیة والاجتماعیة لتربیة المرأة الأفغانیة علی أصول وقیم وأسالیب الغرب، ومن ثم إثارتها علی الإسلام وأصوله ومبادئه وقیمه.

وتغريب المرأة المسلمة هو جزء من مخطط شامل لتغريب الأمة في كل أمورها .

يقول الدكتور محمد محمد حسين – رحمه الله –: (وكانت برامج التغريب تقوم على قاعدتين أساسيتين – يعني عند المستعمرين الأولين – القاعدة الأولى: اتخاذ الأولياء والأصدقاء من المسلمين وتمكينهم من السلطة، واستبعاد الخصوم الذين يعارضون مشاريعهم ووضع العراقيل في طريقهم وصد الناس عنهم بمختلف السبل. القاعدة الثانية: التسلط على برامج التعليم وأجهزة الإعلام والثقافة عن طريق من نصبوه من الأولياء وتوجيه هذه البرامج بما يخدم أهدافهم ويدعم صداقتهم).

إن المحاولات الأخیرة للدولة بمساعدة من الدول الخارجیة في مجال تعلیم وإعطاء منح تعلیمیة للمرأة الأفغانیة ازدادت في العامین؛ السالف والجاري. وتقع أمریکا في قمة الدول التي وضعت الشِباك أمام المرأة الأفغانیة.

تقول کلینتون، وزیرة الخارجیة الأمریکية السابقة: (إن المرأة الأفغانیة مهمة جداً وإنها ثروة لا تبدل).

ويقول رئیس الجامعة الإمریکیة في کابل: (یغمرني سرور بالغ إذ أری أن المرأة تشکل نصف جامعتنا).

إن مشروع “بروموت” الذي یمول من جانب المرکز التنموي الدولي لأمریکا، وتطبقه “الموسسة الآسیویة”، مشروع في غایة الخطورة، وقد افتُتِح قبل أیام في سفارة أمریکا في کابل. وسیمهد هذا المشروع الطریق لدراسة ۷۵۰۰۰ طالبة أفغانیة خلال الـ۵ سنوات المقبلة. وقال “مایکل رینور” في الحفل الافتتاحي: (إننا الیوم نحضر حفلاً يبشرنا ويُوجد فینا الأمل لمواصلة دعمنا لتنمیة قدرات المرأة الأفغانیة).

وصرح عبدالله احمدزي، ممثل “المؤسسة الآسیویة”: (أن مثل هذه المشاریع تقوي المرأة الأفغانیة، وتعدها لإیجاد تغییرات أساسیة في مناطقهن).

إن هذا المشروع غیض من فیض. فهنالك مشاریع تعلیمیة عدیدة تهدف لتربية أمهات المستقبل تربیة علمانیة، تجعلهن مستعدات أن يكنّ ساعداً أقوی للغرب في تطبیق أهدافه الشیطانیة. إن المراکز التعلیمیة مکان مناسب، بعید عن تدخل الآباء، للتأثیر علی الطلاب والطالبات.

يقول المبشر آن ميليغان: (لقد استطعنا أن نجمع في صفوف كلية البنات في القاهرة اللاتي آباؤهن باشوات وبكوات، ولا يوجد مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي، وبالتالي ليس هناك من طريق أقرب إلى تقويض حصن الإسلام من هذه المدرسة” [انظر كتاب التبشير والاستعمار صفحة (87)].

والجدیر بالذکر أن جمیع أسباب الإضلال مُوفرة في المعاهد والمدارس والجامعات التي تعتني بدراسة المرأة، سواء كان ذلك في داخل البلاد أم خارجها.

ونظرة عابرة إلی جامعات أفغانستان، ترسم لنا المستقبل الرهیب المنتظر لمجتمعنا الأفغاني، بما لا یدع مجالا للشك في أن الغرب وعملائه يستهدفون أخواتنا، وأنهم ینتظرون لنا مستقبلا لا یوجد في قاموسه الحجاب والستر والعفاف.

لذلك حذر کثیر من النشطاء في مجال الدعوة الشعب من المخاطر المحدقة ببناتهم في الجامعات والمراکز العلمیة.

وحتى الآن واجه الشعب هذه القضیة بوعي وبصیرة، وحفظت أخواتنا الستر والعفاف ولم تعتمد علی هؤلاء، والمستقبل بید الله. ولکن التوعية بهذه المؤامرة وتکثیف النشاطات الدعویة والثقافیة من جانب العلماء والدعاة سیحقق فشلاً أکیداً للأعداء إن شاء الله. وما ذلك علی الله بعزیز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى