المسؤول الجهادي لولاية هلمند الملا عبد المنان أخند حفظه الله في حوار مع مؤسسة “الإمارة”
أجرى الحوار: أسد أفغان
إن رؤيتنا واضحة، وسياستنا جلية، وموقفنا ثابت تجاه القضية الأفغانية وتحقيق السلام في أفغانستان، وهو أنه لن يتم تحقيق السلام في أفغانستان طالما استمر الاحتلال، كما لا يمكن تحقيقه بالتهديد والوعيد.
مشاهدينا الكرام، هانحن الآن مع المسؤول الجهادي لولاية هلمند الملا عبد المنان آخند حفظه الله، لنجري حواراً مرئياً مختصراً معه حول بعض التطورات الميدانية الأخيرة، فلنتابع.
الإمارة: بما أن المجاهدين أحرزوا انتصارات وفتوحات عظيمة على مستوى ولاية هلمند، وقد قرع المجاهدون بوابات مدينة لشكرجاه، فحبذا لو أطلعتم مشاهدي مؤسسة “الإمارة” حول المناطق التي يتمركز فيها المجاهدون، والمسافة التي تفصلهم عن مدينة لشكرجاه؟
الملا عبد المنان اخند: بالنسبة للفتوحات التي أحرزها المجاهدون في ولاية هلمند، فكما تعلمون أن المجاهدين بدأوا عملياتهم الجهادية في ضواحي مدينة لشكرجاه، حيث تم في المرحلة الأولى منها فتح وتمشيط المناطق الخاضعة لسيطرة العدو خارج مدينة لشكرجاه. ويتمركز المجاهدون على بعد كيلومترين من المدينة، وفي بعض المناطق على بعد كيلومتر واحد، ومن ناحية “نهرسراج” فقد وصل المجاهدون إلى بوابات المدينة وسيطروا على مناطق واسعة. والمجاهدون الآن أوقفوا القتال، ليأخذوا قسطاً من الراحة.
الإمارة: قبل أيام قُتل العشرات من جنود العدو بالقرب من مدينة لشكرجاه في منطقة “بشرانو”، وأُلقِي القبض على العشرات منهم، كما تم تدمير عدد كبير من المدرعات والعربات، فسارع العدو إلى وسائل الإعلام وادعى أن الطالبان غدروا بالجنود، حيث أعطوهم الأمان وتعهدوا بتوفير الطريق الآمن لهم للخروج من المنطقة، لكنهم غدروا بهم وخانوهم وقاموا بتصفيتهم بدم بارد، فهل لديكم من الدلائل ما يكذّب هذه الإدعاءات؟
الملا عبد المنان اخند: هذا جزء من الحملة الدعائية للأعداء، يشنونها تستراً على فضيحتهم، وتهرّباً من المسؤولية، وتشويهاً لصورة مجاهدي الإمارة الإسلامية، فإن مسوؤلية الهزيمة وتبعات تلك الهزيمة تعود على القيادة، لأنهم يلعبون بحياة جنودهم حيث تركوهم في مناطق لم يجدوا فيها فرصة للهروب أو سبيلاً للفرار منها، لأن القيادة كانت لا تسمح لهم بترك المنطقة والخروج عنها، إلى أن وقعوا تحت حصار المجاهدين.
فدعاهم المجاهدون عدة مرات إلى الإستسلام وإلقاء السلاح والتخلي عن القتال لصالح الاحتلال وعملائه، لكنهم رفضوا هذه الدعوات، حتى نشب القتال فقُتِل عدد كبير منهم، وحتى أثناء القتال وتبادل النيران دعوناهم إلى الاستسلام لكنهم رفضوا دعواتنا في كل مرة. فالبعض منهم قاتل حتى الموت، والبعض الآخر سلم نفسه للمجاهدين بعد نفاد ذخيرته وتيقّنه بالهلاك، وهم الآن في أسر المجاهدين. وأما القتلى فجثثهم متناثرة في أرض المعركة.
فنحن لم نغدر، ولن يستطيع أحد أن يثبته علينا، ومن لم يطمئن فليأتِ وليسأل الجنود الذين وقعوا أسرى بأيدينا عن حقيقة الأمر. فهذه من دعايات الأعداء يريدون من خلالها التستر على هزيمتهم وجريمتهم وتقصيرهم في حق جنودهم، فهم يريدون التهرب من المسؤولية.
الإمارة: لقد استفرغت قوات الاحتلال الدولية جميع قوتها في هلمند، وتناوبت على قيادة العمليات فيها، لكنها انهزمت وانسحبت تجرّ وراءها أذيال الخزي والعار. ورغم ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” في مؤتمر “بروكسل”: أننا لن نمل من الحرب ضد طالبان، ولا يمكن لهم الانتصار في المعركة، فعليهم أن يختاروا طريق السلام الذي اختاره “حكمتيار” -زعيم الحزب الإسلامي- وليس أمامهم خيار سوى السلام -حسب زعمه-. فما هو ردكم على تصريحاته؟
الملا عبد المنان اخند: نعم لقد سمعت تصريحاته -أو بالأحرى هذيانه- عبر المذياع. وكما ذكرتم لقد جاء جنود أمريكا وحلفاؤهم بعدد كبير إلى أفغانستان، مدججين بالأسلحة الفتاكة، وترسانة عسكرية متطورة، فاستفرغوا قوتهم في أفغانستان، حتى استخدموا الأسلحة المحرمة دوليا وأسلحة الدمار الشامل، لكنهم انهزموا أخيراً في ميدان المعركة، فإنهم آثروا الهروب منها والدفع بعملائهم إلى فوهة الهلاك.
وأما قول جون كيري بأنهم لن يملوا من الحرب ضد المجاهدين، فأقول لهم: تعبتم أو لم تتعبوا، الحقيقة هي أنكم واجهتم هزيمة ساحقة في أفغانستان، فالتبجح والتشدق أمام الكاميرات شيء، والإنتصار على أرض الواقع وفي ساحة المعركة شيء آخر.
وأما قوله بأن على الطالبان التأسّي بحكمتيار في المصالحة مع الحكومة العميلة، فجماعة حكمتيار كانت قد تخلت سابقاً عن الجهاد في سبيل الله ضد الاحتلال الأمريكي واندمجت في الحكومة العميلة ولم يبق منها إلا حكمتيار والذي أعلن في الآونة الأخيرة عن استسلامه، وأما المجاهدين المخلصين منها فانضموا إلى صفوف الإمارة الإسلامية ووقفوا تحت رايتها.
وهل هذا الاستسلام سيضعف المقاومة الجهادية وينفع الاحتلال أم لا فهو ما سيتجلى في الأيام القادمة. وأما الجبهة الأبيّة العصيّة على الاحتلال الصليبي والتي مرّغت أنف أمريكا في التراب فهي الإمارة الإسلامية.
وأما المفاوضات والسلام فلا يمكن تحقيقها بالتهديد والوعيد، كما لم تنفعهم في ساحة النزال.
فلا ينبغي استغلال اسم “السلام والمصالحة” للدعاية. ولا حاجة للتهديدات الجوفاء فإنها غير نافعة. إن رؤيتنا واضحة، وسياستنا جلية، وموقفنا ثابت تجاه القضية الأفغانية وتحقيق السلام في أفغانستان، وهو أنه لن يتم تحقيق السلام في أفغانستان طالما استمر الاحتلال. وكما أن ميدان الحرب معلوم، فكذلك الطريق إلى السلام معلوم؛ وهو التخلي عن الاحتلال والعدوان على الآخرين، لكن أمريكا تصر على الحرب واستمرار الاحتلال، وأبوابنا مفتوحة للسعي نحو السلام الحقيقي.
الإمارة: ما هي رسالتكم للعالم لإرساء الأمن في أفغانستان؟ وما هي الجهود التي بذلتموها في سبيل تحقيق السلام فيها؟ وإن المحتلين وعملاءهم يطمحون إلى استمرار احتلالها، فهل ستتحقق أحلامهم هذه؟
الملا عبد المنان اخند: لقد قدمنا تضحيات كبيرة، وبذلنا الغالي والنفيس في سبيل تحقيق السلام في أفغانستان. ونحن نقدم جميع هذه التضحيات لينعم الشعب الأفغاني المقهور بحياة آمنة كريمة. ومن أجل تحقيق الأمن على أرض أفغانستان الطاهرة -بخروج القوات الغازية المحتلة- نقدم هذه التضحيات وسنقدمها.
ونقول للمحتلين لا تحلموا بالاحتلال الدائم، فمحاولات إدامة احتلالهم ذهبت أدراج الرياح، لقد استفرغوا كل ما في وسعهم خلال السنوات الماضية واستخدموا الأسلحة الفتاكة المتطورة، وحاولوا بكل طريق ممكن إقرار الاحتلال واستمراره لكنها لم تنفعهم. فأفغانستان للشعب الأفغاني، وإن شاء الله سترحلون عنها أذلاء خائبين، ولن تجدوا ملاذاً ومبيتاً لكم في أفغانستان بإذن الله.