مقالات الأعداد السابقة

“المساجد” و”الثقافة الإسلامیة” هدف المؤامرات الجدیدة

رحمت الله خلیلزاد

 

في الأسبوع المنصرم شاهدنا أحد أعضاء مجلس النواب الأفغاني یثرثر بكلمات جوفاء، تكشف الستار عن مؤامرات الأعداء الجدیدة. حيث ادعى هذا الرجل العلماني في مجلس النواب أن جمیع “المساجد” في أفغانستان منابر لنشر الإفراط، وأن مادة “الثقافة الإسلامیة” تنتج الإرهابیین.

ولیست هذه الكلمة الأخیرة ضد المساجد والمواد الدراسیة التي تتعلق بالإسلام والمسلمین؛ بل هنالك برامج كثیرة تبث یومیاً من القنوات، یظهر فیها رجال يدّعون الثقافة والفكر، یتفوهون بكلمات شیطانیة ضد الإسلام.

ولكن الذي أثار انتباهنا أن رجلاً یدّعي تمثیل الشعب، یتحدث في بیت الشعب، ویرد علی الشعب. لاشك أن المساجد ثكنات الإسلام الأولی والأخیرة.

إن التاریخ الأفغاني في جمیع مراحله شاهد علی مكانة المساجد في قلوب شعبنا، فلم تتجرّأ حكومة ولا شخص مهما علا شأنه أن یوجه اتهامات واهیة ضد المساجد. حتی إن الملوك قد أدركوا هذه النقطة فكانوا یحببون الشعب بأنفسهم من خلال الحضور المستمر إلی المساجد. إن أبناء السوفییت لما ألغوا وزارة الحج والأوقاف، زمن حكمهم، لم یجترؤوا على محاربة المساجد، لأن المساجد لها مكانتها العظمی في سویداء قلوب شعبنا.

لاشك أن كلمة هذا الرجل العمیل الذي تطرق إليها في مجلس النواب بصوت أمریكي، كلمة تافهة لیس لها قیمة ولن یستطیع الأعداء إغلاق أبواب المساجد، ولن یستطیعوا حذف مادة الثقافة الإسلامیة من المناهج الدراسیة، إلا أنها تخبر عن مخططات تُحْبك وراء الكوالیس ضد المساجد والمواد الإسلامیة.

صدق الله تعالی إذ قال: (ولن ترضی عنك الیهود والنصاری حتی تتبع ملتهم). إن توجیه تهم الإرهاب وتربیة الإرهابيين إلی بعض أئمة المساجد ثم اغتیالهم من قبل إدارة الأمن الوطني؛ نماذج من المخططات ضد المساجد في أفغانستان.

كان من المتوقع لدی من له أقل اطلاع بمسار الجهاد والمجاهدین في بلاد ماوراء النهر، أن یقوم بعض أذناب المحتلین بالكلام ضد المساجد والمواد الدراسیة الإسلامیة. هذا وقد غیّر المحتلون وعملائهم -قدر المستطاع- المناهج الدراسیة، وحذفوا منها الموضوعات الجهادیة وأدخلوا مكانها الموضوعات الحقوقیة من وجهة نظر الغرب.

إن المساجد الأفغانیة رغم المشاكل العدیدة التي تعاني منها، تُعدّ بيئة خصبة لنشر العقیدة الصحیحة ومنبر لتوعیة وتثقيف الشعب. والحقیقة أن الوعي والتوعیة جرم لا یغتفر في النظم الاستبدادیة. لذلك عندما تشعر هذه النظم بنمو الوعي من مكان ما، توجّه إلیه اتهامات واهیة.

إن (عبدالحفیظ منصور) وأعوانه من العملاء سیطروا علی جمیع المراكز ماعدا المساجد، ولذلك یریدون بهذه الكلمات تمهید الطرق لسيطرتهم علی المساجد، ولتكون المساجد أیضاً منابر لنشر أفكارهم الإلحادیة والعلمانیة. إنهم بعد هذه التغییرات الضخمة التي فرضوها علی المناهج الدراسیة -وقد رضوا مكرهين ببقاء مادة الثقافة الإسلامیة- لا یتحملون هذه المادة! وهي مادة لا بأس بها، تشفي غلیل الدارسین في الجامعات الأفغانیة.

إنهم الیوم يستهدفون المساجد، وهل یضمن أحد أن لا یستهدفوا غداً شعائرنا الأخری مثل الصیام والصلاة والحج؟! بل ربما زاد هؤلاء في شدتهم ضد المساجد والشعائر الإسلامیة على السوفییت وعملائهم. ولكم أن تستشفّوا ملامح هذا المستقبل الرهیب من كلمات مثل هذا الرجل. ونظراً إلی أهمیة المساجد في توعیة الشعب سمعنا مؤخراً أن الحكومة ترید السیطرة علیها تماماً، وذلك باستخدام أئمة يوافقون الحكومة في مظالمها مقابل تسلم راتب ضئيل مخجل.

والوزیر الحالي للحج والأوقاف له جهود غیر مباركة لتحقیق هذا الهدف. لاشك أن شعبنا الأبي إن رضي بسیطرة الحكومة العمیلة علی الإدارات والمراكز الأخری، فإنه لن یرضی بسیطرة الحكومة علی المساجد.

لكن غالبیة شعبنا لیسوا على علم بمخططات الأعداء ضد المساجد والمراكز الإسلامیة. ولهذا یجب علی الدعاة والعلماء أن یبادروا إلی توعیة شعبنا، رجالاً ونساءاً، شیوخاً وشباناً. ثم لینتظروا قیام البحر الهائج ضد مخططات العملاء.

وقد قام بعض العلماء في العاصمة الأفغانیة برد فعل عنیف ضد كلمات (عبدالحفیظ منصور)، وجهودهم مشكورة. ولكن القضیة عمیقة متجذرة، تأتي بعدها المخططات الأخری التي عزم المحتلون بمساعدة من العملاء والنفعیین علی تطبیقها في أفغانستان، إن نجحت الخطوة الأولی. لابد أن تكون منابر مساجدنا منابر لاتخاذ موقف حاسم ضد كلمات هذا الرجل العمیل وأشباهه من العملاء. لأنها كما أسلفت سابقاً لیست الكلمة الأخیرة ولن تكون الأخیرة. بل سبقتها كلمة زوجة أشرف غني في العام المنصرم، إذ قالت في حوار مع إحدی القنوات: إن المرأة الأفغانیة قد أُجبِرت علی اعتناق الإسلام. وإنها تجهل محاسن الدین المسیحي. وإن استطاعت أن تفك القید فستعتنق المسیحیة.

نسأل الله أن يعاقب المحتلین بالهزیمة النكراء في بلدنا الحبیب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى