تحليل الأسبوع
المشروع الانتخاباتي الأمريكي.. استمرار للاحتلال!!
الجولة الثانية من الانتخابات التي من المقرر إجراؤها يوم السبت الموافق لـ 14 من شهر يونيو الجاري 2014 ستتم في جو التزوير، فهي مشروع مخدع تم تنسيقه والتخطيط له من قبل المحتلين، وتمول من قبلهم، وستنفذ بدعايتهم ومساندتهم العسكرية لتحقيق مصالحهم، والهدف الوحيد من هذه المؤامرة هو استمرار الاحتلال في بلدنا العزيز (أفغانستان) وإتاحة الفرصة للتواجد المحتلين فيه.
ومما لا شك فيه، أن الجولة الثانية من هذه الانتخابات المزورة ستواجه نفس ما واجهته الجولة الأولى من مقاطعة الأكثرية المطلقة من الشعب المسلم الغيور وعدم مشاركته فيها؛ لأن التقلب والشائعات الكاذبة في الجولة الأولى أنارت عقول بعض أولئك الناس الذين تأثروا من دعايات وسائل الإعلام الموالية للمحتلين، وكانوا يظنون بأن الانتخابات ستكون لصالح الشعب والوطن، وحقاً سيعين زعيم الشعب بأصوات الشعب، لكن اتضح الآن للجميع أن كل ذلك مجرد تمثيل مخادع للمحتلين وعملائهم، فما يجري خلف الكواليس هي لعبة أخرى، وفي الحقيقة فإن ما يسمونه بالرئيس سيكون ذلك الشخص الذي يختاره المحتلون لتكون فيه أهلية خدمة المحتلين فقط.
لو نلاحظ الانتخابات في أي دولة أخرى من دول العالم، نرى أن كل مرشح يسعى أن يدعي تحقيق مصالح الشعب وحريته واستقلال الأرض، ويتعاهد بالدفاع عن الحدود الجغرافية والمعنوية للبلد، ويستخدم في خطاباته وبياناته كلمات وعبارات تقربه من الشعب، لكن مرشحي انتخابات شهر يونيو لا يلفظون على الأقل بحرية البلد واستقلاله حتى ولو لمجرد الحصول على مؤازرة الناس ودعمهم، لكن على العكس يتفاخرون باستمرار الاحتلال وبقاء الأجانب في البلد، ويقولون بكل صراحة: “إن احتلال البلد لصالحنا! لو لا يكون الاحتلال فحياتنا في خطر!…” هؤلاء المرشحين يعلمون تماماً بأن هذه الكلمات أغضبت الشعب، لكنهم رغم ذلك يصرون على تأكيد استمرار الاحتلال؛ لأنهم يعلمون علم اليقين أن نتائج الانتخابات بيد الأمريكيين وليست بيد الشعب.
إن نتيجة الانتخابات ظاهرة جلية، لذلك فإن كلا المرشحين يسعيان للإظهار مدى قربه وصلته بالمحتلين، وكلاهما يعلنان بأنه مع دخوله للقصر الرئاسي وقبل كل شيء سيوقع معاهدة الأمن ( المعاهدة الاحتلالية والحربية) مع أمريكا، وأن ذلك من أوليات حكومته!! ويعلم الشعب أن الانتخابات بأوامر أجنبية مؤامرة من المحتلين ضد الشعب الأفغاني، فهم يسعون إلى تقسيم الشعب تحت ظل الانتخابات المشؤومة، وإيقاد نار الفتنة بينهم، وتفريقهم إلى مجموعات وطوائف تحت مسمى وآخر، ويخفوا أشكالهم الخبيثة بنقاب الانتخابات.
إن إمارة أفغانستان الإسلامية ترسل الرسائل إلى شعبها المسلم الغيور تجاه الانتخابات في ظل الاحتلال ليتنبه أكثر لدسائس المحتلين، حيث ذكرت في جزء من بيانها الأخير ما نصه: “ إن الطريق الوحيد لإنهاء الاحتلال الأمريكي، والخروج من الأزمة الحالية هو الحصول على الاستقلال الكامل، وإقامة النظام الإسلامي في البلد، ولا يمكن تأمين هذه الأهداف المقدسة من خلال الانتخابات والإنتصابات والائتلافات أو الإتيان عن طريق الأجانب.
الأهداف العالية تتطلب التضحيات العالية، وتجديد تلكم العزائم التي بها كسرتم الإنجليز والروس، وها هو اليوم تلك العزائم أوقفت أمريكا وكافة الحلف الأطلسي على حافة الهزيمة.” والله الموفق