المفاهيم المهمة التي تضمنها البيان الصادر من سماحة أمير المؤمنين حفظه الله بمناسبة العيد
أشار سماحة أمير المؤمنين حفظه الله هذه السنة أيضاً خلال بيان العيد الذي هنأ فيه شعبه المجاهد والعالم بحلول العيد الأضحى المبارك إلى نقاط مهمة، وهي كالتالي:
في مقدمة بيانه هنأ الأمة الإسلامية بأسرها والشعب الأفغاني بحلول أيام عيد الأضحى المبارك، واعتبر الحل الوحيد لتخلص المسلمين مما هم فيه الآن هو الاعتصام بدين الله تعالى والتشبث به! مستدلاً بمناسك الحج على الأخوة الإسلامية والمواساة الإيمانية، والتكاتف والاتفاق، ونبذ التفرق والنفرة والتشرذم، حيث عبر عن ذلك بقوله:
إنّ تجمّع المسلمین العظیم في الحج یعلّمنا درس التخلص من الانسیاق وراء إشاعات العدو وأفکاره الشیطانیة، کما یعلمنّا أن نتخلّص من إساءة الظنون، ومن العصبيات القومیة، واللسانیة، والإقلیمیة، والعرقیة، والمذهبیة. وأن نُخرج عن أذهاننا أفکار الأنانیة، والأحقاد، والفُرقة.وكذلك یعلّمنا تجمّع الحج التآخي،والتضامن تحت شعارالإسلام وحده فقط، وأن نقضي علی مشاکل الأمة ومآسیها بهذا الطریق. فتعالوا لنتمسك بالإسلام، وأن نبحث عن طریق النجاة الحقیقیي في ضوء تعالیمه فقط .
كما حث المجاهدين في سبيل الله الأبطال على مواصلة مهمتهم المقدسة وجهادهم العظيم ضد المحتلين وأعداء الإسلام والمسلمين، ثم أشار إلى تلك الأزمات والمصائب المادية والعنوية التي يعاني منها شعبنا المظلوم بسبب المحتلين وعملائهم! واعتبر ذلك خطة مبرمجة للعدو، الذي يسعى من خلالها صرف أذهان الشعب الأفغاني من ثقافته الإسلامية والأفغانية الأصيلة إلى الثقافة الغربية الخبيثة! وقد خصص سماحته بالذكر ما يخطط له العدو المحتل من انحطاط أفغانستان على مستوى المنطقة والعالم، وتحويلها إلى ميدان حرب ومعركة لا نهاية لها، وحذر الأعداء بأنهم لم ولن يصلوا إلى أهدافهم المشؤومة، بل ستشتد أمامهم أمواج الجهاد المتلاطمة، وعواقب هذه الدسائس ستكبدهم قبل غيرهم خسائر وأضرار ليسوا لها بالحسبان، يقول سماحته:
إنّ إدارة کابل العمیلة والمحتلّین لم يشمّروا عن سواعدهم لتدمیر هذا البلد من الداخل فقط، بل یسعون عن طریق عقد المواثیق الإستعماریة إلی تنحیة أفغانستان إقلیمیاً وعالمیاً أیضاً، ویوفّرون بهذه المواثیق الاحتلالیة أسباب استمرار الحرب في هذا البلد، فلیعلم المحتلّون ورفاقهم أن عقد الاتفاقیات الاستراتیجیة سیحمل لهم عواقب سیّئة مهما وضعوا علیها أختام القرارات الشعبیة عن طریق المجالس الشعبیة المزوّرة التي تُدعی بـ (لویاجرغا).إنّ الشعب الأفغاني لن یقبل بمثل هذه القرارات، لأنّ الذین یوقّعون علیها لا یمثّلون الشعب، والممثلون الحقیقیون لهذا الشعب في إجتماعاته الشعبیة لم يصادقوا علی مرّ العصور علی القرارات التي تحمل لهم الذل والإستعباد. فالذین یوقعون الآن على مثل هذه القرارات هم لا یمثلون الاجماع الشعبي لهذا الشعب، وقراراتهم مرفوضة قطعاً.
كما عد مشروع الانتخابات التمثيلي في حين احتلال البلد مؤامرة للعدو، التي يريد خداع الشعب الأفغاني من خلالها، لكنهم لن سيحققوا أملهم هذا؛ لأن الشعب يدرك الحقيقة! ويعرف أن أمريكا أنما تدف طبول الانتخابات لأجل تحقيق مصالحها الشخصية، وإذا علمت أمريكا أن الانتخابات لا تعود لها بالنفع، فلا تهمها الانتخابات ولا تهمها نتائجها القانونية، وأوضح نموذج حي لذلك المأساة الأخيرة التي شهدتها دولة مصر الإسلامية.
وألفت سماحته النظر إلى تلك الأعمال الفاضحة التي ارتكبها بعض الشخصيات المنسوبة للعلم في الأونة الأخيرة، بحث وتشجيع من قبل العدو، حيث داسوا من خلالها الأصول الإسلامية، والثوابت والقيم الشعبية، إرضاءً للمحتلين! فالعدو يسعى أن يقلب الحقائق، والوقائع الأرضية في أذهان العامة بواسطة أمثال هؤلاء! وهذه المحاولة أيضا لن تعود له بعظيم فائدة، فالشمس لا تغضى بغربال! كما نادى سماحة أمير المؤمنين أؤلئك الواقفين في صفوف العدو أن يتركوا تلك الصفوف ويقفوا إلى جانب شعبهم ضد الاحتلال والمحتلين، كي يسعدوا في الدنيا والآخرة.
وقد طمأن سماحته الشعب والعالم بأسره تجاه أفغانستان المقبل، وأن إمارة أفغانستان الإسلامية ستبذل قصارى جهودها في بناء نظام إسلامي مستقل يحتضن جميع أطياف الشعب الأفغاني، ويضمن حقوق كل فرد من أفراده، وأن سياسته مع العالم ودول الجوار تكون مبنية على أساس الاحترام المتقابل، ولا يكون فيها ضرراً لأحد.
ولأجل ألا يستفيد العدو من بعض الشخصيات باسم الإمارة الإسلامية لأجل مصالحها المشؤومة، فقد بين سماحة أمير المؤمنين مرة أخرى في كلمات واضحة، أن مسؤولية الاتصال بالعالم، وتدبير الشؤون السياسية لم تفوض إلا للمكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية، وسوى ذلك فإن كل من يسعى ويقوم بفعاليات في هذا المجال تحت أي مسمى كان فإنه لا يمثل الإمارة الإسلامية على الإطلاق.
وفي النهاية دعى جميع الأغنياء من مسلمي العالم أن يواسوا بأموالهم إخوانهم الفقراء والمساكين، وأسر الشهداء والمصابين، ويدخلوا السرور عليهم، وألا ينسوهم في أيام العيد المباركة.