الملا محمد عُمر مجاهد رحمه الله والمُتکبّر جُورج بُش!
مهاجر الفراهي
كُنتَ تُفكّر وتعتقِد كأنه هُو القائِد الأعلى لِلقوات المُسلحة في العالم كُله، في كل لحظة كان يصدُر أمرًا جديدًا. وهدد العالم بأجمعهِ قائلاً: “إما أن تقِفُون إلى جانبِنا أو سوف تحسبون من الإرهابيين!”
حتى الدّول التي تمتلك أسلحة نووية غيرت مسارها لسّنوات نتيجةً لإتصالٍ هاتفيٍ بحت! نشر الخَوف والرُّعبُ في مشارق العالم ومغاربه. قال لهُ أحد مُنافسيهِ القُدامى بلهجة وديّة: “من السّهل جِداً الذّهاب إلى أفغانستان، لكن من الصّعب جداً الخُرُوجُ مِنها وأتمنى ألا تُكرّر أخطأنا (الاتحاد السوفياتي)”.
كان بُوش قد أمر سُفُنهُ الحربية بالتّحرُك باِتجاهِ الخليج العربي. وقام بتحريك الآلية الدِّبلُوماسِية بأجمعها، ولكنه -في ذات الوقت- كان يعمل 24 ساعة في اليوم للاستعداد للحَرب والهُجُوم الغاشِم. ويوماً في مقابلةٍ مع أحد وسائِل الإعلام قال بُوش بنفسهِ: “أن الله أمرني بغزو العراق وأفغانستان”!
كان بعضُ جِيرانِنَا يبسطون السجادات الحمراء لجيش العدوان ويمنحونهُم المطّارات بأكملها لهُبُوطِ طائراتهِم الحربية وطيارات المراقبة، وكان العالَم بأجمعِهِ يُراقب الوضع بنفاد الصبر.
لقد كان (بوش) متعجرفًا ومغروراً لدرجةٍ أنهُ لم يلتزم بأي قانون من قوانين العالم، وقَدِمَ لنا خيارين فقط إما “المَوت أو الأسر والإعتقال”. وقال حول أسامة إبن لادن: “يجب أن تسلمنا إياه بأيدي مصفّدة، لنحاكمه هُنا في أمريكا”.
من جهة أخرى، وقف زعيم الإمارة الإسلامية الرّاحِل المُلا مُحمَّد عُمر مُجاهِد رحمه الله بعزيمة حازمة ووقفة قوية في مواجهةِ كُل هذه التهديدات وقال مقُولتَهُ التاريخية والفخورة: “بُوش وعدنا بالهزيمة واللهُ تَعالى وعدنا بالظفر والنَّصر، سَنرى أيُّهمَا يتحَقّق!”
في مقابلتهِ الأخيرة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أجاب بطريقة واضحة وكريمة للغاية، ردًا على سؤال داود جُنبش حين سألهُ: هل تأمل في اِستعادة نفس الفوز والنجاحات الحربية مَرة أخرى؟ أجاب: “نحن بعد مدة قليلة نتأمل بالفوز كما تراهُ اليوم، التّغيير الآخر سَيكُون بعد قليل بنفس الطريقة”.
ثم قال له كتأكيدٍ أكثر: “أنا لا أخبرك مُجرّد قول؛ الإنسحاب الأمريكي من قمة القائمة والاقتراب من النهاية هو نبوءة، تقبل أو لا تقبل، إنهُ إختياركَ. سوف نرى النتيجة في الوقت الملائم”.
كان بوش فخورًا جدًا بقُوّتهِ وتَقنيته الفنّية لدرجة أنه فقد حَواسهُ ولم يستمع لنصائِح أحد. وأخيراً في الخامس عشر من شهر ميزان – عام1380 من السّنة الهجرية الشّمسية، الموافق لـ 7 أكتوبر 2001 أعطى الأمر لقواتِهِ لبدءِ الحَرب، فأخذت تضرب بلدنا بالنّارِ والحديد مِن الجَوّ والبَحر.
استغرقت هذه الحَملة الوَحشيّة والقبِيحَة والصَّلِيبِيّة عشرين عامًا، ولكن في النهاية ثبتت صحة نبوءة وتوقع العبد الزاهد المُلّا مُحمَّد عُمَر مُجاهِد رحمه الله رحمة واسعة.
أمريكا هُزمت، وسقطوا على ركبهم، وأصبحوا مهزومين، ولم يصلوا إلى أهدافهم التافهة. وكانت هذه الحَربُ أطول حربٍ في تاريخ الأمريكان. الحرب التي بقيت ميراثاً سيئاً لأربعة رؤساء أمريكيين، والذين انهزموا في كل الجوانب؛ منها المالية والبشرية والسًّمعة وما إلى ذلك.
حسبنا الله ونِعم الوكيل، نِعم المولى ونِعمَ النصير.