الموقف السياسي الواضح للإمارة الإسلامية
نشر يوم الثلاثاء الماضي الموافق للسابع والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1437 هـ رسالة تهنئة لسماحة أمير المؤمنين شيخ الحديث المولوي هبة الله أخوندزاده (حفظه الله ورعاه)، حيث كان له زخم إعلامي كبير، وتم ترجمته إلى مختلف لغات العالم، وعلق عليه المحللون، وجلب رأي العالم إلى مسألة أفغانستان، وقدم صورة واضحة لبصيرته السياسية، وعاطفته الإنسانية، وعزيمته الإسلامية، وفكره واهتمامه العميقين تجاه الشعب الأفغاني.
هذه الرسالة التي كتبت بروح إسلامية، ولهجة دبلوماسية حملت في طياتها مجموعة من الاقتراحات لحل أزمة البلد، كما سلطت الضوء على السياسة الداخلية والخارجية للإمارة الإسلامية، وأشارت إلى مسائل مهمة منها: تقوية الصف الجهادي، ووحدة المجاهدين، والعهد على تنفيذ الشريعة الإسلامية، واحترام كل فرد من أفراد هذا الشعب، والاهتمام بالأهداف، والمحافظة على مصالح الشعب، وحرية البلد وإنهاء الاحتلال، والعفو عن المخالفين، والسعي في وحدة جميع الشعوب والقبائل… وغيرها من المسائل.
لقد شرح في الرسالة الموقف السياسي للإمارة الإسلامية، وتم التركيز على الحركة السياسية إلى جانب الجهاد المسلح، وحسب اعتقاد هذا الزعيم المؤمن فإنه يتوجب علينا الجهاد من أجل تحرير البلد وإنهاء الاحتلال، لكنه مع هذا سيكون باب السياسة مفتوح، وفي هذا المجال فوضت الإمارة الإسلامية للمكتب السياسي مسؤولية مواصلة المحاولات والجهود لحل أزمة بلدنا الحبيب، ومن جهة أخرى تمت المطالبة من أمريكا أن تتخذ موقفاً سياسياً معقولاً، فقد جاء في النص الرسالة: (شعب أفغانستان المسلم لا یخاف من استعمالکم لوسائل القوّة … فلتترکوا تجربة مزید من التجارب الفاشلة في إعمال القوّة، ولتستسلموا للحقائق، و لتضعوا نقطة النهایة لاحتلالکم لهذا البلد)
ونظراً للأوضاع الداخلية فإن الرسالة دعت الحلفاء الداخليين للمحتلين بأن يكفوا عن مساندة العدو وينضموا إلى الصف الإسلامي، كما طمئنت الشعب بأن السياسة الداخلیة للإمارة الإسلامية ستكون مبنية على الأصول الإسلامية، والعدل، والمساواة، والتقوى، والأمانة، والأهلية، فقد جاء في الرسالة: (إن جمیع فئآت الشعب الأفغاني تحتاج بعضها إلی البعض الأخری، و إنّ تکامل النظام الإسلامي و تحقیق القوّة و الحرّیة هو إنّما في اتّحاد الأفغان و تضامن بعضهم إلی بعض. و إنّ دیننا یأمرنا بالأخوّة الإسلامیة و أداء الأمانة، و تفويض الأمور إلی أهلها. )
كما أظهر سماحة زعيم الإمارة الإسلامية الجديد عزمه وإصراره على بذل السعي والجهد في القضاء على الإحتلال، وتحكيم الشريعة الإسلامية، وإقامة نظام إسلامي في أفغانستان كأسلافه، وأنه سيمضي على خطى قائد الإمارة الإسلامية ومؤسسها أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد، والشهيد سماحة أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور (رحمهما الله تعالى). والله الموفق.