الولايات المتحدة الأمريكية ترضخ لعزيمة الإمارة الإسلامية في أفغانستان
“الولايات المتحدة الأمريكية دمرت أفغانستان.. إنها لا تستطيع أن تغادر الآن” تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “جارديان” البريطانية مقالا للكاتب “سيمون تيسدال” حول قرار الرئيس الأمريكي “ترامب” الانسحاب من أفغانستان، والذي جاء فيه “الانسحاب الأمريكي من أفغانستان قريبا، ليس انسحابا مشرفا ولكنه استسلام”، بهذه الشهادة المشرفة للجهاد الأفغاني من العدو، تبدأ مرحلة جديدة من النصر القادم بعد صبر وتضحية طويلة الأمد.
الإمارة الإسلامية تشن هجوما نوعيا جديدا:
أعلن مجاهدو الإمارة الإسلامية يوم الجمعة عن بدء هجوم انغماسي على أكبر القواعد الجوية الأمريكية “شوراب” في مديرية “واشير” بولاية هلمند، حيث يستقر فيها فيلق ميوند بالجيش العميل أيضا، وتمكنوا من الوصول إلى داخلها واستهدفوا جنود الأمريكان وعملاءهم من كوماندوز الجيش العميل على الفور.
وحسب المتحدث الرسمي للإمارة الإسلامية في أفغانستان “قاري أحمدي” فإن القاعدة المستهدفة هي مصدر تخطيط وانطلاق جنود الاحتلال وكوماندوز الجيش العميل لشن عمليات قصف ودهم وإنزال ضد المدنيين العزل في ولاية هلمند والولايات المجاورة والتي أدت لمقتل عدد كبير من الأهالي العزل وتدمير عشرات المنازل والأسواق، والمساجد والتأسيسات العامة.
كيف تمت العملية؟
وشرح “أحمدي” تفاصيل العملية النوعية قائلا: “شارك في هذه العمليات البطولية 9 من المجاهدين الأبطال جميعهم كانوا مدججين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، وأسلحة القنص، والمعدات العسكرية المهمة، والقنابل اليدوية، استطاع المجاهدون الدخول إلى قاعدة شوراب من ثلاث جهات وفق تخطيط خاص، فباغتوا العدو بالنيران والانفجارات والهجمات، حيث استمرت لمدة 46 ساعة”، مشيرا إلى أن تركيز الانغماسيين أثناء العمليات على قتل الجنود، وتدمير الآليات والتجهيزات والمنشآت.
محصلة الخسائر العسكرية والمادية في القاعدة الجوية:
ونشرت قناة الإمارة الإسلامية الرسمية يوم أمس الأحد إحصائية لخسائر المحتل الأمريكي والجيش الأفغاني العميل إثر هذه العملية البطولية حيث قتل 397 جنديا محتلا وعميلا، منهم 137 أمريكيا، من بينهم 15 طيارا و18 مهندس طائرات، كما قتل قائد حماية القاعدة “سراج” وقيادي بالقوات الخاصة “منصور” و240 جنديا منهم 142 من جنود القوات الخاصة و118 من جنود الجيش العميل، ودمرت مروحيتان للجيش العميل، وعدة مروحيات وطائرات للقوات المحتلة، و33 مدرعة، بالإضافة لهدم أكثر من 40 % من منشآت وتأسيسات القاعدة -حسب الموقع الرسمي للإمارة-.
رسالة هذه العمليات على لسان الإمارة الإسلامية:
وأكدت الإمارة أن هذه العمليات “تثبت للمحتلين وحلفائهم وعملائهم بأنه لا فرق عندنا بين القول والعمل، وأننا عندما نقطع على أنفسنا وعدا نيابة عن شعبنا الأبي فإننا نفي بما وعدنا، وسنحاسب المجرمين والجناة، وسنأخذ منهم ثأر شعبنا ومقدساتنا وقيمنا، وإن لم يلزم العدو طريق التعقل بعد هذا، وواصلوا جرائمهم وجناياتهم في حق الشعب الأفغاني المظلوم، فإننا نعدهم بما هو أدهى وأمر، وإننا سندافع بكل عزم وفخر عن شعبنا وديننا وحقوقنا وحدودنا” -كما أفادت الإمارة-.
هذا وانخفض عدد القوات الأجنبية في أفغانستان بكثرة، منذ بلوغها ذروة حجمها عام 2010، حيث بلغت نحو 130 ألف عنصر يتبعون “للتحالف الدولي”، بينهم 100 ألف جندي أمريكي، ليعلن “ترامب” مؤخرا أنه سيعيد قواته من أفغانستان البالغ عددهم نحو 14 ألف جندي فقط كجزء من أعداد حلف “الناتو” -التي تقوده الولايات المتحدة-، لتدريب ودعم الجيش الأفغاني العميل، بعد المفاوضات التي تجري مع الإمارة الإسلامية في قطر لإنهاء الحرب الأفغانية المستمرة منذ أكثر من 17 عاما.