مقالات الأعداد السابقة

اليهود كما يعرّفهم القرآن

إعداد: الشيخ أبوعبد الله المهاجر حفظه الله

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٍ، وكل بدعةٍ ضلالةٍ، وكل ضلالةٍ في النار، وبعد.

قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، فالغاية التي خلق الله النّاس جميعاً من أجلها هي عبادته سبحانه وتعالى وحده بامتثال ما شرعه على ألسنة رسله عليهم السلام، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ}. وفي هذا الأمر (عبادة الله وحده) انسقم الناس فريقين: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ}، فاستجاب فريق من الناس لأمر الله وأطاعوا رسله، وأعرض فريق آخر وكذّبوا الرسل وحاربوهم. قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ}، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ}، وقال تعالى: {وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ}. وروى البخاري عن جابر -رضي الله عنه- قال: (جاءت ملائكة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو نائم ، فقالوا إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا قال بعضهم: إنه نائم ، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان. فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة. فقالوا: أولوها له يفقهها. قال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان.

فقالوا: الدار الجنة، والداعي محمد، فمن أطاع محمدا فقد أطاع الله، ومن عصى محمدا فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس).

 

وبانقسام الخلق إلى مؤمن وكافر: انعقدت العدواة بينهما، قال تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}، وقال تعالى مخاطباً المؤمنين: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا}، وقال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ}، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}، وهذه العداوة الشديدة هي للأنبياء ولأتباعهم من بعدهم وكلما تمسك المسلم بدينه، كلما ازدادت عداوة الكفار له.

ولقد أخبرنا المولى سبحانه وتعالى بأنّ أكثر الناس وأشدّهم عداوةً للمؤمنين هم اليهود إخوان القردة والخنازير، قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، وإنّما كان اليهود أشدّ النّاس عدواة للمؤمنين لِما تتميزت به نفوس اليهود من صفات قبيحة شديدة القبح، تجعلهم أبعد الناس عن قبول الحق والإذعان إليه، ومن هذه الصفات:

1 – الكبر والاستعلاء على الآخرين؛ قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ }، فهم على كفرهم وطغيانهم يزعمون كبراً واستعلاءً على الناس أنهم أبناء الله وأحباؤه. وقال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}.

2 – احتقار الناس أجمع، والنظر إليهم كالحيوانات؛ قال تعالى حكاية عن اليهود: {قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}، وقال تعالى: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ}.

3 – الكذب؛ قال تعالى إخباراً عن اليهود: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، فهم يكذبون على الله تعالى، فكيف بالكذب على النّاس! وقال تعالى أيضاً: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

4 – الخيانة ونقض العهود؛ قال تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ}، وقال تعالى: {وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا. فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ}.

5 – قسوة القلب؛ وقال تعالى عن اليهود: {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، والقلوب الغلف هيهات أن يصل إليها نور الإيمان وهيهات أن تخشع لكلام الرحمن، وقال تعالى عنهم: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ}. وقال تعالى -كذلك- عن اليهود: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}.

والقلوب التي هي أشدّ قسوة من الحجارة هل يُنتظر منها خير، وهل يرجى منها صلاح؟ كيف وهم قتلة الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}، وقال تعالى عن اليهود: {قال تعالى: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}.

ومن كانت قلوبهم تسمح لهم بقتل الأنبياء، فهل يُشفقون على غيرهم من الشيوخ والنساء والأطفال كما يفعلون اليوم في فلسطين؟!

فاليهود سفّاكوا الدماء ومصّاصوها، سفكوا دم الأنبياء ثم خرجوا يلعبون ويأكلون كأن شيئاً لم يكن.

6 – الحسد والحقد الأسود على المؤمنين، قال تعالى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}. وقال تعالى عنهم أيضاً: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}، فقلوب اليهود تشتعل حقداً، وتتقطع غيظاً على المؤمنين، قاتلهم ما أسود قلوبهم وأخبثها.

 

ولذلك كله فإنّ اليهود رغم معرفتهم بأنّ الإسلام هو وحده دين الحقّ، فإنّهم يعرضون عن الحق ويدفعونه، مع تيقنهم بأنّ الإسلام هو دين الله المنزّل من عنده، وذلك لفساد قلوبهم وحقدهم وحسدهم للمسلمين وتكبرهم واستعلاهم على الإسلام وأهله. قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}، فهم يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم أي معرفة يقينية لاشك فيها ولا شبهة، ورغم ذلك كفروا به وحاربوه عناداً واستكباراً لا غير.

وقال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، فطبيعة اليهود كما أخبر تعالى ومن أصدق من الله قيلاً ومن أحسن من الله حديثاً أنهم: يَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ.

وقال تعالى – كذلك – عنهم: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ}، فتأمّل قوله تعالى: {مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} تُدرك أنّ عداء اليهود للمؤمنين هو عن علم ومعرفة وبصيرة وكراهية وبغض للحق وأهله.

وأعظم من ذلك أنّ الله سبحانه وتعالى أعلمنا أنّ اليهود كانوا ينتظرون مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يبشرون بقرب ظهوره، وكانوا يستفتحون بذلك على الكفار العرب، فلمّا بُعث النبي صلى الله عليه وسلم من العرب أنفسهم لا من اليهود كفروا به وحاربوه.

قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}.

ومنذ اليوم الأول لظهور الإسلام واليهود يعملون بقوة ونشاط لمحاربة هذا الدين والقضاء عليه ومحوه بالكلية من الأرض، وخططهم وأساليبهم في حرب الإسلام كثيرة وقد همّوا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم نفسه إلا أنّ الله أبطل وأفشل كيدهم ومكرهم.

ومن أعظم وسائل اليهود في حربهم على الإسلام وأهله: الكيد والمكر وإثارة الفتن بين المسلمين بعضهم بعضاً.

قال تعالى مخبراً عن مكائدهم ودسائسهم في إثارة الفتنة بين المؤمنين: {وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

وقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.

فاليهود هم محركوا الحروب ووقودها، وهم أساس نشر الفساد في العالم أجمع، ولايهدأ لهم بال ولايقر لهم قرار حتى يفتنوا المسلمين عن دينهم، ويوقعوهم في الكفر والردّة عياذاً بالله.

قال تعالى: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ}. وقال تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.

وإذا كان اليهود بهذه النّفوس الخبيثة، والصفات الدنيئة، والقلوب السوداء التي لا يحركها هدى ولا يُؤثر فيها حق مهما كان سطوعه ونوره فليس هناك أجدى ولا أنفع في التعامل معهم من السيف، وهو الدّواء الرباني لأدوائهم الشيطانية، قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ}.

وقال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى