تحليل الأسبوع

ايجاد المشاكل للنساء باسم المساعدات

1-flagتشير التقارير بأن أمريكا الاحتلالية خصصت مبلغ مئاتي مليون دولار بذريعة ايجاد فرص العمل للنساء الأفغانيات، وهناك مؤشرات أن تقوم رفيقتها مثل بريطانيا، أستراليا، واليابان، باتخاذ خطوة مشابهة، هذه أول مرة تخصص فيها على المستوى الدولي هذا المبلغ الكبير لانحراف النساء، تستفيد من هذا البرنامج فقط البنات و النساء اللاتي تتراوح أعمارهن مابين 18 إلى 30 عاما…؟!

تحظى المرأة  في المجتمع الأفغاني باحترام خاص ولها مكانة فريدة، العوام والخواص يقدرونها ويوقرونها، و بفضل النساء تقام الروابط الأسرية والمساهرة بين العوائل والأقوام المختلفة، تنظر إلى النساء بأنهن أمهات حنونات وأخوات عزيزات وبنات مدللات، وربات البيوت صاحبات الصلاحيات، إن حجابهن وخمارهن يعتبران تفاؤل الخير ولهذا السبب من أجل إنهاء كثير من الخصوصات والعداوات تقدم النساء الشهيمات بسط خمارهن ويدعين الناس بصوت مشفق للسلام والصلح وفي النهاية تتحول الخصومات والعدوات إلى السلام والمحابات.

لكن المحتلين وعملائهم دائما يسعون أن ينقصوا من مكانة هذه الدرة الأفغانية الغالية، وأن يدنسوا شرفها، وتحت عنوان تقديم المساعدة للنساء يعكروا صفوة الاعتماد بينهن وبين الرجال، يقومون بالدعاية والتبليغات لهن ضد الدين الإسلامي والتقاليد الأفغانية تحت غطاء الحرية والعمل وحقوق التعليم، ويشجعونهن إلى معصية الخالق ومعارضة مجتمعهن والانحراف على أمل منحهن المال والمناصب الحكومية.

قام الأمريكيون ورفاقهم بدعاية شنعاء خلال أثنتى عشرة سنة ماضية لدرجة اعتبروا حجاب المرأة الأفغانية ولباسها المحتشم وخمار عزها شعارا للمجتمع المتخلف وعادات بليدة، واتهموا العفيفات المقرات في بيوتهن بجاهلات عن حقوقهن، وبواسطة إعلامهم ودعايتهم حثوا النساء المحتشمات أن يلعبن خلافا لتقاليدهن الأسرية والثقافة المجتمعية، لكي تنتقل حياؤهن ومكانتهن العظيمة إلى الانحطاط والسفور، وينلن شرف حياة بلا ضوابط وتمدنا ورقيا غربيا.

إن مساعدات الأمريكيين للنساء في الحقيقة هي جزء مخطط مدروس من أجل ايذائهن وزجرهن، والقوات الصليبية تسعى أن تتركز على ذلك الجانب في المجتمع الذي وقع تحت الاضطهاد من جهة ومن جهة أخرى يستفاد منه بشكل أكبر لدمار وخراب المجتمع، وإلا فإن هذه المساعدات كانت أولى أن تقدم إلى تلك الأسر الأفغانية المهاجرة التي تعاني من مشاكل عدم مأوى في أرجاء أفغانستان ومنها في العاصمة كابل، التي لا بيوت لها ولا ماء شرب نظيف ولا طعام كاف، فيموت أطفالها في أحضان أمهاتهم بسبب الجوع والمرض!!

هؤلاء رفقاء الشيطان يدخلون بين المرأة وزوجها بشكل الشيطان يدمرون حياتهما السعيدة وسلطانهما المعنوي، ويفرقون بينهما، ونتيجة شيطنتهم تنشب مشاكل عائلية بينهما بحيث تكون المرأة المظلومة أول ضحية لها، وهنالك لن تنفع تلك المسكينات هؤلاء الظالمون ، وفقط يستخدمهن من أجل دعايتهم وتبليغاتهم.

وقضية السيدة/ نورزية اتمر، مثال واضح على ماذكرناه آنفا، فهي كانت عضو سابق في ما يسمى بالبرلمان في كابل، وشاعت مشاكلها العائلية ومنذ سنتين تعيش في بيت الأمن حسب اصطلاح الاحتلاليين، ونترك الحكم للقراء والمتابعين هل هي قامت بعمل جيد أم قبيح؟ هل هي ملومة أو زوجها، هنا يجب التفكير في نقطة واحدة أن ما هو احساسها الآن، وما مدى الضرر الذي لحق لمكانتها واعتبارها في المجتمع؟ وإلى أي حد تعيش تحت الضغط المعنوى من قبل أقاربها وأقرانها؟ فحياتها صارت ضحية لترويج الأيديالوجيا الغربية والثقافة الأجنبية! لكن يا ترى ماذا استفادت هي؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى